كيف تمكَّن جرذ الأرض من إعادة تأهيل التضاريس الطبيعية التي دمرها البركان
لا تقللْ أبدًا من شأن ما يمكن أن يحققه جرذ الأرض في يوم واحد: ساعد أحد الثدييات الحفارة في تعزيز فطريات التربة في منطقة مغطاة بالرماد الناجم عن الانفجار البركاني لجبل سانت هيلينز في ولاية واشنطن
بقلم جيمس دينين
بعد عامين من ثوران جبل سانت هيلينز Mount St Helens في العام 1980، نقل فريقٌ من الباحثين جرذان الأرض بالمروحية إلى التضاريس الطبيعية المغطاة بالرماد. وبعد عقود من الزمن، ربما ساعد نشاط جرذ أرض (الغوفر) Gopher في حفر حفرة ليوم واحد النظامَ الإيكولوجي المُدمَّرَ على الازدهار مجدَّدًا، من خلال تعزيز تنوع فطريات التربة.
تقول ميا مالتز Mia Maltz، من جامعة كونيتيكت University of Connecticut، التي استخدمت ثوران البركان لفهم كيف يمكن للغابات أن تتعافى من ضغوط أخرى، بما في ذلك حرائق الغابات، والقطع الجائر للأشجار، وهو ممارسة قطع الأشجار التي تتم فيها إزالة جميع الأشجار تقريبًا في المنطقة: «هناك شيء يجب قوله عن تعلم الدروس من جرذان المروج».
كان جرذ الأرض من نوع غوفر الجيبي الشمالي Northern pocket gopher ثاموميس تالبديس Thomomys talpoides، وهو جرذ فطري من المنطقة. بعد نقله جوًّا، وُضع في مُسيَّجات في غابات سابقة مدفونة عميقًا تحت ركام الحُمم البركانية (المعروفة الآن باسم سهل الخفاف Pumice plain)، ومُنح جرذ الأرض 24 ساعة للحفر والتغوط في التضاريس الطبيعية المعقمة بفعل الحرارة. أُحضرتْ جرذانُ أرضٍ أخرى إلى أراضٍ مُسيَّجة أخرى في المنطقة، وقضت هناك يومًا واحدًا مرة أخرى. تقول مالتز: «كان إحضارها إلى هناك مثل إحضار نظام إيكولوجي صغير لفترة قصيرة».
بعد أكثر من أربعة عقود، مسحت مالتز وزملاؤها التنوع الميكروبي وكيمياء التربة في المناطق المُسيَّجة التي أُطلقت فها جرذان الأرض، في حين أجروا أيضًا مسوحات مماثلة للتربة في المناطق المجاورة التي لم تتعرض لجرذ الأرض. كما مسح الباحثون التربة في العديد من المناطق التي لم تكن مدفونة بعمق مثل سهل الخفاف، والتي كان العديد منها عبارة عن غابات قديمة قطع الحطابون أشجار إحداها قبل انفجار البركان.
ووجدوا أن التربة من المواقع التي تختلف بطرق مذهلة. على سبيل المثال: تحتوي التربة التي تعرضت لأنشطة جرذان الأرض على تنوع أكبر من الفطريات، مقارنة بمناطق الغابات القديمة السابقة، خاصة فطريات المايكورايزا Mycorrhizal fungi التي تستعمر جذور النباتات، ويمكنها منع الأمراض، ومساعدة النباتات على الوصول إلى العناصر الغذائية. في غضون ذلك، تحتوي المناطق القديمة على مزيد من هذا التنوع الفطري، مقارنة بالمناطق التي قُطعت أشجارها. تقول مالتز: «كان من المدهش مدى اختلاف هذه المجتمعات».
ويبدو أن هذا التنوع الميكروبي – بدوره – قد دعم مزيدًا من الغطاء النباتي في المناطق التي تعرضت لأنشطة جرذان الأرض؛ مما منع تآكل التربة هناك بطرق لاتزال مرئية بعد أربعة عقود من إبعاد جرذان الأرض.
وتقول مالتز إنه بنبش جراثيم الفطريات المدفونة تحت تدفق الرماد، إضافة إلى تقديم الميكروبات التي تعيش بين مخالبها وفي فضلاتها «كانت جرذان الأرض تجلب جيوبًا صغيرة من الإنتاجية إلى السطح».
ويمكن استخدام طرق مماثلة لاستعادة الغابات بعد حرائق الغابات، أو عمليات القطع، إما عن طريق تحريك التربة، وإما بتقديم تربة من مواقع سليمة.
وتقول ميراندا هارت Miranda Hart، من جامعة كولومبيا البريطانية University of British Columbia في كندا، إن إعادة تأهيل التربة يستغرق أربعين عامًا «إنها لاتزال تربة طازجة وحديثة الولادة».
© 2025, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.