أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
Advertisement
أخبار العلوم

العثور على فرع مفقود من نهر النيل يتدفق بالقرب من أهرامات مصر

تظهر عينات التربة الأساسية مجرى نهر قديم تحت الصحراء بالقرب من العديد من الأهرامات المصرية، مما يكشف عن ممر مائي قديم جف منذ آلاف السنين

بقلم تشن لي

كشفت المسوحات الجيولوجية أن العديد من أهرامات مصر القديمة بنيت على طول فرع مندثر من نهر النيل. وهذا يمكن أن يفسر سبب تجمع هذه الأهرامات، بما في ذلك الهرم الأكبر الشهير في الجيزة، في شريط رفيع من الأراضي القاحلة وغير المضيافة.

يقول تيم رالف Tim Ralph من جامعة ماكواري Macquarie University في سيدني، أستراليا: «منذ العصور القديمة، قدَّم نهرُ النيل سبلَ العيش للمستوطنات المصرية، وكان بمثابة الممر المائي الرئيسي الذي سمح بنقل البضائع ومواد البناء في الماضي… ولهذا السبب، بُنيت معظم المدن والمعالم الرئيسية على مقربة من ضفاف النيل وفروعه الطرفية».

بُني أكثر من 100 هرم في الفترة ما بين 4,700 3,500 عام مضت لتكون بمثابة مقابر كبيرة لفراعنة مصر. وتنتشر 31 منها، بما في ذلك أهرامات دهشور والجيزة وسقارة، على طول حافة الصحراء الغربية في مصر، على بعد عدة كيلومترات من نهر النيل.

ولنقل العدد الهائل من الأشخاص والموارد اللازمة لبناء هذه الأهرامات، اعتقد الباحثون منذ فترة طويلة أن النيل ربما كان له فرع يتدفق عبر مواقع البناء. للتحقق أكثر، نظر رالف وزملاؤه في صور الأقمار الاصطناعية الرادارية وبيانات ارتفاع الأرض في المنطقة. وتشير المنخفضات في التضاريس الطبيعية إلى أن قناة المياه القديمة ربما امتدت مسافة 64 كيلومتراً عبر حقول الهرم بين مدينة الجيزة شمالاً وقرية اللشت جنوباً. كما كانت قريبة من العاصمة المصرية القديمة ممفيس ومجمعات أهرامات أبي صير وسقارة ودهشور.

بمجرد أن حصل الباحثون على فكرة تقريبية عن موقع الفرع، أخذوا عينات من التربة والرواسب على طول مساره واكتشفوا مجرى نهر من الرمال مختبئاً تحت ما هو الآن أراضيَ زراعيةً أو صحراء.

يقول رالف: «نعتقد أن عرضها كان يتراوح بين 200 و700 متر تقريباً، وعمقها لا يقل عن 8 أمتار».

يبدو أن الجسور التي عُثِر عليها حول الأهرامات الـ 31 تنتهي عند ضفاف فرع النيل القديم، في إشارة إلى أن قناة المياه كانت تستخدم لنقل مواد البناء منذ آلاف السنين.

ويقول رالف إن الفرع القديم، الذي يطلق عليه اسم فرع الأهرامات نسبة الهرم، جفّ في نهاية المطاف بعد أن ضرب الجفاف الشديد المنطقة قبل نحو 4,200 عام.

تقول بيني ويلسون Penny Wilson، من جامعة دورهام Durham University بالمملكة المتحدة: «إن وجود القناة يُعدُّ نتيجة ممتازة… إن رسم كل هذا يعد إضافة رائعة للتضاريس الطبيعية القديمة التي دُفنت تحت الرمال ويظهر طريقة فعالة من حيث التكلفة لإعادة بناء وإعادة تقييم النُّظم الاقتصادية والاجتماعية للدولة الفرعونية».

يقول كامبل برايس Campbell Price من جامعة ليفربول University of Liverpool بالمملكة المتحدة: «أعتقد أن الناس غالباً ما يتخيلون الأهرامات المصرية وقد تقطعت بها السُّبل في وسط الصحراء».

ويقول: «يبدو أن هذا البحث يوضح أيضاً أنها كانت في الواقع مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحياة الزراعية في مصر الفرعونية – ونهر النيل».

© 2024, New Scientist, Distributed by Tribune Content Agency LLC

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى