أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
تكنولوجيا

مدينة الاستشعار

تأخر تطبيق العديد من مخططات المدن الذكيّة، أو اضطر إلى تقليص أهدافها الطموحة، أو كانت أسعارها الباهظة بعيدة عن متناول الجميع باستثناء شديدي الثراء. ولكن مشروعا جديدا في مدينة تورونتو، يسمى كيسايد Quayside، يأمل بتغيير هذا النمط من الفشل من خلال إعادة التفكير في حيٍّ حضري من الألف إلى الياء، وبنائه بأحدث التقنيات الرقميّة.

وتتعاون مختبرات سايدووك التابعة لشركة ألفابيت Alphabet، ومقرها نيويورك، مع الحكومة الكندية في هذا المشروع فائق التقنية، والذي من المقرر أن يطل على الواجهة البحرية للمنطقة الصناعيّة في تورنتو.

ويتمثل أحد أهداف المشروع باتخاذ القرارات بشأن التصميم والسياسة والتكنولوجيا بناء على معلومات مستقاة من شبكة واسعة من أجهزة الاستشعار التي تجمع بياناتٍ عن كل شيء، بدءاً من نوعية الهواء ومستويات الضوضاء وحتى أنشطة الناس.

وتدعو الخطة إلى أن تكون جميع المركبات مستقلة ومتشَارَكة، كما ستتجوّل الروبوتات تحت الأرض للقيام بالمهام البسيطة، مثل تسليم البريد.

وتقول مختبرات سايدووك إنّها ستتيح الوصول إلى البرامج والأنظمة التي تنشئها، وذلك لتتمكن الشركات الأخرى من بناء الخدمات فوقها، مثلما يبني الناس تطبيقات الهواتف النقالة.

وتعتزم الشركة مراقبة البنية التحتية العامة عن كثب، مما أثار مخاوف بشأن إدارة البيانات والخصوصية. ولكن مختبرات سايدووك تعتقد أنّ باستطاعتها العمل مع المجتمع والحكومة المحلية للتقليل من تلك المخاوف.

ويقول المسؤول التنفيذي الذي يرأس تخطيط النظم الحضرية لمختبرات سايدووك ريت أغاروالا Rit Aggarwala: «الأمر المميّز حقا بشأن ما نحاول فعله في مشروع كيسايد Quayside هو أنّه ليس طموحا بشكل استثنائي فحسب، بل إنّه يمتاز أيضا بقدر من التواضع.» هذا التواضع قد يساعد كيسايد على تجنب المآزِق التي ابتليت بها مبادرات المدن الذكية السابقة.

وقد بدأت مدن أخرى في أمريكا الشمالية بالفعل بالمطالبة في أن تكون على قائمة مختبرات سايدووك، وذلك وفقا لوكالة ووترفرونت تورنتو، وهي الوكالة العامة المشرفة على تطوير مشروع كيسايد. ويقول الرئيس التنفيذي للوكالة ويل فليسيغ Will Fleissig: «لقد تقدمت كل من سان فرانسيسكو ودنفر ولوس أنجلوس وبوسطن بعروض من أجل الانضمام إلى المشروع.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى