قد يتمكن علماء الفلك أخيراً من تفسير إشارة «wow» الغامضة
إشارة راديو اكتشفت في عام 1977 - والتي يُزعم أحياناً أنها دليل على وجود كائنات فضائية - ربما تكون ناجمة عن شعاع من الأشعة الميكروية يشبه الليزر
بقلم أليكس ويلكنس
في عام 1977، اكتشف العلماء إشارة راديوية غير مفسرة تُعرف بإشارة «واو!» Wow!، والتي فسرها البعض على أنها رسالة من كائنات فضائية، وربما هي نتيجة لشعاع ليزر مَجريّ طبيعي.
في 15 أغسطس 1977، اكتشف تلسكوب «بيغ إير» Big Ear telescope الراديوي في جامعة ولاية أوهايو Ohio State University انفجاراً قصيراً وقوياً من الموجات الراديوية بنطاق ضيق غير عادي من الترددات، على غرار تردد الانبعاث الطبيعي Natural emission frequency للهيدروجين الذري Atomic hydrogen. فلم يكن من الممكن لأي عملية فلكية معروفة أن تنتج مثل هذا الانبعاث، وقد سجل عالم الفلك جيري إيمن Jerry Ehman، الذي عمل في التلسكوب، عبارة «واو!» بقلم أحمر على نسخة مطبوعة من الإشارة.
لقد تحدت إشارة «واو» الشهيرة التفسير على مدى العقود التي مرت منذ رصدها. وقد قال بعض الناس، في غياب تفسير أكثر إقناعا، إن حضارة فضائية متقدمة ربما تكون مسؤولة عن ذلك. كما طرح علماء الفلك أفكارا أقل غرابة، مثل المذنبات سريعة الحركة التي تطلق سحبا من غاز الهيدروجين، ولكن لم يكن من الواضح كيف لها أن تنتج إشارة قوية بما فيه الكفاية.
والآن، رصد آبل مينديز Abel Méndez من جامعة بورتوريكو University of Puerto Rico في أريسيبو وزملاؤه إشارات مماثلة من سحب من ذرات الهيدروجين أمام نجوم قزمة حمراء Red dwarf في مجرتنا. وعلي الرغم من أن هذه الإشارات أقل قوة من إشارة واو الأصلية، إلا أن مينديز وفريقه يعتقدون أن مصدرَ ضوء قويّاً يمر خلف السحب، مثل وميض نجم نيوتروني Neutron star شديد المغناطيسية – أو ما يعرف بنجم مغناطيسي Magnetar – قد يحفز ذرات الهيدروجين على إطلاق شعاع من الأشعة الميكروية، المعروف اختصار بالأشعة ميزر Maser.
بدأ مينديز بالبحث عن إشارات تشبه إشارة واو! عندما أدرك أن تلسكوب أريسيبو Arecibo telescope، الذي انهار في عام 2020، وتلسكوب بيغ إير لهما إعدادات تجريبية Experimental set-ups مماثلة. كان هو وفريقه يبحثون بالفعل عن إشارات من نجوم قزمة حمراء قريبة كجزء من مشروع يبحث عن كواكب خارجية صالحة Habitable exoplanets، لذلك بحثوا بدقة في هذه البيانات ووجدوا أمثلة متعددة كانت متشابهة بشكل ملحوظ في نطاق ترددها مع إشارة واو!.
يقول مينديز: «الإشارات التي اكتشفناها من هذه السحب أقل سطوعاً Bright لأنها لا تضيئها نجمة مغناطيسية. عندما تُجري الحساب، ستكون أكثر سطوعاً بكثير [إذا كانت كذلك]».
في حين رصد علماء الفلك أشعة ميزر في الفضاء منبعثة من جزيئات الهيدروجين Hydrogen molecules – أزواج من ذرات الهيدروجين المرتبطة ببعضها البعض – إلا أنهم لم يرصدوا قطُّ شعاعاً من سحابة هيدروجين ذرية، وهو ما سيكون مطلوباً لإعادة إنتاج إشارة واو!، كما يقول مينديز. ويقول مينديز إن إثبات أن هذا هو سبب الإشارة سيكون اكتشافاً فلكياً في حد ذاته. ومن الممكن أن يعود علماء الفلك ويمسحوا الجزء الأصلي من السماء لمحاولة العثور على سحابة هيدروجين أمام نجم مغناطيسي، ولكن ما لم يكن هذا الجسم يطلق شواظاً Flare، وهو حدث نادر جداً، فسيكون من الصعب رصده، كما يقول مينديز.
يقول مايكل غاريت Michael Garrett من جامعة مانشستر University of Manchester بالمملكة المتحدة إن هذه فكرة مثيرة للاهتمام، ولكن من غير الواضح ما إذا كان من الممكن وجود ميزرات هيدروجين ذري أو ما إذا كانت مطلوبة كتفسير بدلاً من النجم المغناطيسي وحده. ويتساءل: «سوف ينتج النجم المغناطيسي انبعاثات راديوية قصيرة أيضاً. هل تحتاج حقاً إلى حدوث هذه الأشياء المعقدة من أشعة ميزر أيضاً لتفسير إشارة واو!؟ شخصياً، لا أعتقد ذلك. إنها فقط تجعل القصة المعقدة أكثر تعقيداً».
© 2024, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC