الصين تحتضن دفع التنوع البيولوجي العالمي – بحذر
صمت الرئيس "شي" تجاه هدف الـ 30% خيب آمال أنصار التنوع
في الأسبوع الثاني من أكتوبر استغلت الصين فرصة المسرح الدولي لتستعرض جديتها في حماية الأنواع المهددة على كوكب الأرض. ولكن ما كان عليه أن يقدمه أصاب بعض دعاة حفظ البيئة Conservation بخيبة أمل.
ففي 12 أكتوبر، في رسالة بالفيديو إلى الاجتماع الخامس عشر لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي Conference of the Parties to the United Nations Convention on Biological Diversity، أعلن الرئيس شي جين بينغ President Xi Jinping عن صندوق جديد لدعم حماية التنوع البيولوجي في البلدان النامية، والذي ستبادر فيه الصين بتبرع قيمته 232 مليون دولار. ويقول لي شو Li Shuo، كبير مستشاري السياسة بمنظمة السلام الأخضر شرق آسيا في بكين Greenpeace East Asia in Beijing، إن هذه الخطوة “ينبغي أن تحفز النقاشات التي تمس الحاجة إليها لتمويل التنوع البيولوجي”. ولكن شي لم يذكر هدفًا تتبناه العديد من البلدان الأخرى: تخصيص 30% من مناطق العالم البرية والبحرية لهدف الحفاظ على البيئة. يقول لي إن هذا الهدف “يحتاج إلى دعم من الصين” ومن الضروري أن تتبناه الصين.
والتوقعات كانت عالية لأن “الصين تريد أن يُنظر إليها على أنها رائدة في هذا المجال”، كما تقول أليس هيوز Alice Hughes، اختصاصية بيولوجيا الحفظ في حديقة شيشوانغبانا للنباتات الاستوائية Xishuangbanna Tropical Botanical Garden في جنوب غرب الصين. كما تعهدت الصين مؤخرًا بتحقيق الحياد الكربوني Carbon neutrality بحلول عام 2060 وإنهاء التمويل الصيني لمحطات الفحم في خارج الصين.
والاجتماع، الذي كان من المقرر عقده في الأصل عام 2020 ولكنه تأجل مرارًا وتكرارًا بسبب الجائحة Pandemic، قُسّم إلى جزأين؛ جلسات أولية عبر الإنترنت خلال الأسبوع الثاني من أكتوبر ومن ثم مفاوضات فعلية في الربيع المقبل، حيث يأمل المندوبون بالاجتماع شخصيًا في كونمينغ بجنوب غرب الصين. وفي 13 أكتوبر تبنى مندوبو الدول إعلان كونمينغ Kunming Declaration، والذي يدعو العالم إلى الموافقة على “إطار” Framework طموح للتنوع البيولوجي لا يزال قيد التفاوض.
وأحدث مسودة لإطار العمل تعرض 31 هدفًا ومرحلة يجب الوصول إليها بحلول عام 2030. إضافة إلى نسبة 30% المخصصة كمحميات، فإنها تدعو إلى خفض إدخال الأنواع الغازية الجديدة New invasive species إلى النصف، والقضاء على التلوث البلاستيكي، وزيادة الدعم المالي لجهود الحفظ المتضافرة في البلدان النامية بمقدار 200 بليون دولار.
هذا، وقد كان العالم قد فشل في تحقيق “أهداف أيشي” Aichi target الأقل طموحًا، والتي تحددت في اجتماع الاتفاقية في عام 2010 في اليابان. ولكن ستيوارت بيم Stuart Pimm، اختصاصي الحفاظ على الطبيعة من جامعة ديوك Duke University، يعتقد أن أهداف كونمينغ واقعية. إذ يقول إنه على مدى الثلاثين عامًا الماضية “قمنا بزيادة مساحات الحفظ في الكوكب زيادة كبيرة”.
والصين قد أحرزت تقدمًا كبيرًا في حفظ التنوع البيولوجي لديها. إذ تخضع 18% من مساحة أراضيها لقوانين الحفاظ على الطبيعة، كما أنها حققت إنجازًا ملحوظًا في عام 2016 عندما رفع الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة International Union for Conservation of Nature مكانة الباندا العملاقة Giant Panda الشهيرة من “مهددة بالانقراض” Endangered إلى “ضعيف” Vulnerable . يقول بيم إن حماية موئل Habitat الباندا أفادت الأنواع الأخرى أيضًا، بما في ذلك التاكين Takin وهو حيوان شبيه بالماعز -تصنيف ضعيف- ونسانيس الأنف الأفطس Snub-nosed monkeys المهددة بالانقراض.
ولكن الصين أحرزت تقدمًا أقل في محاربة الأنواع الغازية، وبينما تحسنت جودة الهواء في البلاد، “لم يتحسن تلوث المياه” ، كما يقول اختصاصي الإيكولوجيا يوهانس نوبس Johannes Knops من جامعة شيان جياوتونغ – ليفربول Xi’an Jiaotong- Liverpool University. ومن المحتمل أن يكون التلوث والاصطدام بالقوارب Boat strikes والصيد العرضي Fishing bycatche قد أسهم في تراجع أعداد دلفين بيجي Baiji، وهو دلفين نهري موجود فقط في مستجمعات مياه نهر اليانغتسي Yangtze River watershed ولم يُرَ منذ عام 2002 وربما يكون قد انقرض.
قالت جورجينا تشاندلر Georgina Chandler، اختصاصية السياسة الدولية في الجمعية الملكية لحماية الطيور Royal Society for the Protection of Birds بالمملكة المتحدة، إن اجتماع الأسبوع الثاني من أكتوبر هو “بمثابة رصاصة الانطلاق في السباق… أمامنا ستة أشهر لإنهاء المفاوضات”. وقد ينجو هدف الحفظ بنسبة 30% أثناء هذه المناقشات. ولكن زو هايجين Xu Haigen من معهد نانجينغ للعلوم البيئية Nanjing Institute of Environmental Sciences يحذر من أن الهدف العددي ليس كافيًا. ويقول: “يجب اختيار المناطق بعناية لتحقيق أقصى تأثير في حفظ التنوع البيولوجي وليس فقط تخصيص مناطق اعتباطيا لغرض زيادة النسب المئوية”.
ويقول لي إن دعم الصين لهدف 30% سيكون أساسياً. فالبلد “ستحتاج إلى اتخاذ قرار قبل فصل الربيع القادم”.
بقلم: دينيس نورمايل
ترجمة: مي بورسلي
©2021, American Association for the Advancement of Science. All rights reserved