كل ما تحتاج إلى معرفته حول تفشي جدري القردة
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الجدري «إمبوكس» يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً - حيث تسبب نوع جديد من الفيروس في تفشي المرض بوسط وغرب إفريقيا وانتشر إلى السويد
بقلم غرايس وايد
أعلنت منظمة الصحة العالمية The World Health Organization (اختصاراً: المنظمة WHO) حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً بسبب جدري القردة (إمبوكس) Mpox (المعروف سابقاً Monkeypox) في وسط إفريقيا وغربها. وهذه هي المرة الثانية في غضون عامين التي ينتشر فيها المرض بدرجة كافية لدفع المنظمة WHO إلى مثل هذا الإعلان. في 15 أغسطس 2024، أكد مسؤولو الصحة السويديون وجود حالة كأول إصابة معروفة خارج إفريقيا بسلالة جدري القردة التي تسبب تفشي المرض حالياً.
ما جدري القردة؟
جدري القردة هو مرض معدٍ يسببه فيروس ينتمي إلى عائلة الفيروس نفسه المسبب للجدري Smallpox. ينتشر بانتظام بين الحيوانات في وسط إفريقيا وغربها مثل القوارض والقردة، ولكنه ينتقل أحياناً إلى البشر، مما يتسبب في تفشي المرض على نطاق محدود.
هناك سلالتان متميزتان من جدري القردة: الفرع الحيوي الأول Clade I والفرع الحيوي الثاني Clade II. يرتبط الفرع الحيوي الأول بمرض أكثر شدة وخطر أعلى للوفاة. إن النوع الفرعي Subtype من الفرع الحيوي الأول، المسمى الفرع الحيوي Ib (Clade Ib)، هو المحرك لتفشي المرض الحالي، في حين أن تفشي جدري القردة العالمي في عامي 2022 و2023 كان مدفوعاً بنوع فرعي من الفرع الحيوي الثاني Clade II.
حتى الآن، لا يوجد دليل يشير إلى أن الفرع الحيوي Ib أكثر خطورة من سلالة I الأصلية، وفقاً لما ذكره جوناس ألبارناز Jonas Albarnaz من معهد بيربرايت Pirbright Institute بالمملكة المتحدة في بيان صحافي.
كم عدد حالات الإصابة بإمبوكس في عام 2024؟
أفادت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها Africa Centres for Disease Control and Prevention في إفريقيا في 13 أغسطس أن هناك أكثر من 17 ألف حالة مشتبه بها في معظم أنحاء القارة. وقالت الوكالة في البيان: «هذا مجرد غيض من فيض عندما نفكر في العديد من نقاط الضعف في المراقبة والاختبارات المختبرية وتتبع المخالطين».
تم الإبلاغ عن 15664 حالة و537 حالة وفاة حتى الآن في جمهورية الكونغو الديمقراطية وحدها، وفقاً للمنظمة WHO. وهذا يتجاوز الإجمالي المرصود في عام 2023، وفقاً لبيان صادر عن تيدروس أدهانوم غيبريسوس Tedros Adhanom Ghebreyesus من المنظمة WHO في 15 أغسطس.
أين اكتُشف فيروس جدري القردة؟
بدأ تفشي الفيروس الحالي في بلدة تعدين صغيرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وانتشر الفيروس المتحور Variant الجديد الآن إلى 11 دولة إفريقية أخرى على الأقل، بما في ذلك أربع دول لم تبلغ من قبل عن وجود إمبوكس: كينيا ورواندا وبوروندي وأوغندا. كما تم اكتشاف إمبوكس في شخص واحد بالسويد.
ما مدى خطورة فيروس جدري القردة؟
في حين أن أكثر من 99.9 % من الأشخاص الذين يصابون بالفرع الحيوي الثاني يبقون على قيد الحياة، فإن تفشي فيروس إمبوكس من الفرع الحيوي الأول أدى إلى وفاة ما يصل إلى 10% من الأشخاص الذين يصابون بالمرض. والأطفال والأشخاص الذين يعانون ضعفَ المناعة أو الحوامل معرضون بشكل خاص للإصابة بهذا المرض الشديد.
ما أعراض الإصابة بإمبوكس؟
عادةً ما يكون أول أعراض الإصابة به هو ظهور طفح جلدي يبدأ على شكل قرحة مسطحة ثم يتطور إلى بثرة قد تكون مثيرة للحكة أو مؤلمة. ويميل الطفح الجلدي إلى الظهور على الوجه قبل أن ينتشر عبر الجسم ويمتد إلى اليدين والقدمين. كما يمكن أن يصاب الأشخاص أيضاً بآفات في الفم أو الأعضاء التناسلية أو الشرج.
يستمر الطفح الجلدي والآفات عادةً ما بين أسبوعين وأربعة أسابيع وغالباً ما تكون مصحوبة بأعراض أخرى مثل الحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والتعب وتضخم الغدد الليمفاوية. تبدأ الأعراض عادةً في غضون أسبوع من الإصابة بالفيروس، ولكنها قد تبدأ في أي وقت من يوم إلى 21 يوماً بعد التعرض. ومع ذلك، يمكن لبعض الأشخاص الإصابة بالفيروس دون ظهور أعراض.
كيف ينتشر إمبوكس؟
ينتشر إمبوكس من خلال الاتصال الوثيق بالأشخاص المصابين بالمرض. وعادة ما يكون ذلك من خلال ملامسة الجلد للجلد، مثل الجنس أو التقبيل أو اللمس. كما يمكن أن ينتشر الفيروس من خلال الرذاذ التنفسي وملامسة المواد الملوثة مثل ملاءات الأسرة أو غيرها من المفروشات أو الأشياء الحادة مثل الإبر. ويظل الأشخاص معديين حتى تلتئم جميع قروحهم.
كما يمكن أن ينتشر إمبوكس من خلال الاتصال بالحيوانات المصابة بفعل التعرض للعض أو الخدش، أو عندما يصطادها الناس أو يأكلونها.
كان الشباب والأطفال الأكثر تضرراً من تفشي المرض الحالي، وهو الاتجاه الذي لم يُشاهد في تفشي المرض في عامي 2022 و2023. وفي بعض مقاطعات جمهورية الكونغو الديمقراطية، يشكل الأطفال دون سن 15 عاماً ما يصل إلى 69% من الحالات المشتبه بها.
كيف يعالج إمبوكس؟
يتكون العلاج في المقام الأول من إدارة الأعراض ومنع المضاعفات مثل العدوى الثانوية. استُخدمت بعض مضادات الفيروسات التي تم تطويرها في الأصل لعلاج الجدري أيضاً لعلاج إمبوكس في الماضي. ومع ذلك، وجدت نتائج تجربة حديثة لعقار تيكوفيريمات Tecovirimat المضاد للفيروسات، والذي استُخدم في تفشي المرض السابق، أنه لم يكن فعالاً ضد فيروس النوع الحيوي الأول. يجب على الأشخاص المصابين بإمبوكس عزل أنفسهم وارتداء قناع. يجب عليهم أيضاً تجنب خدش القروح، مما قد يمنعها من الشفاء ويزيد من خطر الإصابة بالعدوى الثانوية ويتسبب في انتشارها إلى أجزاء أخرى من الجسم.
هل يوجد لقاح ضد إمبوكس؟
هناك لقاح ضد إمبوكس، والذي يوفر أفضل حماية بعد جرعتين. كما وجد أن لقاحات الجدري تحمي ضد إمبوكس، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كانت أي من هذه اللقاحات ستكون فعالة ضد المتحور الجديد من إمبوكس.
يُنصح الأشخاص بالحصول على التطعيم فقط إذا كانوا معرضين لخطر كبير للإصابة به. وبالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يعيشون في المناطق المتضررة من تفشي المرض الحالي، فإن الخطر يظل منخفضاً جداً.
قال جيمي وايتورث Jimmy Whitworth من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي London School of Hygiene & Tropical Medicine في بيان إن البلدان في إفريقيا لديها حالياً إمدادات ضئيلة أو معدومة من اللقاح، على الرغم من أن التقديرات تشير إلى أن المنطقة بحاجة إلى 10 ملايين جرعة.
© 2024, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC