سرُّ سمك الجريث الشبيه بهوديني
[هذا] هو أفضل -وربما آخر- أمل في انتعاش النحلة الطنانة ذات البقع الصدئة
يعرف سمك الجريث شبيه سمك الإنقليس بالكميات الهائلة من المخاط الليفي الذي يفرزه عند شعوره بالتوتر، فيسد خياشيم الحيوانات المفترسة له، مما يجعلها تلفظه من فمها دون أن يصيب السمكة أي ضرر. لكن أسماك الجريث لديها مهارات أخرى غير اعتادية مثلا: يمكنها البقاء على قيد الحياة إن عضها سمك القرش، وكذلك المرور من خلال المساحات الضيقة جدا، وأيضا ربط أنفسها بشكل يشبه المعجنات لتتمكن من تمزيق وجبتها، وذلك وفقا لما صرح به باحثون الأسبوع الماضي في الاجتماع السنوي لجمعية علم الأحياء التكميلي والمقارن Society for Integrative and Comparative Biology في نيو أورليانز بلويزيانا. ففي إحدى الدراسات، نظر الباحثون في كيفية نجاة سمك الجريث من بين فكي سمك قرش، في مقطع مسجل في فيديو نُشر عام 2011. فهذا المخلوق لم يفرز المخاط إلى أن بدأ الهجوم عليه -وعلى الرغم من قساوة جلده إلا أنه ليس قويا بما فيه الكفاية لتحمل عضة القرش. ووجد الباحثون أن ما أنقذه بالفعل هو أن جلد سمك الجريث يرتبط فقط ارتباطا فضفاضا بالعضلات والأعضاء الداخلية؛ فعندما يقضمه القرش، تزلق الأعضاء الداخلية التي تكون في تجويف مملوء بسائل مبتعدة عن العضة فتنجو من الالتهام. وهذا الجلد المترهل والتجويف المملوء بسائل من المحتمل أيضا أن يفسر لماذا يمكن لسمك الجريث ربط نفسه في عقدة صغيرة، فضلا عن قدرته على التملص والمرور خلال مساحات ضيقة – مثل شقٍّ بنصف حجمه.