أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
العلوم البيئيةعلم المناخ

قار الاحتباس الحراري


قار الاحتباس الحراري(*)

إن مصير مناجم رمال قار tar ألبرتا – والمناخ –
قد يكون مرهونا بمصير خط أنابيب كيستون العملاق.

<D. بييلّو>

 

 باختصار

  تحويل رمال القار إلى نفط وحرقه كوقود يُنتج كميات هائلة من ثنائي أكسيد الكربون.

لمنع زيادة معدل الاحترار العالمي أكثر من درجتين مئويتين، التي يُحتمل أن تحدِث تغيرا مناخيا كارثيا، يجب أن تبقى انبعاثات الكربون التراكمي أقل من تريليون طن متري.

الغلاف الجوي للأرض قَطَع أكثر من نصف الطريق للوصول إلى تحقيق حد التريليون طن متري؛ ولعل زيادة إنتاج رمال القار بكميات أكبر ستسرع انطلاق الانبعاثات.

إذا جرى بناء خط أنبوب كيستون العملاق، فإنه سيكون صنبورا يسرع إنتاج رمال القار، مما سيدفع كوكب الأرض نحو الحد الأقصى لانبعاثاته.

 

 

تبـعـــث الأضواءُ الحمـــــراء ومضــاتٍ متقطـعة، ولكـــن <B. جونسون> لا يعيرها أي اهتمام. فهذا المهندس النحيل المتمرس الذي تجوَّى لزمن طويل بعوامل الطقس يجلس أمام منضدة اصطفت عليها شاشات حواسيب, ويصف لنا تجربته في مناجم رمال قار ألبرتا بكندا. فمهمته الأساسية هنا تكمن في أخذ عينة طين مصنوعة من الرِّكاز(1) ore والماء تم «تحرير البيتومين bitumen» منها، وهو نفط مشابه للقار يمكن تكريره إلى نفط خام عادي. ويدير <جونسون> مع زميلين له محطة رصد تقع بالقرب من قاعدة بناء مخروطي الشكل يبلغ حجمه حجم بناء مؤلف من ثلاثة طوابق. ويتدفق الطين والماء الساخن إلى وسط قمع مقلوب، ويرتفع البيتومين إلى الأعلى وينسكب فوق شبكة قضبان حديدية محيطة به.

في عام 2012، وفي إحدى المرَّات تصاعدت فقاعات البيتومين بسرعة كبيرة إلى درجة أنه انهمر على جوانب المخروط وغمر المبنى إلى مستوى الركبة. ولمنع حدوث مثل هذا الأمر مرة ثانية تقوم المحسات sensors  بمراقبة درجات الحرارة والضغط والعوامل الأخرى المتغيرة، وعند حدوث خطأ ما تنطلق صافرة الإنذار. وهذا غالبا ما يحدث، إذ قد تنطلق «1000 صافرة إنذار في اليوم» على حد قول <جونسون> الذي يضيف قائلا: «إن ذلك جعل المهندسين يطفئون مفتاح الصوت، حتى لا تسمع رنات الإنذارات الصاخبة، التي قد تدفع المرء إلى الجنون.»

لا يشكل المنجم التابع للشركة Suncor للطاقة في موقعها الكائن بمنطقة ستيببانك الشمالية، حيث يشغّل <جونسون> إحدى «خلايا الفصل» الكثيرة، إلا جزءا صغيرا من الإنتاج الحالي لرمال القار في أتلانتا الكامنة في مساحة يبلغ حجمها حجم مساحة فلوريدا. لقد جعلت أسعار النفط المرتفعة على مدى العقد الماضي من مناجم رمال القار هذه تجارة مربحة، مما حدا بكندا إلى التعجيل في زيادة إنتاجها. ففي عام 2012 فقط تجاوزت صادرات ألبرتا من النفط ما يفوق قيمته 55 بليون دولار كان معظمها يذهب إلى الولايات المتحدة، ولذلك فمن غير المستغرب ألاّ يتوقف فريق <جونسون> عن العمل بسبب صافرات الإنذار.

بيد أن العجلة في استغلال رمال القار في ألبرتا دفعت علماء المناخ إلى إطلاق تحذيرات من نوع آخر. فانبعاثات ثنائي أكسيد الكربون الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري تقود العالم بسرعة إلى عتبة من غاز الاحتباس الحراريgreenhouse gas – تصل إلى تركيز في الغلاف الجوي قدره 4500 جزءا في المليون، أي ما يقابل درجتين مئويتين أو أكثر من الاحترار – وهو ارتفاع يخشى بعض العلماء إذا ما زاد على هذا الحد أن تكون له نتائج كارثية على تغير المناخ. ويشكل الفحم الحجري المصدر الأكبر للكربون المتحجِّـر، ولكن رمال ألبرتا تتطلب المزيد من الطاقة لاستخراجها وتكريرها أكثر مما يتطلبه النفط التقليدي، وهذا من شأنه أن يضيف أحمالا إضافية من انبعاثات غاز الاحتباس الحراري. كما أن عمليات رمال القار تتزايد بسرعة أكبر بكثير من معظم المصادر الأخرى للنفط، ولذلك فإن تحرير الكربون المحبوس الآن في رمال القار سيحبط على الأرجح أي أمل في تجنّب عتبة الدرجتين المئويتين.

 

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2014/01-02/2014_01_02_27.jpg
استخراج النفط: تُعد منطقة رمال القار في ألبرتا واحدة من الأماكن القليلة في العالم التي يمكن فيها استخراج النفط من الأرض.

 

ويبدو حاليا أنّ مصير رمال قار ألبرتا ومصير المناخ يتلاقيان بخط أنابيب كيستون Keystone العملاق المقترح لنقل النفط. فخط أنابيب كيستون العملاق لنقل النفط، الذي يمتد من ألبرتا إلى مصافي التكرير في تكساس على طول خليج المكسيك، سوف يُستخدم كأنبوب رئيسي لخام رمال القار. وطوال عقد من الزمن ونَيِّف يرى أنصار عمليات ألبرتا أنّ رمال القار تشكل مصدرا للنفط مطلوبا جدا بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وليس مرهونا بالاضطرابات التي تحدث في الشرق الأوسط وخارج البلاد. وكل ما هو مطلوب هو وسيلة نقل لإيصال نفط رمال القار من كندا إلى حيث سيجرى استخدامه، إلى الولايات المتحدة وخارجها إلى أوروبا وآسيا. وإذا لم يتم بناء خط أنابيب للنفط مثل خط كيستون الضخم، عندئذ يمكن أن تقوم بدوره خطوطُ أنابيب نفط أخرى أو سكك حديدية. ولكن خبراء مستقلين يشيرون إلى أن خط أنبوب كيستون العملاق لنقل النفط أمر بالغ الأهمية لاستمرار نمو صناعة رمال القار في ألبرتا.

لقد بقي هذا الأمر برمته طي الكتمان عندما أجّل الرئيس <باراك أوباما> قرارا حول البت في بناء خط أنابيب كيستون العملاق أثناء فترة إعادة انتخابه. وعندما يجري طرح هذا الموضوع مرة ثانية، سيتوقف كثير من الأمور على قراره.

التريليون طن(**)

بتعرضي للبرد القارس في شتاء شمال ألبرتا على هضبة تطل على منجم شركة Suncor، لا يسعني سوى التفكير في أن الاحترار العالمي global warmingقليلا أمر لا ضير فيه. إذ يقع هذا المنجم في رقعة صناعية من غابة شمالية على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الشمال من فورت ماك موراي، وهي بلدة مزدهرة حيث الإيجارات فيها مرتفعة كما في مانهاتن، وسائقو الشاحنات يجنون 000 100 دولار سنويا. وأسفل تلك البلدة، وعلى طول طريق مرصوف بالحصى، يمكنني رؤية قوافل شاحنات الكاتربيلر 797Fs، وهي أكبر الشاحنات في العالم وتبلغ حمولة الواحدة منها من كتل رمال القار 400 طن متري. (والسائقات النسوة مطلوبات جدا؛ لأنهن ألطف في تعاملهن مع المعدات، لكن يصعب الحصول عليهن لأن عدد الرجال يفوق عدد النساء في هذه البلدة بنسبة 3 إلى 1). وتَعبر هذه الشاحنات ذهابا وإيابا بين الجرافات الكهربائية الضخمة وموقع <جونسون> للفصل، وهي مسافة يستغرق عبورها 40 دقيقة ذهابا وإيابا.

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2014/01-02/2014_01_02_28.jpg
كربون هائل: تكمن رمال قار ألبرتا تحت مساحة تعادل تقريبا مساحة ولاية فلوريدا، وهي عبارة عن بقايا من الطحالب التي عاشت وماتت في بحر ضحل كان يغطي معظم الأراضي الداخلية في أمريكا الشمالية خلال العصر الطباشيري قبل نحو 100 مليون سنة.

 

تُفرغ الشاحناتُ المعدنَ الخام داخل طاحونة صناعية بحجم سيارة صغيرة، يغذيها حزام ناقل عملاق ينقل رمال القار إلى وحدة الفصل التي يشرف على تشغيلها <جونسون>. إن حمولة شاحنة من الخام يمكن أن تتحول إلى بيتومين طليق في 30 دقيقة فقط. ويجري جمع هذا القار الطليق الأسود واللزج الذي يطفو على السطح العلوي لجهاز الفصل، ومن ثم يتدفق إلى الأسفل عبر أنبوب نفط إلى مصفاة تكرير صغيرة، حيث يجري تسخينه بدرجة حرارة عالية لإزالة الكربون وتشكيل خليط هيدروكربوني مشابه للنفط الخام. وبدلا من ذلك، خلط البيتومين بمواد هيدروكربونية أخف وزنا في خزانات ضخمة ثابتة؛ بحيث يكون الخليط الناتج، والمعروف باسم ممبيت(2)، سائلا لدرجة تمكنه من التدفق بمفرده عبر خطوط أنابيب بعيدة المدى مثل خط أنابيب كيستون العملاق، المتجه إلى مصافي التكرير في الولايات المتحدة.

لا يشكل منجم رمال قار شركة Suncor الواقع في منطقة ستيبـْبانك الشمالية إلا جزءا صغيرا من المنجم العالمي الأول لرمال القار – وهو ليس إلا واحدا من مجمّعات مناجم الشركة، التي تنتج مجتمعة ما يزيد على 000 300 برميل من النفط يوميا. وتشكل أرصدة شركة Suncor نحو 300% من الإنتاج الكلي من تعدين رمال قار ألبرتا، وتصل هذه الأرصدة حاليا إلى ما يقرب من مليوني برميل يوميا – أي ما يعادل إنتاج أكثر من 000 80 بئر نفطية، وعشريْ الطلب على النفط في الولايات المتحدة. والمناجم، مع بحيراتها الشاسعة من ترسبات المياه السامة وكتل عنصرالكبريت الأصفر المشع، كبيرة لدرجة أنه يمكن رؤيتها من الفضاء – كونها رقعة صناعية تتسع باطراد في الغابات الشمالية.

بيد أن التأثير غير المنظور في البيئة يعد أحد أبرز التحديات. وتجنب الوصول إلى عتبة احترار بدرجتين مئويتين يعني أن البشرية تواجه ما سمَّاه بعض العلماء ميزانية الكربون carbon budget: وهي تقدر بتريليون طن متري كحد أقصى لانبعاثات الكربون التراكمية.

لقد خرجت تسمية ميزانية الكربون من بنات أفكار الفيزيائي <M. ألين> وستة علماء آخرين من جامعة أكسفورد. ففي عام 2009 جمع الفريق ملاحظات عن درجات الحرارة المرتفعة وأدخلوها في نماذج حاسوبية للتغيرات المستقبلية في المناخ، التي تفسّر، إلى جانب أمور أخرى، حقيقة أن ثنائي أكسيد الكربونCO2 يبقى في الغلاف الجوي، ويستمر باحتباس الحرارة، لعدة قرون. وميزانيتهم هذه التي تقدر بتريليون طن متري تشمل جميع الكربون الذي يمكن أن يولّده النشاط البشري على نحو آمن من الآن وحتى عام 2050، وذلك إذا ما قُدِّر لنا أن نبقى تحت عتبة الاحترار. وليس مُهمّا السرعة التي نصل فيها إلى ذلك الحد، وإنما ما هو مهم هو عدم تجاوزه. ويرى <E .J. هانسن> [عالم المناخ المتقاعد من وكالة الفضاء ناسا] الذي كان يدلي بشهادته حول تغير المناخ منذ عام 1988 وجرى اعتقاله مؤخرا لمشاركته في مظاهرات احتجاج ضد إنشاء خط أنابيب كيستون العملاق، «أن أساس المشكلة يكمن في أطنان الكربون المتراكمة، ولا يهم كثيرا مدى السرعة التي تُحرق بها.»

كما أن مصدر ذلك الكربون ليس ذا أهمية أيضا. ويمكن أن يحرق العالم الكربون من خلال كمية محددة فقط من الوقود الذي أساسه الكربون، سواء كان هذا المصدر مؤلفا من رمال القار أو الفحم الحجري أو الغاز الطبيعي أو الخشب أو أي مصدر آخر من الغازات المسببة للاحتباس الحراري. «من منظور النظام المناخي، فإن جزيء ثنائي أكسيد الكربون ليس إلا جزيء ثنائي أكسيد الكربون، ولا يهم ما إذا كان مصدر هذا الجزيء الفحم الحجري أو الغاز الطبيعي،» على حد تعبير <K. كالدير> [عالم التخطيط المناخي] الذي يعمل في قسم علم التبيُّؤ العالمي التابع لمعهد كارنيگي للعلوم في جامعة ستانفورد.

وحتى الآن، نجم عن حرق الوقود الأحفوري، وإزالة الغابات وغيرها من الأنشطة، نحو 570 بليون طن متري من الكربون في الغلاف الجوي، وأكثر من 250 بليون طن متري من ثنائي أكسيد الكربون فقط منذ عام 2000، بحسب <آلين>. وفي الوقت الراهن، ينبعث من الأنشطة البشرية نحو 35 بليون طن متري من ثنائي أكسيد الكربون (أي 9.5 بليون طن متري من الكربون) سنويا، وهو رقم يتصاعد باطراد، جنبا إلى جنب مع الاقتصاد العالمي. ووفق حسابات <آلن> ، وحسب المعدلات الراهنة، فإن المجتمع سوف يطلق تريليون طن متري من الكربون في وقت ما خلال صيف عام 2041. ومن جهة أخرى، ومن أجل البقاء ضمن حدود ميزانية الكربون، ينبغي تخفيض الانبعاثات بنسبة 2.5% سنويا، بدءا من الآن.

كنز تحت الأرض(***)

تمثّل رمال قار ألبرتا الكثير من الكربون الدفين، وهو بقايا عدد لا يحصى من الطحالب والكائنات الحية الدقيقة الأخرى التي كانت تعيش قبل مئات ملايين السنين في بحر داخلي دافئ، وتنتزع غاز ثنائي أكسيد الكربون من الجو عن طريق عملية التمثيل الضوئي. وبوجود وسائل التقانة الحديثة اليوم، يمكن استخلاص نحو 170 بليون برميل من النفط من رمال قار ألبرتا، وهي كمية من شأنها أن تضيف عند حرقها ما يقرب من 25 بليون طن متري من الكربون إلى الغلاف الجوي. وثمة كمية إضافية قدرها 1.63 تريليون برميل من النفط – ستضيف 250 بليون طن متري من الكربون – تقبع تحت الأرض بانتظار أن يتمكن المهندسون من إيجاد وسيلة مــا لفصل كل جــزء متبــقٍ من البيتومـين عـن الرمـال. ويشير <P .J. أبراهام> [المهندس الميكانيكي من جامعة سانت توماس في ولاية مينيسوتا] إلى أنه «إذا ما حرقنا جميع نفط قار الرمال، سترتفع الحرارة الناتجة من حرق رمال القار تلك إلى نصف كمية الحرارة فقط التي شهدناها سابقا»، أو ما يقرب من 0.4 درجة مئوية من ظاهرة الاحترار العالمي.

إنّ التعدين السطحي يمكن أن يصل إلى مكامن بعمق 80 مترا، ولكنّ ذلك لا يمثل سوى 20% فقط من رمال القار. وفي كثير من الأماكن، تقع رمال القار على عمق مئات الأمتار في باطن الأرض، وقد طورت شركات الطاقة طريقة – تعرف بطريقة الإنتاج في الموقع – لصهر البيتومين في مكان وجوده.

وفي عام 2012 قامت شركة Cenovus Energy يوميا بصهر أكثر من 000 64 برميل من البيتومين تحت الأرض في منشأة بحيرة كريستينا – وهي منشأة في ألبرتا سميت باسم البحيرة المجاورة لها. وهذه العملية هي أحد المشاريع الرائدة في فترة الطفرة الأخيرة في استثمار رمال القار. وترتفع سحب البخار من المراجل الصناعية التسعة في الموقع وهي تحرق الغاز الطبيعي لتسخين الماء المُعالج إلى بخار درجة حرارته 350 درجة مئوية. ويقوم عمال شركةCenovus الذين يعملون في غرفة تحكم أكبر من تلك الموجودة في شركة Suncor, بحقن البخار في الأعماق تحت سطح المنطقة لصهر البيتومين، الذي يجري شفطه بعد ذلك إلى السطح من خلال بئر، ومن ثم يُرسل عبر أنابيب لمزيد من المعالجة. ويشبّه <G. فاگنان> [مدير العمليات في بحيرة كريستينا] هذا المجمّع بمنشأة معالجة مياه عملاقة «تقوم أيضا بإنتاج النفط.» ومن وقت إلى آخر يقوم انفجار بإطلاق البخار ورمال القار المنصهرة جزئيا إلى أعالي السماء، كانفجار ديڤون إنرجي(3) الذي حدث في صيف عام 20100 نتيجة الاستخدام المفرط للضغط.

 

[رمال مربحة]

كيف يصنع نفط رمال القار(****)

   يتم طهي الرمال النفطية في ألبرتا بفعل حرارة الأرض، مما يؤدي إلى تشكل طبقة قارية (قطرانية) سميكة من النفط أو البيتومين. تغطي كل فقاعة من البيتومين حبيبات الرمال المنتفخة والماء، اللذين يتعين تحريرهما قبل أن تصبح عملية معالجة البيتومين ممكنة. قد يتكوَّن الرِّكاز ore النموذجي من 73% من الرمل، و 12% من البيتومين و 100% من الطين و 5% من الماء. إن عملية فصل هذه العناصر اللزجة قد ينجم عنها كميات كبيرة من الترسبات السامة.

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2014/01-02/2014_01_02_30.jpg

   (1) عملية الصهر: تشمل عملية ما يسمى الإنتاج في الموقع ضخ بخار عالي الحرارة عبر أنابيب تمدد على عمق يتجاوز 200 متر تحت سطح الأرض، حيث يقوم بصهر القار في مكان وجوده، ومن ثم يُشفط هذا القار إلى السطح من أجل معالجته بواسطة آبار الإنتاج. والقار الناتج يمكن إمّا تكريره أو تمديده ليتدفق في خط أنابيب بعيد المدى. وتتطلب هذه الطريقة طاقة أكبر من الطاقة اللازمة لعملية التعدين، ممّا يؤدّي إلى انبعاث المزيد من غازات الاحتباس الحراري.

   (2) عملية التعدين: لتعدين بيتومين ألبرتا، تقوم أولا آلات ثقيلة بتجريف الغابات الشمالية وطبقة خثّ الطحالب الميتة تحتها، وذلك لإظهار طبقات رمال القار. وتقوم جرافات بمغارف كهربائية باستخراج الرِّكاز، الذي يُنقل بعيدا في شاحنات عملاقة ليتم تكريره وتحويله إلى هيدروكربونات مماثلة إلى النفط الخام التقليدي أو تمديده كي يتدفق في خط أنابيب نقل النفط.

 

وفي منشأة بحيرة كريستينا، يحقن المهندسون ما يقرب من برميلين من البخار لإعادة ضخ برميل واحد من البيتومين. وكل ذلك البخار – والغاز الطبيعي الذي يُحرق لتسخينه – يعني أن صهر القار يؤدي إلى التلوث بالغاز المسبب للاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى ضعفي ونصف التلوث الذي يسببه التعدين السطحي، وهذا في حد ذاته يعد واحدا من المعدلات الأعلى للانبعاثات الصادرة عن أي نوع من أنواع إنتاج النفط. وقد تسببت زيادة إنتاج النفط بهذه الطريقة من الصهر في ارتفاع انبعاثات غاز الاحتباس الحراري من رمال القار في ألبرتا بنسبة 16% منذ عام 2009 فقط، وفقا للجمعية الكندية لمنتجي النفط. وفي عام 2012، ولأول مرة، تساوى إنتاج النفط من رمال القار تحت سطح الأرض في ألبرتا مع إنتاج التعدين السطحي، وذلك بفضل المساعي المبذولة في منشأة بحيرة كريستينا، وسوف يصبح الإنتاج تحت سطح الأرض قريبا الأسلوب الرئيسي للإنتاج.

بيد أن عمليات الإنتاج في الموقع لا تصلح إلاّ للبيتومين المدفون على عمق 200 متر فقط. وهذا يترك فجوة بعمق 120 مترا تقريبا وتعتبر عميقة جدا للتعدين السطحي، ولكنها ضحلة جدا بالنسبة إلى الإنتاج في الموقع. وحتى الآن، لم يجد المهندسون طريقة للاستفادة من هذه الفجوة، وهذا يعني أنّ حرق جميع الوقود الموجود في مكامن رمال القار هو احتمال غير مرجح في الوقت الراهن.

ومع ذلك، فإن حرق جزء كبير من رمال القار سينجح في الإطاحة بميزانية الكربون على كوكب الأرض. ولعل الطريقة الوحيدة للقيام بذلك، ومن دون تجاوز حدود هذه الميزانية، ستكون بوقف حرق الفحم الحجري أو مواد الوقود الأحفوري الأخرى – أو إيجاد طريقة للحد من انبعاثات غازات رمال القار المسببة للاحتباس الحراري بشكل ملموس. غير أنَّ أياً من الاحتمالين لا يبدو مرجحا. وترى <J. گرانت>، [مديرة أبحاث الرمال النفطية في معهد بيمبيناPembina Institute، وهي مجموعة بيئية كندية] أن «انبعاثات رمال القار قد تضاعفت منذ عام 1990، وسوف تتضاعف مرة أخرى بحلول عام 2020.»

شبكة كيستون(*****)

تفسر ميزانيــة الكربــون هــذه السببَ الذي دفع كلا من <إبراهام> و<كالدير> و<هانسن> إلى الانضمام إلى 15 عالما آخر للتوقيع على رسالة موجهة إلى الرئيس <أوباما> تطلب إليه عدم الموافقة على المشروع المقترح لإنشاء خط أنابيب كيستون العملاق الذي يبلغ طوله 2700 كيلومتر. وقد كتب العلماء في رسالتهم أنّ بناء خط الأنابيب هذا – الذي من شأنه توفير إمكانية زيادة إنتاج النفط من رمال القار – «يتعارض مع كل من المصلحة الوطنية ومصلحة كوكب الأرض.»

فقد ذكر <أوباما>، الذي أرجأ الموافقة على خط الأنابيب قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2012، عبارة مؤيدة للمناخ في خطاب تنصيبه الثاني وكذلك في كلمته الموجهة إلى الأمة عن حالة الاتحاد عام 2013. وسوف يتخذ قراره بشأن خط أنابيب كيستون العملاق بعد أن تصدر وزارة الخارجية تقريرها النهائي بشأن خط الأنابيب هذا.

وفي المسودة الأولى لتقريرها، قللت وزارة الخارجية الأمريكية من شأن المخاوف المتعلقة بتأثيرات خط الأنابيب المزمع إنشاؤه على كل من جدوى عمليات رمال القار والبيئة. وجاء في التقرير: «من غير المرجح أن يكون لخط أنابيب كيستون العملاق، تأثير جوهري» في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. ولكن يبدو أنّ الذين وضعوا هذا التقرير افترضوا أنه إن لم يتم بناء خط أنابيب كيستون العملاق، ستجد كندا طريقة اقتصادية أخرى لنقل النفط إلى المستهلكين.

أمّا وكالة حماية البيئة (EPA)ب(4) فقد أصدرت ردا في الشهر 4 / 2013 يطرح المسألة من زاوية مختلفة. فبالنسبة إلى <C. جايلز> [المديرة المساعدة لمكتب الإنفاذ وضمان الامتثال التابع للوكالة EPA]، فإن تقرير وزارة الخارجية المذكور اعتمد على اقتصادات خاطئة، إضافة إلى مغالطات أخرى. فقد أشارت الوكالةEPA، استنادا إلى التجربة السابقة في مجال التقييمات البيئية الكبيرة، إلى أن بدائل خط أنابيب كيستون العملاق كانت إما أكثر تكلفة بشكل ملحوظ أو كانت تواجه معارضة كبيرة. وبعبارة أخرى، فإن الاستمرار دون إنشاء خط أنابيب كيستون العملاق يمكن أن يحد من عملية تطوير رمال القار. ففي الشهر 5/2013 أكدت وكالة الطاقة الدولية (IEA)ن(5)  هذا التحليل في تنبؤاتها الخاصة بمستقبل رمال القار.

فقد تم نقل نفط رمال القار إلى الجنوب بواسطة القطار، ولكن هذا ليس إلا أحد التدابير البديلة المؤقتة. فتكلفة نقل رمال القار عن طريق السكك الحديدية، أغلى بثلاث مرات من تكلفة نقله عبر خط أنابيب بالأسعار الحالية. ونظرا لأن عمليات رمال القار تتزايد، فإنّ السكك الحديدية وحدها يمكن أن تشكل عائقا مكلفا يحول دون إجراء مزيد من التطوير.

وماذا عن خط أنابيب آخر، إذا فشل مشروع تنفيذ خط أنابيب كيستون العملاق؟ لدى كندا خيار آخر، وذلك بالتوجه نحو الغرب إلى ساحل المحيط الهادي للوصول إلى الناقلات العملاقة المتجهة إلى الصين. أو يمكن أن تتجه نحو الشرق، من خلال خطوط الأنابيب الموجودة حاليا، إلى منطقة الغرب الأوسط أو إلى ساحل المحيط الهادي. إلا أن هذه الخيارات لديها إشكاليات. فخيار خط أنابيب المحيط الهادي وهو الخيار الأقل قابلية للتنفيذ، يجب أن يعبر سلسلة جبال الروكي، ويمر عبر الأراضي التي تمتلكها الأقوام الأولى والمجموعات الأخرى من السكان الأصليين في كولومبيا البريطانية، الذين يعارضون مسألة مد خط أنابيب خشية التسربات النفطية والآثار السلبية الأخرى. أما خط أنابيب المحيط الهادي فيمكن إرفاقه بخطوط الأنابيب الحالية التي تربط ألبرتا بالساحل الشرقي لأمريكا الشمالية. وفي هذه الحال ينبغي على المهندسين أن يعكسوا اتجاه تدفق النفط، بشكل يشبه إلى حد كبير ما قامت به شركة ExxonMobil في خط أنابيب بيگاسوس، الذي ينقل الآن النفط الخام من ولاية إلينوي إلى ولاية تكساس. بيد أن خطوط الأنابيب القديمة التي تم عكس تدفقها قد تكون أكثر عرضة للتسرب. ففي خط أنابيب بيگاسوس، على سبيل المثال، حصل تسرب من نفط رمال القار بولاية أركنسو في الشهر 4/2013. ومن المرجح أن تثير هذه التعديلات في خطوط الأنابيب الحالية موجة احتجاجات قوية من دعاة حماية البيئة وآخرين.

وبالنظر إلى هذه العقبات، فإن صناعة رمال القار تحتاج إلى خط أنابيب كيستون العملاق لمزيد من التوسع، وذلك وفقا لتقارير الوكالة EPA والوكالةIEA. وفي الوقت الحاضر، تنتج رمال القار في ألبرتا 1.8 مليون برميل من النفط يوميا. وسيعمل خط أنابيب كيستون العملاق على شحن كمية إضافية تقدر بــ000 830 برميل يوميا.

لقد حاولت ألبرتا وشركات الطاقة التي أخذت في اعتبارها المعارضة البيئية، تقليل التلوث بغازات الاحتباس الحراري إلى الحد الأدنى في عمليات رمال القار. فشركة Royal Dutch Shell تقوم الآن بتجريب طريقة بديلة مكلفة لتفكيك البيتومين وتحويله إلى نفط، وهي طريقة تتطلب إضافة الهدروجين، بدلا من تسخين الكربون إلى فحم الكوك pet coke، وذلك للحد من انبعاثات غاز ثنائي أكسيد الكربون. كما بدأت شركة النفط العالمية العملاقة أيضا بوضع خطط لإضافة معدات احتجاز الكربون وتخزينه في إحدى مصافي تكريرها الصغيرة، وهو مشروع أطلق عليه اسم كويست (أي التنقيب) Quest. وعند اكتماله في عام 2015، سيسعى مشروع كويست إلى تخزين مليون طن متري من غاز ثنائي أكسيد الكربون سنويا في أعماق الأرض، أو ما يقارب ثلث كمية تلوث المنشأة. وثمة مشروع آخر مماثل يُخطط لاحتجاز غاز ثنائي أكسيد الكربون لاستخدامه في استخراج المزيد من النفط التقليدي من باطن الأرض.

تُعدّ ألبرتا أيضا المنطقة الوحيدة من المناطق المنتجة للنفط في العالم التي تُفرض فيها ضريبة على الكربون. ووصلت هذه الضريبة حاليا إلى حد أقصى قدره 15 دولارا للطن المتري الواحد، لكن المناقشات مستمرة لإمكانية رفع هذا السعر. لقد استثمرت المقاطعة ما يفوق 300 مليون دولار جمعت حتى الآن في مجال تطوير التقانة، في المقام الأول للحد من انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون من رمال القار. فقد قال لي <R. ليپرت> عام 2011، [الذي كان يتبوأ منصب وزير الطاقة في ألبرتا آنذاك]: «إن هذه الضريبة إن لم تفدنا في أي شيء آخر، فإنها تعطينا على الأقل سلاحا ندافع به عندما يهاجمنا الناس حيال ما قدمناه تجاه آثار الكربون.»

إنّ الجهود المبذولة للحد من آثار الكربون الناجمة عن رمال القار تـرفع من تكلفة استخلاص النفط، ولكنها لم تؤتِ أكلَها للحد من آثاره بشكل كبير. فقد أدّى إنتاج 1.8 مليون برميل من نفط رمال القار يوميا عام 2011 إلى انبعاث أكثر من 47 مليون طن متري من غازات الاحتباس الحراري عام 2011، وفقا للجمعية الكندية لمنتجي النفط.

وفي عام 2010 أشارت الوكالة IEA، في تحليل للطرق التي تسمح بالبقاء تحت عتبة الدرجتين المئويتين، إلى أنَّ إنتاج رمال القار في ألبرتا لا يمكن أن يتجاوز 3.3 مليون برميل يوميا بحلول عام 2035. ومع ذلك، فإنّ التعدين القائم حاليا الذي تمت الموافقة عليه مسبقا أو الذي لا يزال قيد الإنشاء في ألبرتا يمكن أن يرفع الإنتاج إلى خمسة ملايين برميل يوميا بحلول عام 2030. فمن الصعب تصوُّر كيف يمكن تعدين رمال القار من دون الإطاحة بميزانية الكربون.

تحطيم أرقام ميزانية الكربون(******)

أليس من عدم الإنصاف استثناء رمال القار؟ فهناك أشكال أخرى من الوقود الأحفوري التي تضيف المزيد إلى ميزانية الكربون العالمية، لكنها لا تثير الكثير من السخط. ولعله كان من المفروض أن يحدث ذلك. ففي عام 2011، انبعث من محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم الحجري في الولايات المتحدة ما يقرب من بليون طن متري من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، أي نحو ثمانية أضعاف الكمية التي تنتجها عمليات تعدين رمال القار وتكريره وحرقه. كما أنّ العديد من مناجم الفحم الحجري في جميع أنحاء العالم تخلِّف آثارا واضحة تماما ومرئية على المناظر الطبيعية وحتى آثارا أكبر فداحة على التغيّر المناخي. ومع ذلك، فإن المناجم مثل تلك الموجودة في مونتانا وفي حوض نهر باودر بوايومين ليست هدفا للاحتجاجات الصاخبة التي تثيرها وسائل الإعلام، مثل تلك التي يواجهها خط أنابيب كيستون العملاق؛ فلا يقوم المحتجون بربط أجسامهم بالسكك الحديدية لإعاقة مسير القطارات التي تحمل الفحم الحجري والتي يبلغ طولها كيلومترات من حوض النهر يوما بعد يوم. وتشير إدارة المسح الجيولوجي الأمريكية إلى أنّ الحوض وحده يحتوي على 150 بليون طن متري من الفحم الحجري الذي يمكن استخلاصه بوسائل التقانة الحالية. إن حرق هذه الكمية بكاملها سيجعل العالم يحلق إلى ما أبعد من أي تريليون طن متري لميزانية الكربون.

وخطة أستراليا لزيادة صادراتها من الفحم الحجري وإيصالها إلى آسيا يمكن أن تُضيف 1.2 بليون طن متري من ثنائي أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي كل عام عندما يتم حرق ذلك الفحم الحجري. ومثل تلك الكمية من شأنها أن تجعل الانبعاثات الناتجة من رمال القار تبدو ضئيلة جدا حتى وإن توسعت إلى أقصى حد ممكن. كما أنّ الولايات المتحدة وبلداناً أخرى مثل إندونيسيا تخطط أيضا إلى التوسع في إنتاج الفحم الحجري. وإنّ إيقاف صناعة الفحم الحجري أو حتى الحد منها في الولايات المتحدة ستكون له فوائد أكثر من مجرد التعويض عن أي تطوير لرمال القار كنتيجة لإنشاء خط أنابيب كيستون العملاق، مع أن الوقودين الأحفوريين يُستخدمان لهدفين مختلفين – الفحم الحجري لتوليد الكهرباء، والنفط للنقل.

وكندا أيضا تقدم هدفا يبعث على الارتياح إلى حد ما، باعتبارها دولة ديمقراطية صديقة للبيئة ومعرضة لضغوطاتها. إن منتجي النفط الثقيل – الذي يماثل تلوثه تلوث بيتومين رمال القار – في المكسيك أو نيجيريا أو فنزويلا لا يجدون أنفسهم معرضين للقدر نفسه من المراقبة والتدقيق على الرغم من معدلات التلوث المرتفعة بغاز ثنائي أكسيد الكربون. وفي الواقع، إن عملية استخلاص مثل هذا النفط الثقيل من حقل قديم في ولاية كاليفورنيا تعتبر واحدة من أسوأ الطرق المسببة للتلوث بغاز ثنائي أكسيد الكربون من بين جميع الجهود المبذولة لاستخلاص النفط في العالم، بما في ذلك رمال القار المنصهرة. ويقول المهندس الكيميائي <M. ري> [المدير العلمي لمركز ابتكار رمال القار في جامعة ألبرتا]: «إن كنت تعتقد أن استخدام مصادر نفطية أخرى [غير رمال القار] هو أفضل بكثير، فأنت واهم في هذه الحال، فزيادة استخدام الفحم الحجري في جميع أنحاء العالم, أمر يتطلب منّا التوقف عنده مليا.»

إنّ السرعة التي تنمو بها هذه المصادر الأخرى للنفط لايمكن أن تجاري بأي حال من الأحوال السرعة التي تنمو بها رمال النفط في ألبرتا، علما بأن الإنتاج في العقد الماضي كان قد ازداد بنسبة تفوق المليون برميل يوميا. وللحفاظ على ميزانية الكربون في الغلاف الجوي، يجب على العالم أن ينتج أقل من نصف الاحتياطيات المعروفة من النفط والغاز والفحم الحجري والقابلة للاستخراج اقتصاديا. وهذا يعني أن معظم الوقود الأحفوري، ولا سيما أشكال النفط غير النظيفة، كتلك التي تُنتج من رمال القار ينبغي أن يبقى مدفونا.

قد تهب القوى الاقتصادية إلى نجدة البيئة العالمية. فقد بدأت عملية استخراج النفط من تشكيلة الصخور الموجودة في منطقة باكن Bakken  الواقعة  بولاية داكوتا الشمالية بتـخفيض الطلب الأمريكي على النفط الكندي غير النظيف؛ واستجابة لذلك، تم التخلي عن مشاريع البنية التحتية الجديدة في رمال قار ألبرتا، مثل مشروع مصفاة التكرير الصغيرة المسماة ڤوييگر Voyageurالذي تبلغ تكلفته 12 بليون دولار. والمعايير الإلزامية الجديدة للكفاءة الوقودية للسيارات سوف تقلل الطلب على الوقود أيضا في الولايات المتحدة، على الأقل في المدى القصير. ومهما يكن من أمر، فإن رمال القار ستكون هناك بالانتظار كمصدر مغرٍ لاستخراج النفط في المستقبل عندما ينفد النفط السهل الاستخراج.

وإذا تمت الموافقة على إنشاء خط أنابيب كيستون العملاق أو بناء أي شكل آخر من الوسائل لنقل نفط رمال القار إلى الصين، فقد تستمر الصادرات بالارتفاع، مما يسهم في تسارع التراكم غير المنظور لغاز ثنائي أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وبدلا من خفض الانبعاثات بنسبة 2.5 في المئة سنويا، بدءا من الآن – وهو مسعى يرى الفيزيائي <آلن> [الذي يعمل في أكسفورد] أنه ضروري لإبقاء كوكب الأرض بعيدا عن عتبة الدرجتين المئويتين – سيستمر التلوث بغازات الاحتباس الحراري بالازدياد. فكل ذرة من الكربون تنبعث من حرق الوقود الأحفوري – أو من رمال القار أو غيرها من مصادر التلوث – هي ذات أهمية ولها تأثير.

<D. بييلّو> رئيس تحرير مشارك في مجلة ساينتفيك أمريكان.

  مراجع للاستزادة

 

AWarming Caused by Cumulative Carbon Emissions towards the Trillionth Tonne. Myles R. Allen et al. in Nature, Vol. 458, pages 1163–1166; April 30, 2009.
The Alberta Oil Sands and Climate. Neil C. Swart and Andrew J. Weaver in Nature Climate Change, Vol. 2, pages 134–136; February 19, 2012.
The Facts on Oil Sands. Canadian Association of Petroleum Producers, 2013. Available
as a PDF at www.capp.ca/getdoc.aspx?DocId=220513&DT=NTV

(*)GREENHOUSE GOO

(**)THE TRILLIONTH TONNE

(***)UNDERGROUND TREASURE

(****)How Tar Sands Oil Is Made

(*****)KEYSTONE CONNECTION

(******)BREAKING THE CARBON BUDGET

 

(1) أو: المعدن الخام
(2) ممبيت: تعريب للكلمة المختصرة «dilbit» التي تعني «diluted bitumen» أي: البيتومين الممدّد.
(3) Devon Energy

(4) the Environmental Protection Agency

(5) the International Energy Agency

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى