بقلم: كلير ويلسون Clare Wilson
ترجمة: مي منصور بورسلي
تنقذ عملياتُ نقل الدم الأرواحَ، ولكن العرض لا يلبي دائمًا الطلب؛ مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. وقريبًا، سنتمكن من إنهاء هذه المشكلة بإنتاج الدم في المختبر عند الطلب، دون الحاجة إلى أي متبرعٍ.
إذ يعتمد نقل الدم على جيوش المانحين والشبكات المعقدة لجمع وتخزين الدم المتبرع به. وبعض البلدان غير قادرة على إنشاء البنية التحتية اللازمة لذلك. وحتى في الدول المتقدمة قد تخلو المستشفيات من الإمدادات للأشخاص من ذوي فصائل دم معينة.
ويُمكن حل مثل هذه المشكلات إذا كانت لدينا طريقة لإنتاج دم اصطناعي فعال. وسيجرّب نوع واحد من الدم المُصنّع في المختبر على البشر لأول مرة في عام 2019.
وللدم العديد من الوظائف، ولكن أكثرها أهمية هو جلب الأكسجين إلى أنسجة الجسم. وهذه المهمة تُنجزها خلايا الدم الحمراء التي تحتوي على بروتين ربط الأكسجين الذي يُسمى الهيموغلوبين Haemoglobin. وكانت هناك محاولات عديدة لإنتاج الهيموغلوبين الاصطناعي أو استخدام نسخ حيوانية من البروتين، ولكنها صادفت مشكلات مما دفع الباحثين إلى تجربة زاوية أخرى: إنتاج خلايا دم حمراء كاملة بدلًا من ذلك.
وفي الجسم تُصنع هذه الخلايا بنوع من الخلايا الجذعية التي تعيش عادة في نخاع العظام. ولإنتاج خلايا دم حمراء جديدة في المختبر، استخلصت أليسون بلير Allison Blair من جامعة بريستول University of Bristol في المملكة المتحدة وزملاؤها بعض هذه الخلايا الجذعية ورعتها حتى تتكاثر وتبدأ بإنتاج خلايا دم حمراء فعالة.
وفي العام المقبل، سيُحقن عشرة متطوعين أصحاء بملعقة صغيرة فقط من سائل يحتوي على هذه الخلايا. وسيوسم على الخلايا متتبع إشعاعي خفيف، لمعرفة مدة بقائها في الجسم مقارنة بالخلايا العادية.
وفي تطور إضافي، ولتقليل الحاجة إلى إمدادات مستمرة من المتبرعين بالخلايا الجذعية، طور فريق آخر طريقة لتمكين هذه الخلايا الجذعية حتى تعيش إلى الأبد في المختبر، وتقول بلير: “هذا يعطيك إمدادًا بلا حدود تقريباً.”
© Copyright New Scientist Ltd.