تعرّف المغذيات الدوائية
(1)(*)تعرّف المغذيات الدوائية تصمد الادعاءات الخاصة لبعض المكملات الغذائية(2) أمام التدقيق العلمي، في حين تتراجع لبعضها الآخر. <Th.هايدن>
إننا نعيش في عصر تبدو فيه التغذية الجيدة سهلة ومتاحة من خلال تناول الكثير من الحبوب الكاملة والفاكهة والخضار الطازجة مع تجنب اللحوم الدهنية والزيوت النباتية المهدرجة. ولكن تتملكنا الدهشة عند زيارة محل بقالة مكدس بالأغذية الصحية أو صيدلية أو سوق كبير (سوبر ماركت)، نظرا لما تحويه من تنوع واسع للمكملات الغذائية، بدءا من الأعداد الكبيرة من الکيتامينات والأملاح المعدنية والخلاصات، التي تُعرض فرادى أو مكملة لغيرها وموجهة إلى الإنسان بمختلف شرائح العمر والجنس والنشاط الفيزيائي. وهذه المختارات من المكملات ليست سوى صحراء تغذوية، إذا ما قورنت بما تقدمه الغابات المطيرة الاستوائية من المكملات المتنوعة الموجودة في محلات البيع المتخصصة.
والمكملات الغذائية تجارة ضخمة في الولايات المتحدة وقد قُدرت مبيعاتها في عام 2006 بنحو 22.5 بليون دولار، حيث يتناول يوميا نحو 60 في المئة على الأقل من الأمريكيين کيتامينات متعددة. وقد أسهمت الإجراءات القانونية في اتساع انتشار المكملات الغذائية وتنوع خياراتها بصورة يصعب على المستهلك أن يقرر ماذا عليه أن يأخذ منها. فالاختيار متنوع، بدءا من فاتحات الشهية كالثوم والتوت الحامض إلى مركزات الصويا مع مستحضرات من خلاصات الغدة النخامية والپروستات والپنكرياس، مع منتجات تحوي کيتامينات ومعادن ومعظم المركبات البيوكيميائية لدورة كريبس الخلوية. وأمام هذا التنوع يحق للمتشكك وهو يستعرض تلك المستحضرات أن يتساءل أين المكان الخاص بزيت الأفعى.
في الواقع، لا يمكن بسهولة استبعاد جميع الطب التكميلي المشكوك فيه، أو على الأقل بعضه، لأنه لا يزيد الزمن المرتقب للحياة، أو لا يحدث تغيرا مفيدا في الجسم أو لا يحسن الأداء الرياضي، أكثر من تلك الأدوية القديمة الشافية التي تدفع أذى داء الاستسقاء والتهيجات العصبية. فمنذ أكثر من عقد من السنين، ركزت الأبحاث ولعدة مرات، على المكملات الغذائية المجلوبة(3)، وكان من نتيجتها اختيار بعضها والتباهي بدعمها بقوة. وإحدى هذه المجموعات هي المغذيات الدوائية nutraceuticals التي جذبت انتباه المؤيدين من أناس عاديين وعلميين على حد سواء.
تشغل مركبات المجموعة السابقة مكانا وسطا بين المغذيات الأساسية (وهي تلك المغذيات الحرجة التي يجب تناولها للوصول إلى صحة طبيعية كالکيتامينات والأملاح وغيرها) والأدوية التي لها تأثيرات محددة في أمراض معينة. لذلك فإن المغذيات الدوائية هي مواد كيميائية فعّالة بيولوجيا (حيويا)، ومصدرها المواد الغذائية، وتؤخذ كمكملات بتراكيز أعلى من التراكيز الموجودة فيها ضمن الأغذية. ومنها مضادات الأكسدة المستخلصة من الفاكهة والتوتياتberries، والأحماض الدهنية الموجودة في الأسماك التي تعيش في المياه الباردة، إضافة إلى المركبات التي يحتمل أن تحارب الأمراض والمستخلصة من البهارات مثل القرفة والزنجبيل. ونجد أن هناك ادعاءات عن دور هذه المركبات في كل شيء، بدءا من محاربة السرطان وأمراض القلب الوعائية إلى دعمها الصحي للحياة النشيطة وهي فكرة مبهمة وغامضة.
يقول<M.P.كواتس> [مدير مكتب المكملات الغذائية (ODS) في المعاهد الوطنية للصحة] إن مجموعة المغذيات الدوائية، هي في الحقيقة واسعة جدا، وتأثيراتها قد تكون حازمة، ويضيف قائلا «وهي تعطيك رؤية أو دليلا عن مدى التحديات العلمية لفهمها، وتراوح من المكملات التي لا نعرف ماذا فيها من مواد فعّالة، إلى مواد كيميائية معروفة، إلا أن طبيعة تأثيرها وآليته لا تزالان مجهولتين.»
لاتزال حتى الآن معظم المغذيات الدوائية ترزح تحت وطأة المبالغة في تسويقها بصورة تفوق ما عرف عنها في الاختبارات السريرية المنهجية، حتى إنه لا يعرف عن معظمها فيما إذا كانت تؤمن للمستهلك منافع تتجاوز ما يمكن أن تسببه من الأضرار. إلا أن العلم الآن بدأ يتفهم الادعاءات الصحية لبعض المغذيات الدوائية، ولكن في حالات لا تتعدى أصابع اليد.
منافع مشبوهة للأحماض الدهنية أو ميگا 3s(**)
ربما تكون الأحماض الدهنية أوميگا-3 من أكثر المغذيات الدوائية المعروفة علميا وأكثرها دراسة. وهي أحماض كسائر الأحماض الدهنية تشكل وحدات بناء الدهون والزيوت، فهي جزيئات مستقيمة تضم رأسا حمضيا كربوكسيليا(4) موصولا بسلسلة من ذرات الكربون تنتهي بذيل في أحد طرفيها. وهذه السلسلة من ذرات الكربون تضم روابط كيميائية، إما أحادية مشبعة أو مضاعفة غير مشبعة. وتشير كلمة أوميگا Omega ببساطة إلى الرابطة المضاعفة الموجودة في الموقع الثالث من نهاية الذيل الكربوني. وإذا بدأنا بحمض ألفا لينولينيك (ALA)(5) (وهو مغذٍّ أساسي شائع موجود في زيوت معظم المكسرات والنباتات)، فإن أجسامنا قادرة على اصطناع جميع الأحماض الدهنية أوميگا3- التي تحتاج إليها لبناء الأغشية الخلوية وإنجاز مجموعة من الوظائف الخلوية.
ويبدو من الواضح أننا قادرون على عمل الكثير، على الأقل فيما يخص زوجا من الأحماض الدهنية. ففي بداية السبعينات، لاحظ علماء الدراسات الوبائية أن سكان الأسكيمو ومجموعات أخرى من الناس الذين يتناولون الكثير من الأسماك التي تعيش في المياه الباردة، غالبا ما تكون لديهم مستويات منخفضة من أمراض القلب والسكتات القلبية، حيث يحتوي زيت هذه الأسماك عادة على حمضين طويليّ السلسلة من أوميگا3-، هما: دوكوساهكساأينويك (DHA) وإيكوسابنتاأينوك (EPA).
ويقول<M.P.كريس – أثيرتون> [وهو عالم تغذية من جامعة پنسلکانيا الحكومية]: «إن هناك دلائل قوية من الدراسات الوبائية كافية لدفع العمل في سلسلة كاملة من الدراسات السريرية والتجارب العشوائية الشاهدة controlلاختبار زيت السمك.» ففي مطلع عام 2002 كانت النتائج الإيجابية كافية لمجلس جمعية القلب الأمريكية التي يرأسها هذا العالم (<كريس ـ أثيرتون>)، لإصدار وثيقة توصي بزيادة استهلاك السمك لعامة الناس مع تناول دعم يومي من مكملات زيت السمك للمصابين بأمراض القلب الوعائية. وعندها قال <كريس ـ أثيرتون> «إن الدليل ينمو بقوة أكبر على التأثير الواقي للقلب للأحماض الدهنية أوميگا3- المستخلصة من مصدر بحري.»
