أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
اللغويات

 الأورانغ أوتان تجد طرقًا جديدة للتواصل مع بعضها البعض في الأسر

بقلم:  ريتشارد كيميني

ترجمة: مي بورسلي

 

ما الذي تعنيه الشقلبة، أو رفرفة الشفة، أو بصق الماء في الوجه، أكثر مما يبدو للعين ظاهريا؟ قد تكون جميعها طرقًا جديدة مبتكرة للتواصل مع الأورانغ أوتان (إنسان الغاب) Orangutans في الأسر. ويشير هذا إلى أن مثل هذا الإبداع الإيمائي قد يكون مكتسبا من أسلاف سلالة القرود العليا Great Ape Line، مضيفًا قطعة جديدة إلى لغز تطور اللغة.

إن استخدام التعبيرات الجديدة لنقل الأشياء – المعروفة بالإنتاجية Productivity في اللغويات – هي إحدى اللبنات الأساسية للغة المعقدة، ونادرًا ما يُبلَّغ عنها في مملكة الحيوان. وبدلاً من ذلك، تمتلك معظم الحيوانات مجموعة ثابتة من الرسائل، تحدد معانيها حسب السياق – مثل قدوم حيوان مفترس. ويبدو أن هذه الإشارات فطرية Innate وليست مُكتسبة (مُتعَلَّمة)  Learned، وقد تشكلت في عملية طويلة من الانتخاب (الانتقاء) الطبيعي Natural selection.

يُظهر البشر بوضوح خاصية الإنتاجية، ولكن ما إذا كانت القردة الأخرى تفعل ذلك فهو أمر مثير للجدل. ولغرض الاستكشاف، فقد نظرت مارلين فروليش Marlen Fröhlich من جامعة زيورخ University of Zurich في سويسرا وزملاؤها إلى السؤال من زاوية جديدة، من خلال استكشاف ما إذا كانت حيوانات الأورانغ أوتان المحتجزة في الأسر بحدائق الحيوان قد طورت طرقًا جديدة للتواصل لا تُشاهد لدى أقرانها في البرية.

وتوفر حدائق الأورانغ أوتان بيئة ملائمة Niche مستقرة ولكن مختلفة. فالحصول على الطعام ليس مشكلة، كذلك لا توجد حيوانات مفترسة محيطة بها مباشرة.

وهي تقضي وقتًا أطول على الأرض، بعيدًا عن أوراق الشجر التي قد تشوش رؤيتها للأورانغ أوتان الأخرى. وقد تساعد كل هذه العوامل على إنشاء بيئة يمكن أن تزدهر فيها الإنتاجية.

وفريق فروليش يقترح أن الحياة في حديقة الحيوان أحدثت فرقًا حقًا. فقد نظرت المجموعة في معلومات من أكثر من 8,000 مثال لاتصالات الأورانغ أوتان غير الصوتية، من 30 فردًا في خمس حدائق حيوان مختلفة، و41 فردا في مجموعات برية في غابات – واحدة في سومطرة وواحدة في بورنيو.

وبعد تحديد النطاق الكامل للإشارات وتصنيفها، ركز الفريق على تلك التي شوهدت حصريًا إما في البرية أو في الأسر. وقد استخدمت سبع إشارات فقط في حدائق الحيوان، في حين استخدمت إشارة واحدة فقط في البرية. وتشتمل إشارات حديقة الحيوان فقط على ذراع مرفوعة وتكرار بصق الماء في الوجه.

وتشير النتائج إلى زيادة بنحو 20% في الإيماءات وإشارات الوجه للأورانغ أوتان الأسيرة مقارنة بتلك الموجودة في البرية. وقد استخدمت معظم إشارات حديقة الحيوان في الدعوة إلى اللعب، أو في الحصول على الطعام، وغالبًا ما كانت يكررها فرد حتى يحصل على ما يرجوه.

وقد رفضت فروليش وزملاؤها مناقشة العمل قبل أن يراجع كاملا من قبل الأقران.

وتقول كريستين سيفيرز Christine Sievers من جامعة يورك York University في تورنتو بكندا: “تقدم الدراسة أدلة مقنعة على الابتكار فيما يتعلق بالإشارات التواصلية في الأورانغ أوتان”. ومع ذلك، أشارت إلى أنه ربما كانت هناك صعوبات في الرصد في الموائل Habitats البرية، والتي يمكن أن تؤثر في مقدار الابتكار الذي رصد هناك.

ويقول سايمون تاونسند Simon Townsend من جامعة وارويك University of Warwick بالمملكة المتحدة، إن الدراسة “تضيف إلى المجموعة المتزايدة من البيانات التي تشير إلى أن الإشارات في القردة العليا قد تكون أكثر مرونة مما كان يُعتقد سابقًا، مع إشارات واضحة لتأثير ذلك في تطور اللغة، التي يمكن القول إنها أكثر إنتاجية وتوفر نظامَ اتصالٍ مرنًا “.

المرجع العلمي:

bioRxiv, DOI: 10.1101/2021.01.19.426493

© 2021, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى