أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
الطب وصحةجائزة نوبل

العالِم المريض

العالِم المريض(*)

عندما أصيب <M .R. شتاينمان>(1) بسرطان البنكرياس
(المعثكلة)، وضع ما لديه من نظريات تتعلق بالسرطان وبالجهاز المناعي
موضع الاختبار، فحافظ ذلك على حياته لفترة أطول مما كان يتوقع،
ولكن أقصر بثلاثة أيام من أن يعلم بفوزه بجائزة نوبل.

<K. هارمون>

 

باختصار

  كان <M .R. شتاينمان> أولَ شخص يصف الخلايا المتغصنة التي تؤدي دورا رئيسيا في توجيه الاستجابات المناعية. وقد اشتق اسمها من أغصان الشجرة.

فالخلايا المتغصنة وهي التي تعلم الخلايا المناعية ما هو الهدف الذي ينبغي عليها أن تهاجمه، فإنها تشكل الآن محور العديد من اللقاحات التجريبية المضادة للسرطان ولڤيروس العوز المناعي.

عندما شُخِّصت إصابة <شتاينمان> بسرطان البنكرياس (المعثكلة) عام 2007، تحول <شتاينمان> مع شبكة من زملائه إلى اللقاحات الجديدة لمعالجة مرضه.

اعتقد زملاء <شتاينمان> أن اللقاحات ستطيل حياته لمدة أطول بكثير من الفترة المعتادة. ومات قبل ثلاثة أيام من فوزه بجائزة نوبل.

 

 

بينما كان <M .R. شتاينمان> يمعن النظر عبر المجهر ذات يوم، لمح شيئا لم يسبق لأحد أن رآه من قبل، وكان هذا في بداية السبعينات، عندها كان <شتاينمان> باحثا في جامعة روكفلر، وعندها كان العلماء يواصلون جمع اللبنات الأساسية في بناء الجهاز المناعي، وكانوا قد أدركوا أن هناك خلايا بائية B cells، وهي من خلايا الدم البيضاء التي تساعد على تعرف الغزاة الأجانب، وأن هناك خلايا تائية T cells، وهي نمط آخر من خلايا الدم البيضاء، تهاجم تلكم الغزاة. إلا أن ما أوقع العلماء في الحيرة هو ما الذي في المقام الأول يدفع الخلايا البائية والتائية للعمل. ولعل <شتاينمان> قد لمح ما ظن أنه قد يكون اللبنة المفقودة، وهي خلايا غريبة الشكل ذات أذرع نحيفة ولا تشبه أي خلايا سبق له أن رآها من قبل.

وما لبث أن اتضح أن حدس <شتاينمان> كان صحيحا، فإن المعتقد الآن أن هذه الخلايا المتغصنة dendritic cells، حسبما سماها <شتاينمان>، تؤدي دورا حاسما في كشف ما يغزو الجسم، وفي الاستجابة المناعية ضده، فهي تطوّق من يتطفل بأذرعها، وتهضمه، وتحمله عائدة به إلى الأنماط الأخرى من الخلايا المناعية، وفي الواقع فإنها «تعلمهم» ما الذي ينبغي عليهم مهاجمته. لقد كان هذا الاكتشاف من المعالم الرئيسية، لأنه فسر، وبإسهاب غير مسبوق، كيف تعمل اللقاحات، ودفع ب<شتاينمان> ليحتل مكانا مرموقا في الطبقة العليا في مهنته.

وتعد قصة <شتاينمان> من القصص النموذجية من أوجه متعددة: فهي قصة عالم لامع يصل إلى اكتشاف كبير يلهم جيلا جديدا من الباحثين، وفي الحقيقة فإن الرؤية الثاقبة التي كان <شتاينمان> يتمتع بها جديرة بالتقدير، لما كان لها من آثار في العلْم وفي <شتاينمان> شخصيا.

وبمرور سنوات، تشكل لدى <شتاينمان> اعتقاد بأن الخلايا المتغصنة سلاح ذو أهمية حاسمة للتصدي لأكثر الأمراض تنفيرا، بدءا بالسرطان وانتهاء بالإيدز. وبدا أن <شتاينمان> وما لديه من شبكة من الزملاء في العالم، يحرزون تقدما طيبا في طريقهم نحو إثبات صحة ما ذهب إليه <شتاينمان>، عندما اتخذ منحى قصته انعطافا غير عادي.

ففي عام 2007، شخَّص الأطباء إصابة <شتاينمان> بسرطان البنكرياس (المعثكلة)، وهو مرض لايرحم، إذ يقتل أربعة من بين كل خمسة من المصابين به خلال السنة الأولى من إصابته. وفي نهاية المطاف، فإن المساعدة التي قدمتها الخلايا التي اكتشفها <شتاينمان> في بداية مسيرته المهنية، والأصدقاء الذين كوّنهم وهو يشق طريقه، لن تقتصر على قتاله للسرطان فحسب، بل ستمد في عمره فترة تكفي ليحوز جائزة نوبل. فقد مات <شتاينمان> في الشهر 9/2011، قبل ثلاثة أيام من وَمَضَانِ هاتفه الجوال حاملا لأسرته رسالة تفيد بأنه قد حاز تلك الجائزة.

عقل متحفِّز(**)

لم يواجه <شتاينمان> قضية بيولوجية جادة إلا عندما وصل إلى جامعة ماك گيل McGill باعتباره طالبا فيها، فما أن وصل إليها حتى استحوذ عليه عالَم الخلايا المناعية الدقيق، وهو ما أوصله إلى مختبر <A .Z. كوهين> [في مؤسسة روكفلر]. وفي مكتب <شتاينمان>، سنجده يعْرض في مرحلة لاحقة قولا مقتبسا من العالم المذهل في حقل الميكروبيولوجيا في القرن التاسع عشر <لويس باستور>: «الحظ يحابي العقول المتحفزة.» وتقول <S. شلزينگر> [وهي زميلة وصديقة رافقت <شتاينمان> طيلة مسيرته العلمية] وهي تتحدث عن الخلايا: «لقد كان <R. شتاينمان> متحفزا جدا وبصورة فائقة، فقد كان مؤهلا لتحقيق الاكتشاف، وبما أننا أتينا على ذكر هذا، فإنه قد أدرك بالفطرة أنها كانت مهمة». وتتابع <شلزينگر> القول إن الحدس والثقة في الملاحظة هما اللذان مكّنا <شتاينمان> من تحقيق هذا الاكتشاف الأصيل، فكسب بالتالي إعجاب زملائه.

وبعد أن اكتشف <شتاينمان> الخلايا المتغصنة، قضى العقدين التاليين في إقناع المجتمع العلمي بأهمية تلك الخلايا، وذلك بالتعريف بكيفية عملها وكيف يمكن للباحثين العمل معها. وتقول <شلزينگر>: «لقد قاتَلَ، وفي الحقيقة لا توجد كلمة أخرى بديلة عن هذه الكلمة، لإقناع الناس بأن الخلايا المتغصنة كيان متميز من غيره»، وكانت <شلزينگر> قد بدأت العمل في مختبر شتاينمان عام 1977، عندما كانت لا تزال في المدرسة الثانوية، وتقول <شلزينگر>، إنه حتى في ذلك الوقت لم يكن الناس في المختبر ذاته على قناعة بوجود مثل تلك الخلايا المتغصنة، نظرا لصعوبة زيادة عددها. وفي ذلك الوقت، كان <شتاينمان> لا يزال يواصل عمله على طاولة المختبر، وتتذكر <شلزينگر> جلوسها معه على مجهر برأسين، وهما يتفحصان الخلايا، وتقول: «لقد كان يحب مجرد النظر إليها،» وتتابع القول مبتسمة بسبب تلك الذكرى: «لقد كانت هناك متعة كبيرة في جميع ما وصل إليه <شتاينمان> من اكتشافات صغيرة.»

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2012/05-06/2012_05_06_09.jpg

 

وبحلول الثمانينات، فإن <شتاينمان> الذي تدرب ليكون طبيبا، بدأ بالبحث عن طرق يمكن من خلالها مساعدة الناس بتطبيق اكتشافه للخلايا المتغصنة على نحو مباشر. فعلى مدى العقود القليلة التالية، ومع زيادة تقبل تلك الخلايا على نطاق واسع، وسّع مختبر شتاينمان من نطاق تركيزه، ليشمل الأبحاث حول اللقاحات التي تستند إلى الخلايا المتغصنة في مجال الإيدز والتدرن (السل)، إلى جانب الأبحاث حول معالجة السرطان. وحول الأمراض التي أمكن الوقاية منها بالفعل باللقاحات، مثل الإنفلونزا والجدري، فإن الذين ينجون منها يطورون لديهم مناعة تستمر مدى الحياة. ويمثل الإيدز والتدرن والسرطان تحديا أكبر شأنا، نظرا لأنها تبدو أكثر قدرة على التغلب على الجهاز المناعي، حتى إنها، في حالة الإيدز، تختطف الخلايا المتغصنة لتجبرها على القيام بعمل الڤيروسات ذاتها، وتقول <شلزينگر>: «كان <شتاينمان> يقول: «إن علينا أن نكون أكثر ذكاء من الطبيعة». وكان هذا يعني أن تقديم المساعدة للخلايا المتغصنة يتم بإعطائها المزيد من المعلومات التي تستهدف الڤيروس (الحمة) أو الورم الذي يتعين على الجهاز المناعي تشكيل هجوم ضده.

وفي التسعينات، كان <شتاينمان> يعمل مع <M. دودابكر> [الذي يعمل الآن في جامعة ييل] و<N. باردواج> [التي تعمل الآن في جامعة نيويورك] وأوجد سيرورة لاستخلاص الخلايا المتغصنة من الدم ويعدها للتشغيل بالمستضداتantigens، وهي شدف بروتينية واشية (نمامة)، مستمدة من الإنتانات (العداوى)infections، مثل الإنفلونزا والكزاز، ثم إعادة تلك الخلايا إلى الجسم، لتكوين مناعة أكثر قوة. وتعمل هذه التقانة كأساس للقاح مضاد لسرطان البنكرياس، يدعى پروڤنج Provenge، وحظي بالموافقة عليه عام 2010، وقد أثبت أنه يطيل عمر المرضى في المراحل النهائية من مرضهم، ولو لشهور قليلة فقط.

