أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
فضاء

عام 2024 من المقرر أن يكون عام القمر لكن لنمضِ بحذر

مع سلسلة من البعثات المجدولة إلى سطح القمر هذا العام، علينا التأكد من عدم نسيان الدروس المستفادة من الطريقة التي أثرت بها البشرية في الأرض

بقلم نيو ساينتست

هذا العام هو عام القمر، وقد انطلق فعلاً. كان الإطلاق الأول لصاروخ فولكان Vulcan في الثامن من يناير بمثابة بداية لما قد يكون أكبر طوفان من البعثات التي شهدها القمر على الإطلاق، وذلك بفضل برنامج خدمات الحمولة القمرية التجارية Commercial Lunar Payload Services (اختصاراً CLPS) التابع لناسا.

أول بعثات CLPS هي مركبة الهبوط بريغرين Peregrine من شركة أستروبوتيك Astrobotic، وهي مركبة غير مأهولة حملها الصاروخ فولكان وكانت تأمل الوصول إلى سطح القمر في 23 فبراير. فقد تكون هذه هي المرة الأولى التي تهبط فيها شركة خاصة على سطح القمر، لكن مركبة الهبوط بريغرين عانت تسرب الوقود ولن تتمكن الآن من الوصول إلى وجهتها المقصودة. ومع ذلك، هناك المزيد من هذه البعثات المخطط لها هذا العام، مع عقد وكالات الفضاء والشركات العالمية العزم على الوصول إلى القمر.

وفي خضم كل هذا الاستكشاف الروبوتي، تجري الاستعدادات أيضاً على قدم وساق ليطأ البشر سطحه كذلك، وهو إنجاز لم يتحقق منذ عام 1972. إذ ستحمل بعثة آرتميس 2 (Artemis II) التابعة لناسا، والمخطط لها في نهاية العام، أربعة رواد فضاء في رحلة حول القمر، منهم كريستينا كوخ Christina Koch، وهي أول امرأة تسافر إلى قمر الأرض. إذا سارت الأمور على ما يرام، فستكون تلك التجربة النهائية الأخيرة قبل عودة رواد الفضاء إلى سطح القمر.

يمكن أن يزودنا ذلك السطح، الخالي من تأثيرات النشاط الجيولوجي والبيولوجي، بتفاصيل مهمة ليس فقط عن ماضي الأرض، بل عن تطور المجموعة الشمسية Solar System بكاملها. وإضافة إلى ذلك، فإن القمر نقطةُ انطلاق مهمة لأي رحلات أبعد من ذلك. سيتعين اختبار التقنيات المستخدمة في هذه البعثات في مكان ما، ويمكن القول إن القمر بكل أوجه تشابهه مع المريخ وغيره من العوالم الصغيرة نسبياً، هو أفضل مكان للقيام بذلك.

قمرنا هو كبسولة زمنية غير مفسدة من ماضي كوكبنا وتذكير بالطريقة التي غيرت بها أفعالنا عالمنا على الأرض. إن عدم التعلم من أخطائنا هو أمر لا يغتفر

لكن، وفي ظل النشاط الكبير على سطح القمر، الذي يمكن القول إنه يدخل عصراً جيولوجياً جديداً أقرب إلى حقبة الأنثروبوسين Anthropocene (هي الحقبة التي يبدأ فيها التأثير البشري)، علينا المضي قدماً بحذر لتجنب إفساده، فقمرنا هو كبسولة زمنية غير مفسدة من ماضي كوكبنا، وتذكير بالطريقة التي غيرت بها أفعالنا عالَمنا على الأرض. إن عدم التعلم من أخطائنا هو أمر لا يغتفر.

© 2024, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى