كواكب فضائية شبيهة بالأرض
تأليف: ليزا كولتينغر
الناشر: Allen Lane
السعر: £25 جنيهاً إسترلينياً
الغلاف: ورق مُقوَّى
كوكبنا الأرضي هو موطن لأكثر من 8 ملايين نوع من الكائنات الحية، تنتشر في قاراته، وتسبح في محيطاته بل إن بعضها يمكن العثور عليه في أعماق قشرته الصخرية! وفي المقابل، تبدو أسطح الكواكب المجاورة قاحلة. ومن المؤكد أن مسألة وجود حياة، من نوع ما، تختبئ بعيداً عن الأنظار تحت تربة المريخ، أو تحت القشرة الجليدية لبعض أقمار الجزء الخارجي من المجموعة الشمسية هي أمرٌ محتمَل. وإذا كان الأمر كذلك، ينبغي لنا اكتشافُها.
ومع ذلك، لا ينبغي لنا أن نفقد الأمل في العثور على حياة في مكان آخر في الكون. تُواصل مجموعةٌ كبيرة من التلسكوبات بحثَها في السماء عن كواكبَ تدور حول نجوم أخرى تسمى بالكواكب النجمية Exoplanets. في كوننا توجد مئات البلايين من النجوم داخل مئات بلايين المجرّات، وتشير عمليات البحث عن الكواكب النجمية إلى الآن إلى احتمال وجود أنظمة كوكبية تدور حول معظم هذه النجوم. ومن بين تريليونات الكواكب الموجودة هناك، من المؤكد أن بعضها قد أنتج حياة أيضاً؟ ولكن إذا كان الأمر كذلك، فكيف سنستطيع العثور عليها؟ وما الشيء الذي يجب أن نبحث عنه بالضبط؟
في كتاب ”كواكب فضائية شبيهة بالأرض“ Alien Earths، تستكشف ليزا كولتينغر هذا السؤال من منظور مختلف، لتتساءل بدلاً من ذلك: كيف ستبدو الأرض بالنسبة إلى أي حضارة فضائية أخرى هناك تبحث عن الحياة؟ للإجابة عن هذا السؤال يأخذنا الكتاب، بطريقة خبيرة، عبر معرفتنا الحالية بتكوين الأرض، وتاريخها، ويشجعنا على التفكير في مدى نموذجيتها، بل وكامل المجموعة الشمسية. إضافةً إلى هذا، فهو يوجز لنا آلية ظهور الحياة وتطورها عبر ذلك الخط الزمني بنحو جيد، مع الأخذ في الاعتبار كيف أثرت الحياة في الظروف على الأرض بطرق يمكن ملاحظتها من الفضاء كإشارة تدل على وجود الحياة عليها. وهذا أمر أساسي، لأن المسافات الشاسعة بين النجوم تعني أن أي كائنات فضائية غريبة تنظر إلينا الآن سترى الأرض في ماضيها.
كما أننا سنستمتع بجولة سريعة على بعض الكواكب النجمية الأكثر غرابةً وروعة وشبهاً بالأرض التي اكتشفت إلى الآن، وسنتعرف على التلسكوبات السابقة والحالية التي ستصبح قريباً تلسكوبات تجعل كل هذه الأرصاد الرائعة ممكنة.
كتاب كواكب فضائية شبيهة بالأرض هو كتاب رائع وغني بكثير من المعلومات المفيدة المقدَّمة في سرد جذاب وسهل القراءة. عند نهاية الكتاب لا يسعك إلا أن تشعر فعلاً بالحماس بشأن احتمال العثور على حياة خارج الأرض في أثناء فترة حياتنا.
*****
بيني وزنياكيفيتش Penny Wozniakiewicz: محاضِرة أولى في علوم الفضاء في جامعة كنت.
أشباح الكون
تأليف: سي رينيه جيمس C Renée James
الناشر: Johns Hopkins
السعر: £25 جنيهاً إسترلينياً
الغلاف: غلاف مقوَّى
منذ أقدم العصور، غالباً ما نظر مراقبو النجوم والفلاسفةُ إلى الكون البعيد عن الأرض على أنه عالم ثابت لا يتغير. وحتى في وقتنا الحالي يبدو أن جزءاً من عجائب علم الفلك هو أن النجوم والمجرّات تتغير وتتطور، في معظمها، وَفق مقاييس زمنية تتجاوز مقاييسنا نحن. ولكن في خِضَم كل هذه الموثوقية، نعلم الآن أن هناك أيضاً انفجارات عنيفة تُعرَف بصورة عامة باسم ”الأحداث العابرة“ Transients. قد يدوم مثل هذه الأحداث من عدة أشهر إلى عدة أجزاء من الثانية فقط، ومع ذلك فهي قد تُطلق في هذه المدة من الوقت طاقةً تُعادل ما تطلقه الشمس طوال 10 بلايين سنة.
يتناول كتاب الباحثة سي رينيه جيمس C Renée James الجديد قصة الأحداث الفلكية العابرة، بدءاً من الأرصاد القديمة لـ”نجوم جديدة“ إلى مراصد موجات الجاذبية حالياً. تبتدئ كتابَها هذا بالانفجارات النجمية الهائلة المعروفة باسم السوبرنوفا (المستعر الأعظم)، ثم تنسج بمهارة علوم ومعارف كثير من الأنواع الأخرى من الانفجارات والاضطرابات الكونية التي تتراوح بين ومضات إشعاع دورية لنوى نجوم منهارة إلى جسيمات نادرة تنبعث من النوى العنيفة لمجرّات بعيدة.
كثيراً ما تكون الحقائق والأرقام محيِّرة للعقل، ولكن في قلب الكتاب تكمن سلسلة من الزيارات إلى التلسكوبات والتجارب الرئيسة في معظم أنحاء العالم، ومناقشات مع الباحثين في هذا المجال سريع التطور. وإضافةً إلى شرح الأساليب المتنوعة والمبتكرة التي استخدمها علماء الفلك في الماضي والحاضر لاستحضار ومضات تَشي بمعانٍ كونية من بحار هائلة من بيانات غامضة وعميقة، فإن هذه الرؤى، بمستواها الإنساني، تجعل من كتاب أشباح الكون ليس فقط دليلاً رائعاً لأعنف أحداث الكون، بل أيضاً نظرةً مثيرة تحت قُبعة العلم الحديث.
*****
جايلز سبارو Giles Sparrow: كاتب ومؤلف علمي.
سفينة فضاء الشعب
تأليف: إيمي بيج كامينسكي
الناشر: جامعة بطرسبرغ
السعر: £54 جنيهاً إسترلينياً
الغلاف: غلاف مقوَّى
يرسم كتاب ”سفينة فضاء الشعب“ The People’s Spaceship التقلبات العديدة التي شهدتها الوكالة ناسا ومكوك الفضاء، منذ نشأته حتى تقاعُدِه وما بعد ذلك. وبدلاً من مجرد توثيق التاريخ التقني للمكوك الفضائي، تركز كامينسكي على كيفية إدراك الجمهور بصورة عامة لهذا المكوك، وتوضح كيف صار هذا المكوك الفضائي أكثر من مجرد إنجاز هندسي، بل صار أيضاً دليلاً على قوة تفاعُل الجمهور مع علوم الفضاء.
نتعلم هنا، وبتفصيل كبير، كيف صار مكوك الفضاء ”سفينة فضاء الشعب“ وكيف تمكنت الوكالة ناسا من جذب الناس، بحيث صاروا هم بأنفسهم (وليس فقط أموال الضرائب التي يدفعونها) جزءاً أساسياً من نجاح البرنامج. تكشف المؤلفة كامينسكي التي شغلت مناصب رئيسة في الوكالة ناسا مستندةً إلى أبحاث ومقابلات مستفيضة، كيف كانت لدى وكالة الفضاء رؤيةٌ مستقبلية لوضع استراتيجية العلاقات العامة في قلب مشروع المكوك، قبل أن يدعوها أحد باسم علاقات عامة. وتوضح كيف أن الحماس حول مكوك الفضاء كان قادراً على المساعدة في جمع جمهور أمريكي منقسم، كان منشغلاً بحرب فيتنام، والنضال من أجل الحقوق المدنية والاهتمامات البيئية الناشئة، وتوحيدهم في رؤية لمستقبل أمريكي.
صيغت أبحاث ومراجع هذا الكتاب بدقة بالغة، ليعطي تاريخاً مفصلاً لعديد من جوانب ناسا والمكوك ذاته التي لم يسلط الضوء عليها من قبل. ومع أن الكتاب كثيف بعض الشيء في بعض مواضعه فهو بالتأكيد كتاب مدرسي أكثر من كونه كتاب مطالعة على الشاطئ إلا أن شغف كامينسكي وعاطفتها تجاه المشروع والتوعية العامة به يتألقان عبر صفحاته. إنه مصدر رائع لأي شخص يرغب في فهمٍ أعمقَ لأهمية مشاركة الجمهور في إنجاح رحلات الفضاء.
*****
Katie Sawers is a science writer
نشاط رصد النجوم حول العالم: جولة في سماء الليل
تأليف: فاليري ستيماك
الناشر: Lonely Planet
السعر: £19.99 جنيه إسترليني
الغلاف: ورق مقوَّى
إن حقيقة ضرورة وجود مثل هذا الكتاب أمر محزن. تشير الدراسات الحديثة إلى ازدياد توهُّج السماء بنسبة 10% في كل عام، وهو أمر يعرفه بالفطرة أي شخص يمارس أنشطة فلكية في إحدى مدن المملكة المتحدة أو بالقرب منها. وإلى أن تضع الحكومات تشريعات لحماية عتمة السماء، ستكون هناك إجابة واحدة فقط: السفر.
تُحرِّر المؤلفة، فاليري ستيماك Valerie Stimac، الموقع spacetourismguide.com، وقد كتبت عن السياحة الفلكية طَوال سنوات عديدة. تبدو مقدمتُها عن مراقبة النجوم كيف ومتى تفعل ذلك، وما الذي يجب أن تنظر إليه ممتازةً ومسلية في آن. هناك أيضاً مقدمة مفيدة عن حفلات رصد النجوم، ودليل لزيارة المراصد الفلكية، وبعض النصائح للمبتدئين في نشاط التصوير الفلكي.
ومع ذلك فإن معظم الكتاب قد خُصص للأماكن المعتمة. تغطي الأماكن الـ 45 المذكورة فيه (إضافة إلى 13 مرصداً فلكياً يمكن زيارتها) كثيراً من المواقع الرئيسة للسماء المعتمة في معظم أنحاء العالم، مع انحياز بسيط إلى الأماكن الجميلة التي قد تكون بالفعل في قوائم أمنيات القراء. وهذا أمر منطقي: فهذا كتاب من مطبوعات Lonely Planet، والسياحة الفلكية هي اتجاه جديد رئيس في صناعة السفر.
هناك أماكن معتمة مدرجة هنا لم أفكر فيها من قبل لا سيما في هولندا وكوستاريكا إلى جانب بعض الأماكن التي تبدو متواضعةً بعضَ الشيء. على سبيل المثال أدرجت منطقة ويلز Wales، وبجدارة، لكونها أكثر المناطق عتمة في المملكة المتحدة، لكن حديقة إيلان فالي الدولية للسماء المعتمة Elan Valley International Dark Sky Park هي الجوهرة، وليس باناو بريشينيوغ Bannau Brycheiniog (بريكون بيكونز Brecon Beacons). وكذلك الأمر مع ناميبيا، التي لم تُذكر فيها ”المزارع الفلكية“ التالية في تيفولي Tivoli، ورويساند Rooisand، وهاكوس Hakos، وذلك مع أنها مواقع جاذبة للفلكيين. ولكن، بصورة عامة، هذه مقدمة شاملة خطت بأسلوب جميل عن صناعة السياحة الفلكية.
*****
جيمي كارتر Jamie Carter: يكتب عن السياحة الفلكية، ويُحرر الموقع WhenIsTheNextEclipse.com
كيف يمكننا اكتشافُ حياة على كوكب لا نستطيع زيارتَه؟
علامات الحياة مسجَّلة في ضوء الكوكب، إذا عرفنا كيف نقرؤُه. الضوء يحمل طاقة، وإذا اصطدمت طاقة ذات قوة مناسبة بجزيء ما، فسيتأرجح ويدور. وتماماً كما تدل الأختام الموجودة في جواز سفرك على البلدان التي زرتَها، فإن التركيب الكيميائي للغلاف الجوي لكوكب ما يجري ترميزه في الضوء الذي مر عبْرَ ذلك الغلاف الجوي، ثم وصل إلى تلسكوباتنا بما في ذلك أي علامات للحياة على ذلك العالَم.
هل نحن على وشك العثور على حياة (فضائية)؟
في المتوسط يحتضن واحد من بين كل خمسة نجوم تقريباً في الكون كوكباً يمكن أن يكون مثل كوكبنا: كوكباً صخرياً، ليس شديد الحرارة، وليس شديد البرودة. إن وجود 200 بليون نجم في مجرتنا يعني بلايين الاحتمالات. لكن يجب علينا معرفة كيف لا تفوتنا فرصة اكتشاف علامات الحياة على عوالم أخرى. لقد أنشأتُ معهد كارل سيغن Carl Sagan Institute لربط الأفكار من مختلف المفكرين في تخصصات مختلفة. وهذا أمر بالغ الأهمية لمنحِنا أفضلَ فرصة، إضافةً إلى استخدام تاريخ كوكبنا بمنزلة حجر رشيد لنا.
أين يجب أن نركز اهتمامنا؟
لأول مرة في التاريخ، لدينا تلسكوب هو التلسكوب جيمس ويب الفضائي JWST يمكنه التقاط ما يكفي من الضوء من العوالم التي يُحتمَل أن تكون صالحة للحياة لاستكشافها. إننا بالفعل نعيش في وقت رائع. ولهذا السبب كتبتُ هذا الكتاب الآن، لأننا على وشك اكتشاف الإجابة عن سؤال عمره ألفُ عام: هل هناك كواكب أرضية، في الفضاء؟ انظري إلى السماء، واعثري على نجمك المفضل واسمحي لنفسك بحرية التساؤل: ماذا لو لم نكن وحدنا في الكون؟
ليزا كولتينغر Kaltenegger: أستاذة مشاركة في علم الفلك في جامعة كورنيل والمديرة المؤسِّسة لمعهد كارل سيغن.