سر الحجم الضخم للديناصورات قد يكمن في العظام الخفيفة الوزن استثنائيًا
بقلم: رايلي بلاك
ترجمة: عبد الرحمن أياس
ربما كانت الديناصورات أكبر الحيوانات التي مشت يوماً على وجه الأرض من زواحف وطيور. ووفقا لدراسة جديدة، فقد تكون طبيعة عظامها سمحت لها بالنمو إلى أحجام هائلة.
وأكبر الديناصورات على الإطلاق، مثل الأرجنتينوصور Argentinosaurus العاشب ذي العنق الطويل، تميز بطول فاق 30 متراً ووزن زاد على 50 طناً. وكان أكبر بكثير من أي ثديي يسكن اليابسة. ومن بين العمالقة الآخرين هناك التيرانوصور ريكس Tyrannosaurus rex، وهو ديناصور لاحم بلغ طوله 12 متراً ووزنه ثمانية أطنان فاق بكثير أكبر دب قطبي حجماً ووزناً.
كما أن وضع البيض، بدلاً من حمل الصغار الأحياء، قد سمح للديناصورات بتجنب بعض القيود البيولوجية التي تحدد حجم الثدييات. ومع ذلك، تشير دراسة أجراها سيث دوناهيو Seth Donahue من جامعة ماساتشوستس أمهرست University of Massachusetts Amherst مع زملائه إلى أن الاختلافات بين الأنسجة العظمية للثدييات والديناصورات كان لها أيضاً دور في هذا المقام.
والتحليل يركز على العظام التربيقية Trabecular bone، وهو نوع من المواد ذات المظهر الإسفنجي التي غالباً ما توجد في نهايات العظام مثل عظم الفخذ Femur. ويقول دوناهيو: “إن العظم التربيقي هو مادة هيكلية استثنائية خفيفة الوزن”. وحتى الآن، لم يدرس إحدى خصائص هذا النسيج العظمي في الديناصورات. والتركيز على العظام التربيقية يجعل من هذه الدراسة الجديدة دراسة فريدة من نوعها، كما تقول ساندرا شيفلبين Sandra Shefelbine من جامعة نورث إيسترن Northeastern University في ماساتشوستس، والتي لم تشارك في العمل.
ومن خلال الجمع بين المسوح التفصيلية للأنسجة العظمية مع تقنية هندسية تسمى تحليل العناصر الدقيقة Finite element analysis، اكتشف الباحثون أن العظام التربيقية في الديناصورات منظمة تنظيما مختلفا عن الثدييات، فهي أقل كثافة من دون أن تكون أقل قوة.
ويقول دوناهيو: “أعتقدُ أن هذه الاستنتاجات تساعد على فهم الكيفية التي تمكنت بها الديناصورات من أن تدعم أحجاماً عملاقة لأجسام ليس لها مثيل في الحيوانات اليوم”. ويشير التحليل إلى أن النظر في عظم الديناصورات قد يكون مفيداً لاستلهام نماذج عند تصميم أشياء تتطلب قوة وخفة وزن، مثل الجسور أو المكوكات الفضائية.
© 2020, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC