مرحبًا بكم…
السيدات والسادة
أصدقاء مجلة «العلوم» الكرام
مع دخولنا العام 2025، تلوح في الأفق وعودٌ بتحولات علمية جذرية، ستعيد تعريف فهمنا للعالم ومكاننا فيه؛ فمن أصغر الاكتشافات العملية الخارقة على المستوى الجزيئي، إلى الخطوات الهائلة في استكشاف الفضاء، يستمر سعي البشرية إلى دفع حدود المعرفة.
يحمل هذا العام إمكانية تحقيق إنجازات مهمة في مجال الطاقة النظيفة، مع اقتراب أبحاث الاندماج النووي – خطوة فخطوة – من معايير حاسمة، والاندماج الذي يُشاد به غالبًا – باعتباره «الكأس المقدسة» للطاقة – من الممكن أن يقربنا يقربنا من مستقبل للطاقة اللامحدودة، والخالية من الكربون، ومن إعادة تشكيل كيفية تعاملنا مع تحديات الطاقة العالمية. وعلى نحو مماثل، تَعِدُ التطورات في تقنيات تخزين الطاقة المتجددة بجعل طاقة الرياح، والطاقة الشمسية، أكثرَ موثوقية وسهولة في الوصول إليها.
ومن المتوقع أن يتطور الذكاء الاصطناعي أكثر فأكثر، ويتجاوز الأتمتة إلى مجالات الإبداع وحل المشكلات المُعقَّدة. ومن المتوقع أن تعمل الابتكارات التي يقودها الذكاء الاصطناعي – في مجال الرعاية الصحية، من التشخيص إلى العلاجات الشخصية – على إحداث ثورة في رعاية المرضى. وفي الوقت نفسه، تواصل تقنيات الصحة القابلة للارتداء، وأجهزة المراقبة من بعد، تمكين الأفراد من تولي مسؤولية رفاههم.
في العام 2025 سيحتل استكشاف الفضاء موقعًا محوريًّا مع البعثات التي تهدف إلى تعميق فهمنا للمريخ وما بعده. إن احتمالات السفر التجاري إلى الفضاء، واستكشاف القمر، تَعِدُ بإثارة الخيال، وإلهام أجيال جديدة من العلماء والحالمين على حد سواء.
ومع هذه التطورات، فإن هناك ما يدفعنا إلى التفكير – بعمق – في الآثار الأخلاقية والمجتمعية للعلم. يجب أن يظل ضمان الوصول العادل إلى التكنولوجيا ومعالجة القضايا العالمية، مثل تغير المناخ والصحة العامة، في صميم طموحاتنا.
إن العام 2025 يمثل شهادة على براعة البشرية وقدرتها على التحديث والتطور، وبفضل التعاون والشغف من المأمول أن يكون هذا العام فصلًا رائعًا في سجل رحلتنا المشتركة للاكتشاف.
هنا نحتضن المستقبل، ونحتفل بالروائع التي يجلبها العلم إلى حياتنا.