في دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية “تقدم العلم” Science Advances، أثبت باحثون في جامعة أوبسالا أن ليلة واحدة من فقدان النوم تؤثر على عمل الجينات وعلى تنظيم الأيض الغذائي في الانسان. ولعل هذا يفسر كيف أن العمل بنظام النوبات الليلية وكذلك قلة النوم يؤثران سلبا على عمليات الجسم الحيوية المختلفة.
وقد أظهرت دراسات الحالات الوبائية أن خطر الإصابة بالسمنة وبمرض السكري من النوع الثاني يرتفع في أولئك الذين يعانون من فقدان النوم المزمن أو من يعملون بنظام النوبات الليلية. كما وأظهرت دراسات أخرى أن هناك علاقة وثيقة بين النوم المتقطع وزيادة الوزن الضارة، حيث يسبب النوم المتقطع أو المضطرب زيادة في تراكم الدهون مقترنةً في نفس الوقت مع تضاؤل في الكتلة العضلية، مما يؤدي لعواقب صحية وخيمة. ولكن مع كل هذه النتائج، لم تثبت الأبحاث حتى الآن الكيفية والآلية التي تسببها قلة النوم بالتركيبة الجزيئية للأنسجة والتي بموجبها ترتفع نسبة إحتمالية ازدياد الوزن المرضي.
وفي الدراسة المذكورة تم أخذ عينة نسيجية من الدهون تحت الجلدية وكذلك عينة عضلية من متطوعين أصحاء ذوي وزن عادي. في المرة الأولى أُخذت العينات بعد نوم ليلة كاملة لمدة 8 ساعات. وفي المرة الثانية أُخذت العينات من نفس المتطوعين بعد حرمانهم من النوم طوال الليل. وهذا النوع من العينات أي الدهون تحت الجلدية والعضلات دائماً ما تشير إلى اضطرابات كيميائية مرتبطة بالسمنة والسكري. وكشفت نتائج تلك التحاليل أن الحرمان من النوم أدى الى اضطرابات في آلية نظام إيقاف وتشغيل الجينات في الحمض النووي للمتطوعين. ويقول رئيس الفريق البحثي في جامعة أوبسالا الدكتور جوناثان سيدرنيس أن الاضطرابات الكيميائية المذكورة والتي كان سببها الحرمان من النوم حدثت في نفس الجينات التي تتعرض لنفس الاضطرابات الكيميائية بسبب السمنة ومرض السكري النوع الثاني. وبهذا فقد أظهرت النتائج ولأول مرة وجود علاقة إرتباط بين اضطرابات النوم والإصابة بالسمنة ومرض السكري النوع الثاني.
ويكمل د. سيدرنيس أنهم لاحظوا في هذه الدراسة تزايد التهابات الأنسجة كنتيجة لفقدان النوم. وصاحب هذا في نفس الوقت ملاحظة أن الأنسجة الدهنية تحاول زيادة قدرتها على تخزين الدهون، بالإضافة إلى تكسر واضح في بروتينات العضلات الهيكلية في ما يعرف أيضا باسم الهدم الأيضي. وكذلك تم توثيق تغيرات في مستويات بعض بروتينات العضلات الهيكلية ذات الصلة الوثيقة بعمليات استغلال جلوكوز الدم، مما يفسر ربما لماذا تعطلت حساسية الجلوكوز لدى المشاركين في تجربة الحرمان من النوم. ولذا وعندما تؤخذ جميع هذه النتائج والملاحظات بعين الاعتبار، فإنه من الممكن شرح هذه الظاهرة ولو جزئياً حول العلاقة بين الحرمان المزمن من النوم أو الانخراط في نوبات عمل ليلية، وبين خطر السمنة المرضية وكذلك زيادة معدل خطورة الإصابة بمرض السكري النوع الثاني كما يقول د. سيدرنيس.
ومن الجدير بالذكر أن هذه النتائج المخبرية هي محصلة ليلة واحدة فقط من الحرمان من النوم، ولذا فإنه ليس من المعروف تأثير المدى الطويل لاختلال نمط النوم السليم على كيميائية الأنسجة المذكورة. وأنه من المثير من الناحية العلمية معرفة تأثير الرجوع الى نمط النوم السليم على تعديل وتصحيح الاختلالات الكيميائية لتلك الأنسجة. وكذلك معرفة دور الحمية الغذائية وممارسة الرياضة على تخفيف الآثار الضارة على عمل الجينات بسبب اضطرابات النوم أو الحرمان منه وبالتالي المحافظة على الوزن السليم وتجنب الإصابة بمرض السكري النوع الثاني.
نفسي اكون باحثه علميه مشهوره واسمي يتكتب في مجله من مجلات النخبه العظيمه ولا ادري من اين ابدأ فياريت تقرأ رسالتي وتفيدني وشكرا
في البداية تدخلي تخصص علمي تحبيه و تبدعي فيه و بعد ان تنهي البكالوريوس تدخلي الماجستير بتخصص دقيق ثم تدخلي الدكتوراه بجزئية معينة من التخصص الدقيق. هذا المشوار الطويل يجب ان يتم في جامعات متميزة و تتميه بحب و شغف.