أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
غير مصنف

هل يمكن لجلسة علاجية واحدة أن تدفعنا نحو صحة نفسية أفضل؟

يقول كتاب جديد إن التدخلات العلاجية في جلسة واحدة يمكن أن تقلل من أعراض الاكتئاب والقلق وتعاطي المخدرات واضطرابات الأكل. يستكشف ديفيد روبسون هذا النهج الجديد

بقلم ديفيد روبسون

منذ بضعة أيام، حضرت دورة عبر الإنترنت حول المرونة العصبية Neuroplasticity والطرق التي يمكننا بها ذلك تعليم أدمغتنا بناء روابط جديدة تكسر العادات القديمة وأنماط التفكير. تعلمت أنه يمكننا أن نبني سمات مثل اللطف Kindness كما لو كنا نبني عضلاتنا بالتدريب، لكي نكون أشخاصاً جدداً وأفضل.

لقد ألهمني كتاب جديد من تأليف جيسيكا شلايدر Jessica Schleider، المدير المؤسس لمختبر الصحة العقلية القابلة للتطوير Lab for Scalable Mental Health في جامعة نورث وسترن بولاية إلينوي Northwestern University، بعنوان علاجات صغيرة وتأثيرات كبيرة Little Treatments, Big Effects.

حجم هائل من الأبحاث يشير إلى أنّ تدخلات الجلسة الواحدة يمكن أن تقلل من أعراض الاكتئاب والقلق واضطراب الأكل، والإنزلاق إلى تعاطي المخدرات

يستعرض حجما هائلا من الأبحاث التي تظهر أن التدخلات في جلسة واحدة Single-session intervention (اختصاراً: التدخلات SSI) يمكن أن تكون نقاط تحول مهمة في الصحة العقلية للأفراد، مما يقلل من أعراض الاكتئاب والقلق وتعاطي المخدرات واضطراب الأكل.

ونظراً لأزمة أمكانية تكرار نتائج الأبحاث Replication والشهيرة في علم النفس، فقد كنت أشعر بالفضول بشأن جودة هذه الدراسات، لكن العديد منها كانت تجارب كبيرة ومتحكم فيها (مضبوطة) وعشوائية Randomly controlled trials، شملت مئات أو مئات الآلاف من المشاركين. يطبق نهج التدخلات SSI شخصياً، لكن العديد منها متاح أيضاً عبر الإنترنت.

تستهدف العديد التدخلات SSI التي طورتها شلايدر في المقام الأول الشباب الذين قد يعانون بعض الضغوط الناتجة من النمو. فقد جربت بنفسي تدخلا يُسمى «مشروع الشخصية» Project Personality. ويهدف هذا التدخل إلى تعليم الأفراد حول إمكاناتنا للتغيير. ومن خلال سلسلة من دراسات الحالة Case studies والتمارين، تعلمت عن قدرتنا على كسر دورات التفكير السلبي Negative thought cycles والتغلب على المخاوف التي تمنعنا من عيش حياة كاملة. باعتباري كاتباً علمياً، وجدت أن الكثير من المواد كانت مألوفة. لكن يمكنني أن أتخيل أنها ستكون رسالة تمكين لشخص ما يعتقد أن حزنه أو قلقه هو عنصر لا مفر منه في تكوينه.

هناك العديد من الخيارات الأخرى. مثلا «مشروع الفعل يؤدي إلى التغيير» The Action Brings Change Project، على سبيل المثال، يعلمك فوائد الالتزام بالأنشطة التي تتماشى مع قيمك الأساسية، والتي يمكن أن تكسر وتعكس دوامة التفكير السلبي (يُعرف هذا «التنشيط السلوكي» Behavioral activation وله أساس قوي في العلاج السلوكي المعرفي Cognitive behavioural therapy). كما صمم مختبر شلايدر التدخلات SSI لبناء التعاطف مع الذات وتعليم الأشخاص من المجتمع طرقاً للتعامل مع ما يأتي من تحيزات الآخرين – والتي ترتبط بصحة نفسية أفضل.

ولا أحد يدعي أن التدخلات SSI هي نوع من العلاج الشافي لكل من يحاول تجربتها.

في حين أن البعض قد يجد أن التدخلات SSI فعالة مثلها مثل العلاجات الأكثر كثافة، فإن العديد من الآخرين سيحتاجون إلى مساعدة أكبر. فقد تظل التدخلات SSI نقطة انطلاق مفيدة في حين ينتظر هؤلاء الأشخاص تحديد مواعيد طبية لعلاجات أخرى، ومع ذلك، يمكن استخدامها أيضاً كأداة وقائية لأولئك المعرضين لمشكلات الصحة العقلية، ولكن لم تظهر عليهم أعراض كاملة بعد. 

الميزة الكبيرة التدخلات SSI هي سهولة الوصول إليها. ووفقا لدراسة حديثة سيصاب شخص واحد من كل شخصين بحالة صحية عقلية على مدار حياته. ينبغي لنا نرحب بأي نهج جديد قد يخفف من أعراضهم.

© 2023, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى