الجمهوريّون يتأهبون لتغيير القوانين
سيعطي القانونُ النادر الاستخدام الصلاحيةَ لترامب والكونغرس بإلغاء عشرات القوانين الجديدة.
بقلم: ديفيد مالاكوف
ترجمة: آية علي
استعدّوا لتصفية حساب تشريعية. يستعد الرئيس المنتخب دونالد ترامب والكونغرس الجمهوري لمحو عشرات التوجيهات واللوائح المستندة على العلم الصادرةِ عن الرئيس باراك أوباما وإدارته. وتشمل الأهدافُ المحتملة القواعدَ والأوامر التنفيذية التي تهدف إلى الحد من انبعاثات غازات الدفيئة، وتلزم الوكالات بالنظر في التغير المناخي أثناء وضعهم للسياسات، وحماية البيئات الحساسة من استخدامات التنمية لإنتاج الطاقة، وتحسين الصحة العامة.
وسيستغرق إلغاء بعض هذه القواعد وقتا طويلا، لكن قانونا نادر الاستخدام سيمكّن الكونغرس من تسريع عملية إلغاء البعض الآخر. ويمكن للقانون نفسه أن يؤدي إلى عواقب تدوم إلى ما بعد فترة رئاسة دونالد ترامب بوقت طويل، وذلك لأنه يتيح للكونغرس بعد ذلك حظر الوكالات من إصدار القوانين “المماثلة جوهريا” لتلك التي توأد.
يقول أندرو روزنبرغ Andrew Rosenberg، مدير مركز العلوم والديمقراطية Center for Science and Democracy من اتحاد العلماء المهتمين Union of Concerned Scientists في بوسطن إن المدافعين عن البيئة وغيرهم يستعدون “لبذل جهود متضافرة لاستبدال وضع السياسات المبنية على الأدلّة والمرتكزة على العلم والخبرة التقنية بقرارات سياسية بحتة.”
لكن، وبالحديث بشكل عام عن خطط خفض التنظيم الاتحادي؛ يقول النائب بول رايان Paul Ryan، رئيس مجلس النواب، إن ترامب وحزبه يريدون فقط خفض البيروقراطية التي تقتل فرص العمل، و“رفع الضغط القمعي للتنظيم الحكومي.”
والمسائل التي تعد موضع خلاف هي من الألفين إلى ثلاثة آلاف تشريع تصدرها الوكالات الدولية كل عام (وتحمل عادة ثقل القانون) فضلا عن المذكرات الرئاسية ونحو مئتي أمر تنفيذي لأوباما (تحمل ثقلا أقل وذلك لإمكانية إلغائها بواسطة رئيس آخر). فمعظم هذه المسائل غير مثيرة للجدل، لكن بضع عشرات الأوامر والمذكرات وما يسمى التشريعات الرئيسيّة – تلك التي يُقدّر أن تفرض تكاليف بقيمة 100 مليون دولار في السنة – هي التي أثارت معارضة شرسة. وقد انتقدت النقابات وصانعو السيارات اللوائح الرئيسية الأخيرة التي تُضيّق الخناق على معايير الانبعاثات في الشاحنات مثلا، وكذلك اعترضت شركات الطاقة على مجموعة من القواعد التي تحدُّ من انبعاثات الغازات من عمليات الاستخراج ومحطات توليد الطاقة، وتضع ضوابط جديدة على التنقيب البحري.
ويقول خبراء إن إدارة ترامب لن تكون قادرة على تفكيك العديد من القواعد التي لا تعجبها بسرعة. إذ تقول سوزان دادلي Susan Dudley، مديرة مركز الدراسات التشريعية Regulatory Studies Center في جامعة جورج واشنطن George Washington University بالعاصمة واشنطن: “ من الصعب جدا تغيير القوانين المُنفَّذة بالفعل، وقد يستغرق هذا عدة سنوات.” ولكن بفضل قانون مبهم – وهو قانون مراجعة الكونغرس Congressional Review Act (اختصارا: القانون CRA) – فإن الكونغرس القادم سيكون قادرا على محو مجموعة قوانين دفعة واحدة وبشكل سريع: ما يقرب من 150 قانونا من القوانين الرئيسية التي أصدرتها إدارة أوباما منذ شهر مايو.
وُضع القانون CRA في تسعينات القرن الماضي من قبل النائب السابق وأحد أكبر حلفاء ترامب حاليا “ نيوت غينغريت” Newt Gingrich (جمهوري – ولاية جورجيا). ويعطي القانون المشرّعين ستين يوم عمل لمراجعة القوانين الجديدة. وباستطاعتهم إلغاء قانونٍ بالأغلبية البسيطة، وذلك في كل من مجلسي الشيوخ والنواب. (صوّت مجلس النواب الأسبوع الماضي على تنقيح قانون مراجعة الكونغرس وجَعْله يسمح للمشرّعين بإلغاء عدة قوانين عبر تصويت واحد، لكن من غير الواضح ما إذا كان مجلس الشيوخ سيوافق على هذا أم لا). وإذا وافق الرئيس، فإن القانون سيحظر على الوكالات كذلك كتابة قانون مشابه في المستقبل دون موافقة صريحة من الكونغرس. ويقول أميت نارانغ Amit Narang، المختص السياسي لمنظمة ببليك سيتيزن Public Citizen في العاصمة واشنطن: “ إنك لا تُرجع القوانين إلى سابق عهدها وحسب، بل إنك تفرض عليها أمرا قضائيا دائما تقريبا.”
وفي العشرين عاما التي لحقت سنّ القانون CRA؛ أدى التهديد باستخدام حق النقض الرئاسي إلى جعل القانون -بشكل عام- غير مُفعَّل. لكن انتخاب ترامب والكونغرس الجمهوري فتح نافذة نادرة لاستخدام القانون بشكلٍ مُوسّع. ويقول مراقبو الكونغرس إن عشرات القوانين في خطر كبير بما في ذلك اللوائح الخاصة بنفايات التصديع الهيدروليكي Fracking waste، والتنقيب في القطب الشمالي، ومعايير التغذية المدرسية، والسجائر الإلكترونية. وقد يكون القانون الأكثر عرضة للخطر قانونا يحتدم حوله الجدال: من هم الذين يستحقون أجرا لعملهم ساعات إضافية، والذي ينطبق على طلاب ما بعد الدكتوراه الذين يجرون معظم الأبحاث العلمية في البلاد، إضافة إلى أيّ قانون آخر أصدرته إدارة أوباما في وقت لاحق هذا العام. وقد يقرّر البيت الأبيض الحالي تدابير لعدم إصدار بعض القوانين النهائية، وذلك في سبيل منع الكونغرس من استخدام القانون CRA لمنع التشريعات المستقبليّة.
وفي غضون ذلك، وعد مستشارو ترامب بالفعل بأنه سيتحرك بسرعة لإلغاء مذكرات أوباما وأوامره التنفيذية بشأن التغير المناخي، والتي يأمر العديد منها الوكالات والجيش لوضع المسألة في صلب جهودهم التخطيطيّة.
The ©2016 American Association for the advancement of Sciences. All right reserved.
