الخنفساء تتلاعب بالميكروبات لفائدة صغارها
ترجمة: مي منصور بورسلي
سيعمل بعض الوالدين أي شيء لمصلحة ذريتهم. خُذ على سبيل المثال الخنفساء الدافنة Burying Beetle الوحيدة (Nicrophorus Vespilloides):
تضع الخنفساء بيضها تحت الأرض بالقرب من جِيف حيوانات صغيرة، وتنزع منها الريش والفرو، وتلف اللحم على شكل كرات مُنظَّمة ثم تُغلّف كل كرة بخليط من مادة لزجة يعتقد العلماء أنها تبطئ من عملية تحللها. وتقول ريبيكا كيلنر Rebecca Kilner، أستاذة علم الأحياء التطوري Evolutionary Biologist بجامعة كمبريدج University of Cambridge في المملكة المتحدة: «ولكن ليس هذا كل ما تفعله الخنافس، فهي تشق الجيف وتلتهم الأحشاء ثم تتجشأ ميكروبات الأحشاء على الطبقة اللزجة- ويبدو أنّ اليرقانات Larvae تنمو بفضل مساعدة الميكروبات Microbe الإضافية.» وقد زود فريق كيلنر الخنافس بفئران خالية من الجراثيم- التي تفتقر إلى ميكروبات القناة الهضمية- كجِيف. كما كيلنر أعلنت الأسبوع الماضي في مدينة غرونينغن Groningen بهولندا Netherlands، في المؤتمر الرابع عشر للجمعية الأوروبية لعلم الأحياء التطوري XIV Congress of the European Society of Evolutionary Biology. ، أنّ اليرقانات الناتجة كانت أصغر من تلك التي نشأت على ميكروبات الفئران العادية. وهذا يشير إلى أنّ الخنافس تريد أن تُطوّع البكتيريا وليس القضاء عليها- وهو نظير محتمل لتفاعل الجهاز المناعي لدى الإنسان مع ميكروبيوتا Microbiota الجهاز الهضمي. وتقول: «لقد أصبحت المفردات المستخدمة لوصف هذه العمليات الآن مفردات تدور حول الإدارة وليست عن الصراع.»