أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
Advertisement
فلك وعلم الكونيات

بعثات ناسا تستهدف الكويكبات غريبة الأطوار

بعثات ناسا تستهدف الكويكبات غريبة الأطوار

بقلم‭: ‬بول‭ ‬فوسن

في وكالة ناسا، لا تزال الكويكبات تحظى بالاهتمام. ففي 4 يناير، اختارت الوكالة بعثتين جديدتين -بقيمة 450 مليون دولار- من بعثات ديسكفري، برنامجها منخفضة التكلفة لاستكشاف الكواكب، ومثل العديد من المسابير الحديثة؛ تستهدف كلتا البعثتين الأجسام الصغيرة. وسوف يطير مسبار لوسي Lucy المتعيّن إطلاقه عام 2021 متجاوزا كويكبات طروادة المُشتريّة التي تشارك العملاق الغازي في مداره، لكنها تسبقه وتعقبه. بعد ذلك بعامين، سينطلق مسبار سايكي Psyche نحو كويكب نادر مكون من الحديد والنيكل ويحمل الاسم ذاته سايكي 16. ويقول توماس زوربكين Thomas Zurbuchen المدير المشارك لمنظمة ساينس ميشن ديركتوريت Science Mission Directorateالتابعة لناسا ومقرها واشنطن: “سيأخذنا كل من مسباري لوسي وسايكي إلى عوالم فريدة.”

سيطير مسبار لوسي، ابتداء من عام 2027 متجاوزًا أربعة من كويكبات طروادة التابعة للمشتري، ثم سيمر بعد خمس سنوات بزوج ثنائي نادر. إننا لا نعرف سوى القليل عن الأهداف، لكن كويكبات طروادة تبدي تنوعا واختلافا أكثر من أن تكون مجرد بقايا من تشكيل كوكب المشتري. وسوف يساعدنا مسبار لوسي على التحقق ممّا إذا كانت جاذبية المشتري قد التقطتها من مكان أبعد في النظام الشمسي. “إذا أردنا حلّ عُقَد ما حدث هنا فإن كويكبات طروادة هي المكان الذي يجب علينا البحث فيه،” كما يقول الباحث الرئيسي هارولد ليفينسون Harold Levison من معهد ساوث ويست للأبحاث Southwest Research Institute في بودلر بولاية كولورادو.

وسوف يصل مسبار سايكي إلى وجهته المحدّدة عام 2030. على بعد أكثر من نحو 200 كيلومتر على الجانب الآخر؛ يُعتقد أن كويكب سايكي 16 هو النواة المعدنية المجرّدة لجنين كوكبي. وستختبر البعثة الفكرة القائلة إن مثل هذه الكويكبات الأولية قد احتوت ذات يوم على نوى منصهرة دوّارة قامت بتوليد مجالات مغناطيسيّة. وقد ساد اعتقاد أن النوى المنصهرة مقتصرة على الكواكب الكاملة، لكن ربما كانت الأجنة الكوكبية مثل سايكي قد احتوت على نوى منصهرة، وذلك بفضل الحرارة المنبعثة من اضمحلال نظائر الألومنيوم المُشعّة قصيرة الأجل. وتقول الباحثة الرئيسية ليندي إلكينز-تانتون Lindy Elkins-Tanton، عالمة الكواكب في جامعة ولاية أريزونا في تيمبي: “إننا نريد فهم باطن الكوكب، وصادف فقط أن يكون هذا الكوكب مصنّف على أنه كويكب.” كذلك تشير الملاحظات الأخيرة إلى وجود ماء أو هيدروكسيل hydroxyl على سطح سايكي، مما قد يجعله مستودعا غنيّا بالموارد لاستكشاف البشر.

واختيار هاتين البعثتين يساعد بعثة ديسكفري على العودة إلى المسار الصحيح بعد التأخير الذي طال معظم اختياراتها الأخيرة، كما تَقرَّرَ إطلاق مسبار إنسايت InSight إلى المريخ في عام 2018. وتقول ناسا إن البعثات المستقبلية سوف تتوالى كل 32 إلى 36 شهرا بعد إطلاق لوسي وسايكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى