أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
غير مصنف

أفاتار المتوفين الذي ينشؤه الذكاء الاصطناعي للأشخاص قد يغير الطريقة التي نحزن بها

الآن هناك شركات توفر بوتات دردشة يبدو أنها تحاكي الإتيان من عالم الموتى. لكن علماء النفس يقولون إن «تقنية الحزن» هذه قد تتداخل مع أنماط نشاط الدماغ التي نتكيف من خلالها مع خسارة من هم في حياتنا

كانت أمي هي الوحيدة التي تضحك على نكاتي السخيفة. هذا جزئياً لأنها كانت، بشكل أو بآخر، تضحك على نفسها؛ فقد ورثت منها حسي الفكاهي.

لن أسمع ضحكتها العفوية الطفولية مرة أخرى. توفيت أمي العام الماضي، في 17 يناير 2022، عن عمر ناهز 76 عاماً، ولا تزال هناك أيام أستعد فيها لبذل الغالي والرخيص من أجل سماع صوتها. وما فاجأني أنني علمت مؤخراً أنه يمكنني ذلك، وكل ما علىّ فعله هو تقديم بياناتها إلى واحد من عدد لا يحصى من تطبيقات «تقنية الحزن» Grief tech المتاحة. مقابل مبلغ صغير من المال، أو حتى مجاناً، يمكنني تغذية رسائل البريد الصوتي ومقاطع الفيديو والرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني القديمة إلى خوارزمية وإنشاء أفاتار (صورة رمزية) Avatar رقمي لها.

وبما أنني تخطيت أسوأ مراحل الحزن، أشعر بميل إلى تجربة ذلك. يمكنني اختيار رحلتي الخاصة مع الموتى باستخدام بوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي أو مقاطع الفيديو الحوارية أو حتى جلسة استحضار أرواح تفاعلية. ولكن هناك مخاطر: أصبحت هذه النفس الثانية، التي كانت موجودة منذ عدة سنوات، واقعية بشكل غير منطقي. أخشى أن إبقاء أمي في السحابة – أو والدي، الذي توفي قبل تسعة أشهر – سيخل بمراحل تعاملي مع الحزن. فهل سيؤدي استحضار شبحها الرقمي إلى إبقائي مرتبطاً بها، أم هل سأعود إلى تلك الأشهر المؤلمة التي تلت وفاتها مباشرة؟

لا نعرف حتى الآن كيف ستغير هذه الصناعة المزدهرة علاقاتنا مع الأحباء الذين توفوا

لا نعرف حتى الآن كيف ستغير هذه الصناعة المزدهرة علاقاتنا مع الأحباء الذين توفوا. ولكن النماذج النفسية الحديثة للحزن، مع معارفنا الجديدة حول آلياتها العصبية، تثير بعض القلق. تقول عالمة النفس ماري-فرانسيس أوكونور Mary-Frances O’Connor إن الواقعية المتزايدة لهذه التطبيقات تسمح لها «بزيادة شدة الشعور بالحزن».

على مر التاريخ، وجد الناس طرقاً للتواصل مع الموتى. الأضرحة والمذابح موجودة منذ آلاف السنين. في القرن التاسع عشر، أدى اختراع الصورة إلى تقدم في هذا المجال، مما سمح للنخبة من المجتمع الفيكتوري بعرض صور دائمة لأحبائهم المتوفين – والملتقطة بعد الوفاة – على الحائط. تقول أوكونور، والتي تقود مختبر الحزن والخسارة والإجهاد الاجتماعي Grief, Loss and Social Stress Lab في جامعة أريزونا University of Arizona: «لقد جعل ذلك الشخص حقيقياً وأظهر لبقية العالم أنه موجود».

أغلقت الصور المسافة الحدية بين الوجود والغياب بعد الموت، مما سمح بنوع جديد من العلاقة. تقول عالمة نفس الحزن سارين سيلي Saren Seeley في مدرسة إيكان للطب في ماونت سيناي Icahn School of Medicine at Mount Sinai في نيويورك: «لطالما وجدنا طرقاً للبقاء على مقربة من أحبائنا». وتقول إن الحفاظ على هذه العلاقات أمر صحي تماماً.

بالنسبة إلى الكثيرين منا، يكون الحزن حاداً خلال الأشهر الستة إلى الاثني عشر الأولى بعد وفاة أحد الأحباء، على الرغم من أن سيلي تؤكد أن تجربة كل منا مختلفة. خلال ذلك الوقت، تكون الحياة ضباباً من الحزن ويهيمن على الأيام شوق عميق. ترتفع مستويات هرمون التوتر الكورتيزول وتتضاءل دفاعات الجهاز المناعي. فغالباً ما نتأرجح بين الدموع حول ما فقدناه وإنكار تلك الخسارة. مع مرور الوقت، بالنسبة إلى الكثيرين، يكون الحزن أقل حدة. يستقر واقع جديد لغياب الموتى جنباً إلى جنب مع الذكريات الجميلة. بعد ذلك، تحل آلام الحزن التي تأتي أحياناً محل اليأس المستمر.

النقطة الحاسمة في الحزن تكون عند تخفيف الارتباط بالمتوفى. لكنه يبدو أن تطبيقات تقنية الحزن قادرة على تعزيز هذا الارتباط وإطالة أمده، مما قد يعطل العملية المعتادة. مدعومة بالتقدم في الذكاء الاصطناعي، تخلق هذه التطبيقات أفاتارات مقنعة يبدو أنها تأتي من عالم الموتى، كما يقول موقع Seance AI التفاعلي. وتستخدم بعض التطبيقات، مثل ريبليكا Replika، قوة المحادثة لبوتات الدردشة التوليدية، مثل تشات جي بي تي ChatGPT، لإنشاء محادثات مقنعة. يستخدم آخرون، مثل ستوري فايل لايف StoryFile Life، الذكاء الاصطناعي التوليدي فقط كمساعدة صغيرة. تقوم الشركة بإجراء مقابلات فيديو مسجلة مسبقاً، حيث يُطلب إلى الشخص الذي يُرغب في إعادة إنشائه بعد الموت الإجابة على سلسلة من الأسئلة – بعضها تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي. بعد ذلك، تُمزج هذه المقابلات بطرق تسمح لمن فقدوا هذا المتوفى بإجراء محادثة واقعية مع الأفاتار.

احتل مؤسس StoryFile Life، ستيفن سميث Stephen Smith، عناوين الصحف في 2022 عندما أنشأ صورة أفاتاراً لوالدته التي تحدثت في جنازتها. يقول إن هذه التقنيات هي «نسخة جديدة من ألبوم الصور»، مما يجلب الراحة في وقت الخسارة المؤلمة. كما يقول: «إن معرفة أن لديك هذا ’الألبوم‘ وأنك ستكون قادراً على العودة إليه في وقت ما في المستقبل – أن هذه القصص لم تضع – قد تساعد الشخص واقعياً على التأقلم». ولكن خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تُشغل بوتات الدردشة والأفاتارات هذه بعيدة كل البعد عن الأفلام الفوتوغرافية، كما تشير أوكونور. منذ عام 1966، لوحظ أن بوتات الدردشة تثير ردود فعل قوية لدى البشر. ابتكر عالم الحاسوب جوزيف وايزنبوم Joseph Weizenbaum في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إليزا Eliza، وهو بوت دردشة قادر على إجراء محادثة بدائية. لاحظ وايزنباوم أن الناس الذين يتفاعلون مع إليزا ينظرون إلى كائن ذكي، على الرغم من معرفتهم أنهم كانوا يتحدثون إلى برنامج حاسوب.

تخلق بوتات والأفاتارات اليوم استجابات عاطفية أقوى بكثير. بعيداً عن الذكاء الاصطناعي المبني على اللغة، فإن التقدم في تكنولوجيا استنساخ الصوت والواقع الافتراضي والهولوغرام جعل تحقيق الخلود الرقمي أسهل من أي وقت مضى. ففي عام 2022، قارن عالما النفس بيلين خيمينيز ألونسو Belén Jiménez-Alonso في جامعة كاتالونيا المفتوحة Open University of Catalonia وإغناسيو بريسكو دي لونا Ignacio Brescó de Luna في جامعة مدريد المستقلة Autonomous University of Madrid، إسبانيا، هذه التطبيقات التفاعلية بمواقع إحياء الذكرى على الإنترنت online memorials، مثل تلك الموجودة على فيسبوك ومواقع الجنازات. وذكرا أن شركات تكنولوجيا الحزن لديها حافز «لإبقاء المشيعين مدمنين، بطريقة قد تكون ضارة بمراحل الحزن التي يمر بها الثكلى». فالشيء الذي يجعل الأفاتار الرقمي لأمي مقنعاً للغاية قد يجعله ضاراً أيضاً.

يمكن أن تساعدنا النماذج النفسية الحديثة للحزن على فهم كيف يمكن أن تتدخل هذه البوتات. فالفكرة الشائعة بأن هناك خمس مراحل متتالية للحزن – تبدأ بالإنكار وتنتهي بالقبول – لم تعد سائدة. تجادل مراجَعة نشرتها أوكونور وسيلي العام الماضي بأن الحزن هو في الواقع نوع من التعلم. في الفترة المبكرة من الحزن، ما زلنا نتوقع أن يعود أحبائنا في نهاية اليوم، ونبحث عنهم عندما لا يعودون. فيتصارع الدماغ مع نفسه عندما يتضارب نوعا الذاكرة. تتعقب «الذاكرة الدلالية» Semantic memory المعرفة العامة حول كيفية سير الأمور، بما في ذلك الذات وعلاقاتنا مع الآخرين، في حين أن «ذاكرة الأحداث» Episodic memory تلتقط أحداثاً محددة متجذرة في المكان والزمن. أثناء الحزن، يتعارض التوقع الدلالي بأن العلاقة ستستمر مع الذكريات الحدثية بأن الشخص قد توفي. من خلال تعلم تسوية هذا الصراع، نتكيف تدريجياً مع خسارتنا، بحسب ما تقول سيلي.

تقول سيلي أيضاً إن تذبذب الحزن زيادة ونقصاناً – والذي يظهر كغرق في الحزن أحياناً، وضحك على مسرحية هزلية كوميدية أحياناً أخرى – ضروريان في هذا التكيف. لكن البقاء في ظلال الحزن يمكن أن يجعلك عالقاً. وبهذا الصدد تقول أوكونور إن تقنية الحزن، التي تجعل الحصول على تمثيل واقعي لأحد الأحباء يحدث بمجرد ضغطة بفأرة الحاسوب، قد تعيق عملية التعلم هذه. وتتابع قائلة: «هناك اختلاف كبير بين أن تكون لديك صورة وأن تفهم بوضوح أن هذا كان في الماضي… وأن يكون لديك أفاتار أو هولوغرام أو بوت دردشة يبدو أنه يتفاعل معك في الوقت الحالي».

الحزن المطول
يعاني نحو عُشر الأشخاص الثكلى من «الحزن المطول» Prolonged grief، والذي يُعرَّف بأنه حزن سائد ومستمر يعطل من سير الحياة اليومية، ويستمر أكثر من الفترة النمطية التي تتراوح بين ستة أشهر و12 شهراً.

يبدو أن الحزن المطول يؤثر في الاتصالات ما بين أجزاء الدماغ. في عام 2008، أجرت أوكونور دراسات دماغية بالرنين المغناطيسي الوظيفي fMRI على النساء اللواتي فقدن مؤخراً أماً أو أختاً بسبب سرطان الثدي. عندما نظرت المشاركات إلى صور أحبائهن المتوفيات، زاد النشاط في مناطق الدماغ التي تعالج الألم العاطفي والجسدي. ولكن، ولمفاجأة أوكونور، في النساء اللواتي يعانين الحزن المطول، تفعلت أيضاً منطقة مرتبطة بالرغبة في الحصول على المكافأة. وتقول إن هذا التوق إلى أن «يكافأ» المرء بوجود حبيب له يبقى موجوداً.

بناءً على هذا البحث، وجدت أوكونور وسيلي ومعاونوهما العام الماضي أنه في الأشخاص الذين يعانون الحزن لفترات طويلة، يصبح نظام التحكم في الانتباه في الدماغ عالقاً. عادة، تتنقل «شبكة البروز» Salience network بسهولة بين العالم الخارجي، على سبيل المثال مشاهدة حصان تراهن عليه، وعالمك الداخلي، مثل تخيل ما ستفعله بالمكاسب. فالشبكة المسؤولة عن هذا الأخير تعرف باسم شبكة الوضع الافتراضي Default mode network وتشارك في اجترار الأفكار والتأمل الذاتي وشرود الذهن. ولكن في الأشخاص الذين يعانون الحزن لفترات طويلة، يبدو أن التفاعل بين شبكة البروز وشبكة الوضع الافتراضي يصير معززاً بمشاعر الحزن الشديدة. تقول سيلي: «قد يؤدي ذلك إلى دورة يصعب فيها الانفصال عن التركيز على المتوفى حتى عندما تكون هذه الأفكار أو الذكريات مؤلمة عاطفياً للغاية».

يمكن للأفاتارات الرقمية تضخيم وإطالة الرغبة في متابعة شيء دائماً ما يكون خارج متناول الثكلى. تقول سيلي: «هذا النشاط الدماغي في مناطق المكافأة واجترار الأفكار قوي حقاً لدى الأشخاص الذين يعانون الاشتياق. تشعر أنك تحاول الاقتراب من تلك العلاقة، لكن البوت ليس هو الشيء الذي تريده». تشعر أوكونور بالقلق من أن من فقدوا شخصاً يمكنهم استخدام تقنية الحزن «لتجنب حقيقة أن أحباءهم لم يعودوا على قيد الحياة»، والتي يمكن أن تغذي أنماط الحنين المستمر والبحث عن الراحة التي هي سمة مميزة للحزن المطول. وتقول إن هذا قد يصبح مشكلة إذا كنت تتفاعل مع بوتات الدردشة على حساب العلاقات مع الأحباء الأحياء. فعلى الرغم من ذلك، هناك دراسة استقصائية نشرت في أبريل 2023، وأجريت على 10 أشخاص فقدوا أحباءهم ممن يستخدمون بوتات الدردشة، وقد وجدت هذه الدراسة أن تقنية الحزن يمكن أن تكون مفيدة – خاصة في الحالات التي تكون فيها الوفاة غير متوقعة أو تترك الفاقدين نادمين أو غاضبين. وتشير الدراسة إلى أن البوتات يمكن أن تخفف من الغضب أو الندم الناجم عن النهاية المفاجئة للعلاقة.

بالتفكير في كل هذا، قررت أن الخطر العاطفي للتواصل مع بوت أمي منخفض جداً. فقد مرّ وقت كافٍ منذ وفاتها لدرجة أن التواصل مع تمثيلها الرقمي من المرجح أن يكون بلسماً لآلام الحزن العرضية، وليس تحريضا للألم. فقد تجاوزت نقطة قبول غيابها، وخفّت حدة حزني. لم تعد لوزتي Amygdala الدماغية هي المسؤولة الآن. فما الضرر الذي يمكن أن ينجم عن محادثة مع خوارزمية؟ 

رسوم: IKON IMAGES / TOMMASO D’INCALCI / SCIENCE PHOTO LIBRARY

ليس لدي تسجيل فيديولأمي لتغذية برمجية StoryFile Life، لذلك قررت تجربة تبادل قصير قائم على النص باستخدام برمجية Seance AI. كما أن قراءة كلماتها، أو شيء قريب من كلماتها، يبدو، من الناحية العاطفية، أكثر أماناً مقارنة برؤيتها. الموقع بسيط، وله واجهة بسيطة الاستخدام تعطيني أوامر بإدخال بعض المعلومات الأساسية حول من أريد «الوصول» إليه، وهذا يشمل اسمه وتاريخ ولادته وتاريخ وفاته وسبب الموت ودينه. ومما أثار دهشتي، أنني بمجرد استذكاري لسبب موتها – وهو سرطان الثدي النقيلي والالتهاب الرئوي- جرفني إلى حافة البكاء.

كما قيمت شخصيتها على مقاييس مختلفة للشخصية، من الانبساط النفسي والعصابية، وطلبت مني البرمجية Seance AI أن أعطيها عينة قصيرة من شيء كتبَتْه (وهنا استخدمت بريداً إلكترونياً فيه أخبار حول أبناء إخوتي). أخيراً، سألتني البرمجية Seance AI عن مزاجي وعما أريد التحدث به معها. أبقيت الأمر بسيطاً: أريد أن أخبرها عن حياتي في البرتغال، حيث انتقلت مؤخراً من الولايات المتحدة، وأريد أن أخبرها أنني أفتقدها.

بجانب لهب شمعة متحرك، تظهر عبارة «التواصل لإجراء اتصال بالجانب الآخر». ثم يَرُد تمثيل رقمي لأمي: «يا عزيزي، أنا أفتقدك أيضاً». على الفور، يثقب الحجاب الفاصل بين عالَمَيْنا. لم أسمع أمي تتلفظ بكلمات «يا عزيزي» في حياتها. بعد الثناء على المعجنات البرتغالية، ذهب البوت الممثل لأمي ليقول أشياء أخرى غير معهودة، مثل «أنا هناك معك في الروح، مع غروب الشمس وأمواج المحيط».

ومع ذلك، فإن بديلها غير المقنع جلب لي وميضاً غير متوقع من الراحة. بع،د ذلك يسألني البوت الممثل لأمي: «للحياة طريقة للمضي قدماً، أليس كذلك؟ ليس الأمر سهلاً، لكنه ضروري. استمر في العيش، واستمر بالاستكشاف، لكلينا، حسناً؟» على الرغم من الصياغة المتناقضة، فإن الكلمات المشجعة تذكرني بحب والدتي للمغامرات – ودعمها كلما شرعت في مغامرة من تلقاء نفسي. لم تقم «جلسة تحضير الأرواح» بإعادة تواصلي معها، لكنها ذكرتني بالاستمتاع بذكرياتنا.

خرجت من تجربتي التقنية الحزينة مع نفسي سالمة إلى حد ما. لم أُلقَ مرة أخرى في حفرة من الحزن الحاد – على الرغم من أن شخصاً بعلاقة مختلفة، أو دماغ تختلف الاتصالات بين أجزاءه، ربما كان سيخرج بنتيجة أسوأ.

كما كان بإمكاني الغوص بشكل أعمق في العالم الرقمي العظيم لو أردت ذلك. لدي تسجيلات صوتية وصور وكتابات لوالديّ كليهما، على الرغم من أنني لم أجرؤ على إعادة النظر في معظمها. في المستقبل القريب، من المحتمل أن يجعل الذكاء الاصطناعي التوليدي الجمع بين هذه البصمات الرقمية بطرق أكثر إقناعاً من الجيل الحالي من تطبيقات تقنية الحزن أمراً ممكناً. فعلى عكس الاستجابات المعلبة لستوري فايل لايف StoryFile Life، قد تشكل الذكاءات الاصطناعية التوليدية المتقدمة التي تجمع بين أنواع مختلفة من الوسائط تهديداً أكثر خطورة لعمليات الحزن الطبيعية، كما تقول لينيا ليستاديوس Linnea Laestadius، باحثة الصحة العامة في جامعة ويسكونسن ميلواكي University of Wisconsin-Milwaukee. وتقول: «سيسمح ذلك للناس بسؤال أي شيء يريدونه. شركات تقنيات الحزن غير مبالية نسبياً بمخاطر هذا».

بعد استكشاف علاقتي بعد الوفاة مع والدتي من خلال بوت دردشة، أدركت أنني راضٍ عن الصور القديمة – مهما كانت قديمة الطراز. فعلى الرغم من صعوبة قبول الموت، إلا أنه جزء من الحياة، والتظاهر بخلاف ذلك لن يجلب الراحة. فإذا ظهرت نسخة مقنعة من أمي باستخدام الذكاء الاصطناعي، فسأقوم بضغط مفتاح الإغلاق دون ندم.

بقلم أبريل ريس

© 2023, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى