أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
مرحبًا بكم

مرحبًا بكم…

السيدات والسادة
أصدقاء مجلة «العلوم» الكرام

في سعينا المستمر إلى كشف أسرار العقل البشري، ما نلبث كل عقد من الزمن نعيد النظر في نتاج تكشف عن أسرار التعقيد العصبي. فبأكثر من 3,300 نوع من الخلايا داخل الدماغ البشري، وبـ 86 بليون خلية عصبية متصلة ببعضها البعض بشكل معقد، ولكل منها وظيفتها الفريدة التي لم نفهم وظيفتها بالكامل بعد، أسر هذا التعقيد الغامض للدماغ البشري العلماءَ والفلاسفة على حد سواء منذ القدم.

على الرغم من قرون من البحث العلمي في طبيعة الدماغ وخصائصه، نظل باستمرار نجد أنفسنا على حافة إعادة تقييم عميقة لتعقيدات الشبكات العصبية. فمع ظهور تقنيات مسح الدماغ في تسعينات القرن العشرين، تعقدت الأمور أكثر، حيث أشارت إلى وجود اختلافات جنسية في حجم مناطق وهياكل معينة في الدماغ. كثيراً ما تم تحويل هذه النتائج إلى قصص مقنعة تفسر لماذا على سبيل المثال تظهر النساء تعاطفاً أكثر في المتوسط، أو لِمَ يكون الرجال أكثر احتمالاً ليكونوا مهندسين. غير أن جميع الادعاءات حول اختلافات الحجم للهياكل الفردية بين الرجال والنساء، المبنية على نتائج الدراسات من العقود الأولى لأبحاث مسح الدماغ، تختفي أو تكون صغيرة جداً، عندما نأخذ بعين الاعتبار فروقات الحجم الكلي.

حالياً يُقيَّم التعقيد على أساس الترابط بين الشبكات. فتشير الدوائر العصبية المنسوجة بكثافة إلى عمق من التعقيد لا مثيل له في الأنظمة المعروفة في العالم. فعند استخدام نهج متعدد الأوجه لقياس التعقيد، يشمل عوامل مثل الوصف والإبداع والهيكل التنظيمي، من خلال هذه العدسة، يظهر العقل البشري كقمة في التعقيد، قادر على توليد أفكار وسلوكيات معقدة. 

في الواقع، عانى بحث مسح الدماغ مؤخراً أزمة وجودية. فقد وجد أن الدراسات تحتاج إلى مسح عدد قليل من الأشخاص لتكون جديرة بالثقة، في حين يميل بحث الاختلافات الجنسية إلى التركيز على عدد قليل فقط. كما كانت أعداد المشاركين منخفضة جداً في الدراسات. بل إنه كان من المحتمل نشر أعمال العلماء الذين وجدوا اختلافات جنسية مقارنة بأولئك الذين لم يجدوا شيئاً.

وبينما نواصل التعمق في الأعمال المعقدة للدماغ البشري، التي يغذيها الفضول الحميد والبحث العلمي، فإننا نقترب أكثر من حل أسراره العميقة. تعد الرحلة المقبلة بأن تكون تلقي المزيد من الضوء وأن تأتي بنتائج مذهلة، فتقدم لمحات عن التعقيدات التي لا حدود لها للعقل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى