العودة إلى القمر بثماني بعثات
يقول الجميع إنهم ذاهبون إلى القمر. فبين برامج الفضاء الوطنية وبين المبادرات الخاصة، فإن عام 2018 هو العام الذي يستهدف إطلاق ثماني بعثات مختلفة على الأقل إلى القمر، مما يجعله الوجهة الأكثر شعبية خارج المدار الأرضي المنخفض.
وفي العام الماضي قال ايلون موسك Elon Musk إن شركة سبيس اكس SpaceX تخطط لإرسال سائحين في رحلة حول القمر عام 2018، وذلك بواسطة صاروخه المسمّى هيفي فالكون Falcon Heavy وكبسولته المسمّاة كرو دراغون Crew Dragon. ولم يحلّق أيّ منهما حتى الآن، لذا فهما يواجهان اختبارا مهما قبل الموعد المحدد لإطلاقهما نهاية العام، حتى أن وجود أدنى مشكلة في أيٍّ منهما قد يؤخر الرحلة. ولم يُفصح موسك عن هوية السائحيْن اللذين سيدفعان مبلغا ماليا غير مصرح به – ولكنه بالتأكيد مبلغ فلكيّ- من أجل هذه الرحلة. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرّح في ديسمبر أنّ الولايات المتحدة ستعيد إرسال رُوّاد الفضاء إلى القمر، ولكن في هذا السباق الحديث إلى القمر فإنّ آخرين كُثُر سيسبقونها إلى هناك.
وتعد جائزة غوغل اكس القمرية Google Lunar X Prize هي المحفّز لخمس مجموعات ممولة من القطاع الخاص تبذل جهودها لإطلاق مسبار وجعله يهبط على سطح القمر. وأوّل شركة من هذه الشركات الخمس تنجح في التجول على سطح القمر وإرسال فيديوهات إلى الأرض سوف تتلقى مبلغا ماليا قدره ثلاثين مليون دولار. ولمنع أي تمديد إضافي في الموعد النهائي –إذ أُجريت عدة تمديدات للمهلة منذ إطلاق التحدي عام 2007، فإنّ المسابقة سوف تنتهي بتاريخ 31 مارس. لدى جميع المتنافسين عقود مع مزودي خدمة الإطلاق، لكن المسابير لا تزال قيد البناء، وما من شيء يضمن انتهائها في الوقت المحدد، أو نجاتها خلال الرحلة.
“يعد سطح القمر الوجهة الأكثر شعبية خارج المدار الأرضي المنخفض، بل إنّه قد يصبح مزدحما بعض الشيء”
لكنّهم ليسوا الوحيدين الذين أصيبوا بحمى هوس القمر، فالهند تهدف إلى إطلاق أول مسبار لها في شهر مارس، إضافة إلى مركبة تدور حول القمر ومركبة هبوط. كما من المقرر إطلاق بعثة تشانغي 4Chang’e الصينية في ديسمبر عام 2018، مع ثاني مسبار ومركبة قمرية تطلقها البلاد. ولكونها كانت مُصمّمة كنسخة احتياطية لسابقاتها، فقد أُعيد توجيهها لهبوط أكثر صعوبة على الجانب البعيد من القمر. وكانت بعثة تشانغي 3 قد تجولت لمدة عام ونصف على سطح القمر قبل توقفها عن الإرسال عام 2015. أما الآن فيسكون لها صديق، بل إن المكان قد يصبح مزدحما بعض الشيء.