التجربة النهائية(***)

في مطلع عام 2007، كان <شتاينمان> في كولورادو يشارك في مؤتمر علمي، وسرعان ما انقلبت الرحلة إلى إجازة عائلية للتزلج على الجليد، وعندها عانى <شتاينمان> مع ابنتيه ما بدا لهم جميعا أنها عدوى أصابت المعدة. وسرعان ما تماثلت الابنتان للشفاء، أما <شتاينمان> فقد تأخر شفاؤه، وما أن رجع إلى منزله حتى ظهر عليه اليرقان jaundice، وفي الأسبوع الثالث من الشهر 3/2007 أجرى <شتاينمان> تصويرا طبقيا محوريا CT scan، فوجد طبيب الأشعة ورما في البنكرياس لدى <شتاينمان>، وأن الورم منذ ذلك الوقت قد انتشر إلى العقد اللمفية. عند ذلك عرف <شتاينمان> أن فرص بقائه على قيد الحياة ضئيلة، إذ إن ما يقرب من 80% من مرضى سرطان البنكرياس يموتون خلال سنة واحدة من إصابتهم بهذا المرض.

وتتذكر <أليكسيس>، ابنة <شتاينمان> ما قاله أبوها: «عندما أخبرنا والدي بالأمر لأول مرة، قال لنا: ʼلا تبحثوا عن المعلومات حول هذا الموضوع في گوگلʻ، واكتفوا بالإصغاء إليّ» وقد شعرت حينذاك كما لو أن أحدا ما قد لكمها، وتابعت القول: «لقد أوضح بالفعل للأسرة أنه مع أن مرضه بالغ الخطورة، إلا أنه في وضع جيد جدا.» فعلى خلاف الحال مع المرضى العاديين بالسرطان، كان لدى <شتاينمان> الفرصة للوصول إلى الكثير من أفضل اختصاصيي العالم في علم المناعة وعلم الأورام، وكذلك، وربما يكون الأمر الأكثر أهمية، الوصول إلى معظم معالجاتهم الواعدة.

وعندما سمعت <شلزينگر> هذه الأنباء، شعرت بالانهيار وسارعت إلى الوقوف بجانب المشرف عليها، وبدأت مع <شتاينمان> وأكثر الزملاء قربا منهما وهي <M. نوسينزويگ>، بإجراء مكالمات هاتفية، للتشارك بالمعلومات مع الزملاء في جميع أرجاء العالم. وكان <شتاينمان> على اقتناع بأن أجدر الطرق بالثقة للشفاء من أي ورم هي تطوير المناعة لمواجهة الورم من خلال الخلايا المتغصنة الخاصة به. وقد كان الوقت المتاح للزملاء لإثبات صحة ذلك محدودا.

ومن بين المكالمات الباكرة التي أجراها <شتاينمان> بعد تشخيص إصابته، اتصاله بأحد المتعاونين معه منذ وقت طويل، وهو <J.  بانشيرو>، مدير معهد بايلور Baylor  لأبحاث المناعة في دالاس. وعند ذلك هاتف <بانشيرو> الباحثة في معهد بايلور <K .A. پالوك> حول ذلك، وهي تعْرف <شتاينمان> منذ التسعينات. فمع أن لديها لقاحا تجريبيا تعتقد أنه يمكن أن يساعد <شتاينمان>، فإنها عانت تحديات شخصية في محاولتها الفصل في تعاملها بهذا الشأن بين الصديق والمريض والعالِم.»

ومن جانبها، اتصلت <شلزينگر> هاتفيا بِـ <C. نيكوليت> [وهو أحد الأصدقاء المتعاونين معها منذ سنوات عديدة وكبير المسؤولين العلميين في مؤسسة Argos للمعالجات، وهي شركة للأدوية (في ديرهام بكارولينا) تستند إلى الرنا RNA، وكان <شتاينمان> قد أسهم في تأسيسها] الذي اضطرب من الأخبار فحشد زملاءه في غضون دقائق من انتهاء المكالمة الهاتفية.

وقد طوّر فريق <نيكوليت> لقاحا للخلايا المتغصنة كان في المرحلة الثانية (المرحلة المتوسطة) من التجارب السريرية لمعالجة سرطان الكلية المتقدم، وتسعى المعالجة التي طورتها مؤسسة Argos إلى تجنيد الخلايا المتغصنة لدى المريض نفسه لمواجهة الورم، وذلك بتعريضها لمواد جينية مستمدة من الورم، وهي مواد تحرضها على حشد الخلايا التائية وللإعداد لهجمة ملائمة.

وحدّد الأطباء الأسبوع الأول من الشهر 4/2007 لاستئصال جزء من البنكرياس لدى <شتاينمان>، وهي عملية جراحية يطلق عليها اسم عملية ويپل Whipple، وهي جزء من معالجة تقليدية يكثر إجراؤها للحصول على مآل أفضل لـ <شتاينمان>، وسيحتاج <نيكوليت> إلى هذا الجزء من هذا الورم ليستخلص منه اللقاح اللازم ولم يتبق لـ<نيكوليت> سوى أيام قليلة للحصول على موافقة الإدارة FDA في الولايات المتحدة الأمريكية على إدخال <شتاينمان> في التجربة التي يديرها، وقد تمكن الفريق من الحصول على تلك الموافقة في الوقت المناسب تماما.

 

[أساسيات]

جرعة من دوائه الخاص به(****)

  لقد استفادت عدة معالجات تجريبية مضادة للسرطان تلقاها <شتاينمان> من الخلايا التي ساعد هو نفسه على اكتشافها، والتي جعلته يربح جائزة نوبل. إذ يواصل الجهاز المناعي قتل الخلايا السرطانية، ولكن الأورام ما أن تتسلل بكميات كافية عبر الدفاعات الطبيعية للجسم حتى تتمكن من السيطرة عليها ومن خداع الخلايا المناعية لتتقبلها باعتبارها جزءا من الجسم. فإذا أصبح بالإمكان تدريب الخلايا المتغصنة، وهي الخلايا التي تساعد على البدء بالاستجابة المناعية، على تعرف الورم باعتباره شيئا أجنبيا ينبغي عليها مهاجمته، فمن المحتمل أن يكون بمقدورها التخلص من الخلايا الخبيثة.

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2012/05-06/2012_05_06_11.jpg

  (1) تستخلص الخلايا المتغصنة من دم المريض وتعرض بشكل مباشر لبروتينات أخرى مستمدة من ذلك النمط من السرطان (وتدعى أيضا بالمستضدات، وهي تستثير الاستجابة المناعية)، أو تعرض لمادة جينية مستخلصة من الورم لدى المريض نفسه (والتي تنتج بدورها مستضدات ذات سمات شخصية)، فتلتقط الخلايا تلك المادة بالطريقة ذاتها التي تؤديها في الجسم عندما تصادف وتمتص المُمْرضاتpathogens (العوامل المسببة للأمراض).

  (2) بغية تحضير خلايا متغصنة مغروس فيها المستضدات تعمل على بدء الاستجابة المناعية التي تستهدف الورم، تضاف مركبات منشطة، من أجل زيادة عدد هذه الخلايا، ومن أجل الإسراع في إيصالها إلى حالتها الناضجة التي تعْرض المستضدات، قبل إعادة حقنها ثانية في المريض.

  (3) وفي الجسم، فإن الخلايا المتغصنة التي تمت برمجتها، ستتصرف بالطريقة نفسها كما لو كانت في حالة استجابة مناعية فطرية، وذلك بعرض المستضدات للخلايا المناعية الأخرى، مثل الخلايا التائية المساعدة والخلايا التائية القاتلة، فإذا سار كل شيء على نحو جيد، فإن الخلايا التائية تأخذ الأوامر الخاصة بالورم، وتنسق بين بعضها البعض، بإطلاق إشارات بروتينات السيتوكين cytokine، للبحث عن الخلايا الورمية وتدميرها.

 

ومع ضمان الحصول على الخلايا الورمية، وبينما كانت المعالجة التي تهيئها شركة Argos قيد الإعداد، وهي عملية قد تستغرق شهورا، بدأ <شتاينمان> بتلقي معالجات أخرى، فبعيد الجراحة بدأ بمعالجة كيميائية نموذجية قوامها مادة الجيمسيتيبين Gemcitibine، وبعدها، وفي نهاية الصيف، أدرج الأطباء <شتاينمان> ضمن دراسة تستخدم لقاح يدعى GVAX، وهو لقاح يستند إلى الخلايا المتغصنة، وكان موضوع دراسة تستهدف معالجة سرطان البنكرياس، وقد أسهمت <E. جافي> [من جامعة جونز هوپكنز] في تطويره، ويعطى في مركز دانا – فاربر/هارڤارد للسرطان، وهو لقاح يستخدم فيه مستضد عام (غير متخصص) للورم، شأنه في ذلك شأن لقاح پروڤنج الذي يستخدم في سرطان البروستاته (الموثة). وفي وقت مبكر من المرحلة الثانية للدراسة، عاش مرضى سرطان البنكرياس الذين تلقوا اللقاح فترة تزيد أربعة أشهر وسطيا عما عاشه أولئك الذين لم يتلقوا اللقاح، وانتهى الأمر ببعضهم أن يعيشوا عدة سنوات. وهكذا، وعلى مدى شهرين، كانت <شلزينگر> تسافر إلى بوسطن مع <شتاينمان> كل أسبوع تقريبا، بدءا من أواخر الصيف. وتقول <شلزينگر> وهي تنظر عبر إحدى زوايا نافذتها إلى السماء الزرقاء الصافية الشاحبة بعد ظهر أحد أيام الشهر العاشر: «أتذكر أننا كنا نسير في أحد الأيام التي تشبه يومنا هذا في بوسطن، وكنت أفكر في أن <شتاينمان> لن يرى خريفا آخر، وكنت حزينة جدا.»

إلا أن الخريف جاء وانقضى، وبقي <شتاينمان> بصحة جيدة نسبيا. وفي الشهر 9/2007 تلقى <شتاينمان> جائزة <ألبرت لاسكر> عن الأبحاث الطبية الأساسية، والتي تعتبر تمهيدا للفوز بجائزة نوبل؛ كما أجرى سلسلة من المقابلات الڤيديوية. وفي تلك المقابلات تحدث <شتاينمان> بالتفصيل عما تبشر به الخلايا المتغصنة من نجاح في مكافحة السرطان، مع التنويه بأن الهجمة المناعية تكون موجهة بدقة وذات نوعية رفيعة، وأنها غير ذات سمية، بخلاف المعالجة الكيميائية. وقد قال <شتاينمان>: «إن هذا يمنحنا إمكانية الحصول على نمط جديد بالكامل من معالجة السرطان، ولكننا نحتاج إلى الأبحاث والصبر لاكتشاف القواعد ولاكتشاف المبادئ.»

وفي بعض الأحيان كان <شتاينمان> يبدي صبرا يزيد على ما كان زملاؤه يودون. فقد طلب في البدء دورة علاجية بطيئة جدا له، بحيث يمكن لفريقه أن يراقبوا الاستجابة المناعية لديه بعد الانتهاء من كل معالجة، وقبل البدء بالمعالجة التي تليها، إلا أن <شلزينگر> و<نوسينزويگ> أقنعتاه في النهاية بأنهم ببساطة ليس لديهم الوقت الكافي لذلك. فلو مات ستنتهي التجربة وكذلك البيانات التي جُمعت.

وبحلول الشهر 11/2007 أصبح اللقاح الذي أعدته شركة Argos جاهزا بانتظار أن يستخدمه <شتاينمان>، وهو لقاح تم اصطناعه بتسريب الخلايا التي استخلصت من دم <شتاينمان>، مع مادة جينية استخلصت من الورم الذي أصيب به، وكان <شتاينمان> قد أنهى لتوِّه المعالجة الكيميائية، فأُدْرِج في تجربة لشركة Argos حول سرطان الخلايا الكلوية، وفق بروتوكول دراسة مريض – منفرد.

وفي مطلع عام 2008 تابع الأطباء <شتاينمان> باللقاح الذي طورته <پالوك>، وكان قيد التطوير من أجل معالجة الورم الملانيّ melanoma. وهذا اللقاح يتألف من مجموعة منتقاة من الپپتيدات النوعية للورم (شدف أو قطع بروتينية). ولعل هذا ما دفع <پالوك> للظن بإمكانية إعادة توجيه الغرض منه ليستهدف السرطان لدى <شتاينمان>، من خلال استخدام پپتيدات مستمدة من الورم الذي أصاب <شتاينمان> بدلا من المستضدات المستخلصة من الورم الملاني.

 

[معالجات]

تجربة (ذاتية) كبرى(*****)

  بعد أن تم تشخيص إصابته بالسرطان، تلقى <شتاينمان> فيضا من العروض من أصدقائه وزملائه لكي يختبر معالجات تجريبية مختلفة. واستنادا إلى تقييمه للبيانات ولمناقشته مختلف الخيارات مع شركائه في العمل، استقر رأي <شتاينمان> على معالجات مناعية جديدة متعددة كانت تخضع للتقييم في دراسات سريرية كان بإمكانه أن يُدْرَج ضمنها وفقا لبروتوكول المريض الوحيد الخاص، بدلا من إخضاعه للتصاميم الأصلية التي وضعها الباحثون في تلك الدراسات. وقد تخلل تلك اللقاحات التي كان بعضها قد صمم خصيصا لتلائم السرطان لديه، جلسات من المعالجات التقليدية والكيميائية التجريبية.

  صيف وخريف 2007

  لقاح الخلايا المتغصنة GVAX موجه نحو سرطان البنكرياس (المعثكلة)، تم تطويره في جونز هوپكنز، وقدم في مركز دانا-فاربر/هارڤرد للسرطان.

  أواخر 2007

  معالجة بمثبطات إطلاق الإشارات للخلايا في دراسات أجريت في مؤسسة Genentech؛ محاولات لكبح التواصل الخلوي غير السوي الذي يمكن أن يدعم تكاثر الورم.

  شتاء 2007 وطيلة ربيع 2008

  لقاح Argos الذي يستند إلى الخلايا  المتغصنة والذي هو قيد التطوير من أجل سرطان الكلية.

  منذ 2008 وطيلة 2010

  لقاح الخلايا المتغصنة من أجل الورم الملانيmelanoma الذي تم تطويره في جامعة بايلور.

  أواسط 2010

  جرعة تعزيزية بالپپتيدات المستمدة من اللقاح الذي تم تحضيره في جامعة بايلور مع مادة مؤسسة Oncovir التجريبية المنبهة للمناعة هيلتونول Hiltonol، وهو لقاح ينبه تحفز الجهاز المناعي جزئيا بإطلاق إشارة جزيء الإنترفيرون.

  شتاء وصيف 2010

  إن الإپيليموماب Ipilimumab الذي تصنعه شركة Bristol-Myers Squibb، وهو ضد antibodyوحيد النسيلة (جزيء تتم صناعته ليرتبط بهدف نوعي)؛ وقد أقرته الإدارة FDAلاستخدامه في معالجة الورم الملاني.

 

وانهالت على <شتاينمان> عروض أخرى بمعالجات تجريبية من جميع أرجاء العالم. وتقول <پالوك>: «لقد عرض كل من يستطيع أفضل ما يقدر عليه». فعقود السنوات التي أمضاها <شتاينمان> في الأبحاث المشتركة وحدت المجال البحثي، والآن تبادر شبكة العلماء إلى مساعدة أحد أفرادها. ويقول <شتاينمان>: «يفكر الناس في العلم على أنه عملية انعزالية، والحقيقة إنه عملية اجتماعية للغاية؛ فالطبيعة الاجتماعية لعملنا سهلت تدفق ذلك الكم الهائل من الموارد الذهنية.»

إضافة إلى المعالجة النموذجية، استكمل <شتاينمان> الاندراج في أربع دراسات سريرية قيد التطبيق حول معالجات للسرطان تستند إلى الخلايا المتغصنة وفقا لشروط خاصة بالمريض، وكان معظم هذه المعالجات لم يخضع للاختبار بعد في معالجة سرطان البنكرياس، إلى جانب معالجات مناعية وكيميائية تجريبية متعددة أخرى. وقد قادت <شلزينگر>، (وهي عضو في مجلس المراجعة المؤسسية لمؤسسة روكفلر)، المعالجات التي تلقاها <شتاينمان> من خلال جميع القنوات اللازمة في لجنة المراجعة لمؤسسة روكفلر وفي الإدارة FDA، للتأكد من اتباع البروتوكولات النموذجية. كما أن <شلزينگر> كانت تعطي <شتاينمان> بنفسها اللقاحات عندما يكون بالإمكان إعطاؤها له في مؤسسة روكفلر.

وقد أجرى <شتاينمان> التجربة الكبرى الخاصة به مثلما كان يُجري التجارب الأخرى في المختبر، فكان على الدوام يعتني بجمع البيانات، وبتقييم البيِّنات، وبإصدار التعليمات. ولا تزال لدى <شلزينگر> سلاسل من البريد الإلكتروني تعود إلى تلك الفترة، وفيها الرسائل التي وردت من <شتاينمان> مكتوبة بالأحرف الكبيرة، وفقا لأسلوبه في الكتابة، وكان يراقب كيفية استجابة جسمه للمعالجة مراقبة لصيقة. وفي عام 2008، وخلال الفترة التي كان يخضع <شتاينمان> فيها للمعالجة التي قدمتها له <پالوك>، جاءت <پالوك> لزيارة مدينة نيويورك. وبعد أن أعطت <شلزينگر> ل<شتاينمان> الجرعة الخاصة به من اللقاح، ذهب الثلاثة معا لتناول طعام العشاء. وعندما انتهوا من تناول طعامهم، أصر <شتاينمان> عليهم أن يتوقفوا في الفندق الذي تقيم به <پالوك> حتى يتيحوا له الفرصة ليريهم التورم الذي ظهر على ساقه حول موقع الحقن. وتقول <شلزينگر>: «إنه كان شديد الحماس حول ذلك». وتتابع القول: «لقد قال: هذه هي الخلايا التائية» مشيرا إلى أن جسمه فيه استجابة مناعية تجاه اللقاح، وقال: «إنه أمر عظيم.»

وتقول <پالوك> إن التورم الموضعي أظهر أن جسم <شتاينمان> كان يتفاعل تجاه اللقاح، مع أنه لا يمكنها التأكد من أن الخلايا التائية التي تم حشدها كانت نوعية للورم. وكما أشارت <پالوك>، فإن جميع اللقاحات تعمل من خلال الخلايا المتغصنة، إلا أن ما يميز معالجة <پالوك> من غيرها من المعالجات التي جربها <شتاينمان> هو أنها بدلا من ترك التعرض لمحض الصدفة، فإن الباحثين تعاملوا مع الخلايا المتغصنة خارج الجسم ببراعة من أجل تحسين الفرص لتدريب الخلايا التائية على مهاجمة الورم. ولما لم يكن بوسع <شلزينگر> أن ترى البيِّنات بنفسها، قالت: «إن <شتاينمان> أراد أن يرسل إليّ هذه التوصيفات لمواضع أخذه للقاحات مع الكثير من الحماسة»، ويتضمن ذلك معلومات عن هيئة تلك المواقع وحجمها، وعن كيفية إحساسه بكل موقع.

وما لبث أن أصبح الواسم الوَرَميّ tumor marker، وهو مستوى أحد البروتينات التي تشير إلى مدى تقدم السرطان، (الذي كان يتذبذب صعودا وهبوطا على طول مسار المعالجة)، بمثابة مقياس يسجل جميع سلوكياته (سلوكيات الورم)، وحين انخفض هذا الواسم للمرة الثانية، أرسل <شتاينمان> رسالة بالبريد الإلكتروني، وكتب في السطر المخصص لموضوعها: «لقد كررنا التجربة»، وقد كان الفرح ظاهرا في هذه الرسالة لأولئك الذين عرفوا فرحه بالنصر العلمي.

إلا أن الأخبار الطيبة التي أرضت <شتاينمان> المريض لم تكن تتمتع بالجودة الكافية لإرضاء <شتاينمان> العالِم. فمعرفته بأن التجربة التي يخضع لها هي تجربة على شخص واحد، ويصعب أن تكون تجربة علمية، سببت له إحباطا لانهاية له. ومع المعالجات التجريبية التي تُطبق متقاربة جدا من بعضها، وتتخللها المعالجات الكيميائية، كان من المستحيل معرفة السبب الذي أدى إلى خفض مستويات الواسم الحيوي الورمي.

ومع ذلك كله، جمع <شتاينمان> بعض البيانات الفاصلة المثيرة للاهتمام على طول الطريق. ففي واحد من الاختبارات التي تجريها <پالوك> من أجل المراقبة المناعية، وجدت <پالوك> أن ما يقرب من 8% من الخلايا التائية المعروفة باسم CD8 (والتي تعرف بالخلايا التائية القاتلة killer T cells)، كانت تستهدف استهدافا نوعيا للورم لدى <شتاينمان>. ويبدو أن ذلك لا يمثل الكثير، ولكن بالنظر إلى مجمل العوامل التي تسبب الأمراض التي يمكن أن يواجهها الجسم ويشن هجمة ضدها، فإن 8% يعد «عددا ضخما»، على حد قول <شلزينگر>، وتضيف: «وهكذا فإن شيئا ما قد أدى إلى تمنيع <شتاينمان>، أو أن مجموعة من الأشياء قد أدت إلى تمنيعه.»

موت قبل الأوان ببضعة أيام(******)

سافر <شتاينمان> وزوجته <كلودي> في الشهر 6/2011 إلى إيطاليا للاحتفال بالذكرى السنوية الأربعين لزفافهما، وذلك بعد شهرين فقط لما أشار إليه <شتاينمان> بأنه ذكرى ويپل السنوية الرابعة Whipple-versary، تكريما لذكرى العملية الجراحية التي أجريت له في الشهر 4/2007. وهكذا أصبح هناك بالفعل تجاوز بعيد لمتوسط فترة البقيا لشخص مصاب بهذا النمط من السرطان.

 

وفي منتصف الشهر 9/2011 كان <شتاينمان> لا يزال يعمل في مختبره، وكانت التدابير قد اتخذت لإعادة البدء بمعالجة Argos. وعندها أصيب بداء ذات الرئة (بالتهاب رئوي)؛ وتتذكر ابنته <أليكسيس>: «عندما تم قبوله في المستشفى، قال إنه لن ينجو هذه المرة.» ولكن بعد أن قضى والدها أربعة أعوام ونصف بصحة طيبة وجدت أن من الصعب عليها أن تصدق أنه لن يكون أمامها سوى أيام قليلة لتقضيها معه، وكان لايزال يواصل مراجعة البيانات التي ترد إليه من مؤسسة روكفلر لفترة امتدت حتى 24/9/2011. وبتاريخ 30/9/2011، مات <شتاينمان> عن عمر يناهز 68 عاما بسبب فشل تنفسي ناجم عن داء ذات الرئة ولم يستطع الجسم الذي أضعفه السرطان أن يصمد أمام هذا الداء.

وقد تنازعت أسرة <شتاينمان> بشأن كيفية البدء بنقل الخبر إلى الشبكة الواسعة من الأصدقاء والزملاء في جميع أرجاء العالم. فخططوا لزيارة المختبر القديم ل<شتاينمان> الذي كان يعمل فيه حتى وقت قريب، لإخبار من كان فيه في يوم الاثنين الموافق 3/10/2011. ولكن اتصالا من ستوكهولم جاء في وقت مبكر من ذلك اليوم، وقبل أن يستيقظ أي منهم. وكان هاتف <شتاينمان> من نوع Black Berry بحوزة زوجته بعد أن وُضِع في هيئة الصامت، فاختلست نظرها من نومها العميق في الصباح الباكر لترى ومضان رسالة جديدة، وفي تلك اللحظة ذاتها قرع سمعها رنين رسالة في البريد الإلكتروني لتخبر <شتاينمان> برقة وأدب أنه فاز بجائزة نوبل لعام 2011 في الفيزيولوجيا أو الطب.

وقد كانت الاستجابة الأولى كما قالت <أليكسيس>: «لقد صرخنا جميعا قائلين: اللعنة،» وكان الخاطر التالي: «لنذهب ونوقظ أبانا.»

أما بالنسبة إلى بقية أنحاء العالم، فإنه لم يظهر أن فيما أعلنته لجنة جائزة نوبل بأسا، فبدأت كتابة المقالات، وصدرت البيانات حول <شتاينمان> وحول الفائزيْن الآخريْن، وهما <B. بوتلر> [من معهد سكريپس Scripps للأبحاث] و<J. هوفمان> [من المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية] حتى مرت ساعات قليلة تلت ذلك، عندما تسربت الأخبار عن موت <شتاينمان>. وتنص القواعد في جائزة نوبل على أنها لا يمكن أن تمنح بعد الموت، إلا أنه إذا مات الفائز بها في المدة بين إعلانها في الشهر 10 ومراسم الاحتفال بتقديمها في الشهر 12، فإن الفائز أو الفائزة يمكن أن يبقى على قائمة الفائزين. وقد دفع هذا التوقيت الغريب باللجنة إلى إجراء مداولات للمتابعة اللصيقة قبل الإعلان في وقت متأخر من ذلك اليوم عن أن <شتاينمان> لا يزال في عداد الفائزين بجائزة نوبل.

وبعد أيام معدودة فقط من إعلان فوز <شتاينمان> بجائزة نوبل، وتطاير الأخبار عن موته عبر وسائل الإعلام، وجه الاتهام إلى سرطان البنكرياس بأنه كان وراء موت المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لشركة آپل <S. جوبز> “الذي كان مصابا بشكل نادر وبطيء النمو من المرض” وهو ورم النسيج العصبي الغدي neuroendocrine tumor، فعاش مدة ثمانية أعوام بعد تشخيص إصابته بالمرض، وهو أكثر من متوسط فترة البقاء على قيد الحياة بالنسبة إلى مرضه. ومع ذلك، فإن <شتاينمان> تجاوز المدة التي كانت متوقعة، «فلا شك في أن شيئا ما قد أطال فترة حياته»، كما تقول <شلزينگر>.

ويواصل الباحثون العمل من أجل تعرف السبب الذي أطال حياة <شتاينمان>. ففي مطلع عام 2012 ستكرِّسُ مؤسسةُ بايلور مركزَ <شتاينمان> من أجل اللقاحات المضادة للسرطان، وتطور <پالوك> دراسة سريرية حول معالجة سرطان البنكرياس باللقاح ذاته الذي أمكنها صنعه من أجل <شتاينمان>. وفي مؤسسة Argos، تواصل <نيكوليت> انطلاقها بقوة في صناعة اللقاح المضاد لسرطان الكُلية، وتقول: «هناك شعور بالواجب تجاه <شتاينمان> في تحقيق ذلك الأمر.» وهم يخططون لإطلاق المرحلة الثالثة من الدراسة السريرية لذلك اللقاح المضاد لسرطان الكلية الذي تم تجريبه على <شتاينمان>.

وتعتقد <شلزينگر> من جانبها أن تدخلات زملائها قد أسهمت في نهاية المطاف. وتقول: «إن الرسالة العلمية هي: إن للمناعة تأثيرا بالغا،» ولكن الدرس النهائي هو ما أحب <شتاينمان> أن ينصح به. وتتذكر <شلزينگر> أنه اعتاد أن يقول للناس: «هناك الكثير من الأشياء الأخرى التي لازال بإمكانهم اكتشافها، وهذه الأشياء موجودة بالفعل.»

<K. هارمون> من المحررين المساعدين في مجلة ساينتفيك أمريكان.

  مراجع للاستزادة

 

Identification of a Novel Cell Type in Peripheral Lymphoid Organs of Mice, Vol. 1: Morphology, Quantitation, Tissue Distribution. Ralph M. Steinman and Zanvil A. Cohn in Journal of Experimental Medicine, Vol. 137, No. 5, pages 1142-1162; May 1973. www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2139237
Taming Cancer by lnducing Immunity via Dendritic Cells. Anna Karolina Palucka et al. in lmmunological Reviews, Vol. 220, No. 1, pages 129-150; December 2007.
http://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/j.1600-065X.2007.00575.x/full
Dendritic Cell—Based Vaccination of Patients with Advanced Pancreatic Carcinoma: ResUltS of a Pilot Study. Christian Bauer et al. in Cancer Immunology, lmmunotherapy, Vol. 60,
No. 8, pages 1097-1107; August 2011.
www.sPringerlink.com/content/t56q865742198411

(*)THE PATIENT SCIENTIST

(**)A PREPARED MIND

(***)THE FINAL EXPERIMENT

(****)A Dose of His Own Medicine

(*****)A Grand (Self-) Experiment

(******)A DEATH, DAYS TOO SOON

(1) Ralph M. Steinman

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى