أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
Advertisement
العلوم البيئيةعلم المناخ

الخطط الحالية لا تزال تؤدي إلى احترار عالمي بمقدار 2.4 سْ

تحليل للتعهدات التي قدمتها الدول في قمة المناخ 26 في غلاسكو حتى الآن وجد أن الانبعاثات بحلول عام 2030 لا ترقى إلى مستوى التخفيضات اللازمة للحد من زيادة الاحترار تحقيقا لهدف اتفاقية باريس البالغ 1.5 سْ

بقلم:    آدم فوغان

ترجمة: مي بورسلي

 

انتقد الباحثون بشدة فكرة أن خطط الانبعاثات الجديدة ، والتي طُرحت للمناقشة في قمة المناخ (اختصارا: القمة COP26) في غلاسكو بالمملكة المتحدة، تضع العالم على المسار الصحيح لتحقيق أهداف الحد من الاحترار العالمي Global warming الخطير. وفي 9 نوفمبر قالت منظمة متابعة العمل المناخي Climate Action Tracker (اختصارا: المنظمة CAT)، وهي هيئة علمية مستقلة غير ربحية مقرها في ألمانيا، إن التعهدات الحكومية للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030 كانت “غير كافية تمامًا” وستؤدي إلى انبعاثات تقارب ضعف المستوى المطلوب لعدم تجاوز ارتفاع درجة الحرارة 1.5 سْ في هذا القرن. ونشرت النتائج في تقرير “التحديث العالمي لتوقعات الاحترار” Warming Projections Global Update.

و يُظهر تحليل المجموعة أنه بالنظر فقط إلى الأهداف الجديدة على مستوى الدولة لعام 2030، والمعروفة بالمساهمات المحددة وطنياً Nationally determined contributions (اختصارا: المساهمات NDC)، فإن حرارة العالم ستزداد بمقدار 2.4 سْ في المتوسط. فهذا أفضل من 2.7 سْ للاحترار المتوقع قبل بدء الاجتماع في غلاسكو، ولكنه بعيد كل البعد عن الاتفاقية التي أبرمتها 195 دولة في باريس Paris agreement في عام 2015 للحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة “دون 2 سْ و “متابعة الجهود” نحو ألا تزيد على 1.5 سْ.

والتوقع المقدر بزيادة 2.4 سْ يعكس وجهة نظر أكثر واقعية عن مدى تغيير قمة غلاسكو لتوقعات ارتفاع درجات الحرارة المستقبلية مقارنة بثلاثة تحليلات سريعة نشرت في الأسبوع الماضي، وكانت هذه التحليلات من وكالة الطاقة الدولية International Energy Agency ولجنة انتقال الطاقة Energy Transition Commission وفريق جامعة ملبورن University of Melbourne team. وقد اقترحوا أن أحدث المساهمات NDC تضع العالم على مسار الاحترار المنخفض من 1.8 سْ إلى 1.9 سْ.

يقول بيرس فورستر Piers Forster من جامعة ليدز University of Leeds في المملكة المتحدة، والذي لم يشارك في العمل: “تقرير المنظمة CAT هو صحوة في الوقت المناسب”. ويشير التقرير إلى أنه قد أحرز تقدما كبيرا  في التعهدات طويلة المدى للصافي الصفري Net-zero pledges، فهناك الآن أكثر من 140 دولة تمثل 90% من الانبعاثات العالمية، بما في ذلك الهند. وهذه الدول ترسل “إشارة مهمة”، وفقًا للتقرير، لكن الافتقار إلى العمل والالتزام خلال هذا العقد يلقي “بظلال طويلة ومظلمة من الشك” على أهداف الصافي الصفري.

وعلى سبيل المثال، إذا التزمت البلدان بالسياسات الحالية، فمن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة بما يصل إلى 2.7 سْ. وفي الجانب الآخر، هناك “سيناريو متفائل” – إذا التزمت جميع البلدان بتحقيق تعهداتها الصفرية الصافية من خلال تطبيق سياسات جديدة في عشرينات القرن الواحد والعشرين، فسيؤدي ذلك إلى ارتفاع بمقدار 1.8 سْ. ويرى مؤلفو التقرير أن هذا أمر ممكن.

هذا ، ويُعتقد  أن خطط الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة  للعام 2030 سيكون لها التأثير الأكبر في تقليل الاحترار في المستقبل. كما يُنظر إلى تعهدات الهند الجديدة لعام 2030، بما في ذلك توليد نصف الكهرباء البلاد من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، على أنها تقدم قيودًا أفضل “باعتدال” للانبعاثات مقارنة بالسياسات الحالية.

ويقول نكلاس هون Niklas Höhne، من معهد نيو كلايمت New Climate Institute، وهي منظمة بحثية غير ربحية في ألمانيا، إن السيناريوهات المتفائلة التي تتوقع ارتفاع درجة حرارة بمقدار 1.8 سْ “لا ينبغي أن تعطينا ثقة زائفة أننا وصلنا إلى أهدافنا المناخية”. ويضيف: “لا ينبغي لأحد أن يخفف العزم، فجميع البلدان لديها رؤية للوصول إلى صافٍ صفري من انبعاثات غازات الدفيئة. وما نحتاج إليه هو التنفيذ والعمل على المدى القصير، وهنا الفجوة”.

ويقول هون إن النتائج التي توصل إليها فريقه البحثي تظهر أن الانتظار حتى عام 2025 لكي تقدم البلدان خططًا جديدة لعام 2030، كما هو مخطط حاليًا، قد يكون متأخراً جدا. وبدلاً من ذلك، يقول إن القمة COP26 تحتاج إلى إلزام الحكومات بحضور الاجتماع سنويًا حتى يسير العالم على الطريق الصحيح لتقليل درجات الحرارة بمقدار 1.5 سْ وأقل بكثير من 2 سْ.

وفي 9 نوفمبر قال ألوك شارما Alok Sharma، رئيس القمة COP26، إنه بانتظار المزيد من التقارير التي تحلل ما ستحققه التعهدات التي قدمت في غلاسكو. وقال: ” أعتقد أن جميع التقارير التالية ستظهر إحراز بعض التقدم، ولكن من الواضح أنه لن يكون كافياً”. ورحب بالأدلة التي تشير إلى أن الالتزامات ستخفض قمة منحنى درجات الحرارة في المستقبل، لكنه أضاف أن الاحترار بنحو درجتين سْ “ليس جيدًا بما فيه الكفاية”.

وفي 8 نوفمبر ردد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما Barack Obama وجهة النظر القائلة إن القمة COP26 قد شهدت تقدمًا، لكنه لم يكن كافيًا. وفي حديثه في القمة، قال: “نحن لسنا قريبين من حيث نحتاج إلى  أن نكون بعد”. ورحب بصفقات الأسبوع الماضي للحد من انبعاثات الميثان ووقف إزالة الغابات، لكنه قال إنه يشعر “بخيبة أمل خاصة” لأن شي جين بينغ Xi Jinping، الرئيس الصيني، فلاديمير بوتين Vladimir Putin، والرئيس الروسي، لم يحضرا شخصيًا الأسبوع الماضي، على عكس نحو 120 من قادة العالم.

وإحدى النتائج الرئيسة لقمة غلاسكو هو البيان الختامي المعروف ب “قرار التغطية” Cover decision، وقد نشرت المملكة المتحدة -دولة الرئاسة- المسودة الأولى يوم الثلاثاء الماضي. وأحد مؤشرات قوة القرار سيكون ما ستقوله الوثيقة بخصوص عدد المرات التي يجب أن تعيد فيها البلدان النظر في خططها لعام 2030، بحيث تكون أكثر من مجرد غسيل أخضر Greenwashing. فكما قال لورانس توبيانا Laurence Tubiana، أحد صناع اتفاقية باريس الرئيسيين، في مؤتمر صحافي في 8 نوفمبر: “الغسيل الأخضر بالنسبة إلي الآن هو الإنكار الجديد لتغير المناخ”.

ومن العناصر الرئيسة الأخرى التي يجب ترقبها في البيان الختامي هو إدراج التمويل المناخي لدعم البلدان الأفقر بعد عام 2025، وتحديد هدف للتكيف Adaptation مع تغير المناخ، والاتفاق على العديد من القواعد التي لم تُفعّل منذ إبرام اتفاقية باريس.

© 2021, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى