هل يمكن للبروتين ACE2 أن يفسر خطر كوفيد-19 على المصابين بأمراض مسبقًا؟
هل يمكن لبروتين موجود على سطح الخلايا أن يفسر لماذا يزيد احتمال قتل فيروس كورونا للأشخاص المصابين بداء السكري وأمراض القلب؟ هذا ما يحاول الباحثون معرفته
بقلم: جيسيكا هامزيلو
ترجمة: د. عبد الرحمن سوالمة
هل يمكن لبروتين موجود على سطح بعض خلايانا أن يفسر السبب في أنّ كوفيد-19 يشكل خطرًا على أشخاص معينين دونًا عن غيرهم؟
تظهر الدراسات المُجراة على حالات مؤكدة التشخيص حتى الآن أن المصابين بفيروس كورونا يكونون أكثر عرضة للموت من غيرهم إن كانوا مصابين بأمراض القلب التاجية Coronary heart diseases أو بداء السكري. وبحسب جانيس ليونغ Janice Leung، من جامعة بريتيش كولومبيا University of British Columbia كندا، فإن الأشخاص المصابين بأمراض في الرئة، مثل الداء الرئوي المسد المزمن Chronic Obstructive Pulmonary Disease (اختصارًا: الداء COPD) والمدخنين، هم أكثر عرضة للخطر أيضًا.
وفي الوقت الذي بدأنا نفهم فيه الفيروس فهمًا أفضل، يتحول التركيز إلى بروتين يسمى الإنزيم المحول للأنجيوتينسين -2 (Angiotensin Converting Enzyme 2 اختصارًا: الإنزيم ACE2). يرتبط فيروس كورونا بهذا البروتين المستقبل الموجود على سطح خلايانا ليتمكن من الدخول إليها. ويوجد هذا البروتين على سطح خلايا الأنف والرئة والأمعاء.
تتباين نسبة وجود هذا البروتين بين الأشخاص، ومن الممكن أن يساعد هذا التباين على تفسير سبب كون البعض أكثر عرضة للوفاة نتيجة الإصابة بكوفيد-19. وعندما نظرت ليونغ وزملاؤها إلى عينات من نسيج الرئة من متطوعين، وجدوا أن خلايا المدخنين وأولئك المصابين بداء COPD تصنع الإنزيم ACE2 بكميات أكبر بكثير. (medRxiv, doi.org/dqx2).
وبحسب ليونغ، فإن ذلك قد يفسر سبب كون هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بعدوى كوفيد-19 ويعانون أشد من غيرهم، وتقول: “إذا كنت تريد سببًا آخر للإقلاع عن التدخين، فذلك هو”.
كما يبدو أن المصابين بداء السكري أيضًا ينتجون كمية من الإنزيم ACE2 أكثر. ولكننا لا نعلم بعد إن كانت مستويات الإنزيم ACE2 حقًا تؤثر في عداوى فيروس كورونا.
“الأشخاص المصابون بأمراض القلب التاجية أو داء السكري أكثر عرضة للموت بفيروس كورونا”
الصلة الموجودة بين وفيات كوفيد-19 وداء السكري والأمراض القلبية والأمراض القلبية الوعائية هي ما حفز بعض المخاوف تجاه الأدوية المثبطة للإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE inhibitor drugs. تستخدم هذه الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، ومرض الشريان التاجي، والفشل القلبي، وداء السكري، وتعمل عن طريق استهداف الإنزيم ACE؛ وهو بروتين مختلف عن ACE2، ولكنه يعمل جنبًا إلى جنب مع الإنزيم ACE2 لتنظيم ضغط الدم.
أجرى يونغ شيونغ Yong Xiong وزملاؤه في مستشفى زونغنان Zhongnan Hospital التابع لجامعة ووهان Wuhan University في الصين، دراسة على 106 أشخاص مصابين بكوفيد-19، وقد لاحظوا أن وجود فرط ضغط الدم Hypertension، أو داء السكري، أو الأمراض الوعائية القلبية كان مرتبطًا بتغلب المرضى على الفيروس بشكل أبطأ من غيرهم.
يقترح الفريق أن الأدوية المثبطة للإنزيم ACE التي يتناولها بعض هؤلاء المرضى وقد زادت مستويات الإنزيم ACE2، وهو ما أعطى الفيروس فرصًا أكثر للارتباط بالخلايا، مع أن الدراسة لم تثبت إن كان هذا هو بالفعل ما يحدث (medRxiv, doi.org/dqx3).
لا نعرف بعد ما إذا كانت مستويات الإنزيم ACE2 مرتبطة بشدة الأعراض، وبالمثل فنحن لا نعلم إن كانت لتناول مثبطات الإنزيم ACE آثار سلبية. وكل ما يمكننا قوله حتى الآن هو أن الأشخاص المصابين بأمراض معينة يكونون أكثر عرضة للوفاة من كوفيد-19، واحتمال أن تكون لهؤلاء الأشخاص مستويات أعلى من الإنزيم ACE2، وأنهم يتناولون مثبطات الإنزيم ACE.
وبما أنه لا توجد حتى الآن دراسات إكلينيكية (سريرية) تثبت أن مثبطات الإنزيم ACE تزيد خطر الإصابة بكوفيد-19، فإن العديد من المؤسسات، ومن ضمنها جمعية القلب الأمريكية American Heart Association ووكالة الأدوية الأوروبية European Medicines Agency، نصحت بأن يستمر المرضى الذين وُصِفت لهم هذه الأدوية بتناولها.
وفي النهاية، قد يكون الإنزيم ACE2 هدفًا جيدًا للأدوية لدرء العدوى من الفيروس، ولكننا لا نعلم إن كان التأثير في البروتين أمرًا آمنًا. وتقترح عدة دراسات أجريت على الفئران أن الإنزيم ACE2 يؤدي دورًا مهمًا في الاستجابة للإصابات في الرئة، ومن ثم قد يؤدي تثبيط وظيفته إلى منع مثل هذه الإصابات من التشافي.
يقول خوسيه أوردوفاز-مونتانيس Jose Ordovas-Montanes من مستشفى بوسطن للأطفال Boston Children’s Hospital في ماساشوستس: “نعلم القليل عن الإنزيم ACE2، ولكنّ الواضح أننا لا نعلم ما يكفي لنقول أي شيء مؤكد حول ذلك فعلًا”.
© 2020, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC