الأَرَجِيّة والجهاز المناعي
الأَرَجِيّة والجهاز المناعي
توجِّه بعض أجزاء الجهاز المناعي في
الأفراد الأرجيين قوتها توجيها خاطئا نحو
مواد غير مؤذية، مسببة أحيانا أعراضا مميتة.
<M.L.ليشتنشتاين>
ينجم العطاس الذي يستثار عندما يستنشق فردٌ أرجي الطلعَ، عن سلسلة معقدة من التآثرات الجزيئية والخلوية في الممرات الأنفية. وتشكل تآثرات مماثلة أساس الأعراض التي تحرضها المستأرجات الأخرى. |
تعد الاستجابة الأرجية(1) (التي تتفاعل فيها مكونات معينة من الجهاز المناعي تفاعلا قويا مع مواد غريبة هي في الحالة السوية غير مؤذية) في البلدان المتقدمة مسؤولة عن عدد كبير من العلل، وعن مقدار ضخم من النفقات الطبية. وبالفعل، فإن ما يقدر بعشرين بالمئة، أو أكثر، من سكان الولايات المتحدة هم أرجيون نحو مادة ما. ويعاني القسم الأعظم من هذه النسبة التهاب الأنف الأرجي allergic rhinitis (بما في ذلك حمى الكلأ hay fever) أو الربو asthma، فيعطسون أو يصارعون للحصول على الهواء إثر استنشاقهم أنواعا معينة من الطلع، أو من مواد كيميائية أخرى هي حميدة التأثير عادة. إن كثيرا من الأطفال وبعض البالغين أرجيون للأطعمة. كما أن آخرين يعتلون بعد أخذهم أدوية معينة، كالبنسلين مثلا. وهناك أيضا من يتحمل الارتكاسات(2) غير المؤاتية، الموضعية أو العامة (المجموعية) systemic، للسعات النحل. وتكون الهجمات الأرجية أحيانا مميتة. لقد تسبب الربو بمفرده بإنفاق ما يقدر بمبلغ 3.6 بليون من الدولارات كنفقة طبية مباشرة عام 1990، وبما يقارب 1% من تكاليف الرعاية الصحية كلها.
وسعيا نحو تخفيف الأعباء المالية والفيزيولوجية والنفسية التي يفرضها تمرد الاستجابة المناعية، فإن كثيرا من الباحثين (بمن فيهم زملائي وأنا من جامعة جونز هوپكنز) تلمسوا منذ مدة طويلة توسيع الاختيارات العلاجية المتاحة. وكجزء من هذا الجهد فإننا نحاول الكشف عن كل خطوة من خطى السيرورة (الحدث) التي يؤدي فيها التعرض للمثير (القادح) trigger الأرجي (أو اصطلاحا المستأرِج allergen) إلى حدوث الأعراض. ومن الواضح الآن أن عددا من التآثرات الخلوية والجزيئية المكونة للاستجابة الأرجية غالبا ما يكون متماثلا بين الأفراد بصرف النظر عن الفروق في المواد التي يتفاعل معها هؤلاء الأفراد، أو عن الأعراض التي يظهرونها. إن كثيرا من تفاصيل هذه التآثرات مازالت مغالق يستوجب فكها، بيد أن الاكتشافات الحديثة تولد الآن أفكارا جديدة مثيرة بغية الوقاية من الاضطرابات الأرجية وبهدف مكافحتها.
ويبدو أنه جدير بالاهتمام، قبل أن ننكب على دراسة هذه الاكتشافات، أن نتفحص السؤال الأعمق حول لِمَ سمح الانتقاء (الاصطفاء) الطبيعي للأرجية بأن تصبح ذات انتشار واسع. ويُستمد أحد الاقتراحات المقنعة بشكل خاص من ملاحظة أن سمات معينة من الأرجية تحدث في ظرف آخر ووحيد، وهو عندما يحاول الجهاز المناعي استئصال شأفة الطفيليات. ونذكر، على سبيل المثال، أن الجسم ينتج ـ في حال التعرض لكل من المستأرجات والطفيليات ـ كميات كبيرة من جزيئات تعرف بالگلوبلين المناعي E (أو اختصارا IgE). وبالمقابل، فعندما يصارع الجهاز المناعي الغزاة الآخرين، وبخاصة البكتيريا (الجراثيم)، فإنه يعتمد على صفوف أخرى مختلفة من الأضداد (الأجسام المضادة).
وتقترح هذه الفرضية أن الاستجابة الأرجية تطورت أصلا لمساعدة الجسم على مكافحة الطفيليات. إن الأفراد الذين مكّنهم تكوينهم الوراثي من بناء هجوم مناعي فعال ضد تلك الكائنات الحية، قد يستمتعون بميزة البُقْيا (البقاء على قيد الحياة) survival، بحيث يعيشون مدة أطول من أقرانهم الذين تُعْوِزُهم آلية الدفاع تلك. وعليه، فإنهم قد يتناسلون بغزارة كبرى، وقد تنقل هذه الأنسال بدورها الجينات النافعة إلى أبنائها الكُثُر. ونتيجة لذلك، فإن الجهاز الدفاعي ضد الطفيليات صار شائعا في الجمهرات (الجماعات) البشرية المختلفة. إن هذه المقدرة الدفاعية بقيت مفيدة حيثما كانت الطفيليات غزيرة، بيد أن الجهاز المناعي أصبح ـ في الأفراد الذين لن يواجهوا هذه الميكروبات (الأحياء المجهرية) ـ طليقا ليتفاعل مع مواد أخرى كطلع الرَّجيد ragweed، هذا على الرغم من أن هذا التفاعل سيكون متناقضا مع غزارة الإنسال.
ودعمًا لهذه الفرضية، فإن علماء الوبائيات يجدون أن أمراض الأرجية أقل شيوعا في البلدان النامية منها في البلدان المتقدمة، حيث إن إجراءات الصحة العامة قد أدت إلى استبعاد التعرض لمعظم الطفيليات. ومع ذلك، فقد اتضح من نتائج الدراسات التي أجريت على الحيوانات والتي صممت لاختبار صحة هذا الاقتراح، أن هذه النتائج لم تكن حاسمة، وعليه فإن السؤال عن سبب وجود الأرجية يبقى من دون إجابة.
إن فهم الأساس الفيزيولوجي للاستجابة الأرجية يستند إلى مجموعة من الأدلة أكثر واقعية. وبناء على ذلك، بإمكاني أن أقدم ملخصا متماسكا ومعقولا لمعارفنا الحالية. إننا نعلم، على سبيل المثال، أن المستأرجات المختلفة تستثير أعراضا متباينة، ويرجع ذلك، جزئيا، إلى أنها تُنازل الجهاز المناعي في مواقع مختلفة من الجسم. ففي المسالك الهوائية (المجاري التنفسية) العليا ينجم عن التوجه الخاطئ للاستجابة المناعية العطاسُ واحتقان الأنف ـ وبمعنى آخر، التهابُ الأنف الأرجي. أما في المسالك الهوائية السفلى، فإن بإمكان الاستجابة المناعية أن تسبب تضيق القصبات (الشُّعَب) وانسدادها، مسهمة في تطور أعراض ربوية كالأزيز. كما أن النشاط المناعي في نسج السبيل المعدي المعوي قد يسبب أحيانا، وبطريقة مماثلة، الغثيان أو معص البطن أو الإسهال أو القياء.
وأخيرا، إذا دخل المستأرج الجسم فإنه سيصل الدورة الدموية بغض النظر عن الطريق التي دخل عبرها، ويصبح بإمكانه أن يحرِّض على التأق anaphylaxisوهو تفاعلات أرجية تحدث في مواقع بعيدة عن نقطة دخول المستأرج الدم. ويمكن للتفاعلات التأقية الوخيمة أن تتسبب في اضطراب الوظائف السوية في جميع أنحاء الجسم، وقد تنتهي بالوفاة.
وعلى الرغم من إمكان تغاير التظاهرات الصريحة للاستجابة الأرجية، فإن الاستجابة تبدأ دونما استثناء بسيرورة كامنة تدعى التحسّس sensitization. ويمكن أن يبدأ التحسّس لأول مرة عندما يدخل المستأرج (الذي هو نمطيا بروتينٌ) الجسم. ففي المسالك الهوائية، أو في النسج الأخرى، تصادف المادةُ محرضةُ الأرجية الخلايا الكانسة (الزبّالة) scavengers أو البلعميات macrophages. إن هذه الخلايا تلتهم المادة الغريبة، مجزئة إياها إلى قطع، ومن ثم تقوم بعرض هذه الشدف على السطح الخلوي.
ويستمر حدث التحسس بأشكال عديدة من التآثرات غير المفهومة جيدا. ولكن من حيث الجوهر، تتعرف الكريات البيض الدموية ـ التي تدعى بالخلايا اللمفية (أو اللمفاويات) التائية المساعدة ـ شدفا معينة معروضة وتترابط بها. إن هذا الترابط يستثير الخلايا التائية لإفراز الإنترلوكين-4، ومواد كيميائية أخرى تحث الخلايا اللمفية البائية المجاورة على النضج كخلايا پلزمية مفرزة للأضداد. وفي مرحلة ما من عملها، تتحول الخلايا الپلزمية عن إنتاج الأضداد المعروفة بالگلوبلين IgM إلى إنتاج الأضداد المعروفة بالگلوبلين IgE. وتتشارك هذه الجزيئات مع جزيئات صفوف الأضداد الأخرى في شكلها الذي يشبه حرفY، حيث يستطيع كل «ذراع» فيه الترابط بجزئ واحد من جزيئات المستأرج.
وإثر المرحلة التي يكون قد تم فيها صنع الأضداد، فإن أياما بل أسابيع قد تنقضي، حيث يكون المستأرج الذي استثار إنتاجها قد اختفى منذ أمد بعيد. ولكن جزيئات الگلوبلين IgE لا تتوارى. إنها تترابط بوساطة «جذع» الـ Yبمستقبلات الگلوبلين IgE الموجودة على سطوح صفين من خلايا الجهاز المناعي. ويتألف أحد الصفين من الخلايا البَدِيْنَة mast cells التي تُشتق من نقي العظم، وتقيم في النسج. وتستقر الخلايا البدينة عموما قرب الأوعية الدموية والظهارة epithelium، أي طبقة الخلايا الظهارية والغدية التي تغطي السطوح التي نتماس بوساطتها مع العالم الخارجي. كما تترابط الأضداد IgE بالخلايا الأسِسَةِ basophils التي تشتق هي الأخرى من نقي العظم، بيد أنها تتمايز إلى كريات بيض تجول في الدوران الدموي.
وما إن يبدأ إنتاج الأضداد IgE، حتى يستمر ـ ظاهريا ـ أشهرا وربما، أحيانا، سنوات عديدة. ونتيجة لذلك، فإن الأضداد IgE تستمر شاغلة مستقبلاتها على سطوح الخلايا البدينة والأَسِسَةِ، حيث تقبع هناك متأهبة لتتفاعل على الفور مع المستأرج في تصادفها التالي معه. وهكذا، فحتى في الفرد الذي سيتضح لاحقا بأنه أرجي، فإن التصادف الأولي لا يستثير أي أعراض، بل إنه يرأس تهيؤ الجهاز المناعي للتفاعل عند التعرض اللاحق.
مراحل التفاعل الأرجي
1- التحسّس لا يُحدِث التلاقي الأولي للمستأرج بالجهاز المناعي أي أعراض، بل على الأصح قد يهيئ الجسم ليتفاعل تفاعلا فوريا في لقاءاته التالية بالمادة المستأرجة. إن سيرورة (حدث) التحسس تبدأ عندما تُدرِّك البلعمياتُ المستأرجَ وتَعرض الشدفَ الناتجة للمفاويات التائية (القسم الأيسر السفلي). إن الخطوات اللاحقة غامضة بعض الشيء، لكن في سيرورة تنطوي على إفراد الإنترلوكين-4 من قبل اللمفاويات تنضج اللمفاويات البائية إلى خلايا پلزمية، تستطيع إفرار جزيئات ُتناوِع المستأرجَ وتُعْرَف بالأضداد IgE أو بالگلوبلين المناعيE. إن هذه الأضداد تترابط بمستقبلات توجد على سطوح الخلايا البدينة النسيجية، وعلى سطوح الخلايا الأسسة الجائلة في الدم. 2- تنشيط الخلايا البدينة يتم في اللقاءات التالية بين المستأرج والجسم الترابط الفوري لجزيئات المستأرج بالأضداد IgE الموجودة على الخلايا البدينة (القسم الأيسر العلوي). وعندما يوصل جزئ المستأرج بين جزيئين من IgE على سطح الخلية، فإنه يقارب بين مستقبلات IgE السطحية الأخرى، مسببا على نحو مباشر أو غير مباشر تفعيل إنزيمات مختلفة (الكرات الخضر) موجودة في الغشاء الخلوي. وتحرض شلالات إنزيمية ـ تتضمن إنزيمات كيناز التيروزين والفوسفوليپاز C وكيناز البروتين C وتدفقا من أيونات الكلسيوم ـ (الأسهم السود) حبيبات مشحونة بالمواد الكيميائية على إطلاق محتوياتها. وتحض هذه الشلالات أيضا (على ما يبدو) على تركيب وإطراح كيميائيات تعرف بالسيتوكينات (الأسهم البنية). وتنتهي تسلسلات أخرى من التآثرات الجزيئية (الأسهم الخضر) بإفراز الشحميات، كالپروستاگلاندينات واللوكوترينات. إن المواد الكيميائية المختلفة التي أطلقتها الخلايا البدينة تعد مسؤولة عن كثير من الأعراض الأرجية. لقد تم تبسيط سبل التفاعل المبينة، كما تم اعْتِيان sampling تلك السبل التي يعتقد حدوثها، أضف إلى ذلك أن كثيرا من هذه السبل مازال مفهوما جزئيا فقط (الأسهم المتقطعة). 3- النشاط المناعي المطول إن المواد الكيميائية الصادرة عن الخلايا البدينة النشيطة (القسم الأيسر) والخلايا المتجاورة معها في النسيج المعني يمكن لها أن تحرض الأسسات واليوزينيات (الحمضات) وخلايا أخرى تجول في الأوعية الدموية (القسم الأيمن) على الهجرة إلى النسج. إن المواد الكيميائية تسهل الهجرة بحضها على التعبير عن جزيئات الالتصاق على الخلايا الجائلة وعلى الخلايا البطانية الوعائية. تلتصق عندئذ الخلايا الجائلة في الخلايا البطانية، متدحرجة عليها لتَعْبر في النهاية من بينها إلى المادة البينخلوية المحيطة. إن هذه الخلايا المعبأة تفرز مواد كيميائية خاصة بها (النقاط البرتقالية) تستطيع أن تدعم النشاط المناعي وتؤذي النسيج. |
إن التعرض اللاحق هذا يستهل مرحلة أكثر وضوحا من الاستجابة الأرجية. فإثر ثوان من تلاقي المستأرج نسيجَ الإنسان، يترابط الأول بالأضداد IgEالموجودة على الخلايا البدينة. وعندما يشغل المستأرج على الأقل جزيئين من الأضداد IgE، فإنه يشكل جسرا بينهما. ويؤدي هذا الترابط التصالبي cross linking بدوره إلى جر المستقبلات IgE المترابطة بالسطح الخلوي ليتقارب بعضها من بعض. إن هذا التكدس للمستقبلات ينشط الخلية، أي أنه يحرض الخلية على إطلاق مواد كيميائية فعالة، تولد على نحو مباشر أو غير مباشر الأعراض الأرجية. (وتجدر الإشارة هنا إلى أن عددا من المستثيرات يستطيع على نحو مستقل أن يحرض إطلاق المواد الكيميائية ذاتها، بيد أن الاستجابة الناجمة لا تصنف نمطيا على أنها استجابة أرجية طالما أن الأضداد IgE لم تتدخل في التفاعل).
نتج الخلايا البدينة من بين المواد التي تطلقها مجموعتين من المواد مسببة الأعراض. وقد استفيض في دراستها، وتعرف بالوسائط الأرجية allergic mediators. ويتم تركيب إحدى هاتين المجموعتين من المواد مسبقا، أي تصنع قبل ترابط المستأرج، ومن ثم تخزن في حبيبات مجهرية. إن الترابط التصالبي للأضداد IgE يحرض الحبيبات على أن تندمج بالغشاء الخلوي وعلى أن تقذف محتوياتها خارجا.
وقد يكون الهستامين ـ الذي وصف لأول مرة عام 1911 من قبل <هنري ديل> (من مختبرات ويلكوم للبحوث الفيزيولوجية في إنگلترا) ـ الأسوأ سمعة من بين هذه الوسائط مسبقة التشكل. إن الهستامين ينشط إنتاج المخاط من قبل الظهارة، مسهما على هذا النحو في احتقان المسالك الهوائية. ويستطيع الهستامين أن يسبب تقلص العضلات الملس smooth muscles التي تغلف كعصابة مرنة المسالك الهوائية القصبية والمِعَى الدقيقة. كما أن الهستامين يستطيع أن يوسع الأوعية الدموية الصغيرة مسببا زيادة نفوذيتها، مما يسمح للسائل بالتسرب إلى النسج. وتؤدي هذه التغيرات الوعائية إلى الاحمرار والتورم. فإذا كانت هذه التغيرات واسعة الانتشار، فإنها قد تسهم في نشوء حالة مميتة تعرف بصدمة نقص الضغط hypotensive shock: وهي هبوط عميق في ضغط الدم يكون مترافقا مع انخفاض مفاجئ وشديد في الزاد الأكسجيني لكل من القلب والدماغ.
ما المجموعة الثانية من الوسائط والتي اكتشفت بعد عقود لاحقة في معهد كارولينسكا بستوكهولم، فتتألف من الشحميات (الدسم) ـ الپروستاگلاندينات واللوكوترينات خاصة. ويتم تركيب هذه المواد بعد أن تصبح جزيئات المستأرج على تماس مع الأضداد IgE التي تحملها الخلايا. وكما هي الحال مع الهستامين، فإن نوعي الشحميات يسببان تضييق الأنابيب القصبية وتوسيع الأوعية. والأسوأ من ذلك هو أن آثارهما تستمر مدة أطول. أضف إلى ذلك أن الخلايا البدينة المنبَّهة تبثق ضروبا من الإنزيمات ذات السمية الكامنة. وتوحي الأدلة بأن الخلايا تحرر السيتوكينات أيضا: وهي بروتينات صغيرة توجه فاعليات خلايا الجهاز المناعي الأخرى. ويبدو أحيانا أن أعراض الهجمة الأرجية كلها تنبثق عمليا عن الإطلاق السريع للوسائط وللمواد الكيميائية الأخرى من قبل الخلايا البدينة. ونذكر، على سبيل المثال، أن التنشيط السريع لهذه الخلايا قد يسبب إرباكها فيما يتعلق بحدوث التفاعلات التأقية، أو عندما تقابِل مضيافيةَ صاحب قطة ما بعطاس ودموع زائر أرجي نحو الوبر السنوري.
وسائط التفاعلات الأرجية
إن الجزيئات التي تطلقها الخلايا البدينة والأسسة المنشّطة تكون مسؤولة عن كثير من الأعراض الأرجية. إن هذه القائمة، التي قد تكون مسهبة، تشتمل على اعتيان لتلك المواد الكيميائية ولبعض من تأثيراتها.
ومع ذلك، ففي معظم الأحيان يتقدم (يترقى) التفاعل الأرجي إلى مرحلة ثالثة، غالبا ما تكون مزمنة. ففي هذه المرحلة، يُعتقد أن الخلايا البدينة المنشطة تغوي خلايا الجهاز المناعي الأخرى لتهاجر من الدوران إلى النسج. إن هذه الخلايا المنجذبة تشتمل على الخلايا الأسسة التي تحتوي، كالخلايا البدينة، على حبيبات إفرازية. كما تنجذب أيضا الكريات البيض الحبيبية التي تعرف باليوزينيات (الحَمِضات)(3) eosinophils. ويشمل الانجذاب أيضا اللمفاويات التائية والوحيدات(4) monocytes: وهي طلائع البلعميات النسيجية. إن وجود عدد كبير من الخلايا الأسسة واليوزينيات في الآفة الالتهابية (وهي النسيج الذي اجتاحته مكونات الجهاز المناعي) يشكل سمة مميزة أخرى تتشارك فيها الأرجية والخمج الطفيلي. وتكون هذه الخلايا غائبة عمليا عن مواقع الغزو البكتيري (الجرثومي) حيث تكون الكريات البيض المعروفة بالعَدِلات (النتروفيلات) neutrophils هي الأشد غزارة.
وتفرز الخلايا المعبَّأة مواد بإمكانها أن تطيل الأعراض المبكرة وتفاقمها. وقد تلحق الإصابة بالنسيج الموضعي. ونذكر، على سبيل المثال، أن الخلايا الأسسة (التي يتم تنشيطها بالطريقة نفسها تقريبا التي تنشط بها الخلايا البدينة) تصدر كثيرا من الوسائط المسبقة التشكل والشحمية التي توجد أيضا في الخلايا البدينة. أما اليوزينيات فتطلق بروتينات سامة، يستطيع واحد منها ـ وهو بروتين قلوي التفاعل ورئيسي ـ أن يؤذي الخلايا البطانية التنفسية.
إن الفهم الحالي لهذه المرحلة الثالثة ـ التي غالبا ما يشار إليها بتفاعل الطور المتأخرـ قد اشتق من التجارب التي أجريت في مختبري بجامعة جونز هوپكنز وفي أمكنة أخرى. فبوسع الباحثين أن يدرسوا، من خلال تقنية معيارية، تأثيرات المستأرجات عن طريق إيصالها إيصالا مباشرا إلى المسالك الهوائية، أو حقنها في جلد متطوعين أرجيين. فعلى المستوى الخلوي، يكون الطور الحاد (تنشيط الخلايا البدينة في النسج) متبوعا بعد عدة ساعات، وفي كثير من الأفراد، بالاستجابة الالتهابية للطور المتأخر: أي أن الخلايا الأسسة وحشدا من الكريات البيض الأخرى تغزو المسالك الهوائية أو الجلد لتولد موجة جديدة من الأعراض. إن بيانات مختلفة تجعلني أرتاب في أن الخلايا الأَسِسَة تنسق تأثيرها (في الحالة التجربية experimental، وربما في الطبيعة) في معظم الاستجابة المتأخرة، ذلك أن المواد الكيميائية التي تفرزها هذه الخلايا تسبب ـ فيما يبدو ـ الأعراض، كما تساعد على تعزيز الفاعلية التي تقوم بها الخلايا الأخرى.
وإثر انقضاء دقائق على استنشاق المستأرج، تتبدى الأنشطة الخلوية للطور الحاد على شكل عطاس واحتقان أو أزيز وضيق بالتنفس. وتختفي هذه الأعراض ساعة، لتعود بعد ساعات قليلة متوازية مع الغزو في الطور المتأخر للظهارة من قبل الخلايا الجائلة. وبالمماثلة، فإن إعطاء المستأرجات عن طريق الجلد يستثير تفاعل الانتبار والوهيج wheal-and-flare reaction الحاد ( أي التورم والاحمرار) متبوعا فيما بعد بعودة التفاعل عودة مطولة. إن الناس لا يعانون بالضرورة، في مسيرة حياتهم اليومية، الأعراض الآجلة التي تعقب الهجمة الأرجية الحادة. بيد أن التعرض مستمر التقدُّم للمستأرجات في الأفراد المحسَّسين قد يؤدي إلى التهاب خاص بالطور المتأخر، وإلى أعراض مستمرة أو سهلة الاستثارة.
إن معظم ما أتيت على وصفه حتى الآن قد ترسخ منذ فترة من الزمن. بيد أنه عندما تتم إضافة التفاصيل، تنبثق أفكار جديدة خاصة بالمعالجة. ويركز أحد المجالات التي تتم دراستها بفاعلية على جزء الاستجابة الأرجية المبكر، أي على تنظيم تركيب الأضداد IgE. فلماذا يولد الأفراد الأرجيون مستويات شاذة في ارتفاعها من الأضداد IgE؟ (إن تراكيز الأضداد غير IgE في الدم تتفاوت نمطيا تفاوتا قليلا من فرد لآخر، في حين يمكن للأضداد IgE أن تتغاير تغايرا ملحوظا. وفي حين أن مستويات الأضداد IgE في الأفراد الأرجيين تبقى أدنى بكثير من مستويات صفوف الأضداد الأخرى، إلا أن بإمكانها أن تصبح أعلى آلاف المرات في الأفراد الأرجيين منها في اللاأرجيين.)
ولعل جزءا من تعليل وجود المستويات العالية غير العادية من الأضداد IgEيتعلق بطبيعة الخلايا التائية النشطة في المرضى الأرجيين. فالاكتشافات الحديثة المثيرة للاهتمام تلمح إلى أن الخلايا التائية في الآفات الأرجية تشمل ضربين: Th1 و Th2، وأن النمط Th2 هو السائد. ومما يعرف أيضا أن الخلايا Th2تفرز الإنترلوكين-4، والإنترلوكين-5، ولكنها لا تفرز الإنترفِرون غاما، في حين أن الخلايا Th1 تفرز الإنترفِرون غاما والإنترلوكين-2، لكن ليس الإنترلوكين-44، والإنترلوكين-5. إن الإنترلوكين-44 يستحث اللمفاويات البائية على إنتاج الأضداد IgE وليس الأنماط الأخرى. علاوة على ذلك، فإن الإنترفِرون غاما يعوق هذا التركيب. وتوحي هذه النتائج بأن مزيج فرد ما من الخلايا Th1 و Th2 هو الذي يعين فيما إذا كانت الخلايا البائية ستنتج جزيئات الأضداد IgE أو أنماط الأضداد الأخرى. أضف إلى ذلك، أن العقاقير القادرة على أن تتداخل في تركيب الإنترلوكين-4 أو في فاعليته قد تساعد على خفض مستويات الأضداد IgE، وتمنع بالتالي التفاعلات الأرجية.
إن سوس الغبار، الذي لا يرى بالعين المجردة، سبب شائع لالتهاب الأنف الأرجي. إن الاستجابة الأرجية تستثار باستنشاق براز السوس. |
إن كثرة من الباحثين الذين يركزون اهتماماتهم على تأثيرات الأضداد IgE بدلا من تركيب هذه الأضداد يحاولون الآن أن يقتفوا أثر السُّبُل المعقدة للتنبيغ الإشاري complex signal transduction pathways في الخلايا البدينة والخلايا الأسسة: أي سلسلة الخطوات التي يتم بوساطتها الترابط التصالبي لجزيئاتIgE على سطح الخلية، مما يؤدي إلى إطلاق المواد الكيميائية محدثة المرض. فلقد تم في اختراق حاسم تنسيل الجينات genes cloning مناوعة البروتينات الثلاثة التي تؤلف مُستقبِل الأضداد IgE، مما قدم مفاتيح مهمة لبنيته ثلاثية الأبعاد. وما إن تتبين الوظائف الدقيقة لوُحَيْدات (الوحدات الجزئية) المستقبِل، حتى يغدو ممكنا إحصار الفاعلية المميزة لكل منها إحصارا نوعيا، والحيلولة ـ بالتالي ـ دون إطلاق الوسائط.
|
من الواضح أيضا أنه عندما يترابط مستأرج ما بجزيئين أو أكثر من الأضدادIgE ويشد بقية المستقبلات المترابطة بالغشاء بعضها لبعض فإن تكدس المستقبلات يضع موضع العمل شلالات كيميائية حيوية عديدة مستقلا بعضها عن بعض. ولقد أدرك الباحثون لفترة من الزمن أن شلالا واحدا على الأقل (ينتهي ببثق الوسائط من الحبيبات) يعتمد على فاعلية إنزيم كيناز البروتينC. ووجدوا أيضا أن إنزيم الفسفوليپاز A2 لاعبٌ مركزي في إفراد اللوكوترينات والپروستاگلاندينات. وتشير الأدلة التي تم الحصول عليها مؤخرا إلى أن كينازات تيروزين متنوعة (الإنزيمات التي تضيف رمز الفسفات إلى الحمض الأميني «التيروزين» الذي يدخل في تركيب البروتينات) تضع شلالات أخرى إضافية موضع العمل، شلالات تحض على إفراغ المواد الكيميائية المختزنة في الحبيبات. ونظرا لأن سبل تفاعلات كثيرة تنتهي للنتيجة نفسها، أي إلى إفراز وسائط وسيتوكينات معينة، فإن معالجات تقوم على إحصار سبيل واحد بعينه قد لا تكون ناجعة بحد ذاتها نجاعة تامة. بيد أن إعاقة سبيلين أو أكثر تبدو وكأنها ذات تأثير تآزري.
إن المركبات التي تثبط الإنزيمات ذات العلاقة بتوليد وسائط نوعية هي فعلا في مرحلة التطوير. إن عامل المعالجة النمطي البدئي يعوق فاعلية إنزيم يدعى ليپوكسيجيناز 5. إن هذه الإعاقة تؤدي إلى تأخير إنتاج عدد من اللوكوترينات. إن التجارب المبكرة على هذا المثبط لدى مرضى الربو تشير إلى أن هذه المقاربة ستنقص الالتهاب.
إن علينا، بعد أن نفهم آلية التنبيغ الإشاري، أن نفسر كيف أن الأسسات واليوزينيات والكريات البيض الأخرى تعبَّأ إلى المواقع التي تكون فيها الخلايا البدينة نشيطة. إن إجماع الرأي يؤكد عامة أن تنبيه الخلايا البدينة يستثير إطلاق مواد كيميائية، تنفذ إلى الأوعية الدموية الموضعية الصغيرة، وتزيد من التعبير عن جزيئات الالتصاق على الكريات البيض الجائلة وعلى الخلايا البطانية التي تغطي السطح الداخلي للأوعية. وتشمل المواد الكيميائية المفرزة: اللوكوترينات والعامل المنشط للصفيحات وربما السيتوكينات أيضا. وتجدر الإشارة إلى أن لجزيئات الالتصاق أسماء مثل الإنتگرينات integrinsوالسلكتينات selectins وجزيئات التصاق الگلوبلين المناعي immunoglobulin adhesion molecules. أما في المرحلة التالية، فإن الكريات البيض تلتصق بجدار الوعاء الدموي، وتتدحرج عليه. ثم تهاجر منسلة بين الخلايا البطانية، لتخرج إلى النسيج المحيط.
إن مزيج المواد الكيميائية الذي تنتجه أنماط متنوعة من الخلايا يضبط طريق هجرتها، والمسافة التي تقطعها، وفيما إذا كانت ستموت أو ستزدهر. فعلى سبيل المثال، يسهل الإنترلوكين-3 والإنترلوكين-5 (وهما سيتوكينان تنتجهما الخلايا التائية) وكذلك العامل GM-CSF (سيتوكين آخر تنتجه الخلايا البطانية والبلعميات وأنماط خلوية أخرى) هجرة اليوزينيات والأَسِسَات، وقد تطيل بقياها (بقاءها على قيد الحياة). وهنالك سيتوكين رابع يعرف بالرمزRANTES وتنتجه اللمفاويات التائية وخلايا أخرى، ينظم ـ فيما يبدو ـ هجرة اليوزينيات.
بناء على ما تقدم، فإن خلايا وجزيئات كثيرة ومختلفة، وليس مادة كيميائية واحدة بعينها، تفسر فاعلياتها ظاهريا وجود نمط خلوي معين في الآفة الأرجية. وإذا ما أمكن إيضاح تركيبات (تضامّيّات) combinations العوامل المسؤولة عن تراكم اليوزينيات والأسسات في الحدث الأرجي، فإن هذه الخطوة ستغدو أيضا عرضة للسيطرة الصيدلانية.
وغالبا ما يكون من المفيد بحث الأرجية كما لو كانت مرضا منفردا، لكن الباحثين يوجهون الانتباه إلى الطرائق الأفضل لتشخيص حالات نوعية من الأرجية، ومعالجة هذه الحالات. ويُعَد ضمن تلك الحالات التهاب الأنف الأرجي الأكثر انتشارا، وربما يصيب 15% من الأمريكيين.
ويأخذ هذا الاضطراب شكلين اثنين. فالناس الذين ابتلوا بإحدى المتفاوتتين، أي حمى الكلأ، يقاسون من أعراضها فصليا: فقد يتفاعلون مع طلع الأشجار والأعشاب الكلئية في الربيع، أو مع طلع الأعشاب الضارة في الخريف. أما في المتفاوتة الدائمة، فيرجح أن تتأتى الأعراض من المستأرجات المنزلية، كالفراء الحيواني أو سوس الغبار. إن التهاب الأنف الأرجي لا يكون أبدا مميتا، لكنه قد يقود إلى مضاعفات معينة، كالتهاب الجيب sinusitis أو السلائل polyps أو الربو. كما يعد التهاب الأنف الأرجي أذى رئيسا ومصدر إزعاج مهمًّا. وبالفعل، فإن بلايين الدولارات تنفق سنويا للوقاية من الأعراض، ولتلطيفها.
ويؤكد الأطباءُ التشخيصَ بملاحظة تفاعل الانتبار والوهيج بعد حقن كميات ضئيلة من المستأرج (المحمول بالهواء والمشتبه به) في الجلد. وعموما، فلقد أثبتت مضادات الهستامين فعاليتها، وهي مازالت تعد المعالجة المعيارية. إن التحويرات الأحدث لهذه العقاقير لا تعبر الحاجز الدماغي الدموي بسهولة، ولذلك فهي لا تسبب النعاس. أما عندما يكون الالتهاب وخيما ومضادات الهستامين غير فعالة، فإن مركبات أخرى توصف عادة للتخفيف من الالتهاب المزمن للربو (أي الستيرويدات القشرية المستنشَقة)، وغالبا ما تكون مفيدة. وإنني أتوقع أن تقدم العقاقير التجربية التي تختبر الآن على مرضى الربو والتي سأناقشها فيما بعد، بدائل إضافية لمن يعانون التهاب الأنف الأرجي.
تبدو الخلايا البدينة البشرية مختلفة تماما قبل تنشيطها (القسم الأيسر) وبعده (القسم الأيمن). وتحتفظ الخلايا المنشطة بحبيبات قليلة جدا (الكرات السوداء الصغيرة) وتظهر على سطحها تغيرات واسعة. إن الكرات الكبيرة في الخلية الموجودة في اليسار هي أجسام شحمية، يحتمل أن تسهم في تركيب الشحميات التي تفرزها الخلايا البدينة المنبهة. إن <M.A.دڤوراك> (من كلية طب هارڤارد) قد زودتنا بهذه الصورة المجهرية. |
إن المعالجة المناعية للحالات الوخيمة (وتعرف أيضا بالحقن الأرجية أو إزالة التحسس) والتي أدخلت عام 1911، قد توفر الراحة. إن الأطباء يحقنون مرضاهم بجرع متزايدة من المستأرجات التي يتحسسون لها. وكنت أتمنى أن أتمكن من وصف كيف تمنح المعالجة المناعية المقاومةَ للمستأرج، لكن ما من أحد قدم تفسيرا نهائيا. ومع ذلك، فإن الدراسات المتحكَّم فيها والتي قام بها <W.A.فرانكلاند> (من مستشفى سانت ماري في لندن) و <C.F.لويل> (من جامعة هارڤارد) في الخمسينات، أوضحت أن المعالجة المناعية لحساسية الأعشاب والرَّجِيْد تستطيع أن تحسن من الربو والتهاب الأنف الأرجي. وقد أكدت مع زملائي فيما بعد هذه الملاحظة، كما أوضح آخرون أن المستأرجات التي ينتجها سوس الغبار يمكن أيضا أن تكون مفيدة. ومع ذلك، فإن الجرعة حرجة في جميع الحالات، فالكمية من المستأرج التي هي أدنى مما يجب لا توفر أي حماية. وعلاوة على ذلك فإن الحماية نادرا ما تكون تامة.
ويُعَدّ الربو أكثر خطورة من التهاب الأنف الأرجي، بل يكون أحيانا مميتا. إن ما يقارب من 5 إلى 10% من الأطفال لديهم هذه الحالة، وقد لا تبدو الأعراض على ثلثهم تقريبا بعد سن البلوغ. وعلى العكس من ذلك، فإن ما بين 5 و 10% من البشر يصابون بالربو في الكهولة. وقد تظهر هذه العلة في أي وقت، حتى في ثمانينيات عمر الفرد.
ويقسم الربو إلى نمطين، كما هي الحال في التهاب الأنف الأرجي. ففي الشكل الخارجي يمكن تعيين هوية المستأرج المؤذي، أما في الشكل الداخلي فإنه لا يمكن اقتفاء الأعراض إلى مادة قادرة على تحريض إنتاج الأضداد IgE. ومع ذلك فإنه يمكن في واقع الأمر أن تنجم السمات المعرفة للربو عن أي سيرورة (حدث) من السيرورات المرضية المختلفة التي لا يقل عددها عن ستة، والتي قد يكون لبعضها علاقة بفاعلية تتوسطها الأضداد IgE، في حين لا يكون لبعضها الآخر أي علاقة بهذه الأضداد.
وتتمثل إحدى السمات المميزة للمرض بما يعرف بالمسالك الهوائية الانتفاضية twitchy. فإذا ما قورنت بقصبات اللاربويين، فإن قصبات الربويين تتقلص مستجيبة إلى جرع أخفض بكثير من المواد مقبضات القصبات (كالهستامين والميتاكولين) أو من المواد المؤذية (كالأوزون ودخان التبغ). كما يمكن للتمارين العضلية والهواء البارد الجاف أن تستثير في الربويين أعراض الإصابة.
وقد يُظهر مرضى الربو انسدادا جزئيا مزمنا إنما ذو عكوسية كامنة للمسالك الهوائية السفلى. ويعتقد أن معظم هذا الانسداد ينجم عن أحداث التهابية تماثل تلك التي تلاحظ في استجابة الطور المتأخر التي تحدث في المختبر. ومن الواضح أن المواد الكيميائية المنطلقة من الخلايا البدينة والأسسات المرتشحة، متراكبة مع البروتينات السامة لليوزينيات التي تحض على إنتاج المخاط وكذلك على أذية النسيج، إن هذه العوامل كلها تحدث ثخانة في جدران المسالك الهوائية، وربما تزيد من فرط فاعلية القصبات. وعندما يدخل المستأرج، فإن التضيق الذي يصيب القصبات يستطيع عندئذ أن يُغلق الممرات التي سبق أن سدت جزئيا.
وتعد موسعات القصبات العقاقير الأكثر استعمالا لمعالجة الربو، فهي تفرج الأعراض التي ولّدها الهستامين والمضيقات القصبية الأخرى مباشرة إثر التعرض للمستأرج. ومع ذلك فمن المحتمل ألا تؤثر هذه الأدوية في الالتهاب الأساسي. أضف إلى ذلك، أنه يمكن لفرط استعمال الموسعات القصبية أن يسبب تضيقا «ارتداديا» مما يقلل في واقع الأمر من جريان الهواء. وتحبذ الحكمة السائدة استمرار معالجة السيرورة الالتهابية إضافة إلى معالجة مستقلة للعارضات الحادة acute episodes.
إن العوامل مضادة الالتهاب المعتمدة تشمل الستيرويدات القشرية والعقاقير غير الستيرويدية، وتعد الستيرويدات الأكثر قوة بين هذه الأدوية. وحتى ما يقرب من عقد مضى، كان المرضى ـ عامةً ـ يأخذون الستيرويدات عن طريق الفم. وكانت الآثار الجانبية (كزيادة الوزن وتخلخل العظام والقرحة) تطرح معضلة رئيسة. لقد بينت مؤخرا دراسات عديدة أن التحويرات المستنشَقة أو المطبَّقة موضعيا تستطيع أن تحقق سيطرة ملائمة من دون أن تنتج عنها آثار مهمة غير مرغوب فيها. ومن جهة أخرى، فإن الستيرويدات المستنشقة قد لا تحقق كامل فاعليتها لدى الأفراد الذين يعانون نوبات ربوية متواترة، أو لدى أولئك الذين لديهم صعوبات تنفسية دائمة.
لقد استحثت هذه المشكلةُ الأخيرة البحثَ عن عوامل مضادة للالتهاب أقوى فاعلية من الستيرويدات القشرية لكن غير سامة نسبيا. ويهدف صفان اثنان من العقاقير المرشحة والأكثر إثارة إلى إحصار فاعلية سيتوكينات التهابية، وكذلك جزيئات الالتصاق التي تسهل كلها هجرة خلايا الجهاز المناعي من الدم إلى النسيج. ومن الناحية النظرية، فإن على هذه المنتجات أن تحسن، ليس من مرض الربو فحسب، بل من كثير من الاضطرابات الأرجية، بما في ذلك ما هو غير قابل منها للتحسن بالمعالجة (كأرجيات الجلد المزمنة). إن هذه العقاقير لم تدخل بعد مرحلة التجارب السريرية لمعالجة الربو، بيد أن الدراسات الأولية على الإنسان والرئيسات الأخرى تبدو مشجعة.
إن البحث المتعلق بمعالجة الربو لم يتوقف عند هذه المرحلة. فإضافة إلى تطوير الأدوية التي عليها أن تُحصِر الإنزيمات ذات العلاقة بالتنبيغ الإشاري، فإن بيوت الصيدلانيات تستنبط منتجات جديدة تتداخل بفاعلية الوسائط التي تصنعها الخلايا البدينة والأسسات. وعلى سبيل المثال، فإن شركات عديدة دخلت مرحلة متقدمة من تجارب سريرية على مواد تحصر عمل اللوكوترينات. إن هذه الأدوية تخفف الأعراض، كما يمكن لها أن تعمل على نحو أفضل عندما تتراكب مع مضادات الهستامين (إن مضادات الهستامين بحد ذاتها ليست بذات تأثير كبير في مرضى الربو، ربما لأن الخلايا الالتهابية تفرز كميات كبيرة وفائضة من اللوكوترينات وغيرها من الوسائط.)
ويستمر الباحثون أيضا في استكشاف أهمية المعالجة المناعية لمرضى الربو. إن هذه المعالجة غالبا ما كان يصفها اختصاصيو الأرجية أكثر من اختصاصيي الرئة. وعند وجود مثل هذا التباين في الدواء، فإن ذلك يعني أن المعالجة ليست درامية التأثير، أو أن تأثيرها غير تام في معظم المرضى. وقد أظهرت دراسة أجريت مؤخرا في معاهد الصحة الوطنية أن المعالجة المناعية قد تفيد الربويين، بيد أن التأثير كان معتدلا.
إن تفاعل الانتبار والوهيج wheal-and-flare ـ أي التورم والاحمرار ـ يشير إلى أن شخصا ما أرجيّ تجاه مادة كانت قد حقنت بالجلد. إن التفاعل على الذراع يشير، في هذه الحالة، إلى أن الشخص أرجي تجاه العشب. |
والأمر المحزن أن وُقُوعات incidence الربو وعدد الوفيات التي يسببها قد ارتفعا في الثمانينات أكثر من 600%. إن أسباب هاتين الزيادتين مازالت غامضة، وكذلك الأمر فيما يتعلق بتفسير السبب في أن عدد الأمريكيين المتحدرين من أصل إفريقي والذين يرجح أن يموتوا بهذا المرض يفوق ثلاث مرات عدد أولئك المتحدرين من أصل أوروبي. وتتراوح الفرضيات التي تفسر إجمالي الوفيات ما بين الاستعمال المفرط أو الاستعمال غير الناجع للموسعات القصبية، وازدياد الملوثات البيئية والمستأرجات. وقد يكمن العيب أيضا، في حال جمهرة الأمريكيين الأفارقة، في محدودية سهولة الوصول إلى الرعاية الصحية.
وكما أن الربو قد يكون مميتا، كذلك الأمر فيما يتعلق بالتَأَقِ الذي يخيف كلا من المريض والطبيب المعالج له. ولقد وصف التأق أول مرة عام 2641 ق.م: إذ عثر على لوحة تصف وفاة الملك المصري مينيس إثر لسعة حشرة. ويحتمل حدوث ملايين التفاعلات التأقية سنويا في الولايات المتحدة اليوم، هذا على الرغم من أن الوفيات تعد ظاهريا بالمئات.
وتنجم الأعراض، التي يمكن لها أن تتغاير، عن إطلاق حاد وانفجاري للمواد الكيميائية من الخلايا البدينة. ويستثير هذا الانفجار، نمطيا، عرضا واحدا أو أكثر خلال دقائق قليلة، ويمكن أن تقتل من فورها، وتكون الصدمة هي السبب الرئيس للموت. ويمكن للناس أن يموتوا أيضا إذا ما تورمت الحبال الصوتية (لتسرب سائل الدم إلى النسج)، وانسداد الرُّغامى (القصبة الهوائية). إن الاضطراب الأخير هو الوحيد بين قلة من الاضطرابات التي يمكن إصلاحها ببضع (شق) الرغامى tracheotomy: إن صنع ثقب في الرغامى (مباشرة تحت «تفاحة آدم» إما بمشرط أو بسكين الطاولة أو حتى برأس قلم الحبر) يمكن أن ينقذ الحياة. وتتضمن التظاهرات المحتملة الأخرى لفاعلية الخلايا البدينة تضيقا شبه ربوي للمسالك الهوائية السفلى. وتكون البزوغات الجلدية والحك شائعة الحدوث خاصة، في حين أن الاضطرابات المعدية المعوية تكون نادرة الحدوث.
ومن المثير للاهتمام أن تُلاحظَ في الأفراد الذين عانوا نوبات تأقية متكررة مجموعةٌ خاصة من الأعراض التي يعانونها والتي تولد نفسها بدقة دائمة تقريبا. وقد يسبق هذه الأعراض أَوْرَة aura، يمكن للمريض أن يستشعر بها بشؤم وشيك الحدوث، أو أن يشعر ـ وهنا تكمن الغرابة ـ بهدوء شامل أو باطمئنان آمن. وسواء حدث التأق الوخيم لأول مرة أو للمرة الخامسة عشرة، فيجب أن يعد الحدوث حالة طارئة. بناء على ذلك، فإن المعالجة يجب أن تتركز على إصلاح أشد الأعراض خطورة. وتشتمل عادة هذه الاستراتيجية على حقن الإپينفرين (الأدرنالين) الذي يثبط إطلاق الوسائط، ويفتح المسالك الهوائية، ويقاوم توسع الأوعية الدموية. ومن الطبيعي أن تتمثل المعالجة الأمثل باجتناب المسبب. أما في حالة لسعة النحل، فإن هذه الاستراتيجية غالبا ما تكون غير ممكنة. ولهذا، فإن التمنيع بسم الحشرة المهاجمة يستخدم للحيلولة دون حدوث ردود الفعل.
إن للمعالجة المناعية للسعة النحل تاريخا تنويريا يؤكد أهمية التصميم الدقيق للتجارب السريرية الخاصة بالمعالجات الحديثة. فمنذ عام 1930، وفي المجلد الأول لمجلة الأرجية Journal of Allergy وصف <L.R.بنسون> و<H.سيمينوڤ> (من جامعة أوريگون) حالة واحدة من حالات مربي النحل، الذين عانوا تفاعلا أرجيا نتيجة اللسعة. ولقد أجريا، من خلال بحثهما عن المستأرجات التي يمكن أن تعطى كإجراء وقائي (اتقائي)، اختبارات جلدية على هؤلاء المرضى، استخدما فيها سم النحل نفسه (الذي عين فيما بعد على أنه المستأرج الحقيقي)، كما استخدما النحل الكامل المسحوق. ولقد وجدا أن المريض يستجيب استجابة متساوية لكل من هذين المستحضرين. وعليه، فقد استنتجا أنه يمكن مساعدة المرضى الأرجيين بإعطائهم الخلاصة الكلية للجسم التي كان إنتاجها أقل صعوبة وأدنى كلفة من إنتاج السم نفسه.
ولقلة الحظ، فقد عجز هذان الباحثان عن أن يدركا أن مربي النحل سيكونون إيجابيين تجاه الاختبار بكل من السم وأجزاء جسم النحل، ذلك أنهم يستنشقون باستمرار مكونات الحشرات الميتة، ويصبحون بالتالي حساسين تجاه هذه المركبات. إن الأفراد الأرجيين في الناس عامة نادرا ما يواجهون النحل، فلا يصبحون حساسين بالدرجة نفسها.
واستنادا إلى تقرير هذه الحالة الوحيدة، «مَنَّع» الأطباء المرضى الأرجيين بخلاصات كامل جسم النحل، وكذلك زنبور السترة الصفراء yellow jackets خلال النصف الثاني من القرن، إلى أن قمت مع زملائي بدراسة متحكم فيها لمقارنة الجدوى الوقائية للمادة الغُفْل(4) placebo، ولخلاصة كامل الجسم، وللسم venom. لقد وجدنا أن خلاصة كامل الجسم لم تختلف في فاعليتها عن المادة الغفل. وبالمقابل، كان السم ناجعا نجاعة متجانسة في إحباط التأق الناجم عن لسعة النحل، وهكذا، فبسبب غياب دراسة متحكم فيها، عالج الأطباء مرضاهم لسنوات بمادة عديمة الجدوى. أما الآن فإن ما يعطى يقتصر على السم فقط.
إن أرجية الأطعمة، التي يمكن أن تسبب ردود فعل موضعية أو عامة (مجموعية)، تستحق اهتماما خاصا بسبب سوء الفهم الشائع عنها. إن هذه الأرجية ليست نادرة لدى الأطفال. ففي دراسة حاسمة أوضح زميلي <A.H.سامسون> أن الأطفال المصابين يكونون عادة حساسين للبروتينات في الحليب أو الجوز أو البيض. وتتمثل الأعراض النمطية بطفح جلدي، يتصف لدى الأطفال ببعض اللَّوْذَعِيّة subtle. وللتأكد من التشخيص، فقد أجرينا في جامعة جونز هوپكنز فحصا جلديا معياريا. فعندما تكون النتيجة إيجابية، نعمد إلى إجراء اختبار التعمية المزدوجة بالتحدي الغذائي double-blind food challenge test: حيث كان الطفل يُطعم في أحد الأيام محفظة (كبسولة) من المستأرج أو من المادة الغفل، ويطعم في يوم آخر الاختيار المتبادل. ولم يكن المريض ولا الوالد ولا الطبيب يعلمون، عند الإطعام، فيما إذا كان ما يُعطى هو الطعام أو المادة الغفل.
إن علاقة السبب بالتأثير بين غذاء ما وأعراضه تكون عادة لدى البالغين واضحة، ذلك أن الأعراض الدرامية تكون فورية. ويكتسب الفرد في معظم الأحيان طفحا جلديا hives (الشَّرى urticaria)، أو أنه يعاني رد فعل تأقيا أكثر خطورة وذلك بعد دقائق من تناوله المحار أو الجوز. إن بالإمكان إذًا تأكيد الأرجية المشتبه بها باختبار جلدي بسيط. ومن المحتمل أن يموت عشرات الناس سنويا لأن بروتينات الجوز أو البيض تظهر ظهورا غير متوقع في الأطعمة المرزومة، أو في الأغذية الأخرى.
إن أرجية الطعام ليست شائعة بين البالغين، إذ تصيب ما بين 1 إلى 2% فقط من السكان. بيد أن نحو 25% من الأمريكيين يعتقدون بأنهم أرجيون نحو بعض الأطعمة. إن هذه الحساسية sensitivity تولد لديهم بعض الاضطرابات الغامضة كالاكتئاب والإعياء وفرط التهيج. إن هذه الظاهرة تقلقني، ذلك أن هناك أطباء يعينون هؤلاء المرضى باستخدامهم اختبارات لا يعوَّل عليها إطلاقا لتشخيص الحساسية تجاه الأطعمة. وبتقديري، فإن مئات ملايين الدولارات تبدد سنويا في اختبارات ومعالجات عقيمة.
إن هؤلاء الأطباء ليسوا الأكثر مدعاة للقلق، فهنالك مجموعة ممن يصفون أنفسهم بأنهم بيئيون سريريون clinical ecologists، يشخصون المرضى على أنهم «حسّاسون» تجاه مواد بيئتهم كالملوثات الثانوية في الماء أو الطعام أو الهواء. هذا على الرغم من أن هذه الملوثات غير قادرة في واقع الأمر على استثارة أي استجابات أرجية. وكما هي الحال في المثال السابق، فإن هؤلاء (الأطباء) الممارسين يشخصون الأمراض بتقنيات لم تُثبت معوليتها؛ فكل طريقة تم تفحصها بتجارب صارمة تبين أنها غير كفئه. ومع ذلك، فإن البيئيين السريريين ومرضاهم متكلمون حذقون، ولهذا فإني أخشى من أن الدولارات الفيدرالية المخصصة للبحث (والتي هي أصلا محدودة) تُحَصَّص(1) لدراسة ما يسمى بالأرجية تجاه البيئة.
ونشير في النهاية إلى أن أنماطا كثيرة مشكوكا فيها من المعالجة المناعية تمارس هنا وهناك. ونذكر، على سبيل المثال أن هؤلاء الذين يطبقون تقنية رينكل Rinkel technique، يحقنون جرعا ضئيلة من مادة المعالجة المثليةhomeopathic، التي هي مستأرجات. ومنذ سنوات خلت تعاون عدد من زملائي مع مؤيدي مقاربة رينكل بغية وضع دراسة دقيقة لطريقتهم. وكما هو متوقع من بحث تؤكد طبيعتُه الحاجةَ إلى جرع عالية نسبيا، فإن هذه الدراسة أخفقت في البرهان على أي فاعلية. وفي ممارسة شاذة أخرى، توضع كميات قليلة من المستأرج المستنشق ذي الأذى الكامن، تحت اللسان كشكل من أشكال «إزالة التحسس» desensitization. ولكن لا يوجد أي دليل على أن لهذا الإجراء جدوى ما.
إن الباحثين أمثالنا الذين يجرون بحوثهم وفقا للطريقة العلمية المعيارية يستطيعون أن يستشعروا الشجاعة لحجم التقدم الذي تم إنجازه حتى هذا التاريخ. ولكن على الرغم من ذلك فإن الثغرات مازالت موجودة. فنحن بحاجة إلى فهم آليات التنبيغ الإشاري بتفصيل أكبر كي نتمكن من تطوير أدوية تحصر إطلاق الوسائط والمواد القريبة منها من الخلايا المناعية. وإنه لمن المهم أن نعين بدقة أيا من الخلايا الجائلة يكون ذا علاقة في إحداث الأمراض الأرجية، وعلينا أيضا أن نوضح إيضاحا صحيحا كيف تُجَرّ هذه الخلايا إلى مواضع الآفات الالتهابية. كما أننا بحاجة إلى فهم أي من الإفرازات الخلوية فائضة الكمية يسهم إسهاما رئيسا في تطور الأعراض المقلقة كي نستطيع تطوير ضادات antagonists فعالة. إنني على ثقة بأن هذه الوسائل التي يشحذها الباحثون في الصناعات الصيدلانية والتقانية الحيوية، وكذلك في البيئة الأكاديمية، سوف تساعد على نطاق واسع في حل هذه القضايا خلال السنوات القليلة المقبلة.
المؤلف
Lawrence M. Lichtenstein
أستاذ الطب ومدير مركز الربو والأرجية في جامعة جونز هوپكنز. نال شهادة الطب من جامعة شيكاغو عام 1960، وأتم دراسة الدكتوراه في علم الأحياء المجهرية في جامعة جونز هوپكنز عام 1965، حيث يعمل هناك منذ ذلك الحين.
مراجع للاستزادة
ASTHMA: PHYSIOLOGY, IMMUNOPHARMACOLOGY, AND TREATMENT. Edited by A. Barry Kay, K. Frank Austen and Lawrence M. Lichtenstein. Academic Press, 1984.
ALLERGY: PRINCIPLES AND PRACTICE. Edited by E. Middleton, Jr., C. E. Reed, E. F. Ellis, N. F. Adldnson and J. W. Yunginger. C. V. Mosby, 1988.
THE VALUE OF IMMUNOTHERAPY WTTH VENOM IN CHILDREN WITH ALLERGY TO INSECT STINGS. Martin D. Valentine et al. in New England Journal of Medicine, Vol. 323, No. 23, pages 1601-1603; December 6, 1990.
ANAPHYLAXIS. Bruce S. Bochner and Lawrence M. Lichtenstein in New England Journal of Medicine, Vol. 324, No. 25, pages 1785-1790; June 20, 1991.
EFFECT OF H1 RECEPTOR BLOCKADE ON THE EARLY AND LATE RESPONSE TO CUTANEOUS ALLERGEN CHALLENGE. E. N. Charlesworth, W. A. Massey, A. Kagey-Sobotka, P. S. Norman and L. M. Lichtenstein in Journal of Pharmacology and Experimental Therapeutics, Vol. 262, No. 3, pages 964-970; September 1992.
THE PATHOPHYSIOLOGY OF ALLERGIC RHINITIS AND ITS IMPLICATIONS FOR MANAGEMENT. A. G. Togias and L. M. Lichtenstein in The Mast Cell in Health and Disease. Edited by M. A. Kaliner and D. D. Metcalfe. Marcel Dekker, 1992.
(1) أرجية allergy، حساسية sensitivity تحسّس sensitization.
(2) ارتكاس reaction. (التحرير)
(3) لهذه الخلايا اسمان مترادفان: إما اليوزينيات (أليفات الإيوزين) أو الحمضات (أليفات الحمض)، لأن الأيوزين كصباغ تفاعله حمضي ويلون عموما السيتوپلاسما التي تحوي بصورة عامة بروتينات ذات تفاعل قلوي، بعكس النواة التي تحوي دنا وهو ذو تفاعل حمضي.
(4) أي وحيدة النواة، فهذه الخلايا تحوي نواة متكتلة. (التحرير)
(5) تنبيغ transduction: تحويل (الطاقة على وجه الخصوص) إلى أوساط أو أشكال مختلفة؛ وفي المكروبيولوجيا هو نقل المواد الجينية من خلية إلى أخرى بوساطة ڤيروس أو ما شابهة. (التحرير)
(6) مادة توصف على أنها دواء ـ وهي ليست كذلك ـ إرضاء للمريض [انظر: «العلم والمجتمع»، مجلة العلوم، العدد 3 (1995)، ص 60]. (التحرير)