أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
ذكاء اصطناعي

لماذا يتخلص الفيسبوك من خاصية التعرف على الوجوه؟ وهل سيحذف حقًّا بيانات المُستخدم؟

أعلنت شركة ميتا، الشركة الأم لشركة فيسبوك، أنها ستمحو بيانات وجوه مُستخدمي الشبكة الاجتماعية، ولكن الأقل وضوحا هو ما سيحدث لخوارزميات الذكاء الاصطناعي المدربة على جمع تلك البيانات

تعمل ميتاMeta  على إلغاء خاصية فيسبوك Facebook للتعرف على الوجوه والمثيرة للجدل، وستمحو بيانات الوجوه التي جُمِعت من المستخدمين عبر شبكة التواصل الاجتماعي، مُستشهدين بـ “مخاوف مجتمعية مُتنامية”. ولكن المُدافعين عن الخصوصية قلقون حِيال عدم وضوح الشركة عمَّا إذا كانت الخوارزميات التي دُرّبت على جمع هذه البيانات ستمحى  أيضاً.

 منذ عام 2010  استخدمت فيسبوك أدوات الذكاء الاصطناعي Artificial intellegance (اختصارا: الذكاء الاصطناعي AI ( لمسح الصور التي حُمِّلت على الفيسبوك، وأعطت الشخص الذي يحمِّل الصور خيار “وضع علامات” Tagging لمن هم في الصورة. وقد انتقدت ميتا، المعروفة آنذاك بــ فيسبوك، عندما أطلقت الميزة للمرة الأولى لفشلها في طلب الإذن من المستخدمين، ومنذ ذلك الحين وهي تكافح لتمتثل إلى القوانين المحلية المُتعلقة بالخصوصية.

ففي عام 2012 أغلقت الشركة خاصية التعرف على الوجوه لمستخدمي الشبكة الاجتماعية في الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد أن صرح مفوض حماية البيانات الألماني أنها انتهكت قانون الاتحاد الأوروبي، لكنها عادت في عام 2018 لاستخدامها بشرط واضح يتمثل بقبول الشخص المعنيِّ. كما اضطرت الشركة إلى التسوية في دعوى قضائية جماعية في عام 2020 أُقيمت ضدها في ولاية إلينوي، كان مفادها أنها انتهكت قانون الولاية، وترتب على ذلك الشركة دفع 550 مليون دولار.

هذا، فقد أعلنت ميتا الآن أنها بصدد إغلاق النظام عالميا، ومحو بيانات “بصمة الوجه” Faceprint التي جمعت من مستخدمي فيسبوك، إضافة إلى التمثيل الرقمي Digital representation لوجوههم. وتدَّعي الشركة أن أكثر من ثُلث مستخدمي فيسبوك البالغ عددهم 2.8 بليون مستخدم قد اختاروا التعرف عليهم من خلال بصمة الوجه.

وتقول إيلا جاكوبوسكا Ella Jakubowska ، من مجموعة الحملة الأوروبية للحقوق الرقمية European Digital Rights:” من وجهة نظر “العلاقات العامة” تظهر الشركة بمظهر إيجابي، ولكن عندما تمعن النظر فإنهُ يتضح أنها لا تفعل أي شيء لمعالجة المشكلات الهيكيلة التي تعتريها”.

على الرغم من زعم ميتا أنها ستمحو بصمات الوجه لمُستخدمي الفيسبوك إلا أن جاكوبوسكا تقول: إنهُ لا يوجد أي ذكر لمحو خوارزميات الذكاء الاصطناعي AI التي دُرّبت على جمع البيانات، والتي لديها القدرة الفعلية على التعرف على الأفراد في الصور باستخدام بصمة الوجه.

وتقول جاكوبوسكا:” لقد استخدموا قاعدة البيانات هذه لأكثر من عشر  سنوات، وقد يعتقدون الآن في أنهم قد حصلوا على ما يحتاجون إليه لتدريب الخوارزميات، وفي الواقع بمقدورهم التخلص من قاعدة البيانات الآن بعد أن انتهوا من تدريب الخوارزميات”.

وقال جيروم بريسنتي Jerome Presenti، وهو نائب الرئيس لقسم الذكاء الاصطناعي AI في ميتا في منشور لهُ على المدونة: “إن العديد من الحالات المُحددة التي يُتَوَقَّعُ أن تكون فيها خاصيةُ التعرف على الوجه مفيدة يلزم موازنتها بالمقابل مع المخاوف المُتزايدة حول استخدام هذه التكنولوجيا ككل”. وقد اكتفت ميتا بالإشارة إلى منشور المدونة عندما طلبت نيوساينتيست إليها التعليق أكثر حول هذا الموضوع.

ويقول جيك هيرفورت Jake Hurfurt، من مجموعة حملة بيغ بروذر واتش Big Brother Watch:  “إنه يتعين الترحيب بهذه الخطوة بحذر”، إلا أنه قال أيضًا: “لا ينبغي لأي شركة أن تُكدس هذه الكمية من البيانات الخاصة بالبيانات البيومترية Biometric data”. كما أضاف: “لا تزال هناك حاجة إلى قواعد واضحة لتقييد استخدام هذه التكنولوجيا المُتطفلة، ومنع شركات غير خاضعة للمساءلة من جمع ملايين المدخلات من بيانات البيولوجيا الإحصائية”.

وتقول لورنا وودز Lorna Woods، من جامعة إسكس  University of Essexفي المملكة المتحدة: “رُبما كان التحرك مدفوعاً بحقيقة أن الاختيارات كانت أقل تلاؤما مع التشريعات الحديثة المُتعلقة بخصوصية البيانات، مثل النظام العام لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي EU General Data Protection Regulation، وأن الأفراد قد صاروا أقل تساهلاً حول ذلك.

كما تُضيف لورنا: “إذا كنتُ تستخدم صورك الشخصية داخل المنتجات اليومية؛  فسيكون من الصعب معرفة الزاوية التي تدخل فيها الموافقة الواعية Informed consent، أو كيف أن الأسباب المشروعة للمعالجة ستكون لها الأولوية على مواضيع الخصوصية”. “أعتقد أنهُ قد يكون هناك إتفاق على أن استخدام خاصية التعرف على الوجوه -في المنافذ الدولية، أو للحماية من الإرهاب- أكثر تبريراً مما لو كُنت تستخدمها فقط لكي تتمكن من استهداف الإعلانات”. ولا تزال ميتا ترى مُستقبلاً في خاصية التعرف على الوجوه، إمّا للتحقق من هوية المستخدمين، أو لمنع الاحتيال، أو انتحال الشخصية. وتُضيف الشركة قائلة: “إنها ستستمر بالعمل على تطوير تلك التكنولوجيات الجديدة”.

بقلم: ماثيو سباركس

ترجمة: شوان حميد

© 2021, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى