إصابات النهار تُشفى أسرع بمرتين من الإصابات الليلية
إذا كنت ستُصاب بجرح، حاول أن تفعل ذلك خلال النهار. إذ يبدو أنّ الجروح تُشفى أسرع بمرتين إذا حدثت خلال ساعات النهار بدلا من الليل.
لقد قام ناثانيل هويل Nathaniel Hoyle، من مختبر البيولوجيا الجزيئية Laboratory of Molecular Biology في كامبريدج بالمملكة المتحدة، وفريقه بالتحقيق في كيفية تأثير الوقت من اليوم في التئام الجروح، بعد أن اكتشفوا أنّ هناك جينات في أحد أنواع خلايا الجلد تُحوّل بين التشغيل والإيقاف خلال دورات الليل والنهار. وتساعد هذه الخلايا التي تسمى الخلايا الليفية Fibroblasts، على إغلاق الجرح بعد قطع الجلد، كما أنهم وجدوا أنّ بعض الجينات التي تُنوّع نشاطها طوال اليوم هي التي تساعد على التحكم في هذه العملية.
وبعد أن تفاجأ الفريق بهذه التغييرات ليلا ونهارا في النشاط الجيني، قرروا تحليل البيانات التي جُمِعَت من قبل وحدة إصابات الحروق المتخصصة Burn Injuries Unit في جامعة مانشستر University of Manchester بالمملكة المتحدة. ووجد الباحثون أن الجروح النهارية تلتئم في المتوسط بشكل أسرع بكثير – في 17 يوما فقط، مقارنة بـ 28 يوما لحروق مماثلة حدثت في الليل.
ويقول هويل:”وجدنا أنّ مدى شفائك يعتمد على الوقت الذي أُصِبت فيه من اليوم. فالشفاء خلال النهار يمكن أن يحدث أسرع بنسبة 60 %.”
خلايا متنقلة Cells on the move
بعد قطع الجلد تُسرِع الخلايا الليفية إلى الجرح وتفرز مصفوفة تساعد خلايا الجلد على التحرك إلى مكانها والنمو والشفاء. وقبل الانتقال إلى بيانات الحروق اكتشف الفريق في بداية التجارب التي أجريت على أنسجة فأر أنّ الخلايا الليفية تصل إلى موقع الجرح الجديد أسرع بمرتين خلال الفترة المعتادة لاستيقاظ الفأرعن فترة نومه.
ويبدو أنّ هذا يرجع إلى أنّ مجموعة من نحو 30 جينا تكون أكثر نشاطا خلال ساعات الاستيقاظ. وتساعد هذه الجينات على التحكم في الأكتين Actin، وهو بروتين تستخدمه الخلايا الليفية للتحرك.
ويعتقد فريق هويل أنّ الشفاء قد يكون مرتبطا بإيقاع الساعة البيولوجية Circadian Rhythm في الثدييات، لأننا أكثر عرضة للإصابة خلال هذا الجزء النشط من يومنا.
“وقد تكون النتيجة مفيدة طبيا،” كما يقول هويل. وإذا كانت الأدوية تخدع أماكن الإصابة بأنها في فترة “النهار”، فإنها قد تلتئم بسرعة أكبر، على سبيل المثال. ويقول ديرك جان ديك Derk-Jan Dijk، من جامعة ساري University of Surrey بالمملكة المتحدة: “هذا البحث يضيف إلى الأدلة المتراكمة على أنّ ‘الوقت من اليوم’ أو ‘إيقاع الساعة البيولوجية’ هي مسائل مهمة في الطب.” ويضيف: “السؤال هو كيف يمكننا الاستفادة من هذه المعرفة، وما إذا كان يمكن تغيير الممارسة السريرية ومساعدة المرضى.”