أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
ايكولوجيا

إنتعاش أعداد الذئاب الرمادية تزيد من صعوبة حمايتها

أُخرجت الذئابُ الرمادية من قائمة الأنواع المهددة بالانقراض بعد زيادة عددها في الولايات المتحدة. مما سمح بصيدها مجدداً، مما أثار جدلاً جديداً حول الشكل الحقيقي لإعادة تقديم الحيوانات المثيرة للجدل

يكشف أحدث تَعداد للذئاب الرمادية في ولاية ويسكونسن انخفاضاً بسيطاً في أعدادها بعد ما وصفه البعض بموسم صيد «كارثي» يهدف إلى القضاء على المجموعات التي أُعيد تقديمُها أخيراً. قدَّرَ تعداد الذئاب للعام 2022 أن هنالك نحو 1126 ذئباً في ولاية ويسكونسن، ومن ثم يُقدِّر تقرير هذا العام أن العدد أقرب إلى 972 ذئباً، وهذا يُمثل انخفاضاً بنسبة %14 تقريباً.

تقول جينيفر برايس تاك من قسم الموارد الطبيعية في ولاية ويسكونسن: «يمكن أن يخبرنا العلم عن كثير من الأشياء، لكنه لا يستطيع أن يخبرنا بما نحاول تحقيقه»

يخوض سكان الولاية صراعاً علمياً وسياسياً حول ما إذا كانت أعداد مجموعات الذئاب الرمادية قد تعافت بما يكفي لتجريدها من الحماية الفِدرالية، أو ما إذا كان يجب أن تظل محمية بموجب قانون الأنواع المهددة بالانقراض في الولايات المتحدة.

كانت الذئاب الرمادية (الكلاب الذؤالية E) متوافرة بكثرة في جميع أنحاء أمريكا الشمالية إلى أن أوشكت على الانقراض في منتصف القرن العشرين بسبب الصيد. ومنذ أن حصلت على الحماية بموجب قانون الأنواع المهددة بالانقراض للعام 1973، كانت الذئاب تتزايد ببطء من كندا ونحو المناطق الواقعة في الولايات المتحدة الغربية.

عندما تزدهر أعداد مجموعة من الأنواع، يُعمَد إلى إزالتها من قائمة الأنواع المهددة بالانقراض Endangered Species List أو «شطبها من القائمة». ويقول أدريان تريفيس من جامعة ويسكونسن ماديسون إنه على الرغم من النمو المطرد لأعداد الذئاب على المدى الطويل، قد خضعت الذئاب الرمادية لعديد من التغيرات التصنيفية على مدى العَقدين الماضيين. فلقد أُعيد إدراج الذئاب في القائمة ومن ثم شطبها أكثر من اثنتَي عشرة مرة في 20 عاماً، مع كون آخر إعادة إدراج في شهر فبراير 2022.

يقول كارلوس كارول من مركز كلاماث لأبحاث المحافظة E في كاليفورنيا: «تُسلط الذئاب الضوء بشدة على بعض المسائل المحورية التي لم تُحَل والمتعلقة بكيفية تنفيذ قانون الأنواع المهددة بالانقراض». مضيفاً أنه: «لا يكفي إنقاذ الأنواع من الانقراض الكلي. بل من المهم أيضاً النظر في مدى توزعها».

سمحت قيود الصيد الصارمة بزيادة عدد الذئاب الرمادية في ولاية ويسكونسن من بضع عشرات من الذئاب في ثمانينات القرن العشرين إلى أكثر من 900 ذئب حالياً، وأكثر من 7000 ذئب على المستوى الوطني. ونظراً إلى محدودية مناطق الولاية البرية، فإن تلك الزيادة في أعداد الذئاب تُدخلهم، في كثير من الأحيان، في صراع مع الناس والماشية.

وعلى الرغم من احتلال الذئاب جزءاً صغيراً فقط من النطاق E الذي كانت تحتله قبل قرنٍ من الزمن، يقول بعض الناس – خاصةً أولئك الذين يرغبون في حماية الحيوانات الأليفة مثل الأغنام والماشية من الافتراس – إن أعداد الذئاب مستقرة بما يكفي للسماح باصطياد بعضها.

خلال الفترة الأخيرة التي أُزيلت فيها الذئاب الرمادية من قائمة الأنواع المهددة بالانقراض، من أكتوبر 2020 إلى فبراير 2022، انطلقت عمليةُ صيد ذئاب كارثيةٌ في ولاية ويسكونسن. حدد قسم الموارد الطبيعية الخاص بالولاية (DNR)، والذي يحدد عدد الذئاب التي يمكن قتلها بناءً على أحدث نمذجاته لتسجيل عدد الحيوانات، حداً يبلغ 119 فرداً. وقتل الصيادون ما يقدر بنحو 218 ذئباً في أقل من ثلاثة أيام، وذلك في فبراير من العام 2021.

كما أنه خُصص 81 طريدة لشعب أوجيبواي Ojibwe people في ولاية ويسكونسن، ولكنهم أحجموا عن ذلك بعد أن تجاوز الصيادون غير المحليين حصتهم. وفي شهر أبريل 2022، شاركت ستٌّ من القبائل في كتابة رسالة تُعارض شطب الذئب من القائمة. وكتبوا: «لقد أظهرت ولاية ويسكونسن قصوراً في الفهم، وإهمالاً تاماً لكل الإجراءات القبلية والجهود الإدارية لحماية الذئاب».

دفع مشروع قانونٍ اقتُرح في مارس إلى إخراج الذئاب من قائمة الأنواع المهددة بالانقراض مرة أخرى، مما سيعرض النوع Species للصيد مجدداً. ويقول البعض إن عدد الذئاب الحالي لن يتمكن من الصمود أمام الصيد، في حين يفضل البعض الآخر أن تقضي الولاية على الذئاب تماماً.

وجدت دراسة نُشرت هذا العام أنه من المرجح أن تكون قد دفعت عملية صيد أخرى، مماثلة في الحجم لتلك التي وقعت في خريف 2021، أعداد الذئاب في الولاية إلى أقل من 250 ذئباً، وهو الحد الأدنى الذي تُفترَض عنده إعادة إدراج الذئاب في اللائحة.

ولكن هنالك أيضاً سلبيات ناتجة عن سماح مجموعات الذئاب باستعادة أعدادها. ففي العام الماضي، أبلغت الولاية عما يقارب الـ80 هجوماً محتملاً أو مؤكداً من قِبَلْ الذئاب على الماشية والحيوانات الأليفة، مما كلف ولاية ويسكونسن عشرات الآلاف من الدولارات كتعويض لأصحاب المزارع.

ومع ذلك هناك حوافز اقتصادية للحفاظ على الذئاب. فنظراً لأن الذئاب ذات الأنياب تأكل الغزلان ذات الذيل الأبيض المتوافرة بكثرة في الولاية، فقد تبطئ من تفشي الأمراض التي تنقلها الغزلان، مثل داء لايم E. ووجدت دراسة أجريت في العام 2021 أن وجود الذئاب قلل من حوادث اصطدام السيارات بالغزلان في الولاية بنسبة %24 تقريباً، مما وفر للولاية أكثر من 10 ملايين دولار سنوياً. وأظهرت الدراسة نفسُها أن الفائدة الاقتصادية لوجود الذئاب في الأرجاء أكبر بمقدار 63 ضعفاً من تكلفة تعويض المزارعين أو أصحاب المزارع عن افتراس الذئاب لمواشيهم.

ولكن من الناحية القانونية فإن العامل الوحيد الذي يمكنه تحديد حالة النوع – إما داخل قائمة الأنواع المهددة بالانقراض وإما خارجها – هو الدليل العلمي على تعافي أعدادها – وليس الضغوط السياسية أو الاجتماعية. لكنْ ما هو الخط الفاصل بين الأنواع التي تعافت أعدادها أو لم تتعافَ. ليس سؤالاً يمكن للعلم الإجابة عنه. تقول جينيفر برايس تاك من قسم الموارد الطبيعية في ولاية ويسكونسن E: «يمكن أن يخبرنا العلم بكثير من الأشياء، لكنه لا يستطيع أن يخبرنا بما نحاول تحقيقه في هذا المقام».

لا تظل مسألة شكل تعافي أعداد الذئاب الرمادية لغزاً. وتحدد خطة إدارة الذئاب للعام 1999 لولاية ويسكونسن هدفاً يتمثل في الحفاظ على 350 ذئباً على الأقل في جميع أنحاء الولاية، باستثناء الحيوانات التي تُوجد على الأراضي الخاضعة لسيطرة القبائل. وإذا حدثت الموافقة على مشروع قانون الشطب الأخير، فستواجه الولاية مرة أخرى قراراً بشأن عدد الذئاب الرمادية التي يجب حمايتها، وعدد الذئاب التي ستُعرَض للصيد.

© 2022, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.

بقلم كورين ويتزل

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Back to top button