ملف الذاكرة: لما الذكريات وهم، والنسيان مفيد لك؟
عوضا عن كونها مجرد خزانة ملفات في الدماغ، فقد تبيّن أن الذاكرة وهم متقن يُشكِّل إحساسنا بذاتنا. إليك كيف تفهم ذاكرتك بشكل أفضل.
ترجمة: مرام سيف العنزي
عند تفكيرنا فيما يجعلنا على ما نحن عليه، من السهل اختيار الذاكرة جوابا. فإضافة إلى الآثار الملموسة على جسدك من مرور الزمن، فإن ذكرياتك هي غالبا الشيء الوحيد الذي يربط بين جلوسك هنا اليوم وبين عدد من “الأنا” من العديد من الأيام السابقة من وجودك. من دونها، لن تكون لعلاقاتك أي معنى، ناهيك عن معارفك، ذوقك، و مغامراتك العديدة. وقد يكون من غير المبالغ قول إن ذكرياتك هي ماهيتك.
بعد معرفتنا بهذا، يكون من غير المفاجئ أن العديد من حقول علم الأعصاب المزدهرة قد صبت جهودها نحو فهم ماهية ما يشكل الذكرى وكيف نتمكن من المحافظة عليها.
قد تكون الفكرة الأكثر إثارة التي أنتجتها الدراسات مؤخرا هي إعادة تخيل الجانب المظلم من الذاكرة- النسيان.
وعندما تتلاشى ذكرياتنا العزيزة أو نفشل في تذكر عمل مهم، فمن السهل أن نشعر أن ذاكرتنا تخوننا. ولكن أحدث الدراسات تظهر أن مجرد التفكير في ماهية الذكرى -انطلاقا من ثنائية الدقة-الخطأ- هو مغالطة. عوضا عن ذلك، ذكرياتنا مرنة، ولسبب وجيه.
وبدلا من وجودها في خزانة الملفات في الدماغ، فإننا نحيك الذكريات من العدم بأسلوبنا الخاص (انظر: كيف يمكن لشخصين اثنين تذكّر حدث ما بشكل مختلف جدا؟). فأثناء نومنا، يقوم الدماغ بتحويلها بدقة إلى أكثر النسخ فائدة (انظر: ماذا يحدث لذاكرتك أثناء نومك؟). وتؤثر التكنولوجيا أيضا في عملية استرجاعنا للذكريات وقد تخلق حتى ذكريات جديدة بالكامل (انظر: هل التكنولوجيا تجعل ذاكرتك أكثر سوءًا؟). وفيما يتعلق بالنسيان، وعلى الرغم من كونه أمرا مزعجا، إلا أننا سنضيع من دونه. فقد تبين أن الذاكرة وهمٌ، وهمٌ نخلقه كل مرة نستعيد فيها الماضي وهذا لتصميم رائع لمساعدتك على عيش حياتك.
© Copyright New Scientist Ltd.