فيروس كورونا: كيف أفحص وكيف يعمل الفحص؟
بقلم: مايكل لو بيج
ترجمة: د. عبد الرحمن سوالمة
هل تظن أنك ربما تكون مصابًا بفيروس كورونا؟ إليك ما يجب فعله وكيف يعمل الفحص.
بما أن الأشخاص المصابين قد يعانون أعراضًا تتراوح ما بين التهاب الرئة الشديد إلى عدم وجود أي أعراض، فإن الطريقة الوحيدة للتأكيد بأن شخصًا ما قد أصيب بالمرض هو فحصه لوجود الفيروس.
إذا كنت تشك في أنك مصاب بالعدوى، فالنصيحة الرسمية الحالية هي ألّا تذهب إلى المستشفى أو الطبيب؛ فقد تصيب آخرين بالعدوى، ومن ضمنهم العاملين في القطاع الصحي الذين نكون في أمسّ الحاجة إليهم. اتصل بالسلطات الصحية المحلية واتبع نصيحتهم.
هناك عدة دول، من ضمنها المملكة المتحدة، تفحص فقط الأشخاص الذين تبدو عليهم أعراض كوفيد-19، وأولئك الذين اختلطوا اختلاطًا قريبًا بشخص تأكد أنه مصاب بالمرض، أو أنهم كانوا في منطقة تنتشر فيها فاشية Outbreak كوفيد-19.
ويمكن لهذه المعايير أن تؤدي إلى إغفال بعض الحالات، لأن الأشخاص لا يعلمون دائمًا ما إذا كانوا قد اختلطوا بحالة مؤكدة على سبيل المثال. وأعلنت الولايات المتحدة أنها تريد للفحص أن يكون متاحًا أكثر، ويناشد البعض بجعل الفحص مجانيًا، كما هي الحال في العديد من الدول ومن ضمنها المملكة المتحدة.
ولكن الفحص بناء على الأعراض وحدها سيكون عامًا جدًا، وذلك ﻷن كوفيد-19 له أعراض مشابهة للعديد من الأمراض التنفسية، ويقول مارك وولهاوس Mark Woolhouse من جامعة إدنبرة University of Edinburg في المملكة المتحدة: ” لا أعرف ما المؤشرات الأخرى التي يمكنك استخدامها. فالأعراض عامة جدًا، وقد ينتهي بنا المطاف بفحص ملايين الأشخاص”.
بناء على الحالات المؤكدة التي تبلغ 55 ألفًا في الصين، 90% من الأشخاص المصابين بكوفيد-19 يظهرون حمى، و%70 لديهم سعال جاف، و%40 يشعرون بتعب شديد، و%30 لديهم سعال مع البلغم. هناك أعراض أكثر ندرة تشتمل على ضيق في النفس، وألم في الحلق، وصداع، وآلام عضلات أو مفاصل، وغثيان أو قيء، واحتقان الأنف، وإسهال.
ويتضمن الفحص أخذ مسحة من الأنف أو الحلق، أو عينات من البلغم إذا كان الشخص يسعل البلغم. كما قد تؤخذ عينة من الدم وتفحص. وهذا قد يتم في منزلك أو بإقامة مواقع تفحص المارين في الطريق دون الحاجة إلى مغادرة مركباتهم Drive-through sites.
وفي المختبر يبحث الفنيون عن تسلسلات فيروس كورونا الجينية Genetic sequences. وبما أن جينوم الفيروس يتألف من الحمض النووي الريبوزي RNA، فإن عملية الفحص تقتضي أولًا تحويل الحمض النووي الريبوزي إلى الحمض النووي DNA. وتقول بعض المختبرات إنها طورت فحوصًا يمكنها التوصل إلى نتائج في وقت أقصر يصل إلى 3 ساعات، إلاّ أن الفحص في العادة سيحتاج إلى وقت أطول للتوصل إلى النتائج.
هذه الفحوص ليست موثوق بها تماما. فوفقا لإرشادات منظمة الصحة العالمية World Health Organization (اختصارا: المنظمة WHO) بخصوص فحوص المختبرات: ” الحصول على نتيجة سلبية واحدة أو نتيجتين سلبيتين لا تنفي بالضرورة احتمال العدوى الفيروسية كوفيد-19″.
وقد يكون هذا لأسباب تقنية، كعدم حفظ العينات مبردة، ولكنها أيضًا قد تكون لأسباب تتعلق بطبيعة تطور العداوى الفيروسية. فقد يكون هناك أشخاص مصابون حديثًا ولا يكونون في مرحلة العثور على الفيروس في الحلق، كما قد يكون هناك أشخاص في مراحلهم الأخيرة، والذين يكونون قد توقفوا عن بثّ الفيروس، مع أنهم مصابون بعدوى نشطة في أجزاء أخرى من الجسم.
كما أن النظر إلى التسلسلات الجينية لا يمكنه التعرف على الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى وشفوا منها تمامًا. لذا تحاول العديد من المختبرات تطوير فحوص للأجسام المضادة Antibodies التي ينتجها جهازنا المناعي ضد فيروس كورونا، ويستمر الجسم بصناعة هذه الأجسام المضادة حتى بعد القضاء على الفيروس.
ويمكن لفحص الأجسام المضادة أن يبين ما إذا كان الكثير من الأشخاص يعانون عداوى بسيطة جدًا بحيث تمر دون أن تلاحظ. وهذا سيعني أن معدل موت الحالات سيكون أقل بشكل ملحوظ عن الرقم المتوقع الحالي والذي هو من 1 إلى %2.
وفي المُحصِّلة، وحتى لو كنت تظن أنك مصاب بالزكام أو الإنفلونزا، فغالبًا ما ينصح القائمون على الخدمة الصحية أنه من الأفضل أن تعزل نفسك إذا استطعت. وسيساعد تقليل انتشار الفيروسات التنفسية الأخرى على تقليل العبء على الخدمات الصحية، ويُسهل التعرف على الأشخاص المصابين بكوفيد- 19.
© 2020, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.