أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
ملف خاص

ما الذي جعل يوليو 2023 الشهر الأكثر حرارة على الإطلاق

لقد جعل الطقس والحرارة المتطرفان شهر يوليو 2023 شهرا صادما، إذ أسهمت ظاهرة الاحترار العالمي التي يسببها البشر، ونمط مناخ إل نينو، وربما حتى الانفجار البركاني عام 2022 في تحطيم الأرقام القياسية

كان يوليو 2023 هو الشهر الأحرّ على الإطلاق، حسبما أكّد المركز الأوروبي للتنبؤات بالطقس متوسطة المدى European Centre for Medium-Range Weather Forecasts في 8 أغسطس 2023. وعلى نطاق أوسع، يبدو أنّ متوسط درجات الحرارة العالمية الإجمالية هذا العام يتجّه ليصير الأعلى على الإطلاق.

يقول مايكل ماكفادين Michael McPhaden من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي National Oceanic and Atmospheric Administration (اختصارا: الإدارة NOAA) في الولايات المتحدة إنّ السبب الرئيس وراء هذه الظواهر المتطرفة هو التأثير طويل المدى لإطلاق البشر المزيد من غازات الدفيئة Greenhouse gas في الغلاف الجوي، إضافة إلى التحوّل إلى نمط إل نينو El Niño الدافئ في المحيط الهادي.

ويقول إنّ تأثير ظاهرة إل نينو لافت للنظر بصورة خاصة بعد أنْ «حجبتْ» عدة أعوام باردة في المحيط الهادي الارتفاع المطرد في تركيز ثاني أكسيد الكربون Carbon dioxide في الغلاف الجوي – بزيادة قدرها نحو 4% منذ آخر ظاهرة إل نينيو كبيرة في عام 2016.

كما ارتفعت درجة الحرارة أيضا بسبب نمط التقلبات في التيّار النفّاث Jet stream (باللون الأصفر) مما شكّل «قببا حرارية» Heat domes متزامنة حبستْ الهواء الساخن على كل من أمريكا الشمالية وأوروبا والصين. ما إذا كان التغيّر المناخي Climate change يجعل مثل هذه القباب الحرارية أكثر شيوعا هو مجال بحث نشط.

ومع أنّ هذا يفسر الجزء الأكبر من ارتفاع الحرارة، إلّا أنّ التقلبات الطبيعية وعوامل أخرى قد تكون أيضا وراء الظواهر المتطرفة المحلية. على سبيل المثال، ساهم طور دافئ طبيعي في شمال المحيط الأطلسي في تسجيل درجات حرارة قياسية لسطح البحر. وقد تؤدي عوامل أخرى دورا أيضا، بدءا من انخفاض معدلات العواصف الرملية العاكسة للحرارة إلى انخفاض انبعاثات الكبريت المنبعث من السفن بعد اللوائح الجديدة في عام 2020. ومن الممكن أيضا أن يكون لبخار الماء الذي حقنه ثوران بركان هونغا-تونغا هونغا هاباي Hunga-Tonga Hunga Ha’apai في تونغا في طبقة الاستراتوسفير Stratosphere تأثير هامشي في ظاهرة الاحترار العالمي.

لكن عموما، لم يتفاجأ الباحثون في مجال المناخ. يقول أندرو ديسلر Andrew Dessler من جامعة تكساس إيه آند إم Texas A&M University: «لا شيء مما يحدث الآن في الجانب المادي للمناخ غير متوقع». ومع احتمال اشتداد ظاهرة إل نينيو وازدياد الانبعاثات، فلا تتوقع أن يحتفظ عام 2023 برقمه القياسي لفترة طويلة.

بقلم جيمس دينين

© 2023, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى