الحمل يُعيد تشكيل الدماغ
تتغير بنية أدمغة النساء تغييرات مدهشة خلال حملهن الأول بطرق تستمر سنتين على الأقل، وفقا لتصريح العلماء هذا الأسبوع في مجلة Nature neuroscience. وقد وثَّقت الدراسات التي أُجريت على الحيوانات العديد من التغيرات العصبية، ولكن عمليا لم يكن يُعرف أي شيء عن البشر. واستخدم الفريق تصوير الرنين المغناطيسي MRI لمسح أدمغة 25 امرأة قبل أول حمل لهن ثم بعد عدة أسابيع من الإنجاب. كما فحصوا أدمغة الآباء للمرة الأولى، وأدمغة الرجال والنساء الذين لم ينجبوا أطفالا. ثم استخدموا تحليلا حاسوبيا لتحليل قياسات التغيرات في حجم المادة الرمادية Gray matter. وخلافا للآخرين، أظهرت الأمهات خسائر متسقة للغاية، لا سيما في المناطق المؤثرة في عملية الاستجابة للإشارات الاجتماعية. ويتناسب حجم هذه التغييرات بشكل كبير مع نوعية الترابط بين الأمهات الجدد مع أطفالهن. وهذا قد يعني أن دماغ المرأة الحامل يتكيف في المناطق التي تسمح لهن، على سبيل المثال، بأفضل استجابة لاحتياجات أطفالهن أو للكشف عن الأفراد الذين قد يتهددونهم. وبعد سنتين من الحمل الأول استُخدم التصوير بالرنين المغناطيسي مرة أخرى لتصوير أدمغة إحدى عشرة أمّا من الخمس وعشرين -اللاتي لم يحملن مرة أخرى، وظهر أن فقدان المادة الرمادية ظل قائما. ولكن في الحصين (الهيبوكامبس) Hippocampus، وهي المنطقة المرتبطة بالذاكرة، فقد اُستعيد معظم الحجم المادة الرمادية.
The ©2016 American Association for the advancement of Sciences. All right reserved.