الخلايا الجذعية في ما تحت المهاد تساعد الفئران لتظل شابة
بقلم: جيسيكا هامزيلو- By Jessica Hamzelou
ترجمة: مي منصور بورسلي
قد يلام دماغك لتسببه في شيخوخة الجسم. إذ يبدو أنّ هناك مجموعة صغيرة من الخلايا الجذعية في الدماغ تساعد الفئران على البقاء شابة، كما يساعد حقنها بخلايا جذعية إضافية على العيش لفترة أطول. ويمكن أن تكون الأدوية المضادة للشيخوخة يوما ما قادرة على تكرار هذا التأثير في البشر.
وتنطوي عملية الشيخوخة المعقدة على تلف في الحمض النووي DNA، والتهاب مزمن، وخلايا بالية، ولكننا لا نعرف حتى الآن أي منها له تأثير أكبر في الشيخوخة. وبما أن الدماغ يسيطر على معظم وظائفنا الجسدية فيقوم دونغ شنغ تساي – Dongsheng Cai من كلية ألبرت آينشتاين للطب Albert Einstein College of Medicine في نيويورك بدراسة دور الدماغ في الشيخوخة.
ووجد فريقه سابقا أن منطقة ما تحت المهاد Hypothalamus، والتي تُطلق الهرمونات التي تؤثر في الأعضاء الأخرى، تؤثر في كيفية هِرم الفئران على ما يبدو. وعن طريق التدخل في المسار الجزيئي في منطقة ما تحت المهاد، مدد الفريق عمر الفئران بنسبة 20 %.
وتساءل فريق تساي عما إذا كانت الخلايا الجذعية هنا قد تؤثر في الشيخوخة. على الرغم من أنّ الخلايا الجذعية في منطقة ما تحت المهاد تخلق خلايا عصبية جديدة طوال الحياة، فقد لاحظ الفريق أن الفئران تبدأ بفقدانها في منتصف العمر – نحو 10 أو 11 شهرا من العمر. ويقول تساي إنّه بحلول الوقت الذي تبلغ فيه الفئران سنتين من العمر – ما يعادل نحو 70 سنة من العمر بالنسبة إلى الإنسان- تكون جميع الخلايا قد ماتت أساسا.
تهرم الفئران أسرع إذا دُمِّرت هذه الخلايا الجذعية. يقول تساى: «كان هناك انخفاض فى ملكات التعلم والذاكرة والتنسيق والكتلة العضلية والتحمل وسماكة الجلد.» ونفقت الفئران قبل الحيوانات غير المعالجة ببضعة أشهر.
ولكن حقن المهاد بخلايا جذعية إضافية، مأخوذة من أدمغة الفئران حديثي الولادة، أبطأ الشيخوخة المبكرة، وأعطى الفئران حياة إضافية ما بين شهرين إلى أربعة أشهر (Nature, DOI: 10.1038/nature23282).
وكان على الفريق تعديل الخلايا الجذعية أولا بحيث تبدأ بإطلاق مسار مضاد للالتهاب في الفئران، وإلاّ فإن الخلايا تموت والحُقن لن تنجح. وهذا يشير إلى أن الالتهاب عادة قد يكون وراء موت الخلايا الجذعية في الدماغ أثناء تقدمنا في العمر.
ووجد الفريق أن الخلايا الجذعية المحقونة أفرزت كمية كبيرة من الأحماض النووية الريبوزية الدقيقة microRNAs. وهي جزيئات صغيرة يمكن أن تؤثر في طريقة عمل الجينات، ومن المعروف أن في دمنا أنواعاً من الأحماض النووية الريبوزية الدقيقة microRNAs تختلف وفقا للعمر. وتساي ليس متأكدا من كيفية عمل الأحماض النووية الريبوزية الدقيقة microRNAs للخلايا الجذعية، ولكن يبدو أنها تحد من الإجهاد البيولوجي والالتهاب، كما يقول.
ويعتقد تساي أنه يمكن أن تؤدي نتائج فريقه يوما ما إلى علاج للشيخوخة. وبمجرد أن تُحدَّد الأحماض النووية الريبوزية الدقيقة microRNAs، قد يغدو من الممكن تطوير عقاقير تحاكي تأثيرها، كما يقول.
وقد تكون لدى ذلك الإمكانية لأن ينتج علاجا بعد نحو 30 عاما، كما يقول ريتشارد فاراغر- Richard Faragher من جامعة برايتون University of Brighton، بالمملكة المتحدة، والذي يقول أيضا إنّ فِرقاً أخرى تسعى بالفعل لتطوير عقاقير معالجة باستخدام الأحماض النووية الريبوزية الدقيقة microRNAs. وستكون الاستراتيجية البديلة هي استهداف الالتهاب بشكل عام. فيقول فاراغر: «أستطيع أن أتخلينا نتبع مقاربة متعددة في هذا الشأن.»
نشرت هذه المقالة في مجلة نيوساينتيست، العدد 3136، 29 يوليو 2017.
@ حقوق الترجمة العربية محفوظة لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي