سيارة تسلا سايبر كاب التي أطلقها إيلون ماسك وعد أجوف بمستقبل سيارات الأجرة الآلية
تعمل سيارات الأجرة ذاتية القيادة بالفعل في شوارع الولايات المتحدة، في حين أمضى إيلون ماسْك سنوات في الوعد بسيارة ذاتية القيادة، وفشل في الوفاء بوعوده. ومن غير المرجح أن تُغير سيارة تسلا سايبر كاب Tesla Cybercab التي أُعلِن عنها أخيرًا هذا الأمر
بقلم كريس ستوكيل ووكر
في حفل إعلامي أقيم في استوديوهات وارنر براذرز Warner Bros Studios في بوربانك، كاليفورنيا، كشف الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسْك اللثامَ عن سيارة تسلا سايبر كاب، وهي سيارة أجرة آلية ذاتية القيادة. وقال ماسك إن السيارة، التي تحتوي على مقعدين ولا تحتوي على عجلة قيادة ولا دواسات، ستكون متاحة قبل العام 2027. وقال للحفل في 10 أكتوبر 2024: «أعتقد أنه سيكون مستقبلًا مَجيدًا».
وفي الوقت نفسه، على بُعد بضعة كيلومترات فقط جنوب لوس أنجلوس، يتنقَل الناس بالفعل بواسطة مركبات ذاتية القيادة تُديرُها شركة وايمو Waymo. يبدو أن المستقبل قد أصبح هنا بالفعل، ويتظاهر ماسْك بعدم ملاحظة ذلك.
يقول جاك ستيلغو Jack Stilgoe من جامعة يونيفيرسيتي كوليدج لندن University College London: «تلعب شركة تسلا لعبة جيدة جدًّا، حيث تحاول دائمًا العيشَ في المستقبل من خلال دفع الصحافيين إلى الحديث عما سيفعلونه، وليس ما يفعلونه حقًا. يعيش إيلون ماسك في عالَم من الوعود».
في الواقع اعترف ماسْك، في هذا الحفل، بأن نظام القيادة الذاتية الكامل full self-driving (اختصارًا: النظام FSD) من تسلا، الذي كان قد وعد به منذ فترة طويلة مالكي سيارات تسلا الحالية، لن يكون من الممكن استخدامُه من دون إشراف بشري حتى العام المقبل.
يقول دان أودوود Dan O’Dowd من مشروع دون (الفجر) Dawn Project، وهي مجموعة مناصرة للسلامةSafety advocacy group : «ادعى إيلون ماسك أن تسلا ستحل مشكلة القيادة الذاتية الكاملة ‘هذا العام’، كل عام منذ العام 2014. والآن أعلن أن نظام القيادة الذاتية الكاملة قد تأخر عامًا آخر حتى نهاية العام 2025. وسيُؤجَّل هذا التاريخ مرة أخرى في العام المقبل، مثلما حدث في كل عام من الأعوام العشرة الماضية».
تتمثل إحدى المشكلات في أن تسلا راهنت على نظام مستقل يستخدم فقط الكاميرات وبرامج المعالجة البصرية، متجنبةً تقنية الليدار LiDAR التي يستخدمها المنافسون لبناء رؤية أكثر تفصيلًا لمحيط السيارة، وهو النهج الذي شكك فيه الخبراء.
وبعيدًا عن ذلك من المرجح أن يثير التصميم غير المعتاد لـسايبر كاب استهجان الجهات التنظيمية. يقول بول ميلر Paul Miller من شركة الاستشارات فورستر Forrester: «تتعامل الجهات التنظيمية في جميع أنحاء العالم مع المركبات ذاتية القيادة بحذر شديد – ومفهوم». ويتابع ميلر قائلًا: «إن افتقار سايبر كاب إلى عجلة قيادة أو دواسات أمر منطقي في بعض المركبات ذاتية القيادة المستقبلية، لكنه قد يزيد من تعقيد عملية طمأنة الجهات التنظيمية الحذرة اليوم». صممت كروز Cruise، وهي شركة منافسة للسيارات ذاتية القيادة تديرها جنرال موتورز (GM)، تصميمًا داخليًا مشابهًا لسيارة التاكسي الآلي أوريجن Origin، لكنها تخلت عن السيارة بسبب «عدم اليقين في الحصول على اعتماد الجهات التنظيمية»، كما كتبت الرئيسة التنفيذية لشركة جنرال موتورز ماري بارا Mary Barra في رسالة إلى المساهمين في يوليو 2024.
اتخذت شركة وايمو، المملوكة لشركة ألفابت Alphabet، الشركة الأم لشركة Google، نهجًا مختلفًا. فهي تستخدم السيارات التقليدية التي تصنعها شركة جاغوار Jaguar، وتعدلها باستخدام تقنية الليدار وغيرها من تقنيات القيادة الذاتية، لتسهيل الموافقة عليها من قِبَل الجهات التنظيمية. وحتى في هذه الحالة لا يمكن لأسطولها الذي يبلغ نحو 700 مركبة أن يعمل حاليًا إلا في عدد قليل من المواقع في الولايات المتحدة. كما تعمل شركات سيارات أجرة آلية أخرى في الصين.
إذن، مع وجود المنافسين في المقدمة، ما الذي يقدمه ماسْك؟ قال وهو يشارك صورًا لسيارة سايبر كاب على المنصة X، موقع التواصل الاجتماعي الذي يمتلكه أيضًا: «سيبدو المستقبل مثل المستقبل». ولكن ربما يكون اختيار موقع حفل تسلا – استوديو الأفلام – اختيارًا ذا مغزى. بينما يبني آخرون المستقبل بالفعل، ينجذب ماسك بقدر متزايد إلى دخان ومرايا هوليوود.
© 2024, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.