وفي عام 2006 نشرت مراجعة علمية أقوى من سابقتها ولكنها ليست أقل تعقيدا منها، لما مجموعه 842 بحثا علميا عن أحماض أوميگا وأمراض القلب الوعائية قام بها فريق بحثي من المركز الطبي تافت-نيوإنگلاند في بوسطن، وخلص هذا الفريق إلى أن EPA و DHA هما الحمضان اللذان يبدو أنهما مفيدان، في حين أن سلفهما (الحمض ALA) النباتي، لم يكن كذلك. وبينما ترى الدراسات دليلا واضحا على أن زيت السمك يساعد على منع النوبات (الهجمات) القلبية والموت بسبب القلب(6)، وبخاصة عند المرضى الذين تعرضوا لنوبة قلبية واحدة، فإن تأثيراته في السكتة القلبية مبعثرة، حيث «توجد حزمة مخلوطة من الدلائل». فمع الناس الذين يعانون الناظمة القلبية، ترى إحدى الدراسات أن لزيت السمك منافع، في حين ترى دراسة أخرى أن له تأثيرات ضارة، وثالثة لا ترى له أي منافع. وهذه التأثيرات شائعة في الدراسات التغذوية، وذلك لوجود تنوع واسع في موضوعات الأبحاث على الإنسان، إضافة إلى الاختلافات في المغذيات الدوائية وتراكيز الخلائط من المكملات وغلبة عوامل خارجة عن السيطرة، مثل الحميات الأساسية أو وجود أمراض مسبقة لدى أفراد عينة البحث. وجميع هذه العوامل تجعل من الطبيعي وجود اختلافات بين الدراسات بصورة يمكن لإحداها أن تلغي الأخرى.
إن الفهم الدقيق للكيفية التي يعمل بها الحمضان الدهنيان EPA و DHA قد يساعد على منع النوبات القلبية، إلا أن المساقات الجزيئية لعملهما الواقي للقلب لاتزال غير معروفة، ويبدو أنهما يخفضان مستوى ثلاثي أسيل گليسرول(7) (غالبا ما يُسمى: ثلاثي گليسريد) ويحولان دون تجمع الكولستيرول على جدران الشرايين، كما يساعدان على التحكم في عوامل الخطر الأخرى كالتجلط الدموي غير المرغوب والالتهابات. ولزيت السمك الآن صلة في تحسين علاج أمراض، كالربو والتهاب الفقرات الروماتويدي والداء السكري من النوع الثاني والأمراض العصبية. ويوجد بالتأكيد تقريبا أكثر من آلية جزيئية وبالتأكيد تقريبا هناك مستقبل لامع للأحماض الدهنية أوميگا3- في سوق المكملات الغذائية.
العلم غاضب على المغذيات الدوائية المفضلة(***)
إن المستقبل المتوقع لأوائل المغذيات الدوائية التي رشحت لأن تؤدي دورا أساسيا ليس ورديا تماما، كالليكوپين(8) الذي صار من عدة أوجه المُركَّب الذي يحلم به مصنعو الأغذية. ويُردُّ ذلك إلى أن أرباح البقالة قليلة، كما يُحظر إضافة مغذيات دوائية إلى الأغذية الرئيسية: فالمستهلك، الذي يدفع 20 دولارا ثمنا لعبوة من حبوب زيت السمك، يتلكأ أمام دفع دولار إضافي ثمنا لرغيف من الخبز مدعم بالأحماض الدهنية أوميگا3-. لكن اللّيكوپين، وهو الصبغة الحمراء القاتمة ومضاد الأكسدة القوي، لا يوجد فقط بالمجان في النباتات كالطماطم (البندورة)، وإنما أيضا تزداد مدى إتاحته البيولوجية بالغليان والعصر والعمليات الشديدة الأخرى في معالجة الأطعمة.
وتشير الدراسات الوبائية المبكرة إلى أن الرجال الذين تناولوا وجبات غنية بمنتجات الطماطم تمتعوا بمستويات أقل من المعدل من سرطان الپروستات، واعتُبر الليكوپين السبب المحتمل وراء ذلك. والنتيجة التهكمية هي أن «الكتْشَبْ» ketchup، الذي اعتبره الرئيس <رونالد ريگان> غذاء نباتيا في المدارس، يُعد الآن غير ذلك، بينما يصح القول عن «الكتشب» المعروض ضمن عبوات صغيرة إنه جرعة من المكملات الغذائية.
لذلك نجد<U.پيترز> [عالمة التغذية والوراثة والوبائيات في جامعة واشنطن وفي مركز أبحاث «هاتشينسون» في سياتل] غير سعيدة، لأنها أسهمت في إعادة وضع «الكتشب» ضمن التوابل، فقد كانت لديها آمال كبيرة في قدرة الليكوپين على محاربة السرطان.
إلا أن فريقها البحثي عندما قام بتحليل مستويات الليكوپين في دماء المشاركين في دراسة واسعة عن السرطان، التي شملت 692 رجلا مصابا بسرطان الپروستات مقارنة مع 844 رجلا غير مصاب بهذا السرطان، وتم اختيارهم بصورة عشوائية، لم يجد هذا الفريق ترابطا بين مضاد الأكسدة (الليكوپين) هذا والأورام السرطانية. فضلا على ذلك، وجد الفريق البحثي في هذه الدراسة ارتباطا بين مستوى الكروتين(9) المرتفع وزيادة خطر سرطان الپروستات المتقدم، إلاّ أن هذا الترابط ليس كافيا لتجنب تناول الجزر ومصادر الغذاء الأخرى لمادة بيتا ـ كروتين، ولكنه إشارة منذرة بالسوء إلى أن بعض المركبات الآتية من الغذاء ليست بالضرورة حميدة وغير خطرة عندما تؤخذ بجرعات عالية.
وقالت <پيترز>: «إن هذه النتائج مخيبة للآمال. فقد كان مؤملا الحصول على طريقة غير مكلفة لخفض خطر سرطان الپروستات، إلا أن دراستنا قضت على هذا الاحتمال. ولسوء الطالع، غالبا ما يحدث أن تتقدم الادعاءات الصحية على البراهين العلمية.»
لا يبدو واضحا مدى تكرار ما سبق مع أي مادة تكميلية أخرى تتمتع بالشعبية، مثل گلوكوزأمين(10)، وهو سكر أميني معروف جيدا للكيميائيين البيولوجيين كمادة تمهيدية precursor تدخل في مجال واسع من المكونات المهمة بنيويا في الجسم، ومنها پروتين الكولاجين الذي يعطي متانة للنسج الضامة في الأوتار والأربطة، كما أنه مكون رئيسي للغضاريف التي تكوّن طبقة ناعمة تحمي وتسهل انزلاق العظام في المفاصل. وقد اقترحت الدراسات الأولى أن مادة الگلوكوزأمين يمكن أن تساعد على التغلب على ألم الغضروف وتهتكه في حالات التهاب المفاصل العظمية، وهي مادة متاحة بسهولة كمادة تكميلية آتية من القشريات، وغالبا ما توضع هذه المادة مع مادة بيوكيميائية هي كبريتات الكوندروتين(11)، التي تعطي البنية الأسفنجية للكولاجين، إضافة إلى ميثيل سلفونيل ميتان(12) (MSM)، وهو مضاد التهاب قوي.
وتقدر مجلة أعمال التغذية(13) أن حجم المبيعات إلى المستهلكين من گلوكوزأمين وكبريتات الكوندروتين في عام 2006، وصل إلى نحو 818 مليون دولار. وتقترح الدراسات الرصدية، مع أنها أحيانا متعارضة، أن الذين يعانون التهاب المفاصل يستفيدون فعلا من استعمال هذه المكملات. ويحتمل أن هذا ما دفع معهد الصحة الوطني(NIH) إلى تمويل تجارب سريرية كبيرة عن هذه المكملات الغذائية تتضمن مرضى يعانون التهاب المفاصل العظمية في الرُّكب، حيث شارك 1583 مريضا لمدة 24 أسبوعا في مشروع كبير مدعوم ماليا من معهد الصحة الوطني، وهو مشروع التهاب المفاصل المسمى GAIT، وهو اختصار لتجربة تدخل گلوكوزأمين/ كوندروتين في التهاب المفاصل، حيث أُعطي المشاركون إحدى المواد الآتية: گلوكوزأمين، كبريتات الكوندروتين، أو خليطا من الاثنين، ودواء غفلا placebo أو المثبط( COX-2(14 وهو سيليبريكس (celecoxib) كشاهد(15).
لقد كانت النتائج غير مؤثّرة. صحيح أن نحوا من 67 في المئة من المرضى الذين تناولوا گلوكوزأمين مع كبريتات الكوندروتين تراجع ألم الركبة لديهم بشكل ملحوظ، ولكن كانت هذه أيضا حالة 60 في المئة من المرضى الذين أُعطوا دواء غفلا. ولم يستفد بشكل ملحوظ من هذه التكميلات إلا المرضى الذين يعانون ألما متوسطا إلى شديد في الركبة، حيث استفاد من هذه المجموعة ما يقارب 80 في المئة من المرضى، مقارنة مع 54.3 في المئة من المرضى الذين أخذوا حبوبا خاملة (دواء غفلا). وتلك النتيجة المُحبَّذة لا تعتبر غير مهمة(16)، وكذلك الأمر بالنسبة إلى تأثير دواء غفل يصل إلى 60 في المئة، ولكنها أبعد من أن توجب توصية شاملة.
الأغذية البسيطة ليست كذلك تماما(****)
وحتى إن اعتُرِف يوما بأن للكتشب طاقة غذائية عظيمة، فلا يُحتمل أن يحجب وميض التوفو(tofu (17 الجاثم في أعلى هرم الأغذية الصحية. وفول الصويا وما يستخلص منه غني بالپروتين ومنخفض بالسكريات والدهون غير الصحية، ويعتبر بديلا قيما عن الپروتينات الحيوانية. وهذه المواد هي أيضا محمَّلة بمركبات فعّالة بيولوجيا، لكن العلم لم يحسم بعد فيما إذا كان استهلاكها بجرعات كمكملات غذائية هو شيء جيد أو سيئ. وأكثر هذه المركبات تعرضا للبحث مجموعة من عديدات الفينول(18) التي تشبه الهرمونات وتسمى إيزوفلاکونisoflavones ، التي يبدو أنها تؤثر في أمراض متعددة، من أمراض الكلى والقلب والسرطانات المتعددة إلى الهبات الحرارية وفقد الكالسيوم من العظام والأعراض الأخرى لفترة انقطاع الطمث.
لقد قالت<K.ويفر> [وهي عالمة تغذية من جامعة پوردوو ومديرة معهد أبحاث علم النبات من أجل أمراض الشيخوخة. وقد بدأ اهتمامها بإيزوفلاکونات فول الصويا في عام 1999]: «ذهبت إلى محل بقالة للأغذية الصحية ووجدت 13 نوعا من المكملات المختلفة التي تدعي أنها فعّالة في منع هشاشة العظام.» وأردفت قائلة: «وعندما درست الأبحاث المنشورة حولها وجدتها في حالة يرثى لها، وعندها قررت أنه من الأفضل البدء بعمل بعض الدراسات في هذا الشأن.»
لقد وجدت هذه العالمة، كما وجد غيرها من الباحثين، مستنقعا كبيرا من المشكلات المعقدة. وتضم الإيزوفلاکونات مركبين رئيسيين، هما جنستينgenistein وديادزين diadzein. ويبدو أن المركب الثاني أكثر فعالية في منع هشاشة العظام. فإذا تصادف وامتلك الفرد الذي يستهلك الديادزين بكتيرات في أمعائه تحول الديادزين إلى مركب آخر يسمى أكوال equol، فقد يحصل ـ أو لا يحصل ـ على حماية للعظام أكبر مما يعطيها أي من مركبي إيزفلاکونات فول الصويا(19). وحتى إن هناك بعض الشكوك حول إمكان تعزيز مركبات الصويا لسرطان الثدي، كما هي الحال مع المستحضرات التكميلية من الإستروجين المستعملة في معالجة التعويض الهرموني.
وتقول <ويفر> «تغذويا علينا أن نقدر فول الصويا،» ولكنه يحتوي على مواد فعالة بيولوجيا تحدث مشكلات عندما تكون في تراكيز مرتفعة، حيث تقوم بأعمال سيئة وبأخرى جيدة أو مجهولة. إلاّ أن <ويفر> أكدت فائدة التوصل إلى معرفة التوليفة الصحيحة التي لها أثر نافع في صحة العظام والقلب وغيرهما، ولا تترك آثارا مؤذية. وتضيف <ويفر>: «إن هناك على الأقل ثلاث تجارب طويلة المدى تجرى الآن لمعرفة تأثيرات إيزوفلاکونات فول الصويا في صحة العظام، وأمامنا طريق طويلة علينا اجتيازها قبل أن نستطيع القول ماذا يعمل وماذا لا يعمل.»
ويعني ما سبق ضرورة التوسع في إجراء الأبحاث، وفعلا يُجْرى الآن بضع عشرات من التجارب على المكملات الغذائية، ومعظمها مدعوم ماليا من قبل المكتب( ODS(20 والفروع الأخرى للمعهد الوطني للصحة. إلاّ أن بعض الباحثين قلقون من أن الدراسات المهمة إما أن تتم بسرعة أو تغفل لمحدودية التمويل المالي. وعبَّر عن هذا القلق <پيترز> عندما قال: «إن الإنجاز الباهت لليكوپين حتى الآن يعني أنه لن تُجرى عليه تجارب في المرحلة السريرية، ويجعل ذلك ملايين المستهلكين في وضع يدفعون فيه ثمن مكملات لا تفيدهم.» ويتابع <پيترز> قائلا: «لا نستطيع أن نوصي باستعمال الليكوپين اعتمادا على الدلائل الحالية، ولكن هذا لا يعني أنه غير نافع. فثمة دراسات مهمة لم تنجز بعد.»
ويعبِّر باحث آخر وهو<M.G.كول> [من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس] عن أمله بالقول: « إن هناك تفاؤلاًَ كبيرا عند استعمال الأحماض الدهنية أوميگا3- لمنع مرض ألزايمر وأمراض تقدم السن الأخرى كالخرف.» كما عبر عن اهتمامه بأن معظم التجارب السريرية تفتقر إلى الدعم المالي حتى تتمكن من دراسة معظم المرضى المأمول شفاؤهم أو دراسة التجمعات السكانية التي لم تظهر عليها بعد تلك الأمراض. كما يقول هذا الباحث: «إن مخاطر ألزايمر تتضاعف كل خمس سنوات بعد سن الخامسة والستين، ولدينا جيل عدده 75مليون إنسان يتجهون نحو ذلك. ولا نستطيع أن نضيّع الفرص التي يمكن أن تحميهم لأننا لا نمتلك المال لإجراء الدراسات اللازمة.»
إرشادات ليست مفيدة تماما(*****)
وحتى ننجز ما نتطلع إليه من دراسات، على المرضى والأطباء وعامة الناس أن يتبعوا أفضل ما عندهم للتمكن من انتقاء خيارات ذكية من بين معلومات غير كاملة ومن الممكن أن تكون مضللة. فمجمل تعليمات المكملات الغذائية فضفاضة؛ لأن تعليمات الإدارة FDA تسمح بالكتابة على بطاقة البيان عدة أنواع من الادعاءات المختلفة حول فعالية تلك المكملات، منها ادعاءات يُعتد بها وقوية تماما وحازت الموافقة العلمية على أن المكمل الغذائي المعني ذو تأثير مباشر في مرض محدد؛ كما تسمح تعليمات تلك الإدارة بوضع ما يدعى «الادعاءات الصحية المؤهلة»، حيث نجد عبارات مضافة مثل «تشير بعض الدلائل إلى أن… .» وفي التعليمات أيضا ما يسمح باستيعاب ادعاءات حول البنية/الوظيفة: «الكالسيوم يبني العظام القوية،» وهو مثال لا خلاف عليه، حتى إنه لم يقيّم من قبل الإدارة FDA.
ويقول <J.ميشانيك>: [الباحث في الغدد الصماء في كلية جبل سيناء للطب، وقد برع في كتابات كثيرة حول استعمال المكملات الغذائية في معالجة الداء السكري والأمراض الاستقلابية (الأيضية) الأخرى] «إن خطر العلم الكاذب والشعوذة حقيقي جدا.» ويضيف محذرا: «إن المكملات الغذائية يجب بشكل عام ألا تحل محل المعالجات المعتمدة. ولا أرى أي سبب لعدم استعمالي هنا كلمة بديل أو متمم لهذه المعالجات. وأنا شخصيا أستعمل فقط كلمة ثابت أو غير ثابت، وهذا يعطي دليلا للمرضى ولأطبائهم.»
أما بالنسبة إلى معظم المغذيات الدوائية فلا تزال نجاعتها سردا وصفيا لحالات فردية أو هي تلميحات لفوائد أتت من دراسات محدودة وضعيفة الشواهد، إلا أن هذا لم يمنع، كما تقول <ويفر>، من أن يقوم عدة باحثين من المعهد الذي تعمل فيه باستعمال شخصي للمغذيات الدوائية. وتتابع <ويفر> القول: «إن دليلا نادرا يجب ألا يكون مقنعا للعلميين، ومع ذلك يبقى الناس متفائلين.» وهذا الأمل هو الذي يروِّج إلى حد كبير لشعبية المكملات الغذائية، ولكن العلم في النهاية هو الذي يحدد فيما إذا كان هذا التفاؤل في محله أو لا.
المؤلف Thomas Hayden يكتب في العلوم والطب والثقافة من سان فرانسيسكو.
(*)GETTING TO KNOW NUTRACEUTICALS (**) The Fishy Benefit of Omega-3s (***) Science Sours on Favorites (****) The Fishy Benefit of Omega-3 (*****)Simple Foods Aren’t So Simple (******)Not-So-Helpful Guidelines
(1) مغذٍ دوائي nutracentical أي جزء يضاف إلى غذاء لأغراض طبية مفترضة، مثل: الأملاح المعدنية، الکيتامينات، الأحماض الأمينية والهرمونات. (2) dietary supplement مكمل غذائي (أو تغذوي). (3) exotic dietary حمية (نظام غذائي) غريبة. (4) carboxylic acid (5) alpha linolenic acid (6) cardiac death (7) triacylglycerol (8) lycopene (9) carotene (10)Glucosomine (11)chordroitin (12)methylsulfonylmethane (13)Nutrition business Journal (14)لقد ارتبط اسم المثبطات COX-2 بالتأثيرات الجانبية السالبة للجهاز القلبي الوعائي. (15)as a control (16)nothing to smeez at (17) التوفو: غذا غني بالپروتين يُخثّر من خلاصة مأخوذة من فول الصويا، ويستعمل في الصلطات وعدد من الأطعمة المطبوخة . (18)polyphenols (19)soy isoflavones (20) مكتب المكملات الغذائية . |