أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
Advertisement
أخبار العلومتحليلفلسفة العلوم

لماذا علينا الرجوع إلى الفلسفة للحكم على المفاهيم الغريبة في العلوم

إنّ نظريات العقل والكون منافية للعقل حتما - ومعرفة كيفية الموازنة بين المستحيلات المتنافسة يمكن أن تساعدنا على تحديد أيّها يجب أن ندعم.

ليس من السهل التنبؤ بالمكان الذي ستأتي منه القفزة المقبلة في الفهم العلمي. في الواقع، إنّ الأفكار التي تمّثل تحولاتٍ نموذجيةً واضحةً – والتي لا نفهمها إلّا بعد فترةٍ من ظهورها – يمكن أن تجعلك تشعر في البداية بأن قدميك الفكريتَين غير مستقرتَين. لذا، في حين يفتّش العلماء عن طرقٍ جديدةٍ لفهم الكون، إلى أي مدى يجب أن نأخذ هذه الثورات التي مازالت مرحلة جنينية على محمل الجد؟

فهل ستعطي الأولوية للبساطة المفاهيمية على الالتزام بالتجريبية.

لنأخذ، على سبيل المثال، التناظر الفائق Supersymmetry، الفكرةُ المعشوقة (من قبل الفيزيائيين، على الأقل) والتي تقول إنّ لكل جسيمٍ أساسي Fundamental particle نعرفه شريكاً أثقل بكثيرٍ لم نكتشفه بعد. إنّ أناقتها الرياضياتية تأخذ بمؤيديها إلى حالةٍ من النشوة، لكن مشكلةً صغيرةً تخذلها: عدم وجود أدنى دليلٍ على صحتها.

تبدو المادة المعتمة Dark matter للوهلة الأولى قائمةً على أرضٍ صلبةٍ. في ظلّ أفضل فهمٍ حالي للجاذبية، أي النظرية النسبية العامة General theory of relativity لألبرت آينشتاين Albert Einstein، توجهنا خطوطٌ مختلفةٌ من الأدلة نحو فكرة أن 85% من الكتلة داخل الكون غير مرئية. نرى تأثيراتها الجاذبيّة في معظم أنحاء الكون. ومع ذلك، تبدو المادة المعتمة ملائمةً بصورةٍ أكثر من اللازم. نعم، إنّها تفسّر مجموعةً من الظواهر التي لا يمكن تفسيرها من دونها، لكن نظراً لأننا لم نكتشف حتى الآن بصورةٍ مباشرةٍ جسيماً واحدا من المادة المعتمة، فإنّ هذا التفسير يبدو غير مريحٍ وكأنّه كتابةُ عبارة «هنا توجد تنينات Dragons» [إشارة إلى رسم تنين على أجزاء من الخرائط على المناطق غير المستكشفة في القرون الوسطى] على هوامش علم الكون.

ولهذا السبب، فلابد من الترحيب بالنُهُج البديلة والحكم عليها على أساس مزاياها النسبية، مهما بدَتْ عجيبةً. إن نظرية جاذبية «ما بعد الكم» Post-quantum theory تُحدث ضجةٍ لأنها تعيد النظر في افتراضات آينشتاين حول طبيعة المكان والزمن. وبصورةٍ حاسمةٍ، بإمكانها أن تفسّر مشاهداتٍ رئيسيةً دون الحاجة إلى الاستناد إلى وجود المادة المعتمة. فهناك حاجةٌ إلى الكثير من العمل، لكن إذا حكمنا باستخدام أدوات شويتزغِبل، فقد نجد أن هذا التطور يستحق أن يُؤخَذَ على محمل الجد، حتى لو كان النموذج الحالي ثابتاً في الوقت الراهن.

ترجمة: د. محمّد الرفاعي

مسرد المصطلحات

المصطلح الإنجليزي المصطلح العربي
Supersymmetry تناظر فائق
Fundamental particle جسيمٍ أساسي
Dark matter مادة معتمة
General theory of relativity النظرية النسبية العامة

© 2024, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى