أسيرٌ من السيگارة الأولى(*)تُظهرُ نتائج الأبحاث الجديدة إمكانية حدوث إدمان السگائر بسرعة مدهشة.
لكن الأبحاث قد تفضي إلى معالجاتٍ تُيسر الإقلاع عن التدخين.
< R.J.دي فرانزا>
مفاهيم أساسية
إن الأبحاث الجديدة قَلَبَت المسلّمةَ القائلةَ إنّ تطوّرَ إدمان السگائر يستغرق سنوات. إذْ أظهرت الدراسات التي أجريت على المدخنين المراهقين أنّ أعراض الإدمان، مثل أعراض الانسحاب symptoms of addiction والتوق إلى السگائر والمحاولات الفاشلة للإقلاع عن التدخين، يمكن أن تظهر خلال الأسابيع الأولى من بدء التدخين.
لتفسير هذه النتائج، طوّر العلماء نظريةً جديدةً تفترض أنّ الدماغ يطوّر بسرعةٍ تلاؤماتٍ adaptations تعاكس تأثيرات النيكوتين، وتؤدّي إلى أعراض الانسحاب عندما تتلاشى تأثيرات النيكوتين.
تبين النتائج أهمية تعزيز التمويل الحكومي لحملات مكافحة التدخين، خصوصا تلك التي تستهدف الشباب.
محررو ساينتفيك أمريكان
خلال فترة تدريبي لأصبح طبيب عائلة، تعلّمتُ الحكمةَ التقليديةَ حول إدمان النيكوتين. فقد اعتقد الأطباء لفترةٍ طويلةٍ أنّ الناس يدخّنون من أجل اللذة أولا، ثم يصبحون معتمدين عليها نفسيا. ويحثُّ تحمّلُ تأثيرات النيكوتين على زيادة تواتر التدخين؛ وعندما تصل تلك العادة إلى تواترٍ حرجٍ ـ نحو خمس سگائر يوميا ـ ويكون النيكوتين موجودا في الدّم باستمرار، قد يبدأ الاعتماد البدني(1)، وهو ما يحدثُ عادةً بعد آلاف السگائر وسنواتٍ من التدخين. يواجه المدخّن المدمن خلال ساعات من تدخين السيگارة الأخيرة أعراضَ انسحاب النيكوتين(2): التململ والتهيّجية وعدم القدرة على التركيز وما إلى ذلك. وطبقا لهذا الفهم، فإن من يدخّنون أقل مِنْ خمس سگائر يوميا ليسوا مدمنين.
كنت متسلّحا بهذه المعرفة عندما صادفت حالة مرضية جعلتني أشكك في صحة هذه المعرفة. فخلال فحصٍ بدنيٍّ روتينيّ، أخبرتني فتاةٌ مراهقةٌ بأنها غير قادرةٍ على الإقلاع عن التدخين على الرغم من أنها لم تبدأ به إلا قبل شهرين. ظننت أنه لابد وأنّ هذه المريضة تمثّل حالةً ناشزة outlier، أو استثناءً نادرا لقاعدة أنّ تطور الإدمان يستغرق سنوات. ولكن الأمر استثار فضولي، لذا توجهت إلى المدرسة الثانوية المحليّة للتحدث إلى الطلبة حول تدخينهم. وهناك أخبرتني فتاةٌ في الرابعة عشرة من عمرها بأنّها بذلت محاولتين جادتين للإقلاع عن التدخين، بيد أنها فشلت في المرتين. كان هذا أمرا مدهشا؛ لأنها لم تدخّن سوى بضع سگائر في الأسبوع لمدة شهرين. وعندما وصفت أعراض الانسحاب التي عانتها، بدت قصّتها أشبه بمرثاةٍ لأحد مرضاي الذين يدخّنون علبتين من السگائر يوميا. كان البدء السريع لهذه الأعراض في غياب التدخين اليومي مناقضا لأغلب ما ظننت أنّني أعرفه عن إدمان النيكوتين. وعندما تعقّبت تلك الحكمة المكتسبة إلى مصادرها الأصلية، وجدت أن جميع ما تعلّمته كان مجرد تخمينٍ خاطئ.
بتمويل من المعهد الوطني للسرطان والمعهد الوطني لتعاطي المخدّرات(3)(NIDA)، صَرَفت العقد الماضي في استكشاف كيفية تطوّر إدمان النيكوتين لدى المدخنين الجدد. أعلم الآن أنّ نموذج الإدمان الموصوف في الفقرة الأولى محض خيال، ويدعم بحثي فرضيةً جديدةً مفادها أنّ التعرّض المحدود للنيكوتين ـ حتى ولو لسيگارة واحدة ـ يمكن أن يغيّر الدماغ بتعديل عصبوناته بطريقةٍ تحفّزُ اشتهاء التدخين. ومن الممكن لهذا الفهم، إذا ثبتت صحته، أن يزوّد الباحثين يوما ما بوسائل واعدةٍ لتطوير أدوية ومعالجات أخرى جديدة يمكنها مساعدة الناس على التخلص من هذه العادة.
فقدان الاستقلالية(**)
في عام 1997، عندما بدأت هذا الاستقصاء مع زملائي في كليّة الطب بجامعة ماساشوستس في وورشستر، كان التحدي الأول الذي واجهنا هو تطوير أداةٍ يمكن التعويل عليها في اكتشاف الأعراض الأولى للإدمان عند ظهورها. من وجهة نظري، فإنّ الملمح المميّز للإدمان هو فقدان الاستقلالية، أيْ عندما يكتشف المدخّن أن الإقلاع عن تدخين السگائر يتطلّب جهدا أو ينطوي على إزعاج. ولاكتشاف فقدان الاستقلالية هذه، ابتكرتُ قائمة التحقق من الإدمان على النيكوتين (HONC)(4)؛ حيث تشير الإجابة ب«نعم» عن أيّ من الأسئلة المدرجة في القائمة إلى أنّ الإدمان قد بدأ بالفعل [انظر العمود الجانبي في الصفحة16]. وإضافة إلى استخدامها في ثلاث عشرة لغة حاليا، تعد هذه القائمة أكثر مقاييس إدمان النيكوتين وثوقية على الإطلاق. (ومن الممكن تعديلها بسهولةٍ لدراسة المخدّرات الأخرى.)
قمنا بتكرار توزيع قائمة التحقق من إدمان النيكوتين على مئات المراهقين على مدى ثلاث سنوات، فكان واضحا أنّ البدء السريع للإدمان شائعٌ للغاية، وكان الشهر التالي للسيگارة الأولى إلى حدٍّ بعيد أكثر الأوقات احتمالا لبدء الإدمان؛ فأيٌّ من الأعراض المدرجة على قائمة التحقق من الإدمان على النيكوتين، بما فيها اشتهاء السگائر والمحاولات الفاشلة للإقلاع عن تدخينها، من الممكن أن يظهر خلال الأسابيع الأولى من التدخين. وفي المتوسط، كان المراهقون يدخّنون سيگارتين فقط أسبوعيا لدى ظهور الأعراض الأولى. لقد حطّمت تلك البياناتُ الحكمةَ التقليديةَ وزودتنا ببصيرةٍ غنية حول كيفية بدء الإدمان. ولكن، عندما عَرضتُ هذه النتائج في الشهر 2/2000 وأَعلنتُ أنّ بعض الشبّان أظهروا أعراض الإدمان بعد تدخين سيگارةٍ واحدةٍ أو اثنتين فحسب، أصبحتُ الأستاذَ الجامعيّ الذي لم يقرأ كتابه الدراسي على نحو صحيح!
أخبرني كثيرٌ من غير المتخصصين بأنّ تجربتهم تؤكّد أنّني كنت على المسار الصحيح، وأما من صَدّقني من العلماء، فلم يكونوا راغبين في المخاطرة بسمعتهم بالاعتراف بذلك علانية. كانت الشكوكية واسعة الانتشار. كيف يمكن للإدمان أن يبدأ بهذه السرعة؟ كيف توجد أعراض الانسحاب عند المدخنين الذين لا يحتفظون بمستويات ثابتة من النيكوتين في الدم؟
يمكن أن يدمن المراهقون على تدخين السگائر بعد أسابيع فقط من بدئهم التدخين. أظهرت إحدى الدراسات أنّ الأعراض الأولى للإدمان ظهرت على الشباب الذين كانوا يدخّنون بمعدل سيگارتين فقط أسبوعيا.
ومع مرور الوقت جاء الإثبات عندما تَوصَّلت فرق الباحثين بقيادة<J.أولوگلين> [من جامعة مكگيل] و<D.كاندل> [من جامعة كولومبيا] و<R.سكراگ> [من جامعة أوكلاند بنيوزيلندا] إلى نتائج مطابقة لجميع اكتشافاتي. وقد أثبتت اثنتا عشرة دراسةً حتى الآن أنّ أعراض سَحْب النيكوتين شائعة لدى المدخنين الجدد. ومِنْ بين مَنْ يعانون أعراض الإدمان، فإنّ 10% في المئة منهم يصلون إليه خلال يومين من تدخين سيگارتهم الأولى، ويفعل ذلك 25إلى 35 في المئة منهم خلال شهر. وقد أظهرت دراسة واسعة جدا للشبّان في نيوزيلندا أن 25% من تلك الأعراض ظهرت بعد تدخين سيگارةٍ إلى أربع سگائر. وزاد الظهور المبكّر للأعراض المدرجة في قائمة التحقق من الإدمان على النيكوتين من احتمالات تقدّم الشبّان نحو التدخين اليومي بمئتي ضعف تقريبا.
تثير هذه النتائج سؤالا حول كيف يمكن للنيكوتين المحتوى في سيگارةٍ واحدةٍ أن يعدّل الدماغَ بما يكفي ليسبّب بدء الإدمان. وجدت الأبحاث السابقة على حيوانات المختبر أنّ التعرّض المزمن لجرعاتٍ مرتفعةٍ من النيكوتين ـ ما يكافئ علبةً واحدةً إلى ثلاث علبٍ يوميا ـ يحفّزُ زيادة في عدد المستقبلات العصبونية ذات الإلف العالي للنيكوتين. كما يكشف تشريح جثث المدخنين من البشر وجود زيادات بنسبة 50 إلى 100 في المئة في حجم الفص الأمامي للدماغ والحُصين والمخيخ.
[فرضية جديدة]
الإدمان السريع(***)
اقترح الباحثون فرضية جديدةً لتفسير كيفية تطور أعراض الانسحاب سريعا جدا لدى المدخنين الجدد. وعلى الرغم من أنّ هذا النموذج محلّ خلاف، فقد يؤدي يوما ما إلى فهمٍ أفضلَ لإدمان تدخين السگائر.
توازنٌ صحّيٌّ
لدى غير المدخنين، توجد الجمل الدماغية brain’s systemsالمتعلقة بتوليد الاشتهاء وتثبيطه في حالةٍ من التوازن. تحرّضُ جملةُ توليد الاشتهاء the craving-generation systemحدوثَ السلوك الترَغُّبِيّ (مثل الأكل)، في حين تعملُ جملةُ تثبيطِ الاشتهاء the craving-inhibition system على إيقاف هذا السلوك لدى شعور الفرد بالشبع (عند نهاية الوجبة).
السيگارة الأولى
ينبّه النيكوتين جملةَ تثبيط الاشتهاء حتى يتخطّى نشاطُها بكثيرٍ نشاطَ جملة توليد الاشتهاء. يحاول الدماغ استعادة توازنه عن طريق الإسراع في تطوير تلاؤمات تعمل على تعزيز نشاط جملة توليد الاشتهاء (تسمى هذه التغيرات بالتلاؤمات المتعلقة بالانسحاب).
الانسحاب
بمجرد أن تتلاشى تأثيرات النيكوتين، يتوقف تنبيه جملة تثبيط الاشتهاء، ومن ثم ترجع إلى مستوى منخفض من النشاط. ولكن جملة توليد الاشتهاء، التي تعززها التلاؤمات المتعلقة بالانسحاب، تُفقد الدماغ توازنه من جديد، مُنتجةً رغبةً حادّةً في الحصول على الشيء الوحيد الذي يمكنه تثبيط الاشتهاء ـ سيگارة أخرى.
أقنعتُ <T.سلوتكين> [من جامعة ديوك] بقياس الحد الأدنى اللازم من التعرّض للنيكوتين لتحريض التنظيم المنشّط للمستقبلات(5) up-regulation ofreceptors. وعلى مدى أيامٍ متتابعة، قام فريقه بإعطاء الجرذان كمياتٍ ضئيلة من النيكوتين (مكافئة لسيگارة واحدة إلى سيگارتين) فاكتشفوا تنشيطا في الحُصين ـ وهو المساهمُ في الذاكرة الطويلة المدى ـ بحلول اليوم الثاني. وبعد ذلك، اكتشف <A.برودي> وزملاؤه [من جامعة كاليفورنيا في لوس أنگلوس] أنّ النيكوتين المحتوى في سيگارةٍ واحدةٍ كان كافيا لإشغال 88 في المئة من المستقبلات النيكوتينية في الدماغ. وعلى الرغم من عدم معرفة دور التنظيم المنشّط للمستقبلات في الإدمان، فإن الدراسات توحي أنّ احتمال تعرّض المراهقين لأعراض الانسحاب بعد يومين فقط من سيگارتهم الأولى أمرٌ معقولٌ من الناحية الفيزيولوجية.
ووفقا للباحثين في مجال الإدمان، تَنْتُجُ أعراضُ الانسحاب من تلاؤماتٍ استتبابيةٍ محرّضَةٍ بالأدوية ـ وهي محاولاتُ الجسم للمحافظة على توازن وظائفه ومواده الكيميائية. فعلى سبيل المثال، تزيدُ بعض العقاقير المسبّبةِ للإدمان إنتاجَ النواقل العصبية ـ وهي مواد كيميائية تنقلُ الإشارات عبر العصبونات ـ فيستجيب الجسم لذلك بتطوير تلاؤماتٍ تثبّط هذه المواد الكيميائية. وعندما يتوقّف المتعاطي عن تناول المخدّر، يصبحُ التثبيطُ مفرطا؛ فتظهر أعراض الانسحاب. نحن نعلم أنّ هذه التلاؤمات المتعلّقة بالانسحاب يمكن أن تتطوّر سريعا بعد السيگارة الأولى، لأنّ العقاقير الأخرى المسبّبة للإدمان كالمورفين تُحدِثُ تغييراتٍ مماثلةً بسرعةٍ كبيرة. ولكن أغلب المدخنين، لوقت طويل، يجدون أنه بوسعهم التخلي عن السگائر لمدة ساعةٍ أو اثنتين فحسب قبل اشتهاء سيگارةٍ أخرى، في حين يمكن للمدخنين الجدد أنْ يمضوا أسابيع دون إشعال سيگارة واحدة. ومن المثير للدهشة أنه في المراحل المبكّرة من الإدمان، يمكن لسيگارةٍ واحدةٍ أن تكبتَ أعراض الانسحاب لمدة أسابيع، على الرغم من أنّ النيكوتين يختفي من الجسم خلال يومٍ واحد.
تفسيرُ هذه الحقيقة المدهشة هو أنّ نتائج إغراق الدماغ بالنيكوتين تبقى بعد فترة طويلة من الحدث ذاته. يحرّضُ النيكوتين داراتٍ دماغيةً تتضمنُ مركّباتٍ كيميائيةً حيويةً كالأسيتيل كولين والدوپامين وحمض الگاما أمينوبوتيريك (GABA) والگلوتامات والنورأدرينالين والپپتيدات الأفيونية والسيروتونين. ففي الجرذان، تزيد جرعةٌ وحيدةٌ من النيكوتين تخليقَ النورأدرينالين في الحُصين لمدة شهرٍ كاملٍ على الأقل، كما أنّ تأثيرات النيكوتين في بعض الوظائف العصبية والمعرفية تستمرّ أيضا لأسابيع. ومع أنّه من غير المعلوم ما إذا كانت أيّ من هذه الظواهر متعلّقة بالانسحاب، فهي تثبتُ أنّ تأثير النيكوتين يدوم مدة أطول كثيرا من وجوده في الدماغ.
يطلق على الفترة الخالية من الأعراض بين السيگارة الأخيرة وبداية أعراض الانسحاب اسم فترة كمون الانسحاب(6) (LTW)، والتي تكون طويلةً لدى المدخنين الجدد، ومع أن تدخينهم لسيگارةٍ واحدةٍ كلّ بضعة أسابيع يُبقي أعراض الانسحاب تحت السيطرة. ومع تكرار الاستخدام، فإنه يتطوّر التحمّل ويتضاءل تأثير كلّ سيگارة؛ وتقصر فترة كمون السّحب، فيتعين مباعدة الفترات بين السگائر بشكلٍ متزايدٍ لتفادي حدوث أعراض الانسحاب. يُطلق على تناقص فترة كمون السّحب هذه اسم ظاهرة التحمّل المتعلّق بالاعتماد dependence -related tolerance. ولدى مقارنتها بالتلاؤمات المتعلّقة بالانسحاب، والتي قد تظهر بين عشيةٍ وضحاها، فإنّ التطوّر النموذجيّ للتحمّل المتعلّق بالاعتماد شديد البطء، وقد يستغرق الأمر سنوات لكي تنقص فترة كمون السّحب بما يكفي ليفرض على شخصٍ ما تدخين خمس سگائر يوميا. إذن، وهو الواقع، فإنّ أعراض الانسحاب هي سبب التعاطي الكثيف الطويل الأمد، وليس العكس كما كنا نعتقد سابقا.
حان الوقت لظهور نظرية جديدة(****)
كنت دائما متشككا في فكرة أنّ المدخنين يدمنون على لذّة تدخين؛ لأنّ بعض أكثر مرضاي إدمانا على التدخين كانوا يكرهون هذه العادة. فإذا كان التفكير التقليديّ صحيحا، ألا يجب أنْ يكون المدخنون الأكثر إدمانا هم الأكثر استمتاعا بالتدخين؟ أوضح <E.مولشان> [من المعهد NIDA] أنّه على الرغم من أنّ المراهقين أظهروا مستوياتٍ متزايدةً من الإدمان بمرور الوقت، فقد أبلغوا عن تناقص اللذة التي يحصلون عليها من التدخين. وهذا يعني الحاجة إلى نظريةٍ جديدةٍ لتفسير هذه الاكتشافات.
مسرد مصطلحات النيكوتين(*****)
انسحاب النيكوتين
Nicotine withdrawal:
مجموعةٌ من الأعراض التي تتضمّن الاشتهاء والتململ والعصبية والتهيّج وصعوبة التركيز وصعوبة النوم.
الفترة الخالية من الأعراض بين تدخين السيگارة الأخيرة وبداية أعراض الانسحاب. ومن الممكن أن تتقلص من أسابيع إلى دقائق على مدى سنواتٍ من استخدام التبغ.
التحمّل المتعلّق بالاعتماد Dependence-relatedtolerance: الآلية التي تسبّب تقلص فترة كمون الانسحاب تدريجيّا مع مرور الوقت.
التلاؤمات المتعلّقة بالامتناع Abstinence-related adaptations: آليةٌ تحاكي فعل النيكوتين عن طريق تثبيط الاشتهاء. وتتطوّر في المدخنين السابقين لمواجهة التأثيرات المستدامة للتحمّل المتعلّق بالاعتماد.
فيما كنت أجاهد في فهم البداية السريعة لإدمان النيكوتين، حدثت لي مفارقة. إنّ الفعل الوحيد للنيكوتين الذي يراه المراقب العادي هو أنّه يمنحُ كبتا مؤقتا لاشتهاء النيكوتين ذاته، ومع ذلك فإنّ الأشخاص المعرّضين سابقا للنيكوتين هم وحدهم من يشتهونه. كيف يمكن لعقارٍ واحدٍ أنْ يسبّب الاشتهاء ويكبته في الوقت ذاته؟ بدأت بافتراض أنّ الفعل الفوريّ المباشر للنيكوتين هو كبت الاشتهاء، وأنّه يمكن لهذا الفعل أن يتضخّم إلى الحد الأقصى؛ لأنّ الجرعات التالية من النيكوتين تثير استجاباتٍ أكبر مما تفعله الجرعة الأولى. (تُعرف هذه الظاهرة المشتركة بين جميع العقاقير المسبّبة للإدمان باسم التّحسيس sensitization). حينئذ يمكن للدماغ أن يطوّر سريعا تلاؤماتٍ متعلقةً بالانسحاب لمعاكسة فعل النيكوتين، وبذلك يستعيد التوازن الاستتبابيّ thehomeostatic balance. ولكن عندما يتضاءل فعل النيكوتين، تحفّز هذه التلاؤمات اشتهاء سيگارةٍ أخرى.
وفقا لنظرية التّحسيس ـ الاستتباب هذه، فالنيكوتين يسبّبُ الإدمان ليس لأنه ينتج اللذة، لكن ببساطة لأنه يكبت الاشتهاء. ولأنّ النيكوتين ينبّه العصبونات، تصوّرت أنّه ينشّط الخلايا العصبية في جملةٍ لتثبيط الاشتهاء في الدماغ. بعد ذلك، يؤدي تنشيط هذه الجملة المفترضة إلى تثبيط النشاط في جملةٍ متممةٍ تعمل على توليد الاشتهاء. ربما يكون الدور الطبيعي لجملة توليد الاشتهاء هو استلام التلميحات الحسّية (مثل المشاهد والروائح) ومقارنتها بذكريات الأجسام المُشبِعة (مثل الطعام) وإحداث الاشتهاء لتحفيز السلوك التّرغُّبِيّ (مثل الأكل) وتوجيهه. أما دور جملة تثبيط الاشتهاء، فقد يكون في إرسال إشارات الإشباع بحيث يقوم الحيوان بإيقاف السلوك التَّرَغُّبِيّ عندما يصبح من الملائم القيام بذلك.
ولأنّ الجسم يحاول الإبقاء على هاتين الجملتين في حالة توازنٍ، فإنّ كبتَ جملة توليد الاشتهاء المحرَّضَ بالنيكوتين يحفّزُ تطوير التلاؤمات المتعلّقة بالانسحاب، والتي تعزّز نشاط تلك الجملة. وخلال فترة الانسحاب، وعندما يتلاشى التأثير المثبّط للنيكوتين، ستُترَكُ جملةُ توليد الاشتهاء في حالةٍ من الاستثارة التي تؤدّي إلى رغبةٍ مفرطةٍ في الحصول على سيگارةٍ أخرى [انظر الإطار في الصفحة المقابلة]. قد تحدثُ هذه التّحولات في نشاط الدماغ من خلال تغيراتٍ سريعةٍ في تشكيلات (تهيؤات) مستقبلات العصبونات، الأمر الذي قد يفسّر لماذا من الممكن للمراهقين أن يشتهوا السگائر بعد التدخين لمرّةٍ واحدةٍ فقط.
جاء الدعم الأول لهذا النموذج من الدراسات العديدة للتصوير بالرنين المغنطيسي الوظيفي(7)(fMRI) والتي أجريت على البشر وأظهرت أنّ الاشتهاء المحرَّض بالتلميحات للنيكوتين والكحول والكوكايين والأفيونيات والشوكولاته يزيد النشاط الاستقلابيّ في التلفيف الحزاميّ الأماميّ وغيره من باحات الفصّ الأماميّ للدماغ. يشير هذا الاكتشاف إلى وجود جملةٍ لتوليد الاشتهاء. ومؤخرا وجد <H-K.ليم> وزملاؤه [في الكليّة الكورية للطبّ] دليلا على أنّ النيكوتين يكبتُ هذه الجملة. وقد بيّنَ الباحثون أنّ الإعطاء المسبق للعقار يمكنه حصر ذلك النمط من التنشيط الناحيّ للدماغ، والذي يرافق الاشتهاء المحرَّض بالتلميحات في البشر.
يمكن لنموذج التّحسيس ـ الاستتباب أنْ يفسّر أيضا التحمّل المتعلّق بالاعتماد. يحفّزُ الكبتُ المتكرّرُ للنشاط في جملة توليد الاشتهاء تلاؤما استتبابيّا آخر يحفّز بدوره الاشتهاء عن طريق تقصير مدّة التأثيرات المثبّطة للنيكوتين. وكما هو مذكورٌ سابقا، يتطوّر التحمّل ببطء أكبر بكثير من التلاؤمات المتعلّقة بالانسحاب، لكن بمجرد ظهوره، يصبح التحمّل شديد الرسوخ. وعلى الرغم من أنّ الأمر يستغرق عادةً سنتين أو أكثر قبل أن يحتاج المراهقون إلى تدخين خمس سگائر يوميا، فقد لاحظتُ أنه عندما يقلع مرضاي عن التدخين وينتكسون بعد ذلك، لا يحتاج الأمر سوى بضعة أيام ليعودوا إلى تواتر تدخينهم القديم، حتى ولو بعد امتناعٍ طويلِ الأمد.
بالتعاون مع <R.ويلمان> [من كليّة فيتشبورگ التابعة للولاية] قمت بتحري هذه الظاهرة في دراسةٍ سألتُ فيها ألفَيْ مدخّنٍ عن مقدار تدخينهم قبل الإقلاع، وطول فترة امتناعهم، ومقدار تدخينهم بعد الانتكاس مباشرة. استمرّ المدخنون الذين انتكسوا بعد امتناعٍ لمدة ثلاثة أشهر بالتدخين بنحو 40 في المئة من معدلاتهم السابقة، مما يشير إلى أنّ فترة كمون السّحب لديهم قد استطالت. نعتقد أنّ الفترة الخالية من الاشتهاء بين سيگارةٍ وأخرى تزداد؛ لأنّ التلاؤمات المتعلّقة بالانسحاب تختفي خلال الأسابيع القليلة الأولى من الامتناع. وعلى أية حال، فمع العودة إلى التدخين، تتطور التلاؤمات المتعلقة بالانسحاب مجددا بسرعة، وعلى مدى الأسابيع القليلة التالية يجد المدخنون العائدون أنهم يحتاجون إلى أن يدخّنوا بالتواتر نفسه الذي كانوا عليه.
وعلى أية حال، فقد اكتشفنا أيضا أنّ الامتناع لمدةٍ تزيد على ثلاثة أشهر لم يكن له أيّ تأثيرٍ إضافيٍّ تقريبا في طول فترة كمون السّحب. حتى ولو بعد سنوات من الامتناع، يُستأنف التدخين في نحو 40 في المئة من المعدلات السابقة، نموذجيا بمعدل ستّ إلى سبع سگائر يوميا. ويشير هذا الاكتشاف إلى أنّ الزيادات في التحمّل تكون مستديمةً؛ فالمدخّن العائد لن يحصل مطلقا على القدر نفسه من كبت الاشتهاء من سيگارةٍ واحدةٍ مثل المدخّن المبتدئ. وبعبارةٍ أخرى، لا يعود دماغ المدخّن إلى حالته الأصلية مطلقا.
قائمة التحقق من الإدمان على النيكوتين(******)
يستخدم الباحثون الأسئلة التالية لتحديد ما إذا كان المدخنون المراهقون مدمنين. إنّ الإجابة بالإيجاب «نعم» عن أيٍّ من هذه الأسئلة يشير إلى أنّ الإدمان قد بدأ بالفعل:
هل سبق وحاولت الإقلاع عن التدخين، لكنك لم تنجح في ذلك؟
هل تدخّن الآن، لأنّ الإقلاع عن التدخين صعبٌ للغاية؟
هل سبق وشعرت بأنك مدمنٌ على تدخين السگائر؟
هل شعرت في أيّ وقتٍ باشتهاء قويٍّ للتدخين؟
هل سبق وشعرت بأنك تحتاج حقا إلى سيگارة؟
هل يصعب عليك الامتناع عن التدخين في الأماكن التي لا يُفترض بك أن تدخن فيها، مثل المدرسة؟
عندما حاولت الإقلاع عن التدخين (أو عندما توقفت عن استخدام التبغ لفترة):
هل وجدت صعوبةً في التركيز، لأنّك لا تستطيع أن تدخّن؟
هل شعرت بأنّك أكثرَ تهيّجا واستثارةً، لأنّك لم تتمكن من التدخين؟
هل شعرت بحاجةٍ ماسّةٍ أو دافعٍ قويٍّ إلى التدخين؟
هل شعرت بأنّك عصبيٌّ أو متململٌ أو قلقٌ لأنّك لم تتمكن من التدخين؟
ولكن إذا كان التحمّل المتعلّق بالاعتماد يحفّزُ جملة توليد الاشتهاء ولا يختفي بالكامل مُطلقا، فلماذا لا يستمر المدخنون السابقون بالاشتياق إلى السگائر إلى الأبد؟ لم يستطع المشاركون في أبحاثنا إخبارنا بسبب تضاؤل اشتهاء النيكوتين في النهاية، لذلك عدتُ إلى ما يمكن أن تتنبأ به نظرية التحسّس ـ الاستتباب، وافترضت أنّ المدخنين السابقين يجب أن يطوّروا تلاؤمات متعلّقة بالامتناع تحاكي فعل النيكوتين فتثبط جملة توليد الاشتهاء وتعيد حالة الاستتباب. إن التوقف عن التدخين لا يؤدي إلى استعادة تامة لوظائف الدماغ الطبيعية؛ بل إنه يحرّض فترة دينامية من اللدونة العصبية(8)neuroplasticity، التي تظهر خلالها تلاؤماتٌ جديدةٌ في دماغ المدخّن السابق. وبسبب هذه التلاؤمات، فإنّ دماغ المدخّن السابق لا يشبه دماغ المدخن ولا دماغ غير المدخن.
ولاختبار هذا التكهّن، قام <سلوتكين> وزملاؤه بفحص أدمغة الجرذان قبل تعرّضها للنيكوتين وخلاله وأثناء الانسحاب وبعد مدة طويلة منه. وقد وجدوا أدلّةً قاطعةً على حدوث تغيراتٍ في وظيفية العصبونات في قشرة الدماغ التي تستخدم الأسيتيل كولين والسيروتونين في نقل الإشارات ـ وهي تغيراتٌ لا تظهر إلا بعد فترة الانسحاب الحادّ. وكما كان متوقّعا، أظهرت أدمغة الجرذان من «المدخّنين السابقين» تلاؤماتٍ فريدةً لم تكن موجودةً في «المدخنين» أو «غير المدخنين.» وفي كليّة الطبّ بالجامعة الكاثوليكية في كوريا، وجد <H.ليم>وزملاؤه أدلّةً على إعادة تشكيل(9) remodeling الدماغ في البشر الذين يقلعون عن التدخين، وذلك لدى دراسة العامل التغذوي العصبي(10) neurotrophic factorالمشتقّ من الدماغ، وهو منبّهٌ للّدونة العصبية. وقد تضاعفت مستويات هذا العامل لدى المدخنين السابقين ثلاث مرات بعد شهرين من الامتناع عن التدخين.
[نظرة متعمّقة]
النيكوتين في الدماغ(*******)
أثبتت الدراساتُ الحديثةُ أنّ النيكوتين يحرّضُ تغيراتٍ سريعةً في فيزيولوجيّة الدماغ. وقد استخدم المؤلفُ و<A.J.كينگ>[ من مركز التصوير العصبيّ المقارن في كليّة الطب بجامعة ماساشوستس] تقنيةَ التصوير بالرنين المغنطيسي الوظيفي(fMRI) في قياس مستويات النشاط الاستقلابيّ في أدمغة الجرذان التي أعطيت جرعة من النيكوتين على مدى خمسة أيامٍ متتاليةٍ. لقد كانت الاستجابة للجرعة الأولى محدودةً نسبيّا (الباحات الحمراء في الصورة اليسرى)، لكنّ نشاط الدماغ كان أكثر كثافةً بكثير (اللون الأصفر)، وأوسع انتشارا بعد الجرعة الخامسة (الصورة اليمنى). تشيرُ هذه النتائج إلى أنّ الدماغ سرعان ما يتحسّسُ للنيكوتين؛ مما يسمح للإدمان بالظهور بعد جرعاتٍ قليلةٍ فقط.
وهكذا، يبدو أنّ التلاؤمات المتعلّقة بالامتناع تعاكس التلاؤمات المتعلقة بالتحمّل عن طريق تثبيط جملة توليد الاشتهاء بحيث تتوقّف في النهاية عن إرغام المدخّن السابق على إشعال سيگارة. وعلى أية حال، وبدورها يمكن لتلميحات التدخين في البيئة أن تستثير الاشتهاء، وإذا استسلم المدخّن بعد طول امتناع للتحريض على التدخين مرّةً واحدةً فحسب، فسيُحدث النيكوتين مجددا كبتا عميقا لنشاط جملة توليد الاشتهاء، ومن ثم فإنّ التلاؤمات المتعلقة بالامتناع تفاقم سوء الحالة. ولأنّ هذه التلاؤمات تُحاكي تأثير النيكوتين، فمن الضّروري إزالتها لاستعادة الاستتباب؛ فعندما يتلاشى تأثير النيكوتين، ستُترك التلاؤمات المتعلقة بالتحمّل لتقوم بتحفيز جملة توليد الاشتهاء دون فعلٍ معاكس. وعندما تُصادفه حالة اشتهاء قوية، سيحتاج المدخّن الناكس إلى تدخين ستّ إلى سبع سگائر في اليوم لإبقائها تحت السيطرة.
أملٌ جديدٌ للمدخنين(********)
من المؤكّد أنّ هذا النموذج من الإدمان لا يمثّل الرأي السائد. وفي رأيي، فإنّ الإدمان حادثٌ متعلقٌ بالفيزيولوجيا. ولأنّ العديد من المهن بنيت على افتراض أنّ جذور الإدمان تكمن في علم النفس بدلا من الفيزيولوجيا، لم أتوقّع أنْ تلقى أفكاري ترحيبا حارا.
وسواءٌ أكانت نظرية التحسّس ـ الاستتباب(11) صحيحةً أم لا، فمن الواضح أنّ النيكوتين المحتوى في السيگارة الأولى كافٍ للتسبّب في إعادة تشكيل الدماغ. وعلى الرغم من مجادلة البعض في المعايير التي يتعين استخدامها للتوصل إلى أفضل تشخيصٍ للإدمان، فمن الراسخ جيدا في الوقت الحاضر أنّ المراهقين يُظهرون العديد من أعراض الإدمان بعد وقتٍ قصيرٍ للغاية من تدخين سيگارتهم الأولى. وتؤكّد هذه النتيجة أهميةَ تعزيز التمويل الحكومي لحملات مكافحة التدخين، الذي انخفض في السنوات الأخيرة(12).
ولاختبار نظريتي بالكامل، والتي عَمِدتُ إلى تبسيطها هنا، يحتاج الباحثون إلى طريقةٍ موثوق بها لاكتشاف ظاهرة التّحسيس(13) في البشر. وقد عملت مع <A.J.كينگ> وزملائها في مركز التصوير العصبي المقارن(14) لإثبات تحسيس النيكوتين في الجرذان باستخدام التصوير fMRI. إنّ الصور التي تقارن استجابات الدماغ للجرعة الأولى من النيكوتين وللجرعة الخامسة التي أعطيت بعد أربعة أيام توضّح التغيرات المثيرة في الوظائف الدماغية في باحات مثل التلفيف الحزاميّ الأمامي والحُصين. وحديثا تلقينا تمويلا من المعهد NIDA لكي نستخدم التصوير fMRI لإظهار التّحسيس في المدخنين، مع خططٍ مستقبليةٍ لتحديد المناطق الدماغية المساهمة في جملتَي تثبيط الاشتهاء وتوليده.
إن هدفنا البعيد المدى يتمثل بتعرف العقاقير التي يمكنها التعامل مع هذه الجمل والتأثير فيها لمعالجة الإدمان أو شفائه. ومع أنّ المعالجات التي تعتمد استبدال النيكوتين قد تُضاعف نسبة نجاح الإقلاع عن التدخين، فلا يزال عدد المحاولات الفاشلة يزداد بكثير على الناجحة منها. وتوحي نظرية التّحسيس ـ الاستتباب أنّ المطلوب هو علاجٌ من شأنه تثبيط الاشتهاء من دون تحريض استجابات تعويضية تجعلُ الاشتهاء أسوأ على المدى البعيد. إنّ التوصلَ إلى فهمٍ أفضلَ لعملية الإدمان قد يساعد الباحثين على تطوير معالجةٍ جديدةٍ يمكنها أن تحرّر المدخنين، بأمانٍ، من الجذب القاتل للنيكوتين.
المؤلف
Joseph R. DiFranza
طبيبُ عائلةٍ يزاول مهنته في كليّة الطب بجامعة ماساشوستس في وورشستر. ظل <دي فرانزا> يمثل شوكة مستدامة في خاصرة صناعة التبغ طوال خمس وعشرين سنة، فقد كان من مناصري الجهود التي تبذل لمنع صناعة التبغ من بيع منتجاتها للأطفال، كما أدّت أبحاثه والشكوى التي تقدم بها إلى لجنة التجارة الفدرالية إلى إيقاف إعلانات <جو كاميل>(15) سيئة السمعة لسگائر <كاميل>. وقد تلقى <دي فرانزا> منحةً من شركة <فايزر> للأدوية لتحديد ما إذا كانت نظريته حول إدمان تدخين السگائر تفسّر فعالية الأدوية التي تساعد على الإقلاع عن التدخين.
مراجع للاستزادة
Measuring the loss of Autonomy over Nicotine in Adolescents ; the DANDY ( Develoment and Assessment f Nicotione Deen – dence in Youths ) Study . Joseh R. DiFranza , Judith A. Savageauk, Kenneth Fletcher , Judith K. Ockene , Nancy A. Rigotti , Ann D. McNeill, Mardia Coleman and Constance Wood in Archives of Pediatrics & Adolescent Medicine , Vol 156, No 4, pages 397-403 ; April 2002
The Development of Symptoms of Tobacco Dependence in Youths ; 30-Month Follow – up Data From the DANDY Study . Joseph R. DiFranza , Judith A. Savageau . Kenneth A. Rigotti , Ann Constance Wood in Tobacco Control , Vol . 11, No 3, pages 228-235 ;September 2002.
Asenitization – Homeostasis Model of Nicotine Craving With – drawal , and Tolerance ; Integrat – ing the Clinical and Basic Science Literature . Joseph R. Difranza , Robert J. Wellman in Nicotine & Tobacco Research , vol 7 No 1, pages 9-26 ; February 2005.