Ticker: The Quest to Create an Artificial Heart
تأليف: ميمي سوارتزBy Mimi Swartz
الصفحات: 317
منشورات: Crown
بقلم: سارا زانغ
عندما استسلم قلب مريض على طاولة جراح القلب دنتون كولي Denton Cooley في عام 1969، لم يسمح للرجل بأن يسكن في خلوده للنوم الأبدي. وبدلا من ذلك، أرسل مُساعِده للعثور على شاةٍ ليجتث قلبها وخاطه كولي في صدر المريض. ويبدو أنّ هذا أحد الأشياء التي يمكنك فعلها، دون أن تطلب إذنًا من أحد، في ستينات القرن العشرين.
توفى المريض (طبعا) لكن كولي استمر في محاولاته. وبعد عام اختبر إجراءً تجريبياً آخر طور قلباً اصطناعياً، وقد يقول البعض إنه سُرق من منافسه في جامعة بايلور Baylor University في هيوستن. ولم يطلب كولي قط الحصول على إذن من الجامعة لأنه، حسنًا، كان سيتطلب ذلك مرور الإجراءات خلال لجنة يديرها المنافس المذكور. وورد أنّ كولي أخبر زميله بعد الجراحة: “لقد تسببت بشعور كبير من الانزعاج لجامعة بايلور، وسيطول تذكره لسنوات قادمة.”
وهكذا، أيها القُراء، زُرع القلب الاصطناعي الأول في مريض. (عاش الرجل ثلاثة أيام معتمدًا على جهاز، قبل أن يتلقى عملية زرع من متبرع ثم توفى باليوم التالي). وهذه هي المآثر القاسية التي تسجلها ميمي سوارتز Mimi Swartz في كتابها نابض Ticker، وهو تاريخ موجز للقلب الاصطناعي. وسوارتز محررة تنفيذية في مجلة تكساس كل شهر Texas Monthly، ومقرها بهيوستن، وهي موطن لأربع كليات طب وكثير من أبحاث القلب الرائدة في القرن الماضي. وهؤلاء هم الأطباء الذين لديهم الكثير من القواسم المشتركة، كما تكتب، “مع الأشخاص الذين عبروا منحدر خومبو الجليدي في إيفرست أو الذين مشوا الخطوات الأولى على سطح القمر.”
ويشمل هؤلاء الأطباء كولي ومنافسه، مايكل ديباكي Michael DeBakey، الذي زُعِم أنّ كولي سرق تصميمه. وكان هذا القلب الاصطناعي عبارة عن قطعة غير عملية من البلاستيك بحجم البطيخ تضخ الدم باستخدام الهواء المضغوط. وقد واصل بَد فرايزر Bud Frazier، الذي تتلمذ على يد كولي، العمل على تنقيح القلوب الاصطناعية، وفي النهاية طوّر تصميم جهاز لا يضخ كثيرًا ولا يتوقف عن الأزيز. وبتركيب هذا الجهاز لن يكون للمريض نبض إلا أنه سيكون على قيد الحياة.
إذا جئت إلى كتاب نابض متوقعًا قصةً عن انتصار الإنسان على الطبيعة؛ فستصاب بخيبة أمل، إذ لم توافق إدارة الغذاء والدواء The Food and Drug Administration بعد على قلب اصطناعي دائم. وصارت جهات التمويل الحكومية أكثر اهتماما في الوقاية من أمراض القلب بدلًا من استبدال القلوب المعتلة بالأجهزة. كما فقد مجدهما في السنوات الأخير كلٌّ من مستشفى سانت لوك St. Luke ومعهد تكساس للقلب Texas Heart Institute التابع له، حيث قام كولي وفرايزر بالعديد من أبحاث القلب الاصطناعي. وقد ركز تقرير صدر مؤخراً عن هيوستن كرونيكل Houston Chronicle وبروبابليكا ProPublica (وهو تقرير حديث جداً لتتناوله سوارتز في كتابها) على دور فرايزر في سانت لوك، متهماً إياه بوضعه مصالح البحث قبل مصلحة مرضاه. حتى أنّ زميلا سابقا قد تذكر “إخفاء المرضى” عن فرايزر.
حتى من دون هذه الاكتشافات الجديدة، تلاحظ سوارتز كيف تغيّر العالم لفرقتها من جراحي القلب الجريئين. وأخضعت النكسات مثل نكسة لولب منع الحمل دالكون شيلد Dalkon Shield إدارة الغذاء والدواء للتدقيق. وأثارت الحالات الشهيرة مثل زرع القلب الاصطناعي الثورية التي يقوم بها كولي وحالة الرضيعة فاي Fae (وهي رضيعة زُرع لها قلب بابون) تساؤلات الجمهور حول الأطباء الذين يُخضِعون المرضى للتجارب سعيًا إلى المجد الشخصي. وسوارتز تذكر كل ذلك، لكن تركيزها الضيق يعيق أي استكشاف حقيقي للحدود الأخلاقية للابتكار. وفي تعيينها لكولي وفرايزر وغيرهم من مبشري القلوب الاصطناعية كأبطالها، فلها قرّاء يتابعون انتصاراتهم على الصعاب ويثبتون خطأ المعارضين. فهم يظهرون كأبطال، حتى وإن كانوا معيبين قليلاً.
ويغادر الفصل الأكثر إثارة للانتباه في كتاب نابض تكساس إلى ولاية يوتا، موقع زراعة أول قلب اصطناعي ناجح في عام 1982، وكلمة “ناجح” نسبية. إذ عاش المريض، بارني كلارك Barney Clark 112 يومًا. وقد عانى خلالها تشنجات وتلفاً في الدماغ وفشلاً كلوياً والتهاباً رئوياً والنقرس وتورم الخصيتين والقرحة. وفي وقت من الأوقات طلب السماح له بالموت.
وقصة كلارك تقلب وجهة النظر من الطبيب إلى المريض. ويأتي المرضى الآخرون ويرحلون في كتاب نابض، لأجد نفسي راغبة في معرفة المزيد عن شعورهم حيال عملياتهم الجراحية التجريبية. (على سبيل المثال، رفعت أرملة الرجل الذي حصل على القلب الاصطناعي الذي سرقه كولي، دعوى لسوء الممارسة الطبية، وهي حقيقة تغاضت عنها سوارتز في فقرة).
وبعد كل هذا، خلافا لمتسلقي جبل إيفرست أو رواد الفضاء على سطح القمر، فإنّ جراحي القلب لا يخاطرون بحياتهم عندما يدفعون حدود الإمكانية، بل هم المرضى الذين تتعرض حياتهم للخطر.
©2018 The New York Times
Distributed by The New York Times Syndicate