أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
علم الحيوانعلم المحيطات

كيف تقتل القطةُ الصغيرة الدلافينَ

كيف تقتل القطةُ الصغيرة الدلافينَ(*)

الـمُمْرِضات(1) التي تصيب الحيوانات البرية آخذة بالانتشار إلى المحيطات،
مُهَدِّدَةً كلاب الماء والفقمات والحيتان والـمرجان وغيرها من الكائنات البحرية.

<Ch. سولومون>

 

 باختصار

  إن الـمُمْرِضات(1) التي تأتي من الناس والقطط والحيوانات الأخرى التي تعيش على اليابسة تمر إلى المحيطات لتهاجم الحيوانات البحرية. فأحد الطفيليات عــلى حيــوان الأوپوسوم يقتل كــــلاب البحــــر فــي كـــاليفورنيـــا، كمـــا يقتـــل طفيــليٌّ عـــلى القـطـط الـدلافـينَ.

مع أن البيانات لاتزال حديثة العهد، فإن هذه العوامل الملوثة الـمُمْرِضة(2) pollutagens  آخذة  على ما يبدو بالازدياد، كما أن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية(3)  لدى البشر قد  وجدت لدى أسماك القرش والفقمات، مما يتيح الفرصة لهذه العوامل الممرضة أن تصاب بالطفرات وتعود إلى إصابة من يعاني ضعف المقاومة من البشر بالعدوى.

يمكن التخفيف من تهديد العوامل الملوثة الـمُمْرِضة من خلال معالجة مياه الفضلات وتوسيع مساحة الأراضي الرطبة wetlands التي تدرأ اليابسة عن البحر.

 

 

ها قد بدأت القصة البوليسية، وكما يعملون دائما، كان البدء برنين جرس الهاتف، وعلى الخط يتحدث أحد علماء البيولوجيا بأنه وجد جثة، وبعد أيام قليلة عاود الاتصال مرة أخرى، فقد وجد جثة أخرى، وسرعان ما توالت المكالمات «الواحدة تلو الأخرى»، وتتذكر <A .M. ميلر> أنه «في قمة الأحداث أصبح لدينا أربع جثث كل يوم». ومع تراكم الجثث تزايدت أعداد الاستفسارات.

إن <ميلر> طبيبة بيطرية متخصصة بعلم الأمراض التي تصيب الحيوانات البرية، أما الجثث فهي لكلاب البحر الكاليفورنية(4)، وهي نوع من كلاب البحر مهدد بالانقراض، يقل عددها عن 2800 وتعيش على طول الساحل الأوسط للولاية، ومن بينها تم انتشال أكثر من 40 كلبا من كلاب البحر المريضة والمحتضِرة من الشاطئ خلال الهجمة المريعة التي حدثت في الشهر 4/2004، وهو عدد يثير الرعب في مثل هذه المدة القصيرة.

وقد قضت <ميلر> أياما عدة وهي تغمس يديها في أجواف الحيوانات النافقة، باحثة عن مكمن السوء فيها، وكان الأمر يزيد من حيرتها، فقد كانت أجسام تلك الحيوانات تواصل اهتزازها حتى لفظها أنفاسها الأخيرة، وكان اهتزازها نتيجة للاختلاجات، وأظهرت عمليات تشريح الجثث autopsies  تخربا  عصبيا واسع النطاق، وفي نهاية المطاف ظهر نمط من الالتهاب الدماغي الوخيم. وقد تعرفت <ميلر> وزملاؤها أخيرا, وهم عاكفون على الميكروسكوباتmicroscopes، قاتلا مثيراً للدهشة، إنه حيوان الأوپوسوم opossum.

وإذا شئنا توخي مزيداً من الدقة، فإن المتهم هو المتكيسة العضلية العصبيةSarcocystis neurona وهي طفيلي وحيد الخلية له صلة بالملاريا، والمضيف الرئيسي له هو أوپوسوم ڤيرجينيا(5). إلا أن المرض الذي تسببه المتكيسات العضلية العصبية هو من أمراض اليابسة، وتتوطن حيوانات الأوپوسوم في الأحراج الآباشية، وليس في الغرب الأمريكي، فكيف وصل هذا الطفيلي إلى كلاب البحر في المحيط الهادي؟

وقد أدى العمل في المختبرات إلى تعقيد الحكاية ليجعلها أشد غرابة من الخيال. فالناس الذين تحركوا في السنوات الأولى من القرن التاسع عشر من الشرق إلى الغرب، ساعدوا الأوپوسوم على الوصول إلى منطقة سان خوزيه(6). وهناك تكاثر هذا الحيوان غير المزعج لينتشر في نهاية المطاف شمالا في كولومبيا البريطانية. وقذفت حيوانات الأوپوسوم المصابة بالعدوى فضلاتها البرازية ومعها الكيسات البوغية sporocysts إلى المتكيسات العضلية العصبية، وهي بنى structures  صعبة التكاثر. وتظن <ميلر> وزملاؤها أن عاصفة مطرية كبيرة ثارت في وقت متأخر من الشتاء حملت في طريقها كمية من الكيسات البوغية وألقتها في المياه بجوار خليج مورو(7) بكاليفورنيا، حيث التقطها المحار الحلاق razor clams الذي يُرشِّح المياه، ومن ثم أكلت كلابُ البحر ذلك المحار.

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2014/01-02/2014_01_02_21_a.jpg
http://oloommagazine.com/Images/Articles/2014/01-02/2014_01_02_21_b.jpg
القطط المنزلية تحمل طفيليا يسمى المقوسات الغوندية Toxoplasma gondii، وهو يسبب المرض لدى الدلافين التي عثر عليها جانحة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط.

 

ومع أن هناك عوامل مسببة للأمراض disease agents مثل الڤيروسات التي تسبب الأمراض الحيوانية المصدر والتي تصيب الحيوانات الكَلْبية والتي هاجرت من اليابسة إلى البحر وقتلت آلاف الفقمات، فإن تلك الواقعة هي أول قتل جماعي موثَّق تقوم به طفيليات مصدرها اليابسة بقتل ثدييات بحرية.

ونحن جميعا معتادون على بعض الأمراض التي تستطيع أن تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، ولكن ماذا عن الانتقال في الاتجاه المعاكس؟ ففي العقد المنصرم اكتشف الباحثون في المحيطات اتجاها مربكا؛ فقد تبين أننا نتسبب في إصابة الحياة البحرية بالأمراض التي تصيبنا، وتلك التي تصيب الحيوانات الأليفة لدينا، وتلك التي تصيب حيوانات المزارع والحيوانات البرية والتي تتعلق بنا في أسفارنا. وقد وضع العلماء مصطلحا جديدا للإشارة إلى عوامل التلوث التي تسبب الأمراض، وهو العامل الـمُلَوِّث الـمُمْرِض pollutagensلوصف البكتيريا والطفيليات والفطريات التي تتدفق نحو البحار. ويحدث مثل هذا الانتقال في شتى أرجاء العالم ويؤدي إلى إصابة الثدييات البحرية بالأمراض وقتلها، مثل فقمات الموانئ harbor seals وأسود البحر sea lionsوخنازير البحر porpoises، فضلا عن كلاب البحر الكاليفورنية التعيسة.

وفي الغالب تكون الأمثلة غريبة وشاذة، فقد أصدر العلماء عام 2000 تقارير عن سلالة من جراثيم السالمونيلا نيوپورت Salmonella Newport، التي ترتبط عادة بالطيور والماشية، وأنها في أغلب الأحيان قد قتلت حوتا حديث الولادة جَنَح إلى الشاطئ في فنتورا كاونتي بكاليفورنيا، بعد أن قطع مسافة من الشاطئ سباحة، مما يفترض أنه كان على مسافة بعيدة عن الموقع الملوث. وفي كارولينا الجنوبية عُثِرَ على الدلافين الأطلسية القارورية الأنف والتي تحمل الميكروبات الفائقة super bug  القدرات من نمط العنقوديات المذهبة المقاومة للميثيسلين (MRSA)ب(8).

وتشير البينات إلى أن الأمراض التي تصيبنا لا يقتصر انتقالها وإصابتها على الثدييات فقط. ففي عام 2011 ربط العلماء وراثيا بين أحد الـمُمْرِضات – وهو السراتية المارسينية Serratia marcescens التي تسبب التهاب السحايا والمسؤول عن وباء الجدري الأبيض white pox الذي قضى على تسعين في المئة من المرجان من صنف قرن الأيل elkhorn في البحر الكاريبي – وبين مياه الصرف الصحي. وقد كانت هذه المرة الأولى التي يتبين من خلالها أن أحد أمراض البشر يمكن أن يصيب بالعدوى اللافقاريات البحرية.

والقول بانتقال الـمُمْرِضات المنتشرة على اليابسة باتجاه البحر هو أمر جديد ويحاول العلماء تعرّف مداه وخصائصه، ومدى حداثة ذلك الأمر بالفعل. ومن الأمور التي يدور الجدل حولها هو ما تتعرض له المحيطات من مشكلات ملحَّة، كزيادة الحموضة. إلا أن بعض المشكلات الأخرى مثل زوال الحواجز التي تفصل اليابسة عن البحار يمكن أن تسمح للعوامل الملوثة الممرِضة بأن تسبب المرض أو تؤدي إلى الموت لدى طيف واسع من مصفوفة الحياة في المحيطات. وقد يفتح هذا الاتجاه أيضا الطريق للمُمْرِضات للتعرض للطفرة مما يؤدي إلى عودة إصابتها للإنسان مجددا، وهكذا نرى أننا نعبث بالبحار التي نعمل فيها، ونأكل منها الكثير من المخلوقات. وهكذا، فنحن بحاجة إلى فهم أفضل لما يحدث وكذلك إلى اتخاذ الإجراءات، التي تكون في معظم الحالات بسيطة جدا، وتكفل مساعدة مخلوقات المحيط ومن ثم مساعدة أنفسنا.

مؤخرات القطط تمرض الدلافين(**)

مع أن طيف العوامل الملوثة الممرضة يبدو مخيفا، فقد كان على الباحثين أن يحددوا مدى انتشار المشكلة ومدى حداثتها. فمعظم ما تمت دراسته من الـمُمْرِضات على اليابسة التي تسبب في الوقت الحاضر الأمراض لدى الحيوانات البحرية قد انتقل من خلال الحيوانات المنزلية الأليفة المفضلة في البيوت الأمريكية، وهي القطط. والمقوسات الغوندية Toxoplasma gondii هي من الطفيليات الأوالي ومن أقارب المتكيسة العضلية العصبية، بمعنى أنها متعضيات organisms تتكون من خلية واحدة. وتستكمل المقوسات الغوندية دورة حياتها في القطط، وقد تكيفت مع ذلك بحيث تستطيع أن تغزو وتتكاثر داخل نسج المخلوقات الأخرى. ومع أن ما يقرب من ربع عدد الناس في الولايات المتحدة الأمريكية ممن تصل أعمارهم أو تزيد على 12 عاما، يحملون المقوسات الغوندية من دون أن يظهر عليهم أي عَرَضٍ، أو مجرد أعراض طفيفة، فإن الحوامل يُحَذرّنَ من تنظيف أقفاص القطط نظراً لأن الطفيلي يستطيع أن يسبب تشوهات ولادية لدى أطفالهن. أما اليوم، فقد غزت المقوساتُ الغوندية الحياةَ البحرية في جميع أرجاء العالم، بدءا من كلاب البحر التي راقبتها <ميلر> في كاليفورنيا، ومرورا بالدلافين التي جنحت على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وانتهاء بفقمات المنك monk seals المهددة بالانقراض تهديدا جديا ولم يبق إلا عدد قليل منها. ويقول <S. راڤرتي> [المتخصص في علم الأمراض البيطرية بمركز الصحة الحيوانية في كولومبيا البريطانبة وأحد الباحثين الرئيسيين عن العوامل الملوثة الممرضة]: «إنه بالفعل مرض عالمي.»

كيف يمكن لشعر شوارب القطط(9) أن يكون مسؤولا عن إحداث المرض لدى فقمات الفراء الغوادالوبية Guadalupe fur seal  في المكسيك؟ لعل مردّ ذلك يعود إلى القدرة الغريزية التي يتمتع بها الطفيلي للبقاء على قيد الحياة. إذ تستطيع القطة التي أصيبت بالعدوى أن تطرح مع برازها خلال وقت لايزيد على 10 أيام ما يقرب من 100 مليون كيسة بيضية oocyste من المقوسات الغوندية، والكيسات البيضية هذه هي بنى دقيقة الحجم تشبه البيضات(10)، وذلك وفق ما يراه <M. گريگ> [رئيس وحدة علم الطفيليات الجزيئية في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية]. فعندما تُفرِّغ القطة فضلاتها في الحديقة، أو عندما يسكب صاحبها الماء على تلك الفضلات ليتخلص منها في المرحاض، فإن تلك الكيسات البيضية تنتشر في البيئة. ولا يهم تلك الكيسات البيضية ذات البنية القاسية أن ينتهي بها المطاف إلى التربة أو إلى المياه المالحة. بل إن <گريگ> يقول: «إنه يمكننا في المختبرات الاحتفاظ بتلك الكيسات البيضية في حمض الكبريت المخفَّف،» ويتابع القول: «فهي تبقى محتفظة بقدرتها على العدوى لمدة 10 سنوات.» ومن الناحية النظرية، فإنه بمقدور كيسة بيضية واحدة أن تسبب العدوى لأحد الحيوانات البحرية، إذا ما ابتلعها ضمن لحم المحار مثلا. فإذا ضربنا ذلك الرقم بـ 70 مليون قطة منزلية و 60 مليون حيوان من القطط البرية التي توجد في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، فإن التهديد يبدو ضخما. (إن البشر لايسهمون في المشكلة بشكل مباشر، لأنهم لا يطرحون الكيسات البيضية في مفرغاتهم).

ومع ذلك، فإن المقوسات الغوندية يمكنها أن تقتل المصاب بعدواها قتلا مباشرا. وتقول <گريگ> إنها في معظم الأحيان تُضْعِف مناعة الكائن المصاب عبر «نمط من العدوى المزمنة المتخفية.» وقد تزدهر تلك العدوى عندما يتعرض الحيوان للصعوبات بسبب مرض أو بسبب مشكلات بيئية, مثل تسرب مياه المجاري. لقد عمل <گريگ> في شمال غرب المحيط الهادي، وتركزت الكثير من بحوثه على العوامل الملوثة الممرضة، فوجد أن أكثر من نصف الطيور الجارحة النافقة وأكثر من ثلث الطيور البحرية النافقة التي أجريت الاختبارات عليها مصابةٌ بطفيليات المقوسات الغوندية. ويرى <گريگ> أن هذه الأرقام «أكثر بكثير مما كنا نتوقع.»

وعندما تصاب الحيوانات البحرية بأكثر من مرض واحد من مثل هذه الأمراض، يصبح «المزيج» أكثر تأثيرا وقدرة على الإماتة من كل مُمْرِضٍ وحده. وقد أوضحت دراسة أجريت عام 2011 على 161 من الحيوانات البحرية الثديية في غرب المحيط الهادي تتراوح بين حوت العنبر sperm whale وخنزير البحر في المرافئ harbor porpoises والتي وجدت جانحة أو نافقة، أن لدى 422 في المئة منها كانت الاختبارات إيجابية للمقوسات الغوندية والمتكيسة العضلية العصبية.

وقد بدأت المشكلة تنذر بالخطر، ولكن من الصعب تأكيد ما إذا كانت العوامل الملوثة الممرضة بازدياد فعلي، والسبب كما يقول <گريگ>: «لأنه لم تكن لدينا بيانات سابقة نعتبرها كخط أساس،» ويتساءل فيما إذا «كان ذلك مجرد تحسن في كشف الحالات؟» فحتى 10 إلى 15 عاما مضت لم يفكر العلماء بفحص الثدييات البحرية بحثا عن الـمُمْرِضات على اليابسة. والآن، ومع تزايد وتيرة الصيد، فإن الأمر بالنسبة إلى <ميلر> فَسّر نفوق الكثير من كلاب البحر والتي لن يتاح لها أن تتمرغ على الشاطئ بعد الآن. وتقول <ميلر> إن 70 في المئة من كلاب البحر لديها المقوسات الغوندية التي لا يمكن أن تصل إليها إلا عبر مؤخرة القطة. وتقول <ميلر> عن المقوسات الغوندية التي هي من العوامل الملوثة الممرضة التي عثر عليها مؤخرا في الحيتان البيض (11) في مياه القطب الشمالي والتي يعتقد أنها قديمة العهد فيها: «لا يخامرني أي شك في أن المشكلة آخذة بالتفاقم.»

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2014/01-02/2014_01_02_23_a.jpg
http://oloommagazine.com/Images/Articles/2014/01-02/2014_01_02_23_b.jpg
كلاب البحر عُثِر عليها نافقة وجانحة على شواطئ كاليفورنيا لإصابتها بالتهاب الدماغ بفعل المتكيسات العضلية العصبية Sarcocystis neurona، وهي من الطفيليات التي يحملها حيوان الأوپوسوم في ڤيرجينيا.

 

الحيتان القاتلة تنشر بخار الجراثيم(***)

لقد أسهمت دراسات متقدمة في الكشف عن اتساع مساحة السمعة السيئة للكائنات الطفيلية في المحيط. فقد تساءل الباحثون العاملون في شمال غرب المحيط الهادي منذ السنوات القليلة الماضية فيما إذا كانت الطبقة الفيلمية(12)الرغوية الرقيقة على سطح مياه البحر في پاگيت ساوند(13)، والتي يطلق عليها الطبقة البحرية السطحية الدقيقة، قد تلوثت، وفيما إذا كانت هذه الملوثات هي التي قد تسببت في إصابة الحيتان القاتلة بالأمراض. فخروج الحيتان القاتلة إلى سطح البحر كي تتنفس، يؤدي إلى تحول هذه الطبقة إلى بخار، ثم تستنشقها بعمق في رئتيها والتي لا تتمتع الأسناخ (14) فيها سوى بحماية ضئيلة. وقد تبين أن عددا كبيرا من الحيتان القاتلة التي نفقت خلال العقود القليلة الماضية تعاني عِللا في الرئتين.

ولإجراء الدراسات، طارد العلماء بقواربهم الحيتان المهددة بالمخاطر للحصول على أنفاسها ضمن أطباق پتري petri dishes تُعَلَّق على الحيتان المريضة، كما غمسوا الأطباق أيضا في الطبقة الميكروية microlayer.

وقد أدهش الباحثين ما نما على أطباق پتري. فقد وجدوا في كلا النمطين من الأطباق بكتيريا لا يبدو أنها كانت تنتمي إلى مكانها ذاك، ومن بينها «مُمْرِضات مهمة لدى البشر،» وذلك وفقا لنتائج الدراسة التي أجريت عام 2009. فقد وجدوا سلالات من السالمونيلا، كما وجدوا بكتيرة نادرة توجد عادة في مياه المجاري وتسبب الالتهاب الرئوي للبشر. وقد وجدوا بكتيرة المطثية الحاطمة Clostridium perfringens، وهي البكتيرة المسؤولة عن الأمراض التي تنتقل بوساطة الغذاء. وإجمالا، وجد الباحثون أكثر من 60 مُمْرِضا من الـمُمْرِضات ويقول عنها <P .J. شرودر> [المؤسس الرئيسي للدراسة والطبيب البيطري المتخصص بالثدييات البحرية والذي يعمل حاليا في المؤسسة الوطنية للثدييات البحرية التي تتخذ من سان دييگو مقرا لها]: «إن تلك الـمُمْرِضات قد يكون مصدرها جميعا من اليابسة،» ويتابع القول: «لقد وجدنا أشياء لم نكن نعرفها من قبل، مع أنني عملت طبيبا بيطريا لمدة 40 عاما.»

ولم يربط فريق <شرودر> ربطا مباشرا بين إصابة الحيتان القاتلة في الطبقة الميكروية وبين موتها. غير أن الحيتان القاتلة على طول الشواطئ الشمالية الغربية للمحيط الهادي تتعرض لمصاعب جمة تبدأ بالضجيج الذي تثيره السفن السياحية ولا تنتهي بالنقص في طعامها المفضل، وهو أسماك السلمون، مما يؤدي إلى ضعف جهازها المناعي. ويقول <شرودر>: «فالبكتيريا موجودة على مقربة وهي تنتظر الاستفادة من الظروف المواتية، والتي تتمثل بالحيوانات ذات المناعة المنهكة.»

ويتزايد القلق لدى العلماء بسبب الأدوية التي تدخل المحيطات، سواء كانت الكافِين أو الأستروجين في العقاقير التي تستخدم لتنظيم الأسرة. فعلى سبيل المثال، وفي دراسة أجريت في جامعة Umea بالسويد ونشرت في الشهر  2/2013 وجد الباحثون أن أسماك الفرخ perch التي كانت تسبح في المياه قد تأثرت بدواء أوكسازيپام oxazepam المخفف للقلق وابتعدت عن أسرابها، وأخذت تبحث عن الطعام منفردة، وهو سلوك يعرضها للخطر، لأن السير مع السرب يحميها من الحيوانات المفترسة.

البكتيريا المقاومة للأدوية تزدهر أيضا(****)

إن العوامل الملوثة الممرضة التي تصب من اليابسة في البحر ليست هي المصدر الوحيد المقلِق. فهناك أيضا بعض الـمُمْرِضات تقاوم الأدوية وتحمل أنباء سيئة على نحو خاص للبشر. فمنذ أعوام قليلة مضت نفذ الباحثون في مؤسسة علوم المحيطات في وود هولز(15) وزملاؤهم دراسة غير مسبوقة استمرت ثلاثة أعوام، وشملت 370 حيوانا بحريا حيا ونافقا وجدت في خليج فندي(16) بفرجينيا. ووجدوا أمرا مثيرا للعجب، إذ إن ثلاثة حيوانات من بين كل أربعة حيوانات لديها بكتيرة واحدة على الأقل مقاومة للمضادات الحيوية، وو27 في المئة منها لديها بكتيريا مقاومة لخمسة أو أكثر من المضادات الحيوية، وأن معظم البكتيريا التي تم العثور عليها تعيش أيضا لدى الإنسان. وقد كان لدى فقمة الهارپ harp seal  أكبر نصيب من هذه البكتيريا، فهي تستضيف بكتيريا تقاوم أكثر من 13 دواء من بين 166 دواء تم اختبارها، وذلك وفقا لما قاله رئيس فريق البحث <A. بوگومولني>. ومن بين تلك الأدوية مضادات حيوية تستخدم في الزراعة مثل الجنتامايسين gentamicin أو في الحيوانات الداجنة مثل الإنروفلوكساسين enrofloxacin.

http://oloommagazine.com/Images/Articles/2014/01-02/2014_01_02_24.jpg
http://oloommagazine.com/Images/Articles/2014/01-02/2014_01_02_25.jpg
فقمات الموانئ التي نفقت على شواطئ ولاية واشنطن هي مصابة بالعدوى بحديثات الأبواغ الكلبية Neospora caninum، وهو أحد الطفيليات الذي يسبب الإجهاض العدوائي لدى الأبقار الحلوب في كولومبيا البريطانية.

 

وقد وجد الباحثون أن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تتطفل على أسماك القرش التي جنحت في بيليز Belize ولويزيانا Louisiana. إضافة إلى ذلك، فقد كشف <راڤرتي> في أمعاء فقمات الموانئ النافقة التي جنحت على شاطئ المحيط الهادي وجود الإشريكية القولونية Escherichia coli والمكورات المعوية Enterococcus المقاومة لجميع المضادات الحيوية الثمانية الشائعة الاستخدام في الماشية، والتي تحرى عنها <راڤرتي> وزملاؤه. «حتى على اليابسة إننا لا نرى هذا المستوى من المقاومة لدى البكتيرة ذاتها التي تُكْتَشف لدى الماشية,» كما يقول <راڤرتي>.

ومن الطبيعي والممكن أن نعثر على بعض البكتيريا ذات المقاومة الطبيعية في البيئة. ومرة أخرى، فإن البيانات حديثة جدا لدرجة يصعب معها معرفة فيما إذا كانت مستويات المقاومة ثابتة أو متزايدة. وقد تساءل <بوگومولني>: «ما هو الطبيعي؟» فلايزال العلماء يشكّون في أن شيئا ما يخرج عن السيطرة. إذ يعتقد هؤلاء العلماء أن الثدييات البحرية تواجه المضادات الحيوية والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية التي تنشأ في زوايا مياه المجاري التي تعالَج معالَجة خاطئة في المخلفات السائلة التي تنتج من المزارع الضخمة، والتي يتم فيها الإفراط في استخدام المضادات الحيوية.

وعلى سبيل المثال، فإن الذين يستهلكون المضاد الحيوي الذي يوصف لهم على نطاق واسع، وهو تتراسيكلين tetracycline، يفرغون نسبة كبيرة منه تتراوح بين 65 إلى 75 في المئة منه، دون أي تغيير وذلك على حد قول <راڤرتي>. وقد بيَّن الاستقصاء الذي أجرته وكالة الأسوشيتد برس عام 2008 أن الأفراد والمستشفيات ودور التمريض تُفرِّغُ في الولايات المتحدة الأمريكية فقط كل عام ملايين الباوندات من المركَّبات الصيدلانية في المجاري الصحية. فقد تم العثور على جميع المركبات بدءا من الأدوية المضادة للاختلاجات وانتهاء بالهرمونات الجنسية في مياه الشرب التي يتناولها ما لا يقل عن 46 مليون أمريكي. فإذا لم تتم معالجة مياه المجاري على النحو اللازم، فإن تلك المركبات يمكنها أن تجد طريقها إلى البحر.

ويثير تسربُ البكتيريا المقاومة للأدوية إلى البحر القلقَ لأسباب متعددة. حيث إن من يمارس رياضة ركوب الأمواج أو من يصطاد الأسماك وعنده جرح مفتوح، ومن يبتلع شيئا من الماء أثناء السباحة يكون عرضة للإصابة بعدوى يصعب علاجها، كما يقول <راڤرتي>. كما أشار <بوگومولني> إلى أن فقمة الهارپ التي فحصها كانت قد التُقِطت خطأً في شبكة لصيد السمك، وهذا يعني «أنك تحصل على طعامك من المكان نفسه الذي تأخذ الحيوانات منه طعامها.»

وأمر آخر يثير القلق مفاده أن الحيوانات قد تكون مثل طبق پتري في المختبرات، فتؤدي إلى تقوية الأمراض ونقلها، ولاسيما الڤيروسية منها، لتعاود الظهور من جديد في البشر، ولكن بحالة يصعب التغلب عليها. فالڤيروسات (التي لا تتأثر بالمضادات الحيوية) يمكن أن تكون عرضة للطفرات بسرعة. ففي عام 2010 اكتشف الباحثون في معهد البحوث حول عالم البحار بهوبوز في سان دييگو وزملاؤهم الڤيروسات النجمية astroviruses في الكثير من الثدييات البحرية. فالڤيروسات التي تأخذ شكل النجمة هي السبب الرئيسي للإسهال الڤيروسي المنشأ لدى صغار الأطفال ولدى البالغين الضعفاء.

ولعل ما يدعو إلى المزيد من التخوف هو أن الباحثين قد وجدوا أن الڤيروسات النجمية البشرية منها والبحرية قد تتأشب recombined  (تنضم إلى  بعضها بعضا)، لتشكل نوعا جديدا من الڤيروسات. ومع أن أسباب التخوف لدى <R. ريڤير>، وهي من العلماء الذين يعملون في معهد البحوث لعالم البحار بهوبوز، تعود إلى أن أهمية الڤيروس لا تتعلق بقدرته على الزحف إلى اليابسة، فإنها تقول إن هذا الاكتشاف يوضح كيف يمكن للثدييات البحرية أن تعكس اتجاه التأثير ليرتدّ باتجاه البشر. ففي عام 2011، على سبيل المثال، نفقت 162 فقمة من فقمات الموانئ التي تقطن في نيوإنكلاند New Englandبسبب تفشي الالتهاب الرئوي. وقد كانت الفقمات، وفقا لدراسة نشرت في مجلةmBio قد أصيبت بڤيروس إنفلونزا الطيور الذي «اكتسب طفرة معروفة بأنها تزيد من قدرة الڤيروس على السراية والضراوة لدى الثدييات،» ومن بينها البشر.

ويبدي علماء آخرون قلقهم من الڤيروسات البشرية التي تستمر بالاختباء حتى تتمكن من العودة للانتقام أو للأخذ بالثأر. ففي عام 2000، اكتشف الباحثون أن فقمات الموانئ في هولندا قد أصيبت بڤيروس الإنفلونزا B  الذي كان يسري بين البشر قبل 4 أو 5 سنوات، كما يقول <A. أوسترهاوس> [وهو من أشهر العلماء في المركز الطبي إيراسموس Erasmus بروتردام]، ويمكن لمثل هذا «المستودع» للأمراض البشرية أن يعيد تلك الأمراض من الحيوانات إلى البشر عندما تصبح النُّظم المناعية immune systems أكثر ضعفا واستعدادا للإصابة بها، فتصيبنا بالعدوى مرة ثانية.

ومع ذلك، فإن بعض العلماء لم يهتموا بالتحذيرات، ويقول <M. مور> [أحد العلماء وله سمعة مدوية بين الباحثين في وودز هول وقد أسهم في بعض الدراسات] إن البحار تواجه حاليا تحديات هائلة أخرى: ازدياد درجة حموضة المحيطات، وهي مشكلة ضخمة، إذ أصبحت الحيوانات البحرية تقع في شباك الصيد. ويقول <مور>: «أنا لا أرى موجة مدية لعوامل مسببة للأمراض الحيوانية المصدر تعود عبر حوافّ البحر واليابسة لتكون مصدرا للمستوى نفسه من القلق». ويضيف <مور> الذي تعامل مع مئات من الحيوانات البحرية الحية والنافقة: «إن لدى معظمنا النظمَ المناعية ذات القدرة الكافية». ويقول أيضا إنه لو كان هناك تهديد كبير من المياه البحرية «لرأيت عددا أكثر من الموتى.»

الأراضي الرطبة تقدم الإغاثة(*****)

سواء أكانت العوامل الملوثة الممرضة البحرية في ازدياد أم أن الأمر اقتصر على كون انتشارها أكثر مما نعرف، فإن الطريق للتقليل من وجودها يَمُر بتعرّف الطريق الذي تسلكه إلى المحيط، فلدى الباحثين فكرة جيدة عن ذلك. فالبشر ماضون في تخريب الحواجز التقليدية بين البحر واليابسة, وتقول <ميلر>: «عندما يتحرك الناس إلى مناطق جديدة، فإنهم يتخلصون من الأراضي الرطبة(17) التي تعتبر بمثابة كلى طبيعية ضخمة للتخلص من الملوثات»، ومع التزايد المضطرد من الشوارع والمنافذ والقنوات التي تنتهي إلى البحر، فإن ذلك لا يترك للطبيعة إلا فرصة قليلة للاحتفاظ بالمياه القريبة وإفساح المجال لها كي تتسرب إلى قاع البحر على طول الشاطئ، حيث يمكن لها أن تُدرأ وأن تُرَشَّح. ومهما كانت وفرة المصادر، فإن المخلوقات البحرية تستفيد من ذلك، حيث يمكن أن يؤدي تغير البيئة «إلى إعطاء تلك المخلوقات الفرصة للعثور على مواطن جديدة وللتكاثر،» يقول <گريگ>: «إن هناك تطوراً قيد الحدوث»، ونحن نسهم به.

وقد أدى اصطحابنا للحيوانات الأليفة معنا حيثما نذهب إلى تسريع وتيرة سير المشكلة، سواء كانت قططا أو كلابا أو أوپسومات أو أبقارا. فمنذ سنوات قليلة ماضية بدأت كلاب وأسود البحر وفقمات الموانئ بالجنوح على طول شواطئ كولومبيا البريطانية لتموت عليها وفي جوار ولاية واشنطن. وقد اكتشف <راڤرتي> و<گريگ> أن تلك الحيوانات مصابة بالعدوى بحديثات الأبواغ الكلبية Neosporacaninum، وهي طفيليات أحادية الخلايا من الأوالي التي تعد المسبب الرئيسي للإجهاض الناجم عن العدوى في الماشية اللبونة بكولومبيا البريطانية.

وتقول <ميلر> إنه يمكن إصلاح المشكلة من دون أن يتطلب ذلك القضاء على جميع القطط المنزلية، وينبغي على المجتمعات أن تحافظ على الأراضي الرطبة التي تنظف المخلفات قبل أن تصل إلى المياه المفتوحة. كما ينبغي منع تسرب مياه البرك الضخمة من مخلفات مزارع تربية الحيوانات إلى الجداول والأنهار التي تذهب إلى البحر. ويمكن للتدابير البسيطة أن تكون كافية في أغلب الأحيان. وقد أظهرت إحدى الدراسات أن إضافة شريط عشبي يفصل بين مناطق مزارع تربية الأبقار المنتجة للألبان وبين ضفاف الأنهار قد أدت إلى خفض واضح لعدد المواد الملوِّثة التي تأخذ طريقها إلى المياه.

أما بالنسبة إلى القطط، فإن العلماء يعملون على إعداد لقاح مضاد للمقوسات الغوندية، وحتى يتم الوصول إلى لقاح عملي، يبقى مستقبل كلابالماء otters بين أيدينا، وتقول <ميلر> إن على مالكي القطط أن يحافظوا عليها داخل البيوت، بحيث يمنعونها من التسلل خارج المنازل، ويجب إخصاؤها وإلغاء الوظيفة الجنسية لديها من أجل تجنب التكاثر غير المرغوب فيه. كما ينبغي على كل منا أن يستخدم المضادات الحيوية على نحو رشيد وعدم هدر كميات كبيرة من الأدوية وتمريرها إلى مياه المجاري. ولعل أفضل طريقة للتخلص من الأدوية هي عبر البرامج مثل المبادرة الوطنية للاستعادة أو غيرها من المبادرات التي يمكن أن توصي بها أي صيدلية.

وعلى المجتمعات أيضا أن تطلب المزيد من التنظيف لمجاري الفضلات البشرية والحيوانية. وعلينا أن نُخْضِع مياه المجاري لدينا للترشيح، كما يقول <گريگ>، لأن «الكلورين فيها لايكفي». ولا تزال <ميلر> تتذكر المعلم في المرحلة الابتدائية وهو يقول لها «التمديد هو الحل للتلوث». والآن، فإن ما نفرغه «يعود ليلاحقنا، كما يلاحق الحيوانات الموجودة في التيار العميق». كما تقول <ميلر>: «ومن حسن الحظ أن خطوات بسيطة يمكنها أن تؤثر تراكميا لتحدث فروقا كبيرة»، فإذا لم تكن المحافظة على كلاب البحر كافية لدفعنا للقيام بالتخلص من الفضلات التي نفرغها، فإن إنقاذ أنفسنا من أي عامل ملوث مُمْرِض يعتبر كافيا لدفعنا إلى القيام بذلك.

 

المؤلف

 Christopher Solomon
<سولومون>، مراسل سابق لصحيفة سياتل تايمز Seatle Times، ويكتب مقالات كثيرة لمجلة نيويورك تايمز ولمجلة آوتسايد Outside ولناشرين آخرين حول البيئة وحول المحيط خارج المباني. http://oloommagazine.com/Images/Articles/2014/01-02/2014_01_02_22.jpg

  مراجع للاستزادة

 

A Protozoal-Associated Epizootic Impacting Marine Wildlife: Mass-Mortality of Southern Sea Otters (Enhydra lutris nereis) due to Sarcocystis neurona Infection. Melissa A. Miller et al. in Veterinary Parasitology, Vol. 172, Nos. 3–4, pages 183–194; September 20, 2010.
Polyparasitism Is Associated with Increased Disease Severity in Toxoplasma gondii–Infected Marine Sentinel Species. Amanda K. Gibson et al. in PLOS Neglected Tropical Diseases, Vol. 5, No. 5; May 24, 2011.
Human Pathogen Shown to Cause Disease in the Threatened Elkhorn Coral Acropora palmata. Kathryn Patterson Sutherland et al. in PLOS ONE, Vol. 6, No. 8; August 17, 2011.
More information on sea otter diseases: http://seaotterresearch.org

(*)HOW KITTY IS KILLING THE DOLPHINS

(**)CAT POOP SICKENS DOLPHINS

(***)ORCAS VAPORIZE GERMS

(****)DRUG-RESISTANT BACTERIA ALSO THRIVE

(*****)WETLANDS TO THE RESCUE

 

(1) pathogens
(2) polluting pathogens؛ أو: الملوثات الـمُمْرِضة.
(3) drug-resistant bacteria

(4) California sea otters

(5) the Virginia opossum
(6) San Jose

(7) Morro Bay

(8) smethicillin-resistant Staphylococcus aureus
(9) Whiskers

(10) tiny egglike structures

(11) beluga whales

(12) frothy film

(13) Puget Sound

(14) sinus: تجويف في عظام الجمجمة المشرفة على الأنف. (التحرير)

(15) Woods Hole Oceanographic Institution

(16) The Bay of Fundy

(17) wetland = أرض رطبة: أرض منخفضة شديدة الرطوبة كالسبخة marsh أو المستنقع swamp، وبخاصة عندما تعتبر موئلا طبيعياً للحياة البرية. (التحرير)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى