أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
فضاء

ضَعُفَتْ الأدلةُ حول احتمال وجود كوكب تاسع وراء نبتون

بقلم:  ليا كرين

ترجمة: مي بورسلي

 

الدليل على وجود كوكب غامض على حافة مجموعتنا الشمسية صار أقل إقناعًا. فقد استدلَّ على وجود هذا العالَم غير المرئي من التجمعات غير المتوقعة للأجرام التي تدور حول الشمس وراء نبتون، لكن المحاكاة الجديدة تشير إلى أن العناقيد ليست فعلية.

ففي عام 2016 اقترح مايك براون Mike Brown وكونستانتين باتيغين Konstantin Batygin من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا California Institute of Technology أن ستة أجرام في المجموعة الشمسية الخارجية تسمى الأجرام العابرة لنبتون Trans-Neptunian objects  (اختصارا: الأجرام TNOs)، والتي لها مدارات مماثلة، ربما تكون قد وُضعت في مساراتها بسبب قوة شدّ الجاذبية Gravitational pull الضخمة لكوكب يدور حول الشمس بين 13 و26 مرة أبعد من نبتون.

منذ ذلك الحين، فقد اكتشف علماء الفلك المزيد من الأجرام TNOs، كما أدى المزيد من التحليل إلى التشكيك في فكرة أن مداراتها تتجمع بطريقة لا يرجح أن تكون عشوائية. وأجرى كيفن نابير Kevin Napier من جامعة ميتشيغان University of Michigan وزملاؤه أكبر تحليل للأجرام TNOs حتى الآن، باستخدام مدارات 14 جرم TNO من ثلاث مسوحات مختلفة للسماء Sky survey.

لم يكشف تحليلهم الإحصائي عن أي دليل على وجود أي تجمعٍ في الأجرام TNOs قد تشير إلى وجود كوكب إضافي في المجموعة الشمسية. بدلاً من ذلك، يبدو أن التجمع الظاهر كان نتيجة لتحيز الاختيار Selection bias بسبب الاتجاهات التي رصدت منها التلسكوبات، والتي تغطي مساحة صغيرة نسبيًا من السماء.

ويقول نابير: “يبدو وجود هذا الكوكب أقل احتمالًا مما كان عليه من قبل…لقد دُحضت الحجة الرئيسية”.

ومع ذلك، لا يوافق باتيغين على أن التأثير يرجع إلى انحياز الاختيار – فبمجرد أن التلسكوبات لم تنظر إلى مناطق أخرى من السماء؛ فذلك لا يعني أنه ليس من المستغرب وجود الأجرام TNOs في منطقة معينة، كما يقول.

ويقول باتيغين: “لنفترض أنك كنت تمشي في غابة ولاحظت أن هناك الكثير من الدببة في جهة الشرق، وليس هناك الكثير في أماكن أخرى – قد يجعلك هذا تعتقد أنه لا بد من وجود كهف دب في مكان ما إلى الشرق… لكن هذا التحليل يجادل في أنه لا يوجد تفضيل اتجاهي للدببة، لأن استطلاعات المتابعة لم تبحث في كل مكان”.

ويُقرّ نابير بأن الخطوة التالية الجيدة ستكون محاولة البحث عن الأجرام TNOs في مناطق أخرى من السماء، على الرغم من صعوبة التحقق من بعض هذه المناطق بسبب كثافة النجوم هناك وإعتام الأجرام TNOs، بسبب صغر حجمها وبعدها عن الشمس.

وهناك شذوذات أخرى، مثل الكويكبات Asteroids التي تدور حول الشمس دوراناً متعامد على قرص المجموعة الشمسية، والتي يمكن تفسيرها بوجود الكوكب التاسع – على الرغم من أنها لا تشكل دليلًا حاسمًا على وجود مثل هذا الكوكب.

ويقول نابير: “أن عدم وجود الكوكب التاسع ليس بالضرورة نهائيا… لم أخطط لمحاولة نفي وجود كوكب، ولا أعتقد أنني نفيته بالفعل، لكنني أردت أن أسأل عما إذا كان تحيز الاختيار يمثل مشكلة هنا، واتضح أنه كذلك”.

على الرغم من أن الأدلة على وجود الكوكب التاسع قد تبدو أضعف، فإن باتيغين وبراون سيواصلان البحث عنه. ويقول باتيغين: “أودُّ أن أزعم أن فرضية الكوكب التاسع لا تزال في حالة جيدة”. ومرصد فيرا سي. روبين Vera C. Rubin، الذي هو قيد الإنشاء في تشيلي ومن المتوقع أن يبدأ الرصد في وقت لاحق من 2021، قد يجد المئات من الأجرام TNOs في جميع أنحاء السماء، مما سيساعد على تحديد ما إذا كان التجمع حقيقة دامغة أم لا.

المرجع العلمي

arxiv.org/abs/2102.05601

 

© 2021, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى