هل يمكن للتطبيق إخبارك بما إذا كنت ستصاب بالخرف قبل طبيبك بسنوات؟
يمكن للمغامرة البحرية أو رحلات السفاري اختبار الدماغ بأكثر من طريقة. وباستخدام هذه المواضيع وأكثر من ذلك، فإنّ فيضا من الألعاب والتطبيقات Apps الجديدة تأمل بتحديد علامات الخرف Dementia سنواتٍ أو عقودا قبل أن يُشخَّص الشخص بذلك.
وفي هذا شهر مايو [2018] فقط، فازت منصة Platform واحدة بجائزة الابتكار في التشخيص المبكر للخرف، كما أُعلن عن أداة أخرى للتنبؤ بها في كندا. ولكن أيعمل أي منهم بالفعل؟ وإن كان الأمر كذلك، فهل من المُجدي أن تعرف بأنّك مصاب بمرض عضال غير قابل للشفاء قبل أن يبدأ بالتأثير في حياتك؟
وعلى الرغم من أنّ الاختبارات الإدراكية Cognitive tests التي تهدف إلى قياس معرفتك أو ذاكرتك أو “عمر الدماغ” كانت موجودة منذ فترة، فقد شهدت السنوات القليلة الماضية ارتفاعًا في الاختبارات التي تبحث تحديدًا عن العلامات المبكرة للخرف، بما في ذلك مرض آلزايمر Alzheimer’s disease.
فلعبة سي هيرو كويست Sea Hero Quest، وهي لعبة تتطلب من اللاعبين السفر عبر المحيطات بحثًا عن ذكريات مفقودة، تختبر قدرة الشخص على التنقل، على سبيل المثال. وواحدة من أولى العلامات الواضحة لمرض آلزايمر هي اضطراب التوجه المكاني، كما يقول هيوغو سبيرز Hugo Spiers من يونيفرستي كوليدج لندن University College London، والذي شارك في تصميم اللعبة.
وتعمل النسخة الحالية من Sea Hero Quest فقط كلعبة، ولكنّ سبيرز وزملاءه يعملون على إصدارٍ يستخدم مجموع نقاط الشخص حتى يُرِيَهُ الطبيب لِيُشخّص ما إذا كان الشخص يُظهر علامات مبكرة على مرض آلزايمر.
ولسينا حبيبي Sina Habibi هدف مشابه في شركته كوغنيتيفيتي Cognetivity، المنبثقة من جامعة كامبريدج Cambridge University. إذ يتضمن اختبار كوغنيتيفيتي الذي تبلغ مدته خمس دقائق، ويعمل على جهاز آيباد iPad، عرض مشاهد مختلفة في تتابع سريع. ويتعين على اللاعبين اختيار تلك التي تحتوي على الحيوانات بأسرع ما يمكن.
ولا يُسجل الاختبار الذاكرة، إذ كما يقول حبيبي: “يمكن للدماغ حجب وإخفاء التدهور في اختبارات الذاكرة لفترة طويلة.” وقد اختار فريقه التركيز على المعالجة البصرية لأنّها إحدى المهارات الأخرى الأولى من المعاناة في المراحل المبكرة من الخرف. ويقوم الاختبار أيضا بتجنيد مناطق مختلفة من الدماغ، كما يقول حبيبي، بما في ذلك التي تتعلق بالحركة.
وتسلك برين تيست BrainTest طريقة أخرى. فقد استندت الشركة صاحبة الاختبار التي تتخذ من كندا مقراً لها على الاختبارات الإدراكية الحالية لمنتجها، والتي تقيِّم مجموعة من المهارات المعرفية عن طريق اختبار قدرة الشخص على إجراء الحسابات وتوجيه نفسه وحل المشكلات. ويقول دوغلاس شاري Douglas Scharre من جامعة ولاية أوهايو Ohio State University، والذي قدّم المشورة لتطوير الاختبار: “إنه ليس مجرد اختبار للذاكرة – إنه يبحث في اللغة والذاكرة ومهارات الرؤية البصرية.”
إذا سألت أي شركة، فستُجيب بأنّ اختبارها هو الأفضل، كما تقول كارول روتليدج Carol Routledge، رئيسة أبحاث آلزايمر في المملكة المتحدة Alzheimer’s Research UK.
إذ تُركّز جميع الاختبارات على جوانب مختلفة من وظيفة الدماغ – والتي يمكن أن تعطينا حقا أفضل مؤشر على الخرف؟ إذ تقول روتليدج: “نحن لا نعلم، لأننا لا نُشخّص الخرف في وقت مبكر بما فيه الكفاية.” ومع استخدام المزيد من الأشخاص للتطبيقات المختلفة، قد تظهر في نهاية المطاف استراتيجية مفيدة.
ومع ذلك، حتى ولو علمنا أنّ المعالجة البصرية، على سبيل المثال، كانت في الحقيقة أوّل علامة على بداية الخرف، فإنّ الأمر سيتطلب الكثير من العمل لمعرفة بالضبط أي شكل من أشكال الخرف سيحدث على الأرجح. ” وهناك ما يصل إلى 80 من الأمراض المختلفة التي يمكن أن تسبب الخرف،” كما يقول جيمس بيكيت James Pickett، رئيس الأبحاث في جمعية آلزايمر Alzheimer’s Society. ويمكن أن تؤثر الأشكال المتعددة في مناطق مختلفة من الدماغ بطرق شتى، ويمكن أن تتنوع أعراضها، لذا من المهم أن تكون قادراً على التمييز بينها.
وفي حين تتوفر الإصدارات المبكرة من الاختبارات عبر الإنترنت كألعاب، فإنّها لا تُخبر الأشخاص بما إذا كانوا يظهرون علامات الخرف. وكما اتفقت الشركات التي تواصلت معها نيو ساينتست على أنّ أي اختبار تشخيصي يجب أن يُقدّم تحت إشراف طبي محترف.
وتكمن المشكلة في أنّ هذا قد يعني تغييراً ضئيلاً للغاية عن الوضع الراهن، الأمر الذي يترك الكثير من المرضى دون تشخيص حتى يصبح تلف الدماغ غير قابل للمعالجة. ولا يُشخّص معظم المصابين بالخرف حتى السبعينات والثمانينات من العمر، عندما تظهر عليهم أعراض ملحوظة – ولكن يُعتقد أنّ التغيرات الدماغية التي يرتكز عليها المرض تبدأ من عقدين إلى ثلاثة عقود قبل ذلك. إذ سيكون البديل دمج الاختبارات كجزء من الفحوصات الطبية المنتظمة في منتصف العمر، ولكن من الصعب الجزم ما إذا كان مثل هذا النهج سيتحقق.
ولكن اختبارا بسيطا للخرف المبكر هو هدف جدير بالاستحقاق، يقول بيكيت. ويُضيف أنّ من بين مئات التجارب الإكلينيكية لعقاقير الخرف، قد فشلت جميعها – ربما بسبب اختبارها على من تجاوزت أضرار دماغهم إلى حد لا يُمكن إنقاذه. وإذا كانت هناك طريقة لتحديد هؤلاء الأشخاص في المراحل الأولى من المرض، فستكون لدينا فرصة أفضل لعلاجهم – ربما مع بعض العقاقير التي سبق شطبها.
وبينما لا توجد علاجات يمكن أن تبطئ أو توقف أو تشفي من الخرف، تشير الأدلة الحديثة إلى أنّ هناك أشياء يمكنك القيام بها لتأخير ظهور الأعراض – أي عن طريق زيادة أداء التمرينات وتناول الفواكه والخضار، ووقف تناول الأطعمة الدهنية. ويبدو أنّ الهوايات والحياة الاجتماعية مفيدة أيضًا.
وتقول روتليدج: “إذا كان لديك أسلوب حياة أكثر صحّية، فقد تتمكن من إبطاء ظهور الأعراض،” وتُضيف: “ومن الناحية النظرية، إذا كان بإمكانك إبطاء المرض لمدة خمس إلى عشر سنوات، فإنّ هؤلاء الناس سيموتون بسبب الشي