أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
قضايا

الباحثون الألمان يبدؤون عام 2017 دون مجلّات إلسفير

فقدان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬مؤسسة‭ ‬لاشتراكات‭ ‬الإنترنت‭ ‬بعد‭ ‬تعثر‭ ‬مفاوضات‭ ‬السعر‭ ‬والمصدر‭ ‬المفتوح‭. ‬المكتبة‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬غونتغن‭ ‬التي‭ ‬تقول‭ ‬إنها‭ ‬ستتمسك‭ ‬بصرامتها‭ ‬في‭ ‬المفاوضات‭ ‬مع‭ ‬إلسفير‭.‬

بقلم‭: ‬غريتشن‭ ‬فوغل‭ ‬ذ‭ ‬برلين‭.‬

ما المدة التي سيستطيع العلماء العيش فيها دون الوصول عبر الإنترنت إلى المجلات التي ينشرها عملاق المعلومات العلمية الهولندي إلسفير، والتي يزيد عددها على ألفي مجلة، بما في ذلك مجلات الدرجة الأولى مثل مجلتي سيل Cell وذي لانسيت The Lancet؟ بعض الباحثون الألمان على وشك اكتشاف ذلك. فقد تعثرت في الشهر الماضي مفاوضات حول اتفاق وطني جديد مع هذه الشركة، وقد انتهت اشتراكات ما لا يقل عن 60 مؤسسة في يوم 31 ديسمبر 2016، لكن لا يزال يتاح للبعض وصول للأبحاث المنشورة سابقا.
ليست التكلفة بنقطة الخلاف الوحيدة، إذ يريد اتحاد مئات الجامعات والمدارس الفنية ومعاهد الأبحاث والمكتبات العامة الذي يتفاوض مع إلسفير التحرك نحو نوع جديد من الاتفاق من شأنه جعل جميع الأبحاث المنشورة بواسطة كُتّاب ألمان مفتوحة المصدر، كما يريد جعل الأسعار وتفاصيل أخرى متاحة كمعلومات عامّة، الخطوة التي تعارضها إلسفير بشدّة. وقد تقرّر عقد جولة جديدة من المفاوضات ستبدأ في أواخر شهر يناير.
كما عقدت عدة بلدان في الآونة الأخيرة مفاوضات عسيرة مع الناشر الذي مقره في أمستردام، فقد وافقت المؤسسات في هولندا عام 2015 على دفع سعر أعلى بقليل عما سبق لإتاحة الوصول عبر الإنترنت، وفي المقابل، قامت إلسفير عام 2016 بجعل 10 في المئة من مقالات المؤلفين الهولنديين مفتوحة المصدر، وسترتفع هذه النسبة لتصل إلى 20 في المئة عام 2017 ثم إلى 30 في المئة عام 2018، لكن الاتحاد الألماني يريد عقد صفقة أفضل. “نموذج هولندا لا يعدّ كافيا بالنسبة إلينا،” كما يقول هورست هيبلر Horst Hippler، رئيس مؤتمر العُمَداء الألمان في بون والمتحدث الرئيسي لمشروع ديل DEAL الذي تشكل عام 2014 للتفاوض مع عدد من الناشرين الكبار. (من المقرر أن تبدأ المفاوضات مع وايلي Wiley وسبرينغر نيتشر Springer Nature في وقت لاحق هذا العام.) الهدف من ذلك هو التخلص عن رسوم الاشتراك تماما والتوجه نحو نموذج تدفع فيه المؤسسات رسوما موحّدة “رسوم معالجة المقالة” كي تصبح جميع المنشورات التي نشرها كُتّاب ألمان ذات مصدر مفتوح بالكامل.
ومخطّط التسعير مثل هذا سيجعل النشرَ صناعة خدمات موجهة للمؤلفين بدلا من القراء، وذلك بحسب ما يقوله ليو وايجرز Leo Waaijers، وهو مؤيد للوصول المفتوح وأمين مكتبة سابق في جامعة دلفت University of Delft بهولندا. وسيكون لدى الكتّاب سلطة اتخاذ قرار أيّ من المجلات تقدّم أفضل مزيج من الرِفعة والخدمات كالمراجعة والتحرير في مقابل السعر الأفضل. ويقول وايجرز إنه يجب أن تكون هناك شفافية حول تكلفة الناشرين كي ينجح سوق العمل هذا؛ السبب الذي من أجله يريد الاتحاد الألماني التخلّص من سرّية الاتفاقات حول الأسعار المُدرجة في معظم العقود.
وقد بدأت المحادثات الرسمية مع إلسفير في أغسطس بصياغة عقد سيسري اعتبارا من اليوم الأول من يناير. وقد قامت أكثر من 60 منظمة مشارِكة بإلغاء اشتراكاتها على الإنترنت ابتداءً من يوم 31 ديسمبر، وذلك لزيادة الضغط على الناشر. وحذّرت العديد من الجامعات موظفيها من أن الحصول على المقالات قد يتعطل في الأول من يناير، وذلك بعد أن رفض مشروع ديل العرض الذي قدّمته إلسفير في أوائل ديسمبر. وعلى الرغم من أنه كانت لدى بعض الجامعات الألمانية اشتراكات تسمح لها باستمرار الوصول إلى الأبحاث المنشورة حتى نهاية عام 2016 إلا أن جامعات أخرى مثل جامعة براونشفايغ للتكنولوجيا Braunschweig University of Technology قد انتهت حقوقها. فتقول كاترين ستمب Katrin Stump، مديرة مكتبة هذه الجامعة: “على الرغم من انتهاء حقوق الوصول المباشر إلى النص الكامل إلا أن علماءنا كانوا داعمين ومرحبين بالتدابير،” وذلك في سبيل الضغط من أجل وصول أكثر انفتاحا.
وقال مسؤولون في جامعة غوتنغن University of Göttingen إنهم ملتزمون بتمسّكهم الصارم، وإن الجامعة ستعمل مع باحثيها على الحصول على الأبحاث من خلال الاستعارة من المكتبات الأخرى ومن خلال المصادر الأخرى على الإنترنت (كما يتاح أمام الباحثون الحصول غير القانوني على الأبحاث وذلك عبر تحميلها من موقع Sci-Hub وهو موقع ذو شعبية متزايدة ويقوم باستضافة منشورات أبحاث مقرصنة.) يقول وايجرز إن المؤسسات الألمانية بحاجة إلى إظهار عزمها وإصرارها، حتى وإن سبَّب ذلك بعض الصعوبات والإزعاج، “فهذه المفاوضات صعبة ويجب أن تكون مستعدا للتخارج من العقد، وإلا فإنك لا تملك سلطة للتفاوض.”
ويضيف وايجزر أن دولتين من الدول التي وقّعت مؤخرا اتفاقيات مع إلسفير ومع ناشرين آخرين قد استسلمتا في وقت مبكّر جدا. ففي المملكة المتحدة، تفاوضت مجموعة جيسك كولكشنز Jisc Collections غير الربحية مع الشركة، وذلك بالنيابة عن المكتبات الأكاديمية والبحثية، وتوصلت إلى اتفاق وُقِّع في شهر نوفمبر. ويعلق وايجرز على هذا قائلا: “حاولت المجموعة الحصول على النوع نفسه من العقود (الذي تريده ألمانيا) لكنها فشلت فشلا ذريعا، فهي في رأيي لم تفاوض بقوة كافية.” (تقول جيسك كولكشنز إن الأسئلة المتعلقة بالوصول المفتوح وبحق المؤسسات في الكشف عن الأسعار التي تدفعها لا يزالان قيد التفاوض.) وأعلن مسؤولون فنلنديون عن توصّلهم في أواخر ديسمبر إلى اتفاقيات مؤقتة مع إلسفير ووايلي، لكن المساومة على شروط الوصول المفتوح لا تزال جارية مع كلتا الشركتين.
وفي الوقت نفسه في تايوان، مُنحت مجموعة من المكتبات تمديدا لمدة شهر في اشتراكها وذلك بعد أن ذكرت في ديسمبر أنها لم تستطع دفع أسعار إلسفير المقترحة لعام 2017، أما بالنسبة إلى الوصول المفتوح، فإنه ليس مطروحا على الطاولة ضمن تلك المفاوضات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى