أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
الدماغ

قد يكون لمركز التحكم في الحركة بالدماغ دور مهم في تطورنا

بقلم: مايكل مارشال  

ترجمة: مي بورسلي

ربما كان مفتاح التطور البشري في مؤخرة عقلنا طوال الوقت – حرفيا، فبعض الاختلافات البيوكيميائية الكبرى بين أدمغة البشر وأدمغة الرئيسيات Primates الأخرى توجد في المخيخ Cerebellum، وهو منطقة في الجزء الخلفي من الدماغ غالبًا ما تغفل عنها الدراسات التطورية.

وهذا الاستنتاج يضيف إلى الأدلة المتزايدة على أن التغييرات التي تطرأ على المخيخ كانت حاسمة لأصل العقل البشري.

وجميع الحيوانات الفقارية تمتلك مخيخًا يشارك في التحكم بالحركة. وتقول إيلين جيفارا Elaine Guevara ، من جامعة ديوك Duke University بولاية نورث كارولينا: “وهو لا يرتبط كثيرًا بما هو بسمة بشرية فريدة”. وبدلاً من ذلك، فإن علماء الأعصاب الساعين إلى تفسير تطور أدمغتنا يركّزون على القشرة Cortex، وهي الطبقة الخارجية السميكة من الدماغ الأمامي – وخاصة قشرة الفص الجبهي Prefrontal cortex، والتي تدعم قدرتنا على اتخاذ قرار واعي بما يجب القيام به.

وفي السنوات الأخيرة، جادل بعض علماء الأعصاب في أن المخيخ قد تغير أكثر من مما كان يُعتقد خلال التطور البشري، وأن هذه التغييرات قد تكون حاسمة.

درست جيفارا وزملاؤها المخيخ وقشرة الفص الجبهي على المستوى الجزيئي. فأخذوا عينات من الدماغ من البشر والشمبانزي ونسانيس الريسوس مكاك Rhesus macaques، واستخرجوا الحمض النووي DNA  من منطقتي الدماغ هاتين.

وركزت أبحاث الفريق نحو معرفة أجزاء الحمض النووي DNA التي تحتوي على جزيئات صغيرة تسمى مجموعات الميثيل Methyl groups المرتبطة بالحمض. والمثيلة Methylation هي مثال على ما يسمى التأثير التخلقي Epigenetic على جيناتنا، إذ تعكس أنماط المثيلة الجيناتِ التي كانت نشطة وغير نشطة خلال حياة الكائن، وهي تختلف بين أجزاء الجسم وبين الأنواع الحية.

وجد فريق جيفارا أن نمط المثيلة في الحمض النووي DNA البشري كان مختلفًا عن تلك الموجودة في الشمبانزي ونسانيس المكاك. وكان الاختلاف حاسما بين الأنواع فالمثيلة كانت أكبر في المخيخ مقارنة بقشرة الفص الجبهي، مما يشير إلى حدوث المزيد من التغييرات أثناء تطورنا.

وتقول جيفارا إنه ليس من الواضح ما هي التغييرات التي أحدثتها المثيلة. ولكن هناك أدلة مثيرة للاهتمام، فمن المعروف أن بعض الجينات التي تختلف فيها أنماط المثيلة المخيخية تشترك في تغيير نقاط قوة الروابط بين الخلايا العصبية (العصبونات) Neurons، وهي عملية يُعتقد أنها مهمة للتعلم.

ويرتبط بعضها أيضًا بالاختلافات التنموية العصبية Neurodevelopmental differences such مثل التوحد Autism والحالات العصبية والنفسية Neuropsychiatric conditions مثل الفصام Schizophrenia، وكلتيهما قد تكونان فريدتين بالبشر أو أكثر شيوعًا على الأقل لدى البشر، كما تقول جيفارا.

المرجع العلمي:

Journal reference: PLoS Genetics, DOI: 10.1371/journal.pgen.1009506

© 2021, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى