لا حاجة إلى تقديم طلب، هذا ما تقوله أكاديمية العلوم الهولندية للرجال
أخبار بالتفصيل
تنوع
انتخابان مميزان يهدفان إلى مواجهة اختلال التوازن بين الجنسين عبر السماح للنساء فقط
بقلم: مارتين إنسرينك، أمستردام
عذراً أيها الشباب ! هذه المرة للنساء فقط.
هذه هي رسالة الأكاديمية الهولندية الملكية للفنون والعلوم (اختصارا: الأكاديمية KNAW) الموجَّهة إلى الباحثين الذكور خلال انتخابين مميزين بهدف تقليل اختلال التوازن بين الجنسين- إذ إن 87 ٪ من أعضائها البالغ عددهم 556 هم رجال. وتهدف الأكاديمية إلى ضم عشرة أعضاء جدد في 2017، وستة آخرين في 2018 وجميعهم بكروموسومين X.
إنها خطوة أكثر جراءة من أي خطوة تتخذها أي أكاديمية علمية لتواجه التمثيل المنخفض للنساء، وبالنسبة إلى البعض فإن ذلك يثير بعض المخاوف. وتقول مارشا مكنات Marcia McNutt عالمة فيزياء جيولوجية أصبحت أول رئيسة أنثى للأكاديمية الوطنية للعلوم National Academy of Sciences (اختصارا الأكاديمية NAS) في الولايات المتحدة في العاصمة واشنطن، في هذا العام : “لا أعتقد أننا سنقوم بذلك.” وتتابع مكنات قائلة: “قد يشعر الآخرون بأن النساء المختارات بهذه الطريقة لم يحققن المعايير ذاتها المفروضة على نظائرهم من الذكور، أو حتى النساء الأخريات المختارات بالطريقة المعتادة.” لكن رئيسة الأكاديمية KNAW جوزي فان ديجك Hose Van Dijk تقول: “إن العملية ستكون صارمة كالمعتاد.”
يقع المقر الرئيسي للأكاديمية الهولندية وهو قصر فخم من القرن السابع عشر على واحدة من أقدم قنوات أمستردام، لكنه ليس المقر الوحيد الذي يغلب عليه العنصر الذكري في الأكاديميات العلمية، إذ وجدت دراسة اعتمدت على بيانات من عام 2013 و2014 ونشرت في فبراير من قبل أكاديمية العلوم في جنوب إفريقيا Academy of Science of South Africa وهيئة الشراكة بين الأكاديميات Inter- Academy Partnership، أن نحو 12 ٪ فقط من أعضاء 63 أكاديمية حول العالم شاركة في الاستبانة هم من النساء. وبشكل مشابه للأكاديمية الهولندية، كانت نسبة النساء في الأكاديمية الوطنية للعلوم نحو 13 ٪، على الرغم من أن مكنات تقول إن النسبة اليوم هي 15.4 ٪، أما الأكاديميات الألمانية والبريطانية فكانت النسب فيها 10 ٪ و6 ٪ على التوالي، بينما تفوقت كوبا في اللائحة بنسبة 27 ٪. وكان لدى 60 ٪ من الأكاديميات سياسة أو وثيقة مُحدَّدة معنية بتحقيق التوازن بين الجنسين.
وبما أن معظم الأكاديميات تمنح عضوية مدى الحياة، فإن تركيبها الحالي يعكس بشكل جزئي تحيزات سابقة. وفيما يخص الأكاديمية الهولندية، فإن فئة أعضائها الحاليين ذوي الأعمار الأقل من عمر التقاعد (أي أقل من نصف العدد الكلي) تمتلك النساء تمثيلاً أفضل، إذ تصل النسبة إلى 24 ٪، أما في الأكاديمية الوطنية للعلوم، فإن نحو ربع الأعضاء المنتخبين حديثاً هم أيضاً نساء، كما تقول مكنات.
ومن إحدى المقاربات الشائعة لتعديل هذا التفاوت هي طريقة أيدها الراحل رالف سيسيرون Ralph Cicerone، – سلف مكنات في إدارة الأكاديمية الوطنية للعلوم. وتعتمد الطريقة على إيجاد نساء مؤهلات أكثر لترشيحهن ثم جعلهن يتسابقن ضمن عملية الانتخاب المعتادة، لكن فان ديجك أول رئيسة أنثى في تاريخ الأكاديمية الهولندية الممتد على 208 أعوام، تقول إن الأكاديمية الهولندية تريد أن تسرع الخطى، وبالنسبة إلى فكرة الانتخابات المُميِّزة بين الجنسين فقد أتى بها اثنان من الأعضاء الذكور في المجلس، وتعلق على هذا الأمر قائلة : “لا أستطيع إدعاء الفضل في ذلك، لكنني احتضن الاقتراح بكل مودة.” وتؤكد فان ديجك أن هذه الخطة «لم تنشأ على حساب الرجال.»
وتؤكد فان ديجك أن هذا لا يأتي على حساب الذكور، لأن جولات الانتخاب المعتادة التي تسمح لستة عشر عضواً جديدا سنوياً بالدخول تحت قبة الأكاديمية الهولندية ستستمر كما هي، أما بالنسبة إلى الاقتراح فقد وافقت عليه الغالبية بنسبة 73 ٪ خلال تصويت شامل للأكاديمية، في وقت سابق من العام.
ويقول عالم علم الإنسان الاجتماعي فرانسيس هنري Frances Henry، وهو أستاذ فخري من جامعة يورك York University في تورونتو في كندا شارك في إعداد استبانة هذا العام: “أعتقد أن هذا الأمر رائع حقاً، ليس لدي علم بأي حالة مماثلة في أي أكاديمية أخرى.” إذ يوافق هنري على خطة الأكاديمية الهولندية قائلا: “إذا أردت أن تتقدم بالنساء إلى الأمام، عليك أن تفسح لهن المجال، وإلا فإننا سنبقى في أماكننا لجيلين آخرين.”
ترجمة مريانا حيدر
The ©2016 American Association for the advancement of Sciences. All right reserved.
http://www.sciencemag.org