أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
الطب وصحة

امرأة تنجو من سرطان الثدي النقيلي بفضل علاج جديد

علاج يستهدف جهاز المناعة أثمر عن نتائج مذهلة في الأشخاص المصابين بأربعة أنواع من السرطان في مراحل متقدمة لم تكن قابلة للعلاج من قبل

نجح نوع من العلاج المناعي في علاج سرطان الثدي Breast Cancer للمرة الأولى، مما رفع الآمال بإمكانية علاج أنواعٍ أخرى من السرطان المتقدم، حتى بعد انتشاره.

وكانت جودي بيركنز (في الصورة) مصابة بسرطان الثدي الذي انتشر إلى أعضاء أخرى. ويقول ستيفن روزنبرغ Steven Rosenberg من معاهد الصحة الوطنية National Institutes of Health في ميريلاند: “كانت لديها أورام بحجم كرة التنس في جميع أنحاء كبدها،” ويضيف: “كان من المحتمل أن يتسبب في وفاتها في شهرين أو ثلاثة.”

وقد جربت جودي سبعة علاجات أخرى للسرطان دون نجاح. وبعد ستة أسابيع من تلقي العلاج المناعي الجديد، انخفض حجم أورام بيركنز إلى النصف. وبعد عام اختفت. وبعدها بقيت خالية من السرطان لمدة عامين ونصف من العلاج.

وقالت بيركنز إنها كانت “تخطط للموت” قبل أن تسجل للمشاركة في التجربة. ومنذ أن استكملت العلاج استأنفت حياتها الطبيعية، بما في ذلك التجديف بالكاياك Kayaking.

ويستهدف العلاج الذي طوره روزنبرغ وزملاؤه الطفرات الجينية التي اكتسبتها الخلايا السرطانية أثناء نموها وتكاثرها. إذ يمكن لبعض الطفرات تحفيز نظام المناعة لمهاجمة السرطان، لكن هذا التفاعل عادة ليس قويًا بما فيه الكفاية لمحاربة السرطان من تلقاء ذاته.

 لقد صار تعزيز هذا الهجوم الطبيعي استراتيجية شائعة لعلاجات السرطان الجديدة، لكنه نهج صعب، لأنّ الطفرات يمكن أن تختلف كثيرًا بين الأشخاص المصابين بالسرطان ذاته.

وقد حقق النهج الفردي للعلاج الذي يقوم فيه الأطباء بمضاعفة الخلايا المناعية لشخص ما في المختبر ومن ثم إعادة حقنها في الجسم، بعض النجاح ضد السرطانات التي تحوي الكثير من الطفرات، مثل سرطان الجلد Skin Cancer. ولكن حتى الآن، لم تنجح طرق كهذه في السرطانات التي تحوي عددا أقل من الطفرات، مثل سرطان الثدي.

وعادة، اثنان في المئة فقط من الطفرات في سرطان الثدي قادرة على إثارة استجابة مناعية. ولتحقيق أقصى حد يأخذ روزنبرغ وزملاؤه خلايا مناعية تسمى اللمفاويات lymphocytes من مريض ويفرزونها لتحديد الخلايا الفردية التي أصبحت مُعدّة للتعرف على الطفرات في سرطانها.

ويحدد الباحثون هذه الطفرات عن طريق تسلسل الحمض النووي DNA للخلايا السرطانية لدى الشخص، ومقارنته بالحمض النووي لخلاياه السليمة. بعد ذلك، يختبرون عينة من الخلايا الليمفاوية للشخص لمعرفة التغيرات التي يمكن أن تؤدي إلى الاستجابة، قبل مضاعفة تلك الخلايا القادرة على التعرف عليها.

وبهذه الطريقة، حدّد الباحثون الخلايا الليمفاوية المعنية  التي يمكن أن تتعرف على أربع طفرات في سرطان بيركنز وضاعفوا أعدادها. ثم أعادوا تقديم 80 بليون منها مرة أخرى في دمها، إلى جانب دواء يعزز النشاط المناعي (Nature Medicine, doi.org/cqjx).

والنهج نفسه قد نجح بالفعل في علاج بعض حالات سرطان الكبد والقولون وعنق الرحم. معا، هذه النتائج تعزز الآمال في علاج السرطانات المتقدمة التي قاومت العلاجات الأخرى. ويقول روزنبرغ: “هؤلاء هم مرضى يعانون أمراضا سرطانية شائعة لا توجد لها علاجات فعالة ما أن يصير السرطان نقيلا Metastasises, لذا فهي تُمثل طريقة جديدة لاستخدام العلاج المناعي لعلاج السرطان.”

“بعد ستة أسابيع من تلقي العلاج المناعي الجديد، فقد انخفض حجم أورام جودي بيركنز إلى النصف”

ويقول تشارلز سوانتون Charles Swanton من معهد فرانسيس كريك Francis Crick Institute في لندن: “أعتقد أنها استراتيجية مثيرة وواعدة للغاية.”

وإلى حين إجراء تجربة إكلينيكية، لن نعرف مدى فعالية هذا النهج. وقد عالج الفريق حتى الآن امرأتين أخريين مصابتين بسرطان الثدي، لم تستجب أحداهما للعلاج، وتوفيت الأخرى قبل أن يتمكنوا من تقييم العلاج.

علاج جيني لسرطان الكبد  Genetic treatment for liver cancer

تتوسع مجموعة أدوات علاج السرطانات المتقدمة إلى ما هو أبعد من العلاجات المعتادة والعلاجات المناعية (انظرك المقالة الرئيسية). وكان هناك نهج جديد تمامًا له نتائج أولية جيدة في سرطان الكبد المتقدم.

إذ يعمل الدواء الجديد عن طريق زيادة نشاط الجين الذي يوقف نمو السرطانات. ويحتوي على قطعة من المادة الوراثية المصممة بعناية – تسمى الحمض النووي RNA الصغير المُنشِّط small activating RNA – لتعزيز هذا الجين بشكل اصطناعي.

وإنّ الأشخاص الثمانية والعشرين المسجلين في تجربة صغيرة لهذا الدواء هم أول من سيتلقى هذا النوع من العلاج في العالم. وجميع المتلقين مصابون بسرطان الكبد المتقدم، الذي عادة ما يكون مميتا في غضون عامين.

وأفضل النتائج التي ظهرت لمريض انخفض حجم الورم عنده بنسبة 75 في المئة، حسب قول قائد الفريق ديباشيس ساركر Debashis Sarker من جامعة كينغز كوليدج King’s College London في لندن. كما توقفت الأورام عن النمو في أربعة أشخاص آخرين. وعُرِضت النتائج في اجتماع للجمعية الأمريكية لعلم الأورام الإكلينيكية American Society of Clinical Oncology في شيكاغو هذا الأسبوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى