أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
العلوم البيئية

العثور على نوعين من التلوث البلاستيكي للمرة الأولى في البحر الأبيض المتوسط

بقلم: آدم فوغان

ترجمة: آية علي

إن اكتشاف نوعين جديدين من التلوث البلاستيكي في البحر الأبيض المتوسط للمرة الأولى يُنبئ بأن انتشار التلوث البلاستيكي على طول السواحل قد يكون أكبر مما كنا نعتقد.

وقد شوهدت قشور البلاستيك Plasticrust والبلاستيك الحراري Pyroplastics على جزيرة غيغليو الإيطالية قبالة ساحل تسكاني. وقد تتغذى الكائنات البرية بهذه المواد.

وكما يشير الاسم، فقشور البلاستيك هي طبقة من القشور البلاستيكية. وتتشكل هذه الطبقة على الصخور عندما يبلى البلاستيك الموجود في المحيط، ميكانيكيا، نتيجة دعك الأمواج له بالنتوءات الصخرية، وهو ما يؤدي إلى انحصار الجسيمات الصغيرة على السطح الصلب. كما عُثر مؤخرا على القشور البلاستيكية في جزيرة ماديرا البرتغالية، وذلك قبل رصدها في إيطاليا.

أما البلاستيك الحراري؛ فهو قطع محروقة من البلاستيك يصعب التمييز بينها وبين الحجارة، وقد عُثر عليها في مُقاطعتي كورنوال وديفون بالمملكة المتحدة.

سونيا إيليرز Sonja Ehlers من المعهد الفيدرالي للهيدرولوجياFederal Institute of Hydrology في ألمانيا، والباحث المستقل يوليوس إليريش Julius Ellrich يقولان إن اكتشافاتهما في جزيرة غيغليو تشير إلى أن التلوث البلاستيكي ليس ظاهرة محلية مرتبطة بجزيرة ماديرا. “كانت القشور البلاستيكية من جزيرة ماديرا مصنوعة كذلك من البولي إيثيلين، تمامًا كتلك التي عثرنا عليها، وهذا النوع من الحطام البلاستيكي واسع الانتشار. وأفترض أنه قد يكون أكثر انتشارًا مما هو معروف فعليًا في الوقت الحالي”.

وأجرى كل من إيليرز وإليريش مسوحا على عدة مواقع، وعثرا على قشور زرقاء على صخور مغمورة أثناء ارتفاع المد -القشور البلاستيكية- وكتل مستديرة رمادية تشبه الحجارة مكونة من البلاستيك، مع أجزاء صغيرة زرقاء، على الشاطئ؛ البلاستيك الحراري. وأوضح التحليل باستخدام قياس الطيف Spectroscopy أن القشور البلاستيكية كانت من البولي إيثيلين، وهو البلاستيك الأكثر شيوعًا الذي نُنتجه، وأن البلاستيك الحراري كان من البولي إيثيلين تيريفثالات Polyethylene terephthalate، وهي المادة المُستخدمة في صناعة قناني المشروبات.

وتقول إيليرز إن الجاني وراء التلوث بالبلاستيك الحراري قد يكون مخيمات السّمر على الشاطئ، وذلك استنادا إلى الفحم المحترق الذي عثر عليه في مكان قريب، والقناني البلاستيكية الزرقاء التي عثر عليها في جزيرة غيغليو.

وتضيف إيليرز إن هذا الأمر يدعو إلى القلق، وإنه “يظهر الكيفية التي يغير بها الحطام البلاستيكي وجه التضاريس الطبيعية”.

 لا نعلم على وجه اليقين ما إذا كانت الحيوانات تأكل هذه المواد البلاستيكية، لكن ذلك يبدو مُرجّحا. فقد عثر على حلزونات على قشور بلاستيكية في جزيرة ماديرا، وسرطانات الصخر الرخامية باكيغرابوس مارموراتوس Pachygrapsus marmoratus على القشور البلاستيكية في غيغليو. “قد تكون هذه هي الطريقة التي يدخل بها البلاستيك إلى السلسلة الغذائية”، وفق قول إيليرز.

© 2020, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى