أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
Advertisement
ملف خاص

فوائد الأدوية المضادة للشيخوخة ستفوق سلبياتها

لا ينبغي لنا أن نخشى التقدم الطبي الذي يُطيل الحياة بسبب عواقب غير مقصودة. وإذا تمكنا من جعل الحياة أطول وأصح، فإن المشكلات المحتملة هي ثمن يستحق أن ندفعه

صورة: Laurynas Me/ Unsplash

بقلم نيو ساينتست

شهد مجال طب مقاومة الشيخوخة Anti-ageing توسعاً كبيراً في الأعوام الأخيرة، إذْ ترجمت الاكتشافات المتعلقة بالبيولوجيا الأساسية للشيخوخة إلى علاجات تجريبية. وأحدث ينابيع الشباب المتدفقة من المختبر موجود بصورة لقاحات Vaccine ضد الأمراض المرتبطة بالعمر، السرطان Caner وأمراض القلب Heart disease والخرف Dementia وغيرها. يمكن أن تصير أولى هذه العلاجات متاحة بحلول نهاية العقد. ويجري أيضا تطوير لقاحات متعددة الأغراض مضادة للشيخوخة (انظر: اللقاحات الجديدة المضادة للشيخوخة تعد بالوقاية من أمراض مثل ألزهايمر).

إن إيجابيات مثل هذه اللقاحات جلية. فأي شيء يحدّ من تأثير الحالات الصحيّة المرتبطة بالعمر في الأشخاص الذين يعيشون حتى الشيخوخة – فضلا عن تأثيرها في أحبائهم الذين غالبا ما يؤول الاعتناء بهؤلاء المسنين إليهم – لابد أن يكون موضع ترحيب. كما أنها تعد بإحداث تغيير في التكاليف الاجتماعية والاقتصادية المنهكة بصورة متزايدة التي تسببها هذه الأمراض.

من المرجح أن يكون المجتمع طويل العمر مجتمعا راكدا

لكن كما هي الحال مع جميع التدخلات المضادة للشيخوخة، فهناك جوانب سلبية محتملة أيضا. فإذا عاش الملايين من الناس حياة أطول بكثير، فإننا نخاطر بحدوث انفجار سكاني على كوكب تستنزف موارده بالفعل. وإذا كان تأثير اللقاحات مقتصرا في تأخير ظهور الحالات المرضية المرتبطة بالعمر، فإنها لن تؤدي إلّا إلى تأجيل العبء الواقع على الناس والمجتمع. وكما أخبرنا فينكي راماكريشنان Venki Ramakrishnan الحائز على جائزة نوبل في وقت سابق في هذا العام، من المرجح أن يكون المجتمع طويل العمر مجتمعا راكدا.

هذه مخاوف شائعة. فالجواب الجاهز هو أن الهدف هو زيادة فترة الصحة Healthspan. وهذا يعني أن الناس سيعيشون لفترة أطول، من دون أمراض الشيخوخة، ثم يتدهورون فجأة ويموتون.

هذه هي الفكرة على الأقل. ولن نعرف النتيجة إلا بعد تطبيق العلاجات على نطاق واسع، وعندها سيكون الأوان قد فات لإعادة الجِنيِّ إلى القُمْقم. لكن هذا ليس خيارا فعليا على أي حال. فإذا كانت اللقاحات وغيرها من العلاجات المضادة للشيخوخة فعالة وميسورة التكلفة، فستستخدم.

إلى جانب ذلك، لا يمكن لأحد أن يقول إنّ الابتكارات مثل المضادات الحيوية Antibiotic واللقاحات ووسائل التشخيص المتقدمة كانت فكرة سيئة على الرغم من أنها كانت من فَتَح باب عصر الأمراض المرتبطة بالعمر. وعلى نحو مماثل، لا ينبغي لنا أن نخشى التقدم الطبي المنقذ للحياة بسبب عواقب غير مقصودة. إذا تمكنا من جعل الحياة أطول وأقل إيلاما، فإن الجوانب السلبية هي ثمن يستحق أن ندفعه.

© 2024, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى