فكرةٌ مثيرةٌ للجدل لإنقاذ المرجان تقومُ على إحلالِ أنواع مرجانٍ جديدةٍ مكانه
أمام تدهور الشعاب المرجانية في مختلف أنحاء العالم، في مواجهة احترار المحيطات، هل علينا أن نستبدل بالأنواع المحلية أنواعًا تتحمل الحرارة من أماكن أخرى؟
بقلم مايكل لو بيج
تتعرض الشِّعاب المرجانية لأضرار بالغةٍ بسبب الاحترار العالمي Global warming؛ لدرجة أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ أنظمة الشعاب الإيكولوجية Reef ecosystems قد تكون استبدال أنواعٍ أكثر تَحمُّلًا للحرارة من أماكن أخرى في العالم بالأنواع الفطرية Native species . فهذه هي وجهة نظر باحثَيْن في مجال الشعاب المرجانية يدعوان إلى تقييم فوائد ومخاطر إدخال الأنواع المرجانية الغريبة Exotic species عمدًا تقيِّيمًا شاملًا، بدلًا من رفضها رفضًا قاطعًا.
ما يوفِّره المرجان يتجاوز مجرد المظهر الجميل للشعاب. فهو يوفّر مساحاتٍ للكائنات الحية للعيش
يقول مايكل ويبستر Michael Webster من جامعة نيويورك New York University إن المرجان الحي حيويٌ لصحة الشعاب والناس الذين يعتمدون عليه. ويضيف: «ما يوفِّره المرجان يتجاوز مجرد المظهر الجميل للشعاب. فهو يوفّر مساحاتٍ للكائنات الحية المختلفة للعيش. ويصدّ الأمواج عن الشواطئ، ويشكّل رمال الشواطئ الاستوائية».
لكن الشعاب المرجانية لا تستطيع التكيّف مع درجات حرارةٍ خارج النطاق المعتاد في موقعها. مع ارتفاع درجات حرارة البحر، بسبب الاحترار العالمي، يحدث الابيضاض Bleaching على نطاقٍ واسعٍ، وذلك حين يطرد المرجانُ الطحالبَ المتكافلة Symbiont التي توفر العديد من العناصر الغذائية له؛ مما قد يؤدي في النهاية إلى الموت.
يقول ويبستر: «إن الكثير من الأماكن في العالم تخسر مرجانها بسرعةٍ، والعلماء يحققون نتائج متباينةً في محاولة إعادة تأهيلها باستخدام الأدوات التقليدية».
يدعو ويبستر – في مقال رأي كتبه مع دانيال شندلر Daniel Schindler في جامعة سياتل University of Seattle في واشنطن – إلى التغيير. يقول: «ربما تجد مرجانًا في مكانٍ مختلفٍ تمامًا تأقلم بالفعل ليتوافق مع الظروف التي تحلّ في مكانٍ ما، أو الظروف التي قد تحلّ في ذلك المكان في المستقبل. ويمكنك – بصورةٍ أساسيةٍ أن تحاول إيجاد مرجانٍ تكيّفَ تكيفًا مسبقًا». ويقول ويبستر إنّ هذه الفكرة تفزع العديد ممن يحاولون إنقاذ الشعاب المرجانية، لكن الوضع يزداد سوءًا؛ لدرجة أن علينا التفكّر فيها بجديةٍ.
على سبيل المثال، يقول إن نوعَي المرجان المتفرع Branching corals الفطريين في منطقة البحر الكاريبي Caribbean في حالةٍ مزريةٍ. لكن هناك أكثر من 100 نوعٍ من المرجان المتفرع على مستوى العالم، وبعضها يمكن أن يعيد تكوين الموائل Habitat التي يوفرها المرجان المتفرع إن أُدْخِلَتْ إلى البحر الكاريبي. يقول ويبستر: «لن تكون بالضرورة باللون نفسه، أو أي شيءٍ من هذا القبيل. لكنها ستكون مشابهةً من الناحية الإيكولوجية».
يعترف ويبستر وشيندلر بوجود مخاطر. السيناريو الأسوأ هو إدخال أمراضٍ مدمرةٍ أو حيواناتٍ مفترسةٍ خطأً مع المرجان الغريب. وقد يتفوق المرجان المُدْخَلُ على الأنواع المحلية أو يتهجن Hybridise معها.
لكن ويبستر يقول إنّ هناك أيضًا خطر الانتظار لفترةٍ طويلةٍ قبل فعل شيءٍ ما. ويعتقد أن استبدال أنواعٍ تؤدي دورًا مماثلًا للأنواع المفقودة بهذه الأنواع المفقودة، وهو ما يُعرف بالاستبدال الإيكولوجي Ecological replacement، هو أكثر عمليةً بكثيرٍ من بعض الخيارات الأخرى موضع الدراسة، مثل محاولة هندسة المرجان جينيًا لتحمّل حرارةٍ أعلى. ويقول: «إن أفضل رهانٍ لدينا بالنسبة إلى الشعاب المرجانية هو التنوع الموجود».
ويختلف تيري هيوز Terry Hughes من جامعة جيمس كوك James Cook University في كوينزلاند في أستراليا مع هذا الرأي. ويقول: «إن المصطلح الحميد ظاهريا – الاستبدال الإيكولوجي – هو مصطلحٌ ساذجٌ، وخطيرٌ، ومتعجرفٌ بصورةٍ مدهشةٍ. أغفل المؤلفان أن يعترفا بأن ضررًا إيكولوجيًا ضخمًا قد أُلْحِقَ بالفعل بالشعاب المرجانية في العالم بسبب الإدخال العرضي والمتعمد للأنواع الغريبة».
يقول هيوز إنّه، على سبيل المثال، انتشر مرضٌ غير معروفٍ في ثمانينات القرن العشرين في المحيط الهادي من مدخل قناة بنما، فقضى على قنافذ البحر آكلة الطحالب Algae-eating urchins في منطقة الكاريبي؛ مما أدى إلى نمو طحالب متفشٍ أدى إلى قتل الملايين من المرجان. يقول: «تشكل الأنواع الغازية Invasive species مشكلةً للشعاب المرجانية، لا حلًّا عاقلًا».
© 2024, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC