أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
فلك وعلم الكونيات

اكتشاف كوكبين ضالّين لا يدوران حول نجم

بقلم: ليا كرين Leah Crane
ترجمة: مي منصور بورسلي

 تطفو بعض الكواكب وحدها في الفضاء، دون شمس وبسماء مظلمةٍ دوما. ويصعب جدًا اكتشاف هذه العوالم الضالة، إلّا أنّ عالَمين جديدين قد اكتُشفا. ويُعدّ أحدهما من بين أصغر الأجرام التي رأيناها على الإطلاق، وربما تكون هناك كواكب صغيرة -مثلها في درب التبانة -Milky Way أكثر بكثير من النجوم.

وجرت العادة أنّه عندما يريد علماء الفلك اكتشاف كواكب خارج نظامنا الشمسي، فإنهم يراقبون مرور الكوكب أمام نجمه؛ مما يحجب بعض من ضوء النجم. ولكن بالنسبة إلى الكواكب التي تفتقد نجومًا لتدور حولها، فإنّ طريقة الرصد هذه غير مُجدية.

وعوضًا عن هذه الطريقة، يجب على من يبحث عن هذه العوالم الهائمة أن يعتمد على ما يُسمى ظاهرة عدسة الجاذبية الدقيقة Gravitational Microlensing، التي تحدث عندما يمر كوكب أمام نجم بعيد في الخلفية، فتعمل جاذبية الكوكب كعدسة تَلوي وتُضخِّم ضوء النجم.

وقد استخدم بريزيميك مروز Przemek Mróz، من جامعة وارسو Warsaw University في بولندا، وزملاؤه هذه الطريقة للعثور على عالَمين جديدين من دون نجوم، باستخدام بيانات من تجربة عدسة الجاذبية البصرية Optical Gravitational Lensing Experiment، وهو مسح للسماء للعثور على ظواهر عدسة الجاذبية.

واستناداً إلى قلة عدد العوالم التي تعادل كُتلها كتلة الأرض، مثل هذه التي وجدناها، ومدى صعوبة اكتشافها، فقد حسب الفريق أنّ الكواكب الضالة قد تكون أكثر شيوعًا من النجوم في درب التبانة، على الرغم من اكتشاف 10 منها فقط حتى الآن.

أما كبيرة جدًا أو قريبة جدًا

وأحد العالَمين اللذين اكتشفهما مروز وزملاؤه كان يتصرف كعدسة، إما يكون نحو ضعف أو عشرين ضعف كتلة المشتري أو عشرين مرة من كتله وهذا يتوقف على مدى بُعده. والآخر هو إما نحو 2.3 ضعف أو 23 ضعف كتلة الأرض؛ مما يجعله أحد أصغر الكواكب الحرة العائمة مما رأيناه على الإطلاق.

ولا يمكن للفريق التأكد من أحجام هذه الكواكب لعدم قدرته على قياس مدى بعدها عنهم – تعتمد تقديرات الكتلة على المواقع إما في القرص الرئيسي للمجرة أو على الانتفاخ البعيد حول مركز درب التبانة.

ويقول ديفيد بينيت David Bennett، أحد أعضاء الفريق في مركز غودارد لرحلات الفضاء Goddard Space Flight Center التابع لناسا في ولاية ميريلاند: “إنّ الأمر يشبه النظر إلى النجوم، وتكون لدى شخص ما مجموعة من العدسات المكبرة، ويحركها بين حين وآخر أمام النجم،” ويتابع قائلًا: “كيف يمكنك معرفة مدى قرب عدسة التكبير إذا كان كل ما تراه هو الضوء القادم من النجم؟ الأمر ليس بهذه السهولة.”

وقد تكهّن بعض الباحثين أنّ العوالم الضّالة مثل هذه قد تكون صالحة للسكن، وتبقى دافئة بسبب اضمحلال العناصر المشعة في باطنها والأجواء الكثيفة الشبيهة بالدثار. ويقول بينيت: “إذا كانت هناك كائنات تطورت على هذا الكوكب، فإنها على الأرجح لن تستخدم الضوء البصري لترى، لأن ذلك غير مُجدٍ،” ويُضيف قائلا: “أو سيكونون أكثر حساسية منا، مع عيون عملاقة تُبصر بقوة التلسكوبات.”

وما إذا كان مسكونًا أم لا، فإنّ اكتشاف كوكب صغير من دون نجم قد يعني أنه قد يوجد منه في كل مكان. “إما أننا محظوظون جدًا، أو أنّ العدسات بكتلة الأرض شائعة جدًا في المجرة،” كما يقول مروز